۳۱۳۹.الدرّ النضيد :ولَهُ أيضاً :
هذَا المُحَرَّمُ قَد وافَتكَ صارِخَةًمِمّا استَحَلّوا بِهِ أيّامَهُ الحُرُمُ
يَملَأنَ سَمعَكَ مِن أصواتِ ناعِيَةٍفي مَسمَعِ الدَّهرِ مِن إعوالِها صَمَمُ
تَنعى إلَيكَ دماءً غابَ ناصِرُهاحَتّى اُريقَت ولَم يُرفَع لَكُم عَلَمُ
مَسفوحَةٌ لَم تُجِب عِندَ استِغاثَتِهاإلّا بأَدمُعِ ثَكلى شَفَّهَا الأَلَمُ
حَنَّت وبَينَ يَدَيها فِتيَةٌ شَرِبَتمِن نَحرِهِم نُصبَ عَينَيهَا الظُّبَا الخُذُمُ
مُوَسَّدونَ عَلَى الرَّمضاءِ تَنظُرُهُمحَرَّى القُلوبِ عَلى وِردِ الرَّدَى ازدَحَموا...
وحائِراتٍ أطارَ القَومُ أعيُنَهارُعبا غَداةَ عَلَيها خِدرَها هَجَموا
كانَت بِحَيثُ عَلَيها قَومُها ضَرَبَتسُرادِقا أرضُهُ مِن عِزِّهِم حَرَمُ
يَكادُ مِن هَيبَةٍ أن لا يَطوفَ بِهِحَتَّى المَلائِكُ لَولا أنَّهُم خَدَمُ
فَغودِرَت بَينَ أيدِي القَومِ حاسِرَةً تُسبى ولَيسَ لَها مَن فيهِ تَعتَصِمُ۱
۳۱۴۰.الدرّ النضيد :وَلَهُ أيضاً :
كَم مَوقِفٍ حَلَبوا رِقابَكُمُ دَمافيهِ وأَعيُنُكَم نَجيعَ شُؤونِ
لا مِثلَ يَومِكُمُ بِعَرصَةِ كَربَلافي سالِفاتِ الدَّهرِ يَومُ شُجونِ ...
يَومٌ أبِيُّ الضَّيمِ صابَرَ مِحنَةًغَضِبَ الإِلهُ لِوَقعِها فِي الدّينِ
سَلَبَتهُ أطرافُ الأَسِنَّةِ مُهجَةًتُفدى بِجُملَةِ عالَمِ التَّكوينِ
فَهَوى بِضاحِيَةِ الهَجيرِ ضَريبَةًتَحتَ السُّيوفِ لِحَدِّهَا المَسنونِ
وَقَفَت لَهُ الأَفلاكُ حينَ هُوِيِّهِوتَبَدَّلَت حَرَكاتُها بِسُكونِ
وأَجَلُّ يَومٍ بَعدَ يَومِكَ حَلَّ فِي الإِسلامِ مِنهُ يَشيبُ كُلُّ جَنينِ
يَومَ سَرَت أسرى كَما شاءَ العِدىفيهِ الفَواطِمُ من بَني ياسينِ
حَسرى مَتَى التَهَبَت حَشاشَتُها جَوىًطَفِقَت تُرَوِّحُ قَلبَها بِأَنينِ
اُبرِزنَ مِن حَرَمِ النَّبيِّ وإِنَّهُحَرَمُ الإِلهِ بِواضِحِ التَّبيينِ
مِن كُلِّ مُحصَنَةٍ هُناكَ بِرَغمِهاأضحَت بِلا خِدرٍ ولا تَحصينِ
لا طابَ عَيشُكَ يا زَمانُ ولا جَرَتأنهارُ مائِكَ لِلوَرى بِمَعينِ۲