۳۱۳۵.الدرّ النضيد :ولَهُ أيضا :
فَقُل لِنِزارٍ ماحَنينُكِ نافِعٌولَو مِتِّ وَجدا بَعدَهُم وَتَزَفُّرا
حَرامٌ عَلَيكِ الماءُ ما دامَ مَورِدالِأَبناءِ حَربٍ أو تَرَى المَوتَ مَصدَرا ...
ثَوى اليَومَ أحماها عَنِ الضَّيمِ جانِباوأَصدَقُها عِندَ الحَفيظَةِ مَخبَرا
وأَطعَمُها لِلوَحشِ مِن جُثَثِ العِدىوأَخضَبُها لِلطَّيرِ ظِفرا ومِنسَرا
قَضى بَعدَ ما رَدَّ السُّيوفَ عَلَى القَناومرهَفُهُ فيها وفِي المَوتِ أثَّرا
وماتَ كَريمَ العَهدِ عِندَ شَبَا القَنايُوَرّيهِ مِنها ما عَلَيهِ تَكَسَّرا
فَإِن يُمسِ مُغبَّرَ الجَبينِ فَطالَماضُحَى الحَربِ في وَجهِ الكَتيبَةِ غَبَّرا
وإِن يَقضِ ظَمآنا تَفَطَّرَ قَلبُهُفَقَد راعَ قَلبَ المَوتِ حَتّى تَفَطَّرا ...
سَطا وهوَ أحمى مَن يَصونُ كَريمَةًوأَشجَعُ مَن يَقتادُ لِلحَربِ عَسكَرا ...
تَعَثَّرَ حَتّى ماتَ فِي الهامِ حَدُّهُوقائِمُهُ في كَفِّهِ ما تَعَثَّرا
كَأَنَ أخاهُ السَّيفَ اُعطِيَ صَبرَهُفَلَم يَبرَحِ الهَيجاءَ حَتّى تَكَسَّرا
لَهُ اللّه ُ مَفطورا مِنَ الصَّبرِ قَلبُهُولَو كانَ مِن صُمِّ الصَّفا لَتَفَطَّرا
ومُنعَطِفا أهوى لِتَقبيلِ طِفلِهِفَقَبَّلَ مِنهُ قَبلَهُ السَّهمُ مَنحَرا
لَقَد وُلِدا في ساعَةٍ هُوَ وَالرَّدىومِن قَبلِهِ في نَحرِهِ السَّهمُ كَبَّرا
وفِي السَّبيِ مِمّا يَصطَفِي الخِدرُ نِسوَةٌيَعُزُّ عَلى فِتيانِها أن تُسَيَّرا
حَمَت خِدرَها يَقظى ووَدَّت بِنَومِهاتَرُدُّ عَلَيها جَفَنَها لا عَلَى الكَرى
مَشَى الدَّهرُ يَومَ الطَّفِّ أعمى فَلَم يَدَععِمادا لَها إلّا وفيهِ تَعَثَّرا
وجَشَّمَها المَسرى بِبَيداءَ قَفرَةٍولَم تَدرِ قَبلَ الطَّفِّ مَا البيدُ وَالسُّرى
ولَم تَرَ حَتّى عَينُها ظِلَّ شَخصِهاإلى أن بَدَت فِي الغاضِرِيَّةِ حُسَّرا۱