۳۲۰۶.كامل الزيارات عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام ، قال :قُلتُ : فَما لِمَن قُتِلَ عِندَهُ [أي قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ] ، جارَ عَلَيهِ السُّلطانُ فَقَتَلَهُ؟ قالَ : أوَّلُ قَطرَةٍ مِن دَمِهِ يُغفَرُ لَهُ بِها كُلُّ خَطيئَةٍ ، وتَغسِلُ طينَتَهُ الَّتي خُلِقَ مِنهَا المَلائِكَةُ ، حَتّى تَخلُصَ كَما خَلَصَتِ الأَنبِياءُ المُخلَصينَ ، ويَذهَبَ عَنها ما كانَ خالَطَها مِن أجناسِ طينِ أهلِ الكُفرِ ، ويُغسَلُ قَلبُهُ ، ويُشرَحُ صَدرُهُ ، ويُملَأُ إيمانا ، فَيَلقَى اللّه َ وهُوَ مُخلَصٌ مِن كُلِّ ما تُخالِطُهُ الأَبدانُ وَالقُلوبُ ، ويُكتَبُ لَهُ شَفاعَةٌ في أهلِ بَيتِهِ وألفٍ مِن إخوانِهِ ، وتَوَلَّى الصَّلاةَ عَلَيهِ المَلائِكَةُ مَعَ جَبرَئيلَ ومَلَكِ المَوتِ ، ويُؤتى بِكَفَنِهِ وحَنوطِهِ ۱ مِنَ الجَنَّةِ ، ويُوَسَّعُ قَبرُهُ عَلَيهِ ، ويوضَعُ لَهُ مَصابيحُ في قَبرِهِ ، ويُفتَحُ لَهُ بابٌ مِنَ الجَنَّةِ ، وتَأتيهِ المَلائِكَةُ بِالطُّرَفِ مِنَ الجَنَّةِ ، ويُرفَعُ بَعدَ ثَمانِيَةَ عَشَرَ يَوما إلى حَظيرَةِ القُدسِ ، فَلا يَزالُ فيها مَعَ أولِياءِ اللّه ِ حَتّى تُصيبَهُ النَّفخَةُ الَّتي لا تُبقي شَيئا ، فَإِذا كانَتِ النَّفخَةُ الثّانِيَةُ وخَرَجَ مِن قَبرِهِ ، كانَ أوَّلَ مَن يُصافِحُهُ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وأميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وَالأَوصِياءُ ، ويُبَشِّرونَهُ ، ويَقولونَ لَهُ : اِلزَمنا ، ويُقيمونَهُ عَلَى الحَوضِ ، فَيَشرَبُ مِنهُ ، ويَسقي مَن أحَبَّ .
قُلتُ : فَما لِمَن حُبِسَ في إتيانِهِ ؟ قالَ : لَهُ بِكُلِّ يَومٍ يُحبَسُ ويَغتَمُّ فَرحَةٌ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَإِن ضُرِبَ بَعدَ الحَبسِ في إتيانِهِ كانَ لَهُ بِكُلِّ ضَربَةٍ حَوراءُ ، وبِكُلِّ وَجَعٍ يَدخُلُ عَلى بَدَنِهِ ألفُ ألفِ حَسَنَةٍ ، ويُمحى بِها عَنهُ ألفُ ألفِ سَيِّئَةٍ ، ويُرفَعُ لَهُ بِها ألفُ ألفِ دَرَجَةٍ ، ويَكونُ مِن مُحَدِّثي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حَتّى يَفرُغَ مِنَ الحِسابِ ، فَيُصافِحُهُ حَمَلَةُ العَرشِ ، ويُقالُ لَهُ : سَل ما أحبَبتَ ، ويُؤتى بِضارِبِهِ لِلحِسابِ ، فَلا يُسأَلُ عَن شَيءٍ ولا يُحتَسَبُ بِشَيءٍ ، ويُؤخَذُ بِضَبعَيهِ ۲ حَتّى يُنتَهى بِهِ إلى مَلَكٍ يَحبوهُ ويُتحِفُهُ بِشَربَةٍ مِنَ الحَميمِ ۳ ، وشَربَةٍ مِنَ الغِسلينِ ۴ ، ويوضَعُ عَلى مَقالٍ ۵ فِي النّارِ ، فَيُقالُ لَهُ : ذُق بِما قَدَّمَت يَداكَ فيما أتَيتَ إلى هذَا الَّذي ضَرَبتَهُ ، وهُوَ وَفدُ اللّه ِ ووَفدُ رَسولِهِ ، ويُؤتى ۶ بِالمَضروبِ إلى بابِ جَهَنَّمَ ، ويُقالُ لَهُ : اُنظُر إلى ضارِبِكَ وإلى ما قَد لَقِيَ ، فَهَل شَفَيتَ صَدرَكَ وقَدِ اقتُصَّ لَكَ مِنهُ؟ فَيَقولُ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذِي انتَصَرَ لي ولِوَلَدِ رَسولِهِ مِنهُ . ۷
1.الحَنوط : طيب يُخلط للميّت خاصّة (لسان العرب : ج ۷ ص ۲۷۸ «حنط») .
2.الضَّبْعُ : وسط العضد ، وقيل : هو ما تحت الإبط (النهاية : ج ۳ ص ۷۳ «ضبع») .
3.الحَميمُ : الماء الحارّ الشديد الحرارة يُسقى منه أهل النار ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۶۰ «حمم») .
4.الغِسْلِينُ : غسالة أبدان الكفّار في النار (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۰۷ «غسل») .
5.المِقْلاةُ والمِقلى : الذي يُقلى عليه ، والجمع : المقالي (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۶۷ «قلا») .
6.في المصدر : «ويأتي» ، والتصويب من بحار الأنوار .
7.كامل الزيارات : ص ۲۴۰ ح ۳۵۷ و ص ۳۱۰ ح ۵۲۴ عن صفوان الجمّال وليس فيه ذيله من «قلت : فما لمن حُبس» ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۷۹ ح ۳۹ .