أهمّ آداب زيارة سيّد الشهداء ۱
ذكرت في روايات أهل البيت عليهم السلام إرشاداتٌ بشأن آداب زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، يؤدّي الالتزام بها إلى التمتّع ببركات زيارته بصورة أكبر . وفي مقابل ذلك فإنّ عدم الالتفات إليها يقلّل من حظّ الزائر من تلك البركات . ولذلك يمكن القول بأنّ المراد من اختلاف الروايات في بيان مقدار ثواب زيارته وبركاتها هو بلحاظ اُمور من قبيل اختلاف مراتب الزائرين في رعاية آداب الزيارة .
وعلى أيّ حال ، فإنّ آداب زيارته عليه السلام تنقسم بشكل عامّ إلى قسمين: الآداب الباطنية والآداب الظاهرية . وها نحن نشير هنا إلى أهمّها :
الآداب الباطنية للزيارة
هذه المجموعة من الآداب تمثّل في الحقيقة روح الزيارة ولبّها وباطنها ؛ إذ ما أكثر ما يحرم الزائر من ثواب الزيارة من دونها، وهذه الآداب هي :
1 . المعرفة
ورد في بعض الروايات اشتراط الانتفاع من بركات زيارة سيّد الشهداء بمعرفة حقّه ، وهذا الشرط في الحقيقة يضع الزيارة باتّجاه هدفها الرئيس ؛ وهو إزالة الجهل. وبناءً على ذلك فإنّ الأدب الأوّل الذي يجب على زائر الإمام الحسين عليه السلام الالتفات إليه هو أن يعرف حقّه عليه السلام ، ولماذا استُشهد، وما هو واجبه لإقامة حقّه؟
ومعرفة الإجابة على هذه الأسئلة، من شأنها أن تحيي ثقافة عاشوراء والنهضة الحسينية في المجتمع، وتضع الزائر الحقيقي في طريق تحقيق الأهداف السامية لهذه النهضة، وبذلك فكلّما كانت معرفة الزائر أكبر، كان انتفاعه من بركات الزيارة أكثر .