8 / 7
الزِّيارَةُ السّابِعَةُ
۳۴۶۰.مصباح الزائر:الزِّيارَةُ الثّالِثَةُ مَروِيَّةٌ عَن أبِي الحَسَنِ الثّالِثِ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ، تَستَأذِنُ بِما قَدَّمناهُ ۱ في زِيارَةِ صاحِبِ الأَمرِ عليه السلام ، ثُمَّ تَدخُلُ مُقَدِّما رِجلَكَ اليُمنى عَلَى اليُسرى وتَقولُ:
بِسمِ اللّه ِ وبِاللّه ِ، وعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّه ِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليما .
ثُمَّ تَستَقبِلُ الضَّريحَ بِوَجهِكَ وتَجعَلُ القِبلَةَ خَلفَكَ وتُكَبِّرُ اللّه َ مِئَةَ تَكبيرَةٍ وتَقولُ:
بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، كَما شَهِدَ اللّه ُ لِنَفسِهِ، وشَهِدَت لَهُ مَلائِكَتُهُ واُولُو العِلمِ مِن خَلقِهِ، لا إلهَ إلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ المُنتَجَبُ، ورَسولُهُ المُرتَضى، أرسَلَهُ بِالهُدى ودينِ الحَقِّ، لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ.
اللّهُمَّ اجعَل أفضَلَ صَلَواتِكَ وأكمَلَها، وأنمى بَرَكاتِكَ وأعَمَّها ، وأزكى تَحِيّاتِكَ وأتَمَّها، عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ، ونَبِيِّكَ ونَجِيِّكَ ، ووَلِيِّكَ ورَضِيِّكَ وصَفِيِّكَ ، وخِيَرَتِكَ وخاصَّتِكَ وخالِصَتِكَ ، وأمينِكَ الشّاهِدِ لَكَ، وَالدّالِّ عَلَيكَ، وَالصّادِعِ بِأَمرِكَ ۲ ، وَالنّاصِحِ لَكَ، وَالمُجاهِدِ في سَبيلِكَ، وَالذّابِّ عَن دينِكَ، وَالمُوضِّحِ لِبَراهينِكَ، وَالمَهدِيِّ إلى طاعَتِكَ، وَالمُرشِدِ إلى مَرضاتِكَ، وَالواعي لِوَحيِكَ، وَالحافِظِ لِعَهدِكَ، وَالماضي عَلى إنفاذِ أمرِكَ، المُؤَيَّدِ بِالنّورِ المُضيءِ وَالمُسَدَّدِ بِالأَمرِ المَرضِيِّ ، المَعصومِ مِن كُلِّ خَطَا?وزَلَلٍ ، المُنَزَّهِ مِن كُلِّ دَنَسٍ وخَطَلٍ، وَالمَبعوثِ بِخَيرِ الأَديانِ وَالمِلَلِ، مُقَوِّمِ المَيلِ وَالعِوَجِ، ومُقيمِ البَيِّناتِ وَالحُجَجِ، المَخصوصِ بِظُهورِ الفَلجِ ۳ ، وإيضاحِ المَنهَجِ، المُظهِرِ مِن تَوحيدِكَ مَا استَتَرَ، وَالمُحيي مِن عِبادَتِكَ ما دَثَرَ، وَالخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ، المُجتَبى مِن خَلائِقِكَ، وَالمُعتامِ ۴ لِكَشفِ حَقائِقِكَ ، وَالمُوَضَّحَةِ بِهِ أشراطُ الهُدى، وَالمَجلُوِّ بِهِ غَربيبُ ۵ العَمى.
دافِعِ جَيشاتِ ۶ الأَباطيلِ، ودامِغِ صَولاتِ الأَضاليلِ، المُختارِ مِن طينَةِ الكَرَمِ، وسُلالَةِ المَجدِ الأَقدَمِ، ومَغرِسِ الفَخارِ المُعرِقِ، وفَرعِ العُلَا المُثمِرِ المورِقِ، المُنتَجَبِ مِن شَجَرَةِ الأَصفِياءِ، ومِشكاةِ الضِّياءِ، وذُؤابَةِ ۷ العَلياءِ ، وسُرَّةِ البَطحاءِ ۸ ، بَعيثِكَ بِالحَقِّ ، وبُرهانِكَ عَلى جَميعِ الخَلقِ، خاتَمِ أنبِيائِكَ، وحُجَّتِكَ البالِغَةِ في أرضِكَ وسَمائِكَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ صَلاةً يَنغَمِرُ في جَنبِ انتِفاعِهِ بِها قَدرُ الاِنتِفاعِ، ويَحوزُ مِن بَرَكَةِ التَّعَلُّقِ بِسَبَبِها ما يَفوقُ قَدرَ المُتَعَلِّقينَ بِسَبَبِهِ، وزِدهُ بَعدَ ذلِكَ مِنَ الإِكرامِ وَالإِجلالِ ما يَتَقاصَرُ عَنهُ فَسيحُ الآمالِ، حَتّى يَعلُوَ مِن كَرَمِكَ عَلى مَحالِّ المَراتِبِ، ويَرقى مِن نِعَمِكَ أسنى مَنازِلِ المَواهِبِ، وخُذ لَهُ اللّهُمَّ بِحَقِّهِ وواجِبِهِ مِن ظالِميهِ وظالِمِي الصَّفوَةِ مِن أقارِبِهِ.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ، ودَيّانِ دينِكَ، وَالقائِمِ بِالقِسطِ مِن بَعدِ نَبِيِّكَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، أميرِ المُؤمِنينَ، وإمامِ المُتَّقينَ، وسَيِّدِ الوَصِيّينَ، ويَعسوبِ ۹ الدّينِ، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ، قِبلَةِ العارِفينَ، وعَلَمِ المُهتَدينَ، وعُروَتِكَ الوُثقى، وحَبلِكَ المَتينِ، وخَليفَةِ رَسولِكَ عَلَى النّاسِ أجمَعينَ، ووَصِيِّهِ فِي الدُّنيا وَالدّينِ.
الصِّدّيقِ الأَكبَرِ فِي الأَنامِ، وَالفاروقِ الأَزهَرِ بَينَ الحَلالِ وَالحَرامِ، ناصِرِ الإِسلامِ ومُكَسِّرِ الأَصنامِ، مُعِزِّ الدّينِ وحاميهِ، وواقِي الرَّسولِ وكافيهِ ، المَخصوصِ بِمُؤاخاتِهِ يَومَ الإِخاءِ، ومَن هُوَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى، خامِسِ أصحابِ الكِساءِ، وبَعلِ سَيِّدَةِ النِّساءِ، المُؤثِرِ بِالقوتِ بَعدَ ضُرِّ الطَّوى ۱۰ ، وَالمَشكورِ سَعيُهُ في «هَلْ أَتَى» ، مِصباحِ الهُدى، ومَأوى التُّقى، ومَحَلِّ الحِجا ۱۱ ، وطَودِ ۱۲ النُّهى، الدّاعي إلَى المَحَجَّةِ العُظمى، وَالظّاعِنِ ۱۳ إلَى الغايَةِ القُصوى، وَالسّامي إلَى المَجدِ وَالعُلى، وَالعالِمِ بِالتَّأويلِ وَالذِّكرى، الَّذي أخدَمتَهُ خَواصَّ مَلائِكَتِكَ بِالطّاسِ وَالمِنديلِ حَتّى تَوَضَّأَ ، ورَدَدتَ عَلَيهِ الشَّمسَ بَعدَ دُنُوِّ غُروبِها حَتّى أدّى في أوَّلِ الوَقتِ لَكَ فَرضاً، وأطعَمتَهُ مِن طَعامِ أهلِ الجَنَّةِ حينَ مَنَحَ المِقدادَ قَرضاً، وباهَيتَ بِهِ خَواصَّ مَلائِكَتِكَ إذ شَرى نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِكَ لِتَرضى، وجَعَلتَ وِلايَتَهُ إحدى فَرائِضِكَ ، فَالشَّقِيُّ مَن أقَرَّ بِبَعضٍ وأنكَرَ بَعضاً .
عُنصُرُ الأَبرارِ، ومَعدِنُ الفَخارِ، وقَسيمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ . صاحِبُ الأَعرافِ، وأبُو الأَئِمَّةِ الأَشرافِ . المَظلومُ المُغتَصَبُ ، وَالصّابِرُ المُحتَسِبُ . المَوتورُ ۱۴ في نَفسِهِ وعِترَتِهِ، وَالمَقصودُ في رَهطِهِ ۱۵ وأعِزَّتِهِ، صَلاةً لَا انقِطاعَ لِمَزيدِها، ولَا اتِّضاعَ لِمَشيدِها .
اللّهُمَّ ألبِسهُ حُلَلَ الإِنعامِ، وتَوِّجهُ تاجَ الإِكرامِ، وَارفَعهُ إلى أعلى مَرتَبَةٍ ومَقامٍ، حَتّى يَلحَقَ نَبِيَّكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ، وَاحكُم لَهُ اللّهُمَّ عَلى ظالِميهِ، إنَّكَ العَدلُ فيما تَقضيهِ.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الطّاهِرَةِ البَتولِ، الزَّهراءِ ابنَةِ الرَّسولِ، اُمِّ الأَئِمَّةِ الهادينَ، وسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وارِثَةِ خَيرِ الأَنبِياءِ، وقَرينَةِ خَيرِ الأَوصِياءِ ، القادِمَةِ عَلَيكَ مُتَأَلِّمَةً مِن مُصابِها بِأَبيها، مُتَظَلِّمَةً مِمّا حَلَّ بِها مِن غاصِبيها، ساخِطَةً عَلى اُمَّةٍ لَم تَرعَ حَقَّكَ في نُصرَتِها، بِدَليلِ دَفنِها لَيلاً في حُفرَتِهَا، المُغتَصَبَةِ حَقُّها ، وَالمُغَصَّصَةِ بِريقِها، صَلاةً لا غايَةَ لِأَمَدِها، ولا نِهايَةَ لِمَدَدِها، ولَا انقِضاءَ لِعَدَدِها.
اللّهُمَّ فَتَكَفَّل لَها عَن مَكانِ ۱۶ دارِ الفَناءِ في دارِ البَقاءِ بِأَنفَسِ الأَعواضِ ، وأنِلها مِمَّن عانَدَها نِهايَةَ الآمالِ وغايَةَ الأَغراضِ، حَتّى لا يَبقى لَها وَلِيٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إلاّ وهُوَ راضٍ، إنَّكَ أعَزُّ مَن أجابَ المَظلومينَ، وأعدَلُ قاضٍ، اللّهُمَّ ألحِقها فِي الإِكرامِ بِبَعلِها وأبيها، وخُذ لَهَا الحَقَّ مِن ظالِميها.
اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ، وَالقادَةِ الهادينَ، وَالسّادَةِ المَعصومينَ الأَتقِياءِ الأَبرارِ، مَأوَى السَّكينَةِ وَالوَقارِ، خُزّانِ العِلِم، ومُنتَهَى الحِلمِ وَالفَخارِ ، وساسَةِ العِبادِ، وأركانِ البِلادِ، وأدِلَّةِ الرَّشادِ، الأَلِبّاءِ ۱۷ الأَمجادِ، العُلَماءِ بِشَرعِكَ الزُّهّادِ، مَصابيحِ الظُّلَمِ ، ويَنابيعِ الحِكَمِ، وأولِياءِ النِّعَمِ، وعِصَمِ الاُمَمِ، قُرَناءِ التَّنزيلِ وآياتِهِ، واُمَناءِ التَّأويلِ ووُلاتِهِ، وتَراجِمَةِ الوَحيِ ودَلالاتِهِ، أئِمَّةِ الهُدى ، ومَنارِ الدُّجى، وأعلامِ التُّقى، وكُهوفِ الوَرى ۱۸ ، وحَفَظَةِ الإِسلامِ، وحُجَجِكَ عَلى جَميعِ الأَنامِ ، الحَسَنِ وَالحُسَينِ، سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، وسِبطَي نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ السَّجّادِ زَينِ العابِدينَ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلمِ الدّينِ، وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ الأَمينِ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ الحَليمِ، وعَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا الوَفِيِّ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَرِّ التَّقِيِّ ، وعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ الزَّكِيِّ ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الهادِي الرَّضِيِّ ، وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ صاحِبِ العَصرِ وَالزَّمَنِ ، وَصِيِّ الأَوصِياءِ وبَقِيَّةِ الأَنبِياءِ، المُستَتِرِ عَن خَلقِكَ، وَالمُؤَمَّلِ لِاءِظهارِ حَقِّكَ ، المَهدِيِّ المُنتَظَرِ، وَالقائِمِ الَّذي بِهِ تَنتَصِرُ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِم أجمَعينَ، صَلاةً باقِيَةً فِي العالَمينَ، تُبلِغُهُم ۱۹ بِها أفضَلَ مَحَلِّ المُكَرَّمينَ، اللّهُمَّ ألحِقهُم فِي الإِكرامِ بِجَدِّهِم وأبيهِم، وخُذ لَهُمُ الحَقَّ مِن ظالِميهِم.
أشهَدُ يا مَولايَ أنَّكُمُ المُطيعونَ للّه ِِ، القَوّامونَ بِأَمرِهِ، العامِلونَ بِإِرادَتِهِ، الفائِزونَ بِكَرامَتِهِ، اصطَفاكُم بِعِلمِهِ، وَاجتَباكُم لِغَيبِهِ، وَاختارَكُم لِسِرِّهِ، وأعَزَّكُم بِهُداهُ، وخَصَّكُم بِبَراهينِهِ، وأيَّدَكُم بِروحِهِ، ورَضِيَكُم خُلَفاءَ في أرضِهِ ، ودُعاةً إلى حَقِّهِ، وشُهَداءَ عَلى خَلقِهِ، وأنصارا لِدينِهِ، وحُجَجا عَلى بَرِيَّتِهِ، وتَراجِمَةً لِوَحيِهِ، وخَزَنَةً لِعِلمِهِ، ومُستَودَعا لِحِكمَتِهِ، عَصَمَكُمُ اللّه ُ مِنَ الذُّنوبِ ، وبَرَّأَكُم مِنَ العُيوبِ، وَائتَمَنَكُم عَلَى الغُيوبِ.
زُرتُكُم يا مَوالِيَّ عارِفا بِحَقِّكُم ، مُستَبصِرا بِشَأنِكُم، مُهتَدِيا بِهُداكُم، مُقتَفِيا لِأَثَرِكُم، مُتَّبِعا لِسُنَّتِكُم، مُتَمَسِّكا بِوِلايَتِكُم، مُعتَصِما بِحَبلِكُم، مُطيعا لِأَمرِكُم ، مُوالِياً لِأَولِيائِكُم، مُعادِيا لِأَعدائِكُم، عالِما بِأَنَّ الحَقَّ فيكُم ومَعَكُم، مُتَوَسِّلاً إلَى اللّه ِ بِكُم ، مُستَشفِعا إلَيهِ بِجاهِكُم، وحَقٌّ عَلَيهِ أن لا يُخَيِّبَ سائِلَهُ الرّاجِيَ ما عِندَهُ لِزُوّارِكُمُ المُطيعينَ لَكُم .
اللّهُمَّ فَكَما وَفَّقتَني لِلإِيمانِ بِنَبِيِّكَ ، وَالتَّصديقِ لِدَعوَتِهِ، ومَنَنتَ عَلَيَّ بِطاعَتِهِ وَاتِّباعِ مِلَّتِهِ، وهَدَيتَني إلى مَعرِفَتِهِ، ومَعرِفَةِ الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّيَّتِهِ، وأكمَلتَ بِمَعرِفَتِهِمُ الإِيمانَ، وقَبِلتَ بِوِلايَتِهِم وطاعَتِهِمُ الأَعمالَ، وَاستَعبَدتَ بِالصَّلاةِ عَلَيهِم عِبادَكَ، وجَعَلتَهُم مِفتاحا لِلدُّعاءِ، وسَبَبا لِلإِجابَةِ، فَصَلِّ عَلَيهِم أجمَعينَ، وَاجعَلني بِهِم عِندَكَ وَجيها فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبينَ .
اللّهُمَّ اجعَل ذُنوبَنا بِهِم مَغفورَةً، وعُيوبَنا مَستورَةً، وفَرائِضَنا مَشكورَةً ، ونَوافِلَنا مَبرورَةً، وقُلوبَنا بِذِكرِكَ مَعمورَةً، وأنفُسَنا بِطاعَتِكَ مَسرورَةً، وجَوارِحَنا عَلى خِدمَتِكَ مَقهورَةً، وأسماءَنا في خَواصِّكَ مَشهورَةً، وأرزاقَنا مِن لَدُنكَ مَدرورَةً ، وحَوائِجَنا لَدَيكَ مَيسورَةً ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
اللّهُمَّ أنجِز لَهُم وَعدَكَ، وطَهِّر بِسَيفِ قائِمِهِم أرضَكَ، وأقِم بِهِ حُدودَكَ المُعَطَّلَةَ، وأحكامَكَ المُهمَلَةَ وَالمُبَدَّلَةَ ، وأحيِ بِهِ القُلوبَ المَيِّتَةَ، وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ، وَاجلِ بِهِ صَدَى الجَورِ عَن طَريقَتِكَ، حَتّى يَظهَرَ الحَقُّ عَلى يَدَيهِ في أحسَنِ صورَتِهِ، ويَهلِكَ الباطِلُ وأهلُهُ بِنورِ دَولَتِهِ، ولا يَستَخفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ.
اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُم، وأظهِر فَلْجَهُم ۲۰ ، وَاسلُك بِنا مَنهَجَهُم، وأمِتنا عَلى وِلايَتِهِم، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِم وتَحتَ لِوائِهِم وأورِدنا حَوضَهُم، وَاسقِنا بِكَأسِهِم، ولا تُفَرِّق بَينَنا وبَينَهُم، ولا تَحرِمنا شَفاعَتَهُم، حَتّى نَظفَرَ بِعَفوِكَ وغُفرانِكَ، ونَصيرَ إلى رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ، إلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمينَ، يا قَريبَ الرَّحمَةِ مِنَ المُؤمِنينَ، ونَحنُ أولِياؤُكَ حَقّا لَا ارتِيابا، يا مَن إذا أوحَشَنَا التَّعَرُّضُ لِغَضَبِهِ آنَسَنا حُسنُ الظَّنِّ بِهِ ، فَنَحنُ واثِقونَ بَينَ رَغبَةٍ ورَهبَةٍ ارتِقابا ، قَد أقبَلنا لِعَفوِكَ ومَغفِرَتِكَ طُلّابا ، فَأَذلَلنا لِقُدرَتِكَ وعِزَّتِكَ رِقابا، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرينَ، وَاجعَل دُعاءَنا بِهِم مُستَجابا ، ووَلاءَنا لَهُم مِنَ النّارِ حِجابا .
اللّهُمَّ بَصِّرنا قَصدَ السَّبيلِ لِنَعتَمِدَهُ، ومَورِدَ الرُّشدِ لِنَرِدَهُ، وبَدِّل خَطايانا صَوابا ، ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً يا مَن تَسَمّى مِن جودِهِ وكَرَمِهِ وَهّابا ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ إن حَقَّت عَلَينَا اكتِسابا ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . ۲۱
ثُمَّ تُصَلّي صَلاةَ الزِّيارَةِ ، ثُمَّ تَعودُ وتَقِفُ عَلَى الضَّريحِ وتَقولُ :
يا وَلِيَّ اللّه ِ ، إنَّ بَيني وبَينَ اللّه ِ عز و جلذُنوبا لا يَأتي عَلَيها إلّا رِضاهُ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ ، وَاستَرعاكَ أمرَ خَلقِهِ ، وقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ ، ومُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ ، تَوَلَّ صَلاحَ حالي مَعَ اللّه ِ عز و جل ، وَاجعَل حَظّي مِن زِيارَتِكَ تَخليطي بِخالِصي زُوّارِكَ ، الَّذينَ تَسأَلُ اللّه َ عَزَّ وجَلَّ في عِتقِ رِقابِهِم ، وتَرغَبُ إلَيهِ في حُسنِ ثَوابِهِم ، وها أنَا ذَا اليَومَ بِقَبرِكَ لائِذٌ ، وبِحُسنِ دِفاعِكَ عَنّي عائِذٌ ، فَتَلافَني يا مَولايَ وأدرِكني ، وَاسأَلِ اللّه َ عز و جلفي أمري ، فَإِنَّ لَكَ عِندَ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ مَقاما كَريما ، صَلَّى اللّه ُ عَلَيكَ وسَلَّمَ تَسليما .
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّريحَ وتَوَجَّه إلَى القِبلَةِ وَارفَع يَدَيكَ وقُل :
اللّهُمَّ إنَّكَ لَمّا فَرَضتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ ، وأكرَمتَني بِمُوالاتِهِ ، عَلِمتُ أنَّ ذلِكَ لِجَليلِ مَرتَبَتِهِ عِندَكَ ، ونَفيسِ حَظِّهِ لَدَيكَ ، ولِقُربِ مَنزِلَتِهِ مِنكَ ، فَلِذلِكَ لُذتُ بِقَبرِهِ ، لِواذَ مَن يَعلَمُ أنَّكَ لا تَرُدُّ لَهُ شَفاعَةً ، فَبِقَديمِ عِلمِكَ فيهِ ، وحُسنِ رِضاكَ عَنهُ ، ارضَ عَنّي وعَن والِدَيَّ ، ولا تَجعَل لِلنّارِ عَلَيَّ سَبيلاً ولا سُلطانا ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ تَتَحَوَّلُ مِن مَوضِعِكَ وقِف وَراءَ القَبرِ ، وَاجعَلهُ بَينَ يَدَيكَ ، وَارفَع يَدَيكَ وقُل :
اللّهُمَّ لَو وَجَدتُ شَفيعا أقرَبَ إلَيكَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَخيارِ ، الأَتقِياءِ الأَبرارِ ، عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ ، لَاستَشفَعتُ بِهِم إلَيكَ ، وهذا قَبرُ وَلِيٍّ مِن أولِيائِكَ ، وسَيِّدٍ مِن أصفِيائِكَ ، ومَن فَرَضتَ عَلَى الخَلقِ طاعَتَهُ ، قَد جَعَلتُهُ بَينَ يَدَيَّ ، أسأَلُكَ يا رَبِّ بِحُرمَتِهِ عِندَكَ ، وبِحَقِّهِ عَلَيكَ ، لَمّا نَظَرتَ إلَيَّ نَظرَةً رَحيمَةً مِن نَظَراتِكَ ، تَلُمُّ بِها شَعَثي ، وتُصلِحُ بِها حالي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبي لَمّا فاتَتِ العَدَدَ ، وجاوَزَتِ الأَمَدَ ، عَلِمتُ أنَّ شَفاعَةَ كُلِّ شافِعٍ دونَ أولِيائِكَ تَقصُرُ عَنها ، فَوَصَلتُ المَسيرَ مِن بَلَدي قاصِدا إلى وَلِيِّكَ بِالبُشرى ، ومُتَعَلِّقا مِنهُ بِالعُروَةِ الوُثقى ، وها أنَا يا مَولايَ قَدِ استَشفَعتُ بِهِ إلَيكَ ، وأقسَمتُ بِهِ عَلَيكَ ، فَارحَم غُربَتي ، وَاقبَل تَوبَتي .
اللّهُمَّ إنّي لا اُعَوِّلُ عَلى صالِحَةٍ سَلَفَت مِنّي ، ولا أثِقُ بِحَسَنَةٍ تَقومُ بِالحُجَّةِ عَنّي ، ولَو أنّي قَدَّمتُ حَسَناتِ جَميعِ خَلقِكَ ، ثُمَّ خالَفتُ طاعَةَ أولِيائِكَ ، لَكانَت تِلكَ الحَسَناتُ مُزعِجَةً عَن جِوارِكَ لي ، غَيرَ حائِلَةٍ بَيني وبَينَ نارِكَ ، فَلِذلِكَ عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ طاعَتِكَ طاعَةُ أولِيائِكَ .
اللّهُمَّ ارحَم تَوَجُّهي بِمَن تَوَجَّهتُ بِهِ إلَيكَ ، فَلَقَد عَلِمتَ أنّي غَيرُ واجِدٍ أعظَمَ مِقدارا مِنهُم ، لِمَكانِهِم مِنكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . اللّهُمَّ إنَّكَ بِالإِنعامِ مَوصوفٌ ، ووَلِيَّكَ بِالشَّفاعَةِ لِمَن أتاهُ مَعروفٌ ، فَإِذا شَفَعَ فِيَّ مُتَفَضِّلاً ، كانَ وَجهُكَ عَلَيَّ مُقبِلاً ، وإذا كانَ وَجهُكَ عَلَيَّ مُقبِلاً أصَبتُ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً .
اللّهُمَّ فَكَما أتَوَسَّلُ بِهِ إلَيكَ ، أن تَمُنَّ عَلَيَّ بِالرِّضا وَالنِّعَمِ ، اللّهُمَّ أرضِهِ عَنّا ولا تُسخِطهُ عَلَينا ، وَاهدِنا بِهِ ولا تُضِلَّنا فيهِ ، وَاجعَلنا فيهِ عَلَى السَّبيلِ الَّذي تَختارُهُ ، وأضِف طاعَتي إلى خالِصِ نِيَّتي في تَحِيَّتي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى خِيارِ خَلقِكَ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، كَمَا انتَجَبتَهُم عَلَى العالَمينَ ، وَاختَرتَهُم عَلى عِلمٍ مِنَ الأَوَّلينَ ، اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى حُجَّتِكَ ، وصَفوَتِكَ مِن بَرِيَّتِكَ ، التّالي لِنَبِيِّكَ ، القَيِّمِ بِأَمرِكَ ، عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وصَلِّ عَلى فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وصَلِّ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ شَنفَي ۲۲ عَرشِكَ ، ودَليلَي خَلقِكَ عَلَيكَ ، ودُعاتِهِم إلَيكَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وجَعفَرٍ وموسى وعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصّالِحِ الباقي ، مَصابيحِ الظِّلامِ ، وحُجَجِكَ عَلى جَميعِ الأَنامِ ، خَزَنَةِ العِلمِ أن يَعدِمَ ، وحُماةِ الدّينِ أن يَسقِمَ ، صَلاةً يَكونُ الجَزاءُ عَلَيها أتَمَّ رِضوانِكَ ، ونَوامِيَ بَرَكاتِكَ وإحسانِكَ ، اللّهُمَّ العَن أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعينَ ، وضاعِف عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ .
ثُمَّ تَدعو هاهُنا بِدُعاءِ العَهدِ المَأمورِ بِهِ في حالِ الغَيبَةِ . . . ثُمَّ تَقولُ أيضاً :
اللّهُمَّ اجعَل نَفسي مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، راضِيَةً بِقَضائِكَ ، مولَعَةً بِذِكرِكَ ودُعائِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولِيائِكَ ، مَحبوبَةً في أرضِكَ وسَمائِكَ ، صابِرَةً عَلى نُزولِ بَلائِكَ ، مُشتاقَةً إلى فَرحَةِ لِقائِكَ ، مُتَزَوِّدَةً التَّقوى لِيَومِ جَزائِكَ ، مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولِيائِكَ ، مُفارِقَةً لِأَخلاقِ أعدائِكَ ، مَشغولَةً عَنِ الدُّنيا بِحَمدِكَ وثَنائِكَ . ۲۳
1.راجع : ص ۳۳۵ ح ۳۴۴۳ .
2.صدعت بالحقّ : أظهرته وتكلّمتُ به جهارا ، وصدعت الشيءَ : بيّنتهُ وأظهرته ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۱۷ « صدع » ) .
3.الفَلَجُ : الظَّفَرُ والفَوز (الصحاح : ج ۱ ص ۳۳۵ «فلج») .
4.اعتامَ الشيءَ يَعتامُه : إذا اختاره ، وعِيمَةُ الشيء : خِيارُه (النهاية : ج ۳ ص ۳۳۱ «عيم») .
5.الغَرْبِيبُ : الشديد السواد (النهاية : ج ۳ ص ۳۵۲ «غربب») .
6.في المصدر: «جيشان»، والتصويب من بحار الأنوار . وجَيشاتُ الأباطيلِ: جمع جَيشة، وهي المرّة من جاش؛ إذا ارتَفَعَ (تاج العروس: ج ۹ ص ۷۸ «جيش»).
7.ذؤابَة الجَبَل : أعلاه ، ثمّ استُعير للعِزّ والشرَف والمرتبة (النهاية : ج ۲ ص ۱۵۱ «ذأب») .
8.سُرَّة البَطحاء : أي أشرف من نشأ ببطحاء مكّة ؛ فإنّ السرّة في وسط الإنسان ، وخير الاُمور أوسطُها (بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۸۶) .
9.اليَعسوب : السيّد والرئيس والمُقدّم ، وأصلُه فحل النَّحْل (النهاية : ج ۳ ص ۲۳۴ «عسب») .
10.الطَّوَى : الجوع (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۱۵ «طوى») .
11.الحِجا : العَقلُ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۰۹ «حجا») .
12.طَوْدٌ : أي جَبَلٌ عالٍ (النهاية : ج ۳ ص ۱۴۱ «طود») .
13.ظَعَنَ : سارَ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۵۹ «ظعن») .
14.المَوتورُ : الذي قُتِلَ له فلم يُدرَك بِدَمهِ (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۳ «وتر») .
15.رَهطُ الرَجُلِ : قَومُه وقبيلتُه (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۲۸ «رهط») . وقال العلّامة المجلسي قدس سره : المقصود في رهطه : أي الذي يقصده الناس لكشف مشكلاتهم من بين رهطه ، أو يقصده رَهطه . ولعلّه تصحيف : «المقهور» (بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۸۶) .
16.في بحار الأنوار: « مكاره دار الفناء » ، وهو الأنسب .
17.اللَّبيب : العاقل ، والجمع : أَلِبّاء (الصحاح : ج ۱ ص ۲۱۶ «لبب») .
18.الوَرَى : الخَلْقُ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۲۲ «ورى») .
19.في المصدر : «تبلغ» ، والتصويب من بحار الأنوار .
20.الفَلْج : الظَّفَر والفوز (الصحاح : ج ۱ ص ۳۳۵ «فلج») .
21.والباقي ليس في المزار الكبير .
22.الشّنف : من حُلِيّ الاُذُن ، وجمعه شنوف ، وقيل : ما يُعلَّق في أعلاها (النهاية : ج ۲ ص ۵۰۵ «شنف») .
23.مصباح الزائر : ص ۴۷۶ ، المزار الكبير : ص ۵۵۶ نقلاً عن أبي المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۷۸ .