2 . الشَّيخُ عَبدُ المُنعِمِ الفَرطوسِيُّ النَجَفِيُّ ۱
۳۱۷۸.يوم الحسين ـ مِن قَصيدَةٍ لِلشَّيخِ عَبدِ المُنعِمِ الفَرطوسِيِّ ـ :
ومُرضِعَةٍ هَبَّت بِها لِرَضيعِهاعَواطِفُ اُمٍّ اُثكِلَت طِفلَها صَبرا
رَأَت مَهدَهُ بِالحُزنِ يَطفَحُ بَعدَهُوَقَد كانَ فيهِ قَبلُ يَطفَحُ بِالبُشرى
وأَثقَلَ ثَديَيها مِنَ الدَّرِّ خالِصٌعَلى طِفلِها فيهِ تَعَوَّدَتِ الدَّرّا
فَخَفَّت إلى مَثوَى الرَّضيعِ لَعَلَّهاتَرى رَمَقا فيهِ يُغَذّى بِما دَرّا
فَلَم تَرَ إلّا جُثَّةً فَوقَ مَذبَحٍبِها عَلِقَ السَّهمُ الَّذي ذَبَحَ النَّحرا
فَحَنَّت وأَحنَت فَوقَهُ مِن تَعَطُّفٍأضالِعَها ظِلّاً تَقيهِ بِهِ الحَرّا
ووَدَّت ومِن أوداجِهِ تَنضَحُ الدِّمالَوَ انَّ بِذاكَ السَّهمِ أوداجُها تُفرى
وأَضحَت عَلى مَثواهُ تُفرِغُ قَلبَهاحَنينا فَتَرثيهِ بِما يَفضُلُ الشِّعرا
فَطَورا تُناغيهِ وطَورا بِلَهفَةٍتُعانِقُ جيدا مِنهُ قَد زَيَّن الدُّرّا
وتَعطِفُ طَورا فَوقَهُ فَتَشُمُّهُبِمَنحَرِهِ الدّامي وتَلثِمُهُ اُخرى
فَيا لَكِ مِن ثَكلى بَكَت بِزَفيرِهاوَأَدمُعِهَا الخَنساءُ حينَ بَكَتَ صَخرا
ولَم يُبقِ مِنها وَجدُها وحَنينُهاسِوى قَفَصٍ لِلخُلدِ طائِرُهُ فَرّا۲
1.الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ابن الشيخ حسين بن حسن. ولد سنة (۱۳۳۳ أو ۱۳۳۵ ه) في النجف الأشرف ، وتوفّي سنة (۱۴۰۴ ه) في أبو ظبي . نشأ في النجف ودرس فيها ، كان من الشعراء المجيدين والاُدباء النابغين ، سريع البديهة كثير الحفظ ، وشعره قوي السبك حسن الاُسلوب طريّ الديباجة، وقد طرق في شعره كثيرا من أنواعه وفنونه ، وبالإضافة إلى ذلك فهو من أهل التقى والصلاح .
من مؤلّفاته : ديوانه الشعري يقرب من أربعة آلاف بيت في مجلّدين في رثاء أهل البيت والعلماء ، المسمّى بـ « ملحمة أهل البيت » ( راجع : مستدركات أعيان الشيعة : ج ۴ ص ۱۲۴ والذريعة : ج ۹ ص ۷۰۰ الرقم ۴۸۶۵ و شعراء الغري للخاقاني : ج ۶ ص ۳ ـ ۷ ) .
2.يوم الحسين للمالكي : ص ۲۹۷ .