373
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7

8 / 8

الزِّيارَةُ الثّامِنَةُ

الزِّيارَةُ الجامِعَةُ الكَبيرَةُ ۱

۳۴۶۱.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن موسى بن عمران۲النخعي:قُلتُ لِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ موسىَ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام : عَلِّمني يَابنَ رَسولِ اللّه ِ قَولاً أقولُهُ بَليغا كامِلاً إذا زُرتُ واحِدا مِنكُم.
فَقالَ: إذا صِرتَ إلَى البابِ فَقِف وَاشهَدِ الشَّهادَتَينِ وأنتَ عَلى غُسلٍ، فَإِذا دَخَلتَ ورَأَيتَ القَبرَ فَقِف وقُل:
«اللّه ُ أكبَرُ» ثَلاثينَ مَرَّةً .
ثُمَّ امشِ قَليلاً وعَلَيكَ السَّكينَةُ وَالوَقارُ، وقارِب بَينَ خُطاكَ، ثُمَّ قِف وكَبِّرِ اللّه َ عَزَّ وجَلَّ ثَلاثينَ مَرَّةً .
ثُمَّ ادنُ مِنَ القَبرِ وكَبِّرِ اللّه َ أربَعينَ مَرَّةً تَمامَ مِئَةِ تَكبيرَةٍ.
ثُمَّ قُل:
السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ بَيتِ النُّبُوِّةِ ، ومَوضِعَ الرِّسالَةِ، ومُختَلَفَ ۳ المَلائِكَةِ ، ومَهبِطَ الوَحي، ومَعدِنَ الرَّحمَةِ ۴ ، وخُزّانَ العِلمِ، ومُنتَهَى الحِلِم، واُصولَ الكَرَمِ ، وقادَةَ الاُمَمِ، وأولِياءَ النِّعَمِ، وعناصِرَ الأَبرارِ، ودَعائِمَ الأَخيارِ، وساسَةَ العِبادِ، وأركانَ البِلادِ، وأبوابَ الإِيمانِ، واُمَناءَ الرَّحمنِ، وسُلالَةَ النَّبِيّينَ، وصَفوَةَ المُرسَلينَ، وعِترَةَ خِيَرَةِ رَبِّ العالَمينَ، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلى أئِمَّةِ الهُدى، ومَصابيحِ الدُّجى، وأعلامُ التُّقى، وذَوِي النُّهى ۵ ، واُولِي الحِجا ۶ ، وكَهفِ الوَرى، ووَرَثَةِ الأَنبِياءِ، وَالمَثَلِ الأَعلى، وَالدَّعوَةِ الحُسنى ، وحُجَجِ اللّه ِ عَلى أهلِ الآخِرَةِ وَالاُولى، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعرِفَةِ اللّه ِ، ومَساكِنِ بَرَكَةِ اللّه ِ، ومَعادِنِ حِكمَةِ اللّه ِ، وحَفَظَةِ سِرِّ اللّه ِ، وحَمَلَةِ كِتابِ اللّه ِ، وأوصِياءِ نَبِيِّ اللّه ِ، وذُرِّيَّةِ رَسولِ اللّه ِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ ، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ إلَى اللّه ِ، وَالأَدِلّاءِ عَلى مرَضاةِ اللّه ِ، وَالمُستَقِرّينَ في أمرِ اللّه ِ ونَهيِهِ ، وَالتّامّينَ في مَحَبَّةِ اللّه ِ، وَالمُخلِصينَ في تَوحيدِ اللّه ِ، وَالمُظهِرينَ لِأَمرِ اللّه ِ ونَهيِهِ، وعِبادِهِ المُكرَمينَ، الَّذينَ لا يَسبِقونَهُ بِالقَولِ وهُم بِأَمرِهِ يَعمَلونَ، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ ۷ الدُّعاةِ، وَالقادَةِ الهُداةِ، وَالسّادَةِ الوُلاةِ، وَالذّادَةِ الحُماةِ، وأهلِ الذِّكرِ، واُولِي الأَمرِ، وبَقِيَّةِ اللّه ِ وخِيَرَتِهِ، وحِزبِهِ وعَيبَةِ عِلمِهِ ، وحُجَّتِهِ وصِراطِهِ، ونورِهِ وبُرهانِهِ ، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ.
أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَما شَهِدَ اللّه ُ لِنَفسِهِ، وشَهِدَت لَهُ مَلائِكَتُهُ، واُولُو العِلمِ مِن خَلقِهِ، لا إلهَ إلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدَهُ المُصطَفى ، ورَسولُهُ المُرتَضى، أرسَلَهُ بِالهُدى ودينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ.
وأشهَدُ أنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدونَ ، المَهدِيّونَ المَعصومونَ المُكَرَّمونَ ، المُقَرَّبونَ المُتَّقونَ، الصّادِقونَ المُصطَفَونَ، المُطيعونَ للّه ِِ، القَوّامونَ بِأَمرِهِ، العامِلونَ بِإِرادَتِهِ، الفائِزونَ بِكَرامَتِهِ، اصطَفاكُم بِعِلمِهِ، وَارتَضاكُم لِغَيبِهِ ۸ ، وَاختارَكُم لِسِرِّهِ، وَاجتَباكُم بِقُدرَتِهِ، وأعَزَّكُم بِهُداهُ، وخَصَّكُم بِبُرهانِهِ، وَانتَجَبَكُم لِنورِهِ، وأيَّدَكُم بِروحِهِ، ورَضِيَكُم خُلَفاءَ في أرضِهِ، وحُجَجا عَلى بَرِيَّتِهِ، وأنصارا لِدينِهِ، وحَفَظَةً لِسِرِّهِ، وخَزَنَةً لِعِلمِهِ، ومُستَودِعا لِحِكمَتِهِ، وتَراجِمَةً لِوَحيِهِ، وأركانا لِتَوحيدِهِ، وشُهَداءَ عَلى خَلقِهِ، وأعلاما لِعِبادِهِ، ومَنارا فِي بِلادِهِ ، وأدِلّاءَ عَلى صِراطِهِ . عَصَمَكُمُ اللّه ُ مِنَ الزَّلَلِ، وآمَنَكُم مِنَ الفِتَنِ، وطَهَّرَكُم مِنَ الدَّنَسِ، وأذهَبَ عَنكُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَكُم تَطهيراً.
فَعَظَّمتُم جَلالَهُ، وأكبَرتُم ۹ شَأنَهُ، ومَجَّدتُم كَرَمَهُ، وأدمَنتُم (أدَمتُم) ذِكرَهُ، ووَكَّدتُم ميثاقَهُ، وأحكَمتُم ۱۰ عَقدَ طاعَتِهِ، ونَصَحتُم لَهُ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ، ودَعَوتُم إلى سَبيلِهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ، وبَذَلتُم أنفُسَكُم في مَرضاتِهِ، وصَبَرتُم عَلى ما أصابَكُم في جَنبِهِ، وأقَمتُمُ الصَّلاةَ، وآتَيتُمُ الزَّكاةَ، وأمَرتُم بِالمَعروفِ، ونَهَيتُم عَنِ المُنكَرِ، وجاهَدتُم فِي اللّه ِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى أعلَنتُم دَعوَتَهُ، وبَيَّنتُم فَرائِضَهُ ، وأقَمتُم حُدودَهُ، ونَشَرتُم شَرائِعَ أحكامِهِ، وسَنَنتُم سُنَّتَهُ، وصِرتُم في ذلِكَ مِنهُ إلَى الرِّضا، وسَلَّمتُم لَهُ القَضاءَ، وصَدَّقتُم مِن رُسُلِهِ مَن مَضى.
فَالرّاغِبُ عَنكُم مارِقٌ، وَاللّازِمُ لَكُم لاحِقٌ، وَالمُقَصِّرُ في حَقِّكُم زاهِقٌ ۱۱ ، وَالحَقُّ مَعَكُم وفيكُم ومِنكُم وإليكُم ، وأنتُم أهلُهُ ومَعدِنُهُ، وميراثُ النُّبُوَّةِ عِندَكُم ، وإيابُ الخَلقِ إلَيكُم، وحِسابُهُم ۱۲ عَلَيكُم، وفَصلُ الخِطابِ عِندَكُم، وآياتُ اللّه ِ لَدَيكُم، وعَزائِمُهُ فيكُم، ونورُهُ وبُرهانُهُ عِندَكُم، وأمرُهُ إلَيكُم.
مَن والاكُم فَقَد وَالَى اللّه َ، ومَن عاداكُم فَقَد عادَى اللّه َ، ومَن أحَبَّكُم فَقَد أحَبَّ اللّه َ، [ ومَن أبغَضَكُم فَقَد أبغَضَ اللّه َ ] ۱۳ ومَنِ اعتَصَمَ بِكُم فَقَدِ اعتَصَمَ بِاللّه ِ . أنتُمُ السَّبيلُ الأَعظَمُ، وَالصِّراطُ الأَقوَمُ ، وشُهَداءُ دارِ الفَناءِ، وشُفَعاءُ دارِ البَقاءِ، وَالرَّحمَةُ المَوصولَةُ ۱۴ ، وَالآيَةُ المَخزونَةُ ، وَالأَمانَةُ المَحفوظَةُ، وَالبابُ المُبتَلى بِهِ النّاسُ.
مَن أتاكُم نَجا، ومَن لَم يَأتِكُم هَلَكَ . إلَى اللّه ِ تَدعونَ، وعَلَيهِ تَدُلّونَ ، وبِهِ تُؤمِنونَ، ولَهُ تُسَلِّمونَ، وبِأَمرِهِ تَعمَلونَ، وإلى سَبيلِهِ تُرشِدونَ، وبِقَولِهِ تَحكُمونَ .
سَعِدَ ـ وَاللّه ِ ـ مَن والاكُم، وهَلَكَ مَن عاداكُم، وخابَ مَن جَحَدَكُم، وضَلَّ مَن فارَقَكُم، وفازَ مَن تَمَسَّكَ بِكُم، وأمِنَ مَن لَجَأَ إلَيكُم، وسَلِمَ مَن صَدَّقَكُم ، وهُدِيَ مَنِ اعتَصَمَ بِكُم ، ومَنِ اتَّبَعَكُم فَالجَنَّةُ مَأواهُ، ومَن خالَفَكُم فَالنّارُ مَثواهُ، ومَن جَحَدَكُم كافِرٌ، ومَن حارَبَكُم مُشرِكٌ، ومَن رَدَّ عَلَيكُم فَهُوَ في أسفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَحيمِ.
أشهَدُ أنَّ هذا سابِقٌ لَكُم فيما مَضى، وجارٍ لَكُم فيما بَقِيَ، وأنَّ أرواحَكُم ونورَكُم وطينَتَكُم واحِدَةٌ، طابَت وطَهُرَت بَعضُها مِن بَعضٍ، خَلَقَكُمُ اللّه ُ أنوارا فَجَعَلَكُم بِعَرشِهِ مُحدِقينَ ۱۵ ، حَتّى مَنَّ عَلَينا بِكُم، فَجَعَلَكُم في بُيوتٍ ۱۶ أذِنَ اللّه ُ أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فيهَا اسمُهُ، وجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيكُم، وما خَصَّنا بِهِ مِن وِلايَتِكُم، طيبا لِخَلقِنا ، وطَهارَةً لِأَنفُسِنا، وتَزكِيَةً لَنا، وكَفّارَةً لِذُنوبِنا، فَكُنّا عِندَهُ مُسَلِّمينَ بِفَضلِكُم، ومَعروفينَ بِتَصديقِنا إيّاكُم .
فَبَلَغَ اللّه ُ بِكُم أشرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمينَ، وأعلى مَنازِلِ المُقَرَّبينَ، وأرفَعَ دَرَجاتِ المُرسَلينَ ۱۷ ، حَيثُ لا يَلحَقُهُ لاحِقٌ، ولا يَفوقُهُ فائِقٌ، ولا يَسبِقُهُ سابِقٌ، ولا يَطمَعُ في إدراكِهِ طامِعٌ، حَتّى لا يَبقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا صِدّيقٌ ولا شَهيدٌ ، ولا عالِمٌ ولا جاهِلٌ، ولا دَنِيٌّ ولا فاضِلٌ، ولا مُؤمِنٌ صالِحٌ ولا فاجِرٌ طالِحٌ، ولا جَبّارٌ عَنيدٌ، ولا شَيطانٌ مَريدٌ، ولا خَلقٌ فيما بَينَ ذلِكَ شَهيدٌ ، إلّا عَرَّفَهُم جَلالَةَ أمرِكُم، وعِظَمَ خَطَرِكُم، وكِبَرَ شَأنِكُم، وتَمامَ نورِكُم، وصِدقَ مَقاعِدِكُم، وثَباتَ مَقامِكُم، وشَرَفَ مَحَلِّكُم ومَنزِلَتِكُم عِندَهُ، وكَرامَتَكُم عَلَيهِ، وخاصَّتَكُم لَدَيهِ، وقُربَ مَنزِلَتِكُم مِنهُ.
بِأَبي أنتُم واُمّي وأهلي ومالي واُسرَتي، اُشهِدُ اللّه َ واُشهِدُكُم ، أنّي مُؤمِنٌ بِكُم وبِما أتَيتُم بِهِ (/ آمَنتُم بِهِ) ، كافِرٌ بِعَدُوِّكُم وبِما كَفَرتُم بِهِ، مُستَبصِرٌ بِشَأنِكُم وبِضَلالَةِ مَن خالَفَكُم ، مُوالٍ لَكُم ولِأَولِيائِكُم، مُبغِضٌ لِأَعدائِكُم ومُعادٍ لَهُم، وسِلمٌ لِمَن سالَمَكُم وحَربٌ لِمَن حارَبَكُم، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقتُم، مُبطِلٌ لِما أبطَلتُم، مُطيعٌ لَكُم، عارِفٌ بِحَقِّكُم ، مُقِرٌّ بِفَضلِكُم، مُحتَمِلٌ لِعِلمِكُم، مُحتَجِبٌ بِذِمَّتِكُم، مُعتَرِفٌ بِكُم، مُؤمِنٌ بِإِيابِكُم، مُصَدِّقٌ بِرَجعَتِكُم، مُنتَظِرٌ لِأَمرِكُم، مُرتَقِبٌ لِدَولَتِكُم، آخِذٌ بِقَولِكُم، عامِلٌ بِأَمرِكُم ، مُستَجيرٌ بِكُم، زائِرٌ لَكُم، عائِذٌ بِكُم، لائِذٌ بِقُبورِكُم، مُستَشفِعٌ إلَى اللّه ِ عز و جل بِكُم، ومُتَقَرِّبٌ بِكُم إلَيهِ، ومُقَدِّمُكُم أمامَ طَلِبَتي وحَوائِجي وإرادَتي ، في كُلِّ أحوالي واُموري .
مُؤمِنٌ بِسِرِّكُم وعَلانِيَتِكُم، وشاهِدِكُم وغائِبِكُم، وأوَّلِكُم وآخِرِكُم، ومُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيكُم، ومُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُم، وقَلبي لَكُم مُؤمِنٌ ، ورَأيي لَكُم تَبَعٌ ، ونُصرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ، حَتّى يُحيِيَ اللّه ُ تَعالى دينَهُ بِكُم ، ويَرُدَّكُم في أيّامِهِ، ويُظهِرَكُم لِعَدلِهِ، ويُمَكِّنَكُم في أرضِهِ ، فَمَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ عَدُوِّكُم (غَيرِكُم) ، آمَنتُ بِكُم، وتَوَلَّيتُ آخِرَكُم بِما تَوَلَّيتُ بِهِ أوَّلَكُم، وبَرِئتُ إلَى اللّه ِ تَعالى مِن أعدائِكُم، ومِنَ الجِبتِ وَالطّاغوتِ وَالشَّياطينِ وحِزبِهِمُ ، الظّالِمينَ لَكُم، وَالجاحِدينَ لِحَقِّكُم، وَالمارِقينَ مِن وِلايَتِكُم، وَالغاصِبينَ لِاءِرثِكُم، الشّاكّينَ فيكُم، المُنحَرِفينَ عَنكُم ۱۸ ، ومِن كُلِّ وَليجَةٍ دونَكُم، وكُلِّ مُطاعٍ سِواكُم، ومِنَ الأَئِمَّةِ الَّذينَ يَدعونَ إلَى النّارِ.
فَثَبَّتَنِيَ اللّه ُ أبَدا ما حَييتُ عَلى مُوالاتِكُم ومَحَبَّتِكُم ودينِكُم، ووَفَّقَني لِطاعَتِكُم، ورَزَقَني شَفاعَتَكُم، وجَعَلَني مِن خِيارِ مَواليكُم، التّابِعينَ لِما دَعَوتُم إلَيهِ ، وجَعَلَني مِمَّن يَقتَصُّ آثارَكُم، ويَسلُكُ سَبيلَكُم، ويَهتَدي بِهُداكُم، ويُحشَرُ في زُمرَتِكُم، ويَكُرُّ في رَجعَتِكُم، ويُمَلَّكُ في دَولَتِكُم، ويُشَرَّفُ في عافِيَتِكُم، ويُمَكَّنُ في أيّامِكُم، وتَقَرُّ عَينُهُ غَدا بِرُؤيَتِكُم .
بِأَبي أنتُم واُمّي ونَفسي وأهلي ومالي، مَن أرادَ اللّه ُ بَدَأَ بِكُم، ومَن وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنكُم، ومَن قَصَدَهُ تَوَجَّهَ إلَيكُم ۱۹ ، مَوالِيَّ لا اُحصي ثَناءَكُم، ولا أبلُغُ مِنَ المَدحِ كُنهَكُم ۲۰ ، ومِنَ الوَصفِ قَدرَكُم، وأنتُم نورُ الأَخيارِ، وهُداةُ الأَبرارِ، وحُجَجُ الجَبّارِ، بِكُم فَتَحَ اللّه ُ وبِكَم يَختِمُ، وبِكُم يُنَزِّلُ الغَيثَ، وبِكُم يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ، وبِكُم يُنَفِّسُ الهَمَّ ، وبِكُم يَكشِفُ الضُّرَّ ، وعِندَكُم ما نَزَلَت ۲۱ بِهِ رُسُلُهُ، وهَبَطَت بِهِ مَلائِكَتُهُ، وإلى جَدِّكُم بُعِثَ الرّوحُ الأَمينُ .
وإن كانَتِ الزِّيارَةُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقُل: وإلى أخيكَ بُعِثَ الرّوحُ الأَمينُ.
آتاكُمُ اللّه ُ ما لَم يُؤتِ أحَدا مِنَ العالَمينَ، طَأطَأَ كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُم، وبَخَعَ ۲۲ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُم، وخَضَعَ كُلُّ جَبّارٍ لِفَضلِكُم، وذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لَكُم، وأشرَقَتِ الأَرضُ بِنورِكُم ، وفازَ الفائِزونَ بِوِلايَتِكُم، بِكُم يُسلَكُ إلَى الرِّضوانِ، وعَلى مَن جَحَدَ وِلايَتَكُم غَضَبُ الرَّحمنِ.
بِأَبي أنتُم واُمّي ونَفسي وأهلي ومالي، ذِكرُكُم فِي الذّاكِرينَ، وأسماؤُكُم فِي الأَسماءِ، وأجسادُكُم فِي الأَجسادِ، وأرواحُكُم فِي الأَرواحِ، وأنفُسُكُم فِي النُّفوسِ، وآثارُكُم فِي الآثارِ، وقُبورُكُم فِي القُبورِ، فَما أحلى أسماءَكُم، وأكرَمَ أنفُسَكُم، وأعظَمَ شَأنَكُم، وأجَلَّ خَطَرَكُم، وأوفى عَهدَكُم وأصدَقَ وَعدَكُم .
كَلامُكُم نورٌ، وأمرُكُم رُشدٌ، ووَصِيَّتُكُمُ التَّقوى، وفِعلُكُمُ الخَيرُ، وعَادَتُكُمُ الإِحسانُ، وسَجِيَّتُكُمُ الكَرَمُ، وشَأنُكُمُ الحَقُّ وَالصِّدقُ وَالرِّفقُ، وقَولُكُم حُكمٌ وحَتمٌ، ورَأيُكُم عِلمٌ وحِلمٌ وحَزمٌ، إن ذُكِرَ الخَيرُ كُنتُم أوَّلَهُ ، وأصلَهُ وفَرعَهُ ومَعدِنَهُ ، ومَأواهُ ومُنتَهاهُ.
بِأَبي أنتُم واُمّي ونَفسى وأهلي ومالي ، كَيفَ أصِفُ حُسنَ ثَنائِكُم، وكَيفَ اُحصي جَميلَ بَلائِكُم ، وبِكُم أخرَجَنَا اللّه ُ مِنَ الذُّلِّ، وفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الكُروبِ، وأنقَذَنا مِن شَفا جُرُفِ الهَلَكاتِ ومِنَ النّارِ.
بِأَبي أنتُم واُمّي ونَفسي، بِمُوالاتِكُم عَلَّمَنَا اللّه ُ مَعالِمَ دينِنا، وأصلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِن دُنيانا، وبِمُوالاتِكُم تَمَّتِ الكَلِمَةُ، وعَظُمَتِ النِّعمَةُ، وَائتَلَفَتِ الفُرقَةُ، وبِمُوالاتِكُم تُقبَلُ الطّاعَةُ المُفتَرَضَةُ، ولَكُمُ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ وَالمَقامُ المَحمودُ عِندَ اللّه ِ تَعالى ، وَالمَكانُ المَعلومُ ، وَالجاهُ العَظيمُ، وَالشَّأنُ الرَّفيعُ ، وَالشَّفاعَةُ المَقبولَةُ ، رَبَّنا آمَنّا بِما أنزَلتَ وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ، سُبحانَ رَبِّنا إن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعولاً.
يا وَلِيَّ اللّه ِ ( يا أولِياءَ اللّه ِ ) إنَّ بَيني وبَينَ اللّه ِ ذُنوبا لا يَأتي عَلَيها إلّا رِضاكُم، فَبِحَقِّ مَنِ ائتَمَنَكُم عَلى سِرِّهِ، وَاستَرعاكُم أمرَ خَلقِهِ، وقَرَنَ طاعَتَكُم بِطاعَتِهِ، لَمَّا استَوهَبتُم ذُنوبي، وكُنتُم شُفَعائي ، إنّي لَكُم مُطيعٌ، مَن أطاعَكُم فَقَد أطاعَ اللّه َ، ومَن عَصاكُم فَقَد عَصَى اللّه َ، ومَن أحَبَّكُم فَقَد أحَبَّ اللّه َ، ومَن أبغَضَكُم فَقَد أبغَضَ اللّه َ.
اللّهُمَّ إنّي لَو وَجَدتُ شُفَعاءَ أقرَبَ إلَيكَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَخيارِ ، الأَئِمَّةِ الأَبرارِ، لَجَعَلتُهُم شُفَعائي، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي أوجَبتَ لَهُم عَلَيكَ، أسأَلُكَ أن تُدخِلَني في جُملَةِ العارِفينَ بِهِم وبِحَقِّهِم، وفي زُمرَةِ المَرحومينَ بِشَفاعَتِهِم ۲۳ ، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ، وصَلَّى اللّه ُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ حَسبُنَا اللّه ُ ونِعمَ الوَكيلُ.
إذا أرَدتَ الاِنصِرافَ فَقُل:
السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، سَلامَ مُوَدِّعٍ ، لا سَئِمٍ ولا قالٍ ۲۴ ، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، سَلامَ وَلِيٍّ غَيرِ راغِبٍ عَنكُم، ولا مُستَبدِلٍ بِكُم ، ولا مُؤثِرٍ عَلَيكُم، ولا مُنحَرِفٍ عَنكُم، ولا زاهِدٍ في قُربِكُم، لا جَعَلَهُ اللّه ُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَةِ قُبورِكُم، وإتيانِ مَشاهِدِكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم .
وحَشَرَنِيَ اللّه ُ في زُمرَتِكُم، وأورَدَني حَوضَكُم، وجَعَلَني مِن حِزبِكُم وأرضاكُم عَنّي، ومَكَّنَني مِن دَولَتِكُم، وأحياني في رَجعَتِكُم، ومَلَّكَني في أيّامِكُم ، وشَكَرَ سَعيي بِكُم، وغَفَرَ ذَنبي بِشَفاعَتِكُم، وأقالَ عَثرَتي بِحُبِّكُم ، وأعلى كَعبي ۲۵ بِمُوالاتِكُم، وشَرَّفَني بِطاعَتِكُم، وأعَزَّني بِهُداكُم، وجَعَلَني مِمَّنِ انقَلَبَ مُفلِحا مُنجِحا، غانِما سالِما، مُعافىً غَنِيّا ، فائِزا بِرِضوانِ اللّه ِ وفَضلِهِ وكِفايَتِهِ، بِأَفضَلِ ما يَنقَلِبُ بِهِ أحَدٌ مِن زُوّارِكُم ومَواليكُم ومُحِبّيكُم وشيعَتِكُم، ورَزَقَنِيَ اللّه ُ العَودَ ثُمَّ العَودَ أبَدا ما أبقاني رَبّي، بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ، وإيمانٍ وتَقوى وإخباتٍ، ورِزقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ .
اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتِهِم وذِكرِهِم، وَالصَّلاةِ عَلَيهِم، وأوجِب لِيَ ۲۶ المَغفِرَةَ وَالخَيرَ وَالبَرَكَةَ وَالنّورَ وَالإيمانَ، وحُسنَ الإِجابَةِ، كَما أوجَبتَ ۲۷ لِأَولِيائِكَ العارِفينَ بِحَقِّهِمُ، الموجِبينَ لِطاعَتِهِم، وَالرّاغِبينَ في زِيارَتِهِمُ ، المُتَقَرِّبينَ إلَيكَ وإلَيهِم.
بِأَبي أنتُم واُمّي ونَفسي وأهلي ومالي، اِجعَلوني في هَمِّكُم ۲۸ ، وصَيِّروني في حِزبِكُم، وأدخِلوني في شَفاعَتِكُم، وَاذكُروني عِندَ رَبِّكُم، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأبلِغ أرواحَهُم وأجسادَهُم مَنِّي السَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ، وصَلَّى اللّه ُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليما كَثيرا ، وحَسبُنَا اللّه ُ ونِعمَ الوَكيلُ. ۲۹

1.قال العلّامة المجلسي قدس سره : إنّها أصحّ الزيارات سندا ، وأعمّها موردا ، وأفصحها لفظا ، وأبلغها معنىً ، وأعلاها شأنا (بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۴۴) .

2.في تهذيب الأحكام وكتاب من لا يحضره الفقيه : «عبد اللّه » بدل «عمران» .

3.مختلَف الملائكة : أي محلّ نزولهم وعروجهم ( بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۳۴) .

4.في المصدر : «معدن الرسالة» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

5.النُّهى : هي العقول والألباب (النهاية : ج ۵ ص ۱۳۹ «نها») .

6.الحِجا : العقل والفطنة ( القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۱۵ « حجا » ) .

7.في المصدر : «أئمّة» ، والتصويب من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

8.في المصدر : «لدينه» ، والأرجح ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

9.في المصدر : «كبّرتم» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

10.في المصدر : «حكمتم» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

11.قال الفيروزآبادي : زَهَقَ الشيءُ : هَلَكَ فهو زاهِق ( القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۴۳ « زهق » ) . وقال الفيّومي : زَهَقَ السهمُ : جاوزَ الهَدَفَ إلى ما وراءَه ( المصباح المنير : ص ۲۵۸ « زهق » ) ، وكلاهما محتمل .

12.في المصدر : « وحسابه » ، وما أثبتناه من المصادر الاُخرى .

13.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

14.في المصدر : «الموصلة» ، وما أثبتناه من المصادر الاُخرى .

15.حَدَقُوا بالرَّجُل وأحدقوا به : أي أحاطوا به (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۵۶ «حدق») .

16.في المصدر : « . . . حتّى منّ علينا فجعلكم اللّه في بيوت . . .» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

17.في المصدر : « . . . درجات أوصياء المرسلين» ، والتصويب من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

18.في بحار الأنوار : «... والشاكّين فيكم ، والمنحرفين عنكم » ، وهو الأنسب .

19.في المصادر الاُخرى و بحار الأنوار : «بكم» بدل «إليكم» .

20.كُنْهُ الشيء : حقيقته ونهايته (المصباح المنير : ص ۵۴۲ «كنه») .

21.في المصدر : «ينزل به رسله» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

22.بَخَعَ بالحقّ : أقرّ به وخضع له (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۸۳ «بخع») .

23.في المصدر : «في زمرة المرجوّين لشفاعتهم» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

24.القِلى : البُغض ؛ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۶۷ «قلا») .

25.قال الجزري : وفي حديث قيلة « واللّه ، لا يزال كَعبُكِ عاليا » ؛ هو دعاء لها بالشرَفِ والعُلُوّ . وكلّ شيء علا وارتفع فهو كَعْب (النهاية : ج ۴ ص ۱۷۹ « كعب » ) .

26.في المصدر : «وأوجب إليَّ» ، والتصويب من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

27.سقطت كلمة «أوجبت» من المصدر ، وأثبتناها من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

28.في المصدر : «همّتكم» ، والتصويب من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى .

29.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۷۲ ح ۱ ، تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۹۵ ح ۱۷۷ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۶۰۹ ح ۳۲۱۳ ، المزار الكبير : ص ۵۲۳ ، البلد الأمين : ص ۲۹۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۲ ص ۱۲۷ ح ۴ ؛ فرائد السمطين : ج ۲ ص ۱۷۹ ح ۴۶۳ كلّها نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
372
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 286826
الصفحه من 410
طباعه  ارسل الي