301
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
300

1 . اختلاف كيفيّة الزيارة

يمكن القول بأنّ اختلاف الروايات بلحاظ الاختلاف في كيفيّة الزيارات ، بمعنى أنّ الزائر كلّما ازدادت معرفته والتزم أكثر بآداب الزيارة وأمّن هدفها بنسبة أعلى، فإنّ زيارته ستتمتّع بطبيعة الحال بكيفيّة أفضل . وعلى هذا الأساس فإنّ من الممكن عدّ زيارة زائرٍ معيّن معادلة لحجّة واحدة ، وزيارة آخر تعادل عشر حجج ، وآخر مئة حجّة ، وآخر ألف حجّة ، وهكذا حتّى تفوق الألف .

2 . لا مفهوم للعدد

يتّضح من خلال التأمّل في نصوص الروايات المذكورة ، أنّ العدد المذكور فيها لا يحمل المفهوم العددي ۱ ، بل المراد منه الكثرة، ولذلك نرى الإمام يزيد العدد في بعض هذه الروايات عندما يتعجّب الراوي من أفضليّة زيارة الإمام الحسين عليه السلام على الحجّ .
وبناءً على ذلك، فإنّ المراد في جميع هذه الروايات ، هو بيان أنّ فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام قد يفوق فضيلة الحجّ والعمرة، وسيتّضح سبب ذلك في الجواب على السؤال الثاني .

بيان الروايات الدالّة على أفضليّة زيارة سيّد الشهداء عليه السلام على الحجّ

من الضروريّ قبل إيضاح هذه الروايات، الالتفات إلى بعض الملاحظات :
الاُولى: إنّ هذا النوع من التقييم في روايات أهل البيت عليهم السلام لا يختصّ بزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، بل هناك العديد من الأعمال ذُكر أنّها تعادل ألف حجّة، بل أكثر منها ، مثل: قضاء حاجة المؤمن الذي اعتبر أفضل من ألف حجّة مقبولة ، ۲ أو ردّ المال الحرام الذي يعادل سبعين ألف حجّة مقبولة . ۳
كما أنّ هناك موارد عديدة صُرّح فيها بأنّ أجر عملٍ ما يعادل ثواب ألف شهيد، مثل : الإصلاح بين الزوجين ، ۴ والصبر عند البلاء ، ۵ والثبات على موالاة أهل البيت في عهد غيبة إمام العصر( عج ) . ۶
وقبل إبداء الرأي في هذا النوع من الروايات ، يجب أن يخضع صدورها من أهل البيت للدراسة أوّلاً، وإذا ما ثبت انتسابها إلى أهل البيت، يمكن التوصّل إلى حكمة الثواب الموعود فيها مع الأخذ بنظر الاعتبار أجواء صدورها ، كما سيأتي فيما يتعلّق بثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، حيث سيتمّ بيان حكمة تفوّقها في الثواب على الحجّ والعمرة .
الملاحظة الثانية: تفيد بعض الروايات ، بأنّ زيارة سائر أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله تعادل زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الفضل ، فروى الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام :
مَن زارَ واحِداً مِنّا كانَ كَمَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام . ۷
ويحتمل أن تكون هذه الرواية إشارة إلى أنّ حكمة فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام متوفّرة في زيارة سائر الأئمّة أيضاً، رغم أنّ فضيلة زيارتهم قد تكون مختلفة باختلاف الظروف السياسيّة والاجتماعيّة والآثار المترتّبة عليها .
الملاحظة الثالثة: تصرّح بعض الروايات بأنّ زيارة الإمام الرضا عليه السلام تعادل مليون حجّة ، وأنّ فضيلتها تفوق زيارة الإمام الحسين عليه السلام .
يقول محمّد بن أبي نصر البزنطي: قرأت فيما كتبه الإمام الرضا عليه السلام :
أبلِغ شيعَتي أنَّ زِيارَتي تَعدِلُ عِندَ اللّه ِ عز و جل ألفَ حَجَّةٍ وألفَ عُمرَةٍ مُتَقبَّلَةٍ كُلّها .
فعرضتُ هذا الموضوع على الإمام الجواد عليه السلام وسألته: كيف يمكن أن تعادل زيارته ألف حجّة؟
فأجاب الإمام الجواد عليه السلام قائلاً :
إي وَاللّه ِ! وَألفُ ألفِ حَجَّةٍ لِمَن يَزورُهُ عارِفاً بِحَقِّهِ . ۸
جدير ذكره أنّ هذا الحديث هو دليل آخر على أنّ العدد المذكور فيه لايحمل المفهوم العددي .
وفي حديثٍ آخر نرى عليّ بن مهزيار يسأل الإمام الجواد عليه السلام عن زيارة الإمام الرضا عليه السلام وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وأيّهما أكثر فضيلة ؟ فيجيب عليه السلام قائلاً :
زِيارَةُ أبي أفضَلُ ، وذاكَ أنَّ أبا عَبدِاللّه ِ عليه السلام يَزورُهُ كلُّ النّاسِ ، وأبي لا يَزورُهُ إلّا الخَواصُّ مِنَ الشّيعَةَ . ۹
وهي نفس الملاحظة التي سبقت الإشارة إليها ، وهي أنّ الظروف السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة لها دور في تقييم فضل زيارة كلّ واحد من أهل بيت الرسالة .
ومع الأخذ بنظر الاعتبار المواضيع المذكورة لبيان الروايات التي اعتبرت فضيلة زيارة سيّد الشهداء أكثر بمرّات من فضيلة الحجّ ، فإنّ هناك ملاحظات يجب الالتفات إليها :

1.أي أنّ المراد منه ليس هو نفي الأعداد الاُخرى .

2.الإمام الصادق عليه السلام : قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة متقبّلة بمناسكها، وعتق ألف رقبة لوجه اللّه (الأمالي للصدوق: ص ۳۰۸ ح ۳۵۳، بحار الأنوار: ج ۷۴ ص ۲۸۵ ح ۵).

3.رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « لردّ دانق من حرام يعدل عند اللّه سبحانه سبعين ألف حجّة مبرورة » ( عدّة الداعي : ص ۱۲۹، الدعوات: ص ۲۵ ح ۳۶ ، بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۹۶ ح ۱۶) .

4.رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « من مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها ، أعطاه اللّه تعالى أجر ألف شهيد قُتلوا في سبيل اللّه حقّاً » ( ثواب الأعمال : ص ۳۴۱ ح ۱ ، أعلام الدين : ص ۴۲۱ ) .

5.الإمام الصادق عليه السلام : « من ابتُلي من المؤمنين ببلاءٍ فصبر عليه، كان له مثل أجر ألف شهيد » ( الكافي : ج ۲ ص ۹۲ ح ۱۷ ) .

6.الإمام زين العابدين عليه السلام : « من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا ، أعطاه اللّه عزّ وجلّ أجر ألف شهيد من شهداء بدر واُحد » ( كمال الدين : ص ۳۲۳ ح ۷ ) .

7.ثواب الأعمال : ص ۱۲۳ ح ۳ ، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۱۱۸ح ۱۰ .

8.تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۸۵ ح ۱۶۸ ، كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۲ ص ۵۸۲ ح ۳۱۸۲، ثواب الأعمال: ص ۱۲۳ ح ۳، الأمالي للصدوق: ص ۱۲۰ ح ۱۱۰ ، كامل الزيارات: ص ۵۱۰ ح ۷۹۴، بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۳۳ ح ۴.

9.الكافي: ج ۴ ص ۵۸۴ ح ۱، تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۸۴ ح ۱۶۵ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۶۱ ح ۲۶ ، كامل الزيارات: ص ۵۱۰ ح ۷۹۶، بحار الأنوار: ج ۱۰۲ ص ۳۸ ح ۳۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 287024
الصفحه من 410
طباعه  ارسل الي