197
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
196

3 . مُحَمّد مَهدي الجَواهِرِيُّ ۱

۳۱۷۹.ديوان الجواهري ـ مِن قَصيدَةٍ عَصماءَ يَرثي بِها سَيِّدَ الشُّهداءِ عليه السلام ـ۲:
فِداءً لِمَثواكَ مِن مَضجَعِتَنَوَّرَ بِالأَبلَجِ۳الأَروَعِ
بِأَعبقَ مِن نَفحاتِ الجنانِ روحَا۴، ومِن مِسكِها أضوَعِ۵
ورَعيا لِيَومِكَ يَومِ «الطُّفوفِ»۶وسَقيَا لِأَرضِكَ مِن مَصرَعِ
وحُزنا عَلَيكَ بِحَبسِ النُّفوسِعَلى نَهجِكَ النَّيِّر المَهيَعِ۷
وصَونَا لَِمجدِكَ مِن أَن يُذَالَبما أنتَ تَأباهُ مِن مُبدَعِ
فَيا أيُّهَا الوِترُ فِي الخالِديــنَ فَذّا، إلى الآن لَم يُشفَعِ
ويا عِظَةَ الطّامِحينَ العِظامِللِاهينَ عَن غَدِهِم قُنَّعِ
تَعالَيت مِن مُفزِعِ لِلحُتوفِ۸وبورِكَ قَبرُكَ مِن مَفزَعِ
تَلوذُ الدُّهورُ فَمِن سُجَّدٍعَلى جانِبَيهِ، ومِن رُكَّعِ
شَمَمتُ ثَراكَ فَهَبَّ النَّسيمُنَسِيمُ الكَرامَةِ مِن بَلقَعِ۹
وعَفَّرتُ خَدّي بِحَيثُ استَراحَ خَدٌّ تَفَرَّى ولَم يَضرَعِ
وحَيثُ سَنابِكُ خَيلِ الطُّغَاةِ جالَت عَلَيه ولَم يَخشَعِ

وَخِلتُ وقَد طارَتِ الذِّكرَياتُبِروحي إلى عَالَمٍ أرفَعِ
وطُفتُ بِقَبرِكَ طوفَ الخَيالِبِصَومَعَةِ المُلهَمِ المُبدِعِ
كَأَنَّ يَدا مِن وَراءِ الضَّريــحِ حَمراَءَ « مَبتورَةَ الإِصبَعِ »
تَمُدُّ إلى عالَمٍ بِالخُنوعِ وَالضَّيمِ ذي شَرَقٍ۱۰مُترَعِ
تَخَبَّطَ في غابَةٍ أطبَقَتعَلى مُذئِبٍ مِنهُ أو مُسبِعِ
لِتُبدِلَ مِنهُ جَديبَ الضَّميرِبِآخَرَ مُعشَوشِبٍ مُمرِعِ
وتَدفَعَ هذِي النُّفوسَ الصِّغارَ خَوفا إلى حَرَمٍ أَمنَعِ...
فَيَابنَ « البَتولِ» وحَسبي بِهاضَمانا عَلى كُلِّ ما أدَّعي
ويَابنَ الَّتي لَم يَضَع مِثلُهاكَمِثلِكِ حَملاً ولَم تُرضِعِ
ويَابنَ البَطينِ بِلا بِطنَةٍويَابنَ الفَتى الحاسِرِ۱۱الأنزَعِ۱۲
ويا غُصنَ « هاشِمَ » لَم يَنفَتِحبِأَزهَرَ مِنكَ ولَم يُفرِعِ
ويا واصِلاً مِن نَشيدِ الخُلودِخِتامَ القَصيدَةِ بِالمَطلَعِ
يَسِيرُ الوَرى بِرِكابِ الزَّمانِ مِن مُستَقيمٍ ومِن أظلَعِ
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكبَ الخُلودِما تَستَجِدُّ لهُ يَتبَعِ
تَمَثَّلتُ يَومَكَ في خاطِريورَدَّدتُ صَوتَكَ في مَسمَعي
وَمَحَّصتُ أمرَكَ لَم أرتهببِنَقلِ « الرُّواةِ » ولَم اُخدَعِ
وقُلتُ : لَعَلَّ دَوِيَّ السِّنينَبِأَصداءِ حادِثِكَ المُفجِعِ
وما رَتَّلَ المُخلِصونَ الدُّعاةُمِن « مُرسِلينَ » ومِن « سُجَّعِ »

ومِن « ناثِراتٍ » عَلَيك المَساءَوَالصُّبحَ بِالشَّعرِ وَالأَدمُعِ
لَعَلَّ السِّياسَةَ فيما جَنَتعَلى لاصِقٍ بِكَ أو مُدَّعي
وتَشريدَهَا كُلَّ مَن يَدَّليبِحَبلٍ لِأَهلِيك أو مَقطَعِ
لَعَلَّ لِذاكَ و « كَونِ » الشَّجِيِّوَلوعا بِكُلِّ شَجٍ مُولَعِ
يَدا فِي اصطباغِ حَديث الحُسَينبِلونٍ اُريدَ لَهُ مُمتِعِ
وكانتَ وَلَمَّا تَزَل بَرزَةًيَدُ الواثِقِ المُلجَأِ الأَلمَعِي
صَناعا مَتى ما تُرِد خُطَّةًوكَيف وَمهما تُرِد تَصنَعِ
ولَمّا أَزَحتُ طِلاءَ القُرونِوسِترَ الخِداعِ عَنِ المَخدَعِ
اُريد « الحَقيقَةَ » في ذاتِهابِغَيرِ الطَّبيعَةِ لَم تُطبَعِ
وجَدتُكَ في صورَةٍ لَم أرَعبِأَعظَمَ مِنها ولا أروَعِ
وماذا ! أأروَعُ مِن أن يَكونَ لَحمُكَ وَقفا عَلى المِبضَعِ
وأن تَتَّقي ـ دونَ ما تَرتَئي ـضَميرَكَ بِالأُسَّلِ۱۳الشُّرَّعِ
وأن تُطعِمَ المَوتَ خَيرَ البَنينَمِنَ « الأَكهلين » إلى الرُّضَّعِ
وخَيرَ بَنِي « الاُمِّ » مِن هاشِمٍوخَيرَ بَنِي « الأَبِ » مِن تُبَّعِ
وخَيرَ الصِّحابِ بِخَيرِ الصُّدورِ كَانوا وِقاءَكَ ، وَالأَذرعِ
وقَدَّستُ ذِكراكَ لَم انتَحِلثِيابَ التُّقاةِ ولَم أدَّعِ...
وآمَنتُ إيمانَ مَن لا يَرىسِوَى العَقلَ فِي الشَّكِّ مِن مَرجعِ
بِأَن ( الإِباءَ ) ووَحيَ السَّماءِوفَيضَ النُّبُوَّةِ ، مِن مَنبَعِ
تَجَمَّعُ في ( جَوهَرٍ ) خالِصٍتنَزَّه عَن ( عَرَضِ ) المَطمَعِ۱۴

1.محمّد مهدي بن عبدالحسين الجواهري، من أعلام الأدب العربي المعاصر . ولد حوالي عام ۱۹۰۰م في النجف الأشرف، تحدّر من اُسرة عريقة في العلم والأدب. درس علوم النحو والبلاغة والفقه وما إلى ذلك، ونظم الشعر في سنٍّ مبكّرة، امتهن التدريس لسنوات عديدة، وانتخب عدّة مرّات رئيسا لاتّحاد الاُدباء العراقيّين . دخل المجلس النيابي نائبا عن كربلاء في عام ۱۹۴۷م ثمّ استقال منه لظروف سياسيّة. واجه مضايقات مختلفة أدّت إلى أن يغادر العراق إلى لبنان ومنها إلى براغ عام ۱۹۶۱م. يتّصف اُسلوبه بالصدق في التعبير، والقوّة في البيان، والحرارة في الإحساس، ولكنّه يبدو من خلال أفكاره متشائما حزينا كئيبا . توفّي في ۲۷ تموز ۱۹۹۷م المصادف ل ۲۲ / ربيع الأوّل ۱۴۱۸ ه ق (راجع : ديوان الجواهري : ج ۱ ص ۱۵ ) .

2.ألقاها الشاعر في حفلٍ أُقيم في كربلاء يوم ۲۶ / ۱۱ / ۱۹۴۷ لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام المصادف ل ۱۳ / محرّم / ۱۳۶۷ ه ق . وقد كُتب خمسة عشر بيتا من هذا القصيدة بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدّي إلى الرواق الحسيني . وقد أوردنا هذه القصيدة في مراثي القرن الخامس عشر باعتبار وفاة الشاعر ، وإلّا فإنّ من حقّها أن تُذكر في مراثي القرن الرابع عشر .

3.الأبلجُ : المُشرقُ المضيء ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۸۱ « بلج » ) .

4.رَوحا : أي نسيم الريح ( النهاية : ج ۲ ص ۲۷۲ « روح » ) .

5.ضاعَ المِسكُ يضوعُ : فاحت رائحته وانتشرت ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۸۸ « ضوع » ) .

6.الطفوفُ : جمع طفّ وهو ساحل البحر وجانب البرّ ، ومنه حديث مقتل الحسين عليه السلام : إنّه يُقتل بالطفّ ، سمّي به لأنّه طرف البرّ ممّا يلي الفرات ، وكانت تجري يومئذٍ قريبا منه ( النهاية : ج ۳ ص ۱۲۹ « طفف » ) .

7.المَهيَعُ : هو الطريق الواسعُ المنبسطُ ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۹۴ « هيع » ) .

8.الحَتفُ : الموت والجمع الحُتوف ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۸ « حتف » ) .

9.البَلقعُ : هي الأرض القفر التي لا شيء بها ( النهاية : ج ۱ ص ۱۵۳ « بلقع » ) .

10.الشَرَقُ : الغُصَّةُ ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۴۶ « شرق » ) .

11.الحاسِرُ : الذي لا درع عليه ولا مغفر ( النهاية : ج ۱ ص ۳۸۳ « حسر» ) .

12.الأنزعُ : الذي ينحسر شعر مقدّم رأسه ، والأنزع : المملوء البطن من العلم والإيمان ( النهاية : ج ۵ ص ۴۲ « نزع » ) .

13.الأسلُّ : ما اُرِقّ من الحديد ؛ كالسنان والسيف والسكين ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۸ « أسل » ) .

14.ديوان الجواهري : ج ۴ ص ۲۳۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 306032
الصفحه من 410
طباعه  ارسل الي