47
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7

3 . ابنُ العَرَندَسِ الحِلِّيُّ ۱

۳۰۳۱.الغدير :ابنُ العَرَندَسِ الحِلِّيُّ . . . لَهُ مِن قَصيدَةٍ يَرثي بِها الحُسَينُ عليه السلام :

فَيا ساكِني أرضَ الطُّفوفِ عَلَيكُمُسَلامُ مُحِبٍّ ما لَهُ عَنكُمُ صَبرُ...
وَقَفتُ عَلَى الدّارِ الَّتي كُنتُمُ بِهافَمَغناكُمُ مِن بَعدِ مَعناكُمُ قَفرُ
وقَد دَرَسَت مِنهَا الدُّروسُ وطالَمابِها دُرِسَ العِلمُ الإِلهِيُّ وَالذِّكرُ
فَراقَ فِراقُ الرّوحِ لي بَعدَ بُعدِكُمودارَ بِرَسمِ الدقارِ في خاطِرِي الفِكرُ
وقَد أقلَعَت عَنهَا السَّحابُ ولَم يَجُدولا دَرَّ مِن بَعدِ الحُسَينِ لَها دَرُّ
إمامُ الهُدى سِبطُ النُبُوَّةِ والِدُ الأَئِمَّةِ رَبُّ النَّهيِ مَولىً لَهُ الأَمرُ
إمامٌ أبوهُ المُرتَضى عَلَمُ الهُدىوَصِيُّ رَسولِ اللّه ِ وَالصِّنوُ وَالصِّهرُ
إمامٌ بَكَتهُ الإِنسُ وَالجِنُّ وَالسَّماووَحشُ الفَلا وَالطَّيرُ وَالبَرُّ وَالبَحرُ
لَهُ القُبَّةُ البَيضاءُ بِالطَّفِ لَم تَزَلتَطوفُ بِها طَوعا مَلائِكَةٌ غُرُّ
وفيهِ رَسولُ اللّه ِ قالَ وقولُهُصَحيحٌ صَريحٌ لَيسَ في ذلِكُم نُكرُ
حُبي بِثَلاثٍ ما أحاطَ بِمِثلِهاوَلِيٌّ فَمَن زَيدٌ هُناكَ ومَن عَمرُو
لَهُ تُربَةٌ فيهَا الشِّفاءُ وقُبَّةٌيُجابُ بِهَا الدَّاعي إذا مَسَّهُ الضُّرُّ
وذُرِيَّةٌ دُرِيَّةٌ مِنهُ تِسعَةٌأئِمَّةُ حَقٍّ لا ثَمانٍ ولا عَشرُ
أيُقتَلُ ظَمآنا حُسَينٌ بِكَربَلاوفي كُلِّ عُضوٍ مِن أنامِلِهِ بَحرُ
ووالِدُهُ السّاقي عَلَى الحَوضِ في غَدٍوفاطِمَةٌ ماءُ الفُراتِ لَها مَهرُ
فَوا لَهفَ نَفسي لِلحُسَينِ وما جَنىعَلَيهِ غَداةَ الطَّفِّ في حَربِهِ الشِّمرُ ...
فَلَمَّا التَقَى الجَمعانِ في أرضِ كَربَلاتَباعَدَ فِعلُ الخَيرِ وَاقتَرَبَ الشَّرُّ
فَحاطوا بِهِ في عَشرِ شَهرِ مُحَرَّمٍوبيضُ المَواضي فِي الأَكُفِّ لَها شَمرُ ...
إلى أن يقولَ :
فَمالَ عَنِ الطَّرفِ الجَوادُ أخُو النَّدىالجَوادِ قَتيلاً حَولَهُ يَصهَلُ المُهرُ

سِنانُ سِنانٍ خارِقٌ مِنهُ فِي الحَشاوَصارِمُ شِمرٍ فِي الوَريدِ لَهُ شَمرُ۲
تَجُرُّ عَلَيهِ العاصِفاتُ ذُيولَهاومِن نَسجِ أيدِي الصَّافِناتِ لَهُ طِمرُ
فَرُجَّت لَهُ السَّبعُ الطِّباقُ وزُلزِلَترَواسي جِبالِ الأَرضِ وَالتَطَمَ البَحرُ
فَيا لَكَ مَقتولاً بَكَتهُ السَّما دَمافَمُغبَرُّ وَجهِ الأَرضِ بِالدَّمِ مُحمَرُّ
مَلابِسُهُ فِي الحَربِ حُمرٌ مِن الدِّماوهُنَّ غَداةَ الحَشرِ مِن سُندُسٍ خُضرُ
ولَهفي لِزَينِ العابِدينَ وقَد سَرىأسيرا عَليلاً لا يُفَكُّ لَهُ أسرُ
وآلُ رَسولِ اللّه ِ تُسبى نِساؤُهُمومِن حَولِهِنَّ السِّترُ يُهتَكُ وَالخِدرُ
سَبايا بِأَكوارِ المَطايا حَواسِرايُلاحِظُهُنَّ العَبدُ فِي النّاسِ وَالحُرُّ
ورَملَةُ في ظِلِّ القُصورِ مَصونَةٌيُناطُ عَلى أقراطِها الدُّرُّ وَالتِّبرُ
فَويلُ يَزيدٍ مِن عَذابِ جَهَنَّمٍإذا أقبَلَت فِي الحَشرِ فاطِمَةُ الطُّهرُ
مَلابِسُها ثَوبٌ مِنَ السُّمِّ أسوَدٌوآخَرُ قانٍ مِن دَمِ السِّبطِ مُحمَرُّ
تُنادي وأَبصارُ الأَنامِ شَواخِصٌوفي كُلِّ قَلبٍ مِن مَهابَتِها ذُعرُ
وتَشكو إلَى اللّه ِ العَلِيِّ وصوتُهاعَلِيٌّ ومَولانا عَلِيٌّ لَها ظَهرُ
فَلا يَنطِقُ الطّاغي يَزيدُ بِما جَنىوأَنّى لَهُ عُذرٌ ومِن شَأنِهِ الغَدرُ
فَيُؤخَذُ مِنهُ بِالقِصاصِ فَيُحرَمُ النَّعيمَ ويُخلى فِي الجَحيمِ لَهُ قَصرُ
ويَشدو لَهُ الشّادي فَيُطرِبُهُ الغِناويُسكَبُ فِي الكَأسِ النُّضارُ لَهُ خَمرُ
فَذاكَ الغِنا فِي البَعثِ تَصحيفُهُ العَناوتَصحيفُ ذاكَ الخَمرِ في قَلبِهِ الجَمرُ
أيَقرَعُ جَهلاً ثَغرَ سِبطِ مُحَمَّدٍوصاحِبُ ذاكَ الثَّغرِ يُحمى بِهِ الثَّغرُ۳

1.الشيخ صالح بن عبد الوهّاب بن العرندس الحلّي ، الشهير بابن العرندس ، أحد أعلام الشيعة ، ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول ، كان عالماً فاضلاً مشاركا في العلوم ، وله مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت عليهم السلام وذكر في الطليعة أنّه توفّي حدود (۸۴۰ ه) بالحلّة الفيحاء ، ودُفن فيها ، وله قبر يزار ويُتبرَّك به ( راجع : أعيان الشيعة : ج ۷ ص ۳۷۵ والغدير: ج ۷ ص ۱۳ ) .

2.شَمَرَ شَمْرا : مرّ جادّا ، وتشمّر للأمر : تهيّأ له (لسان العرب : ج ۴ ص ۴۲۷ «شمر») .

3.الغدير : ج ۷ ص ۱۴ ، المنتخب للطريحي : ص ۳۴۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
46

2 . ابنُ داغِرٍ ۱

۳۰۳۰.الغدير :ابنُ داغِرٍ الحِلِّيُّ . . . لَهُ قَولُهُ مِن قَصيدَةٍ تُناهِزُ الاثنَينِ وَالتِسعينَ بَيتا . . . مِنها قَولُهُ في رِثاءِ الإِمامِ السِّبطِ عليه السلام :
بِأَبِي الإِمامُ المُستَظامُ بِكَربَلايَدعو ولَيسَ لِما يَقولُ مُجيبُ
بِأَبِي الوَحيدُ وما لَهُ مِن راحِمٍيَشكُو الظَّما وَالماءُ مِنهُ قَريبُ
بِأَبِي الحَبيبُ إلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍومُحَمَّدٌ عِندَ الإِلهِ حَبيبُ
يا كَربَلاءُ أفيكِ يُقتَلُ جَهرَةًسِبطُ المُطَهَّرِ إنَّ ذا لَعَجيبُ

ما أنتِ إلّا كُربَةٌ وبَلِيَّةٌكُلُّ الأَنامِ بِهَولِها مَكروبُ
لَهفي عَلَيهِ وقَد هَوى مُتَعَفِّراوبِهِ اُوامٌ فادِحٌ ولُغوبُ
لَهفي عَلَيهِ بِالطُّفوف مُجَدَّلاًتَسفي عَلَيهِ شَمألٌ وجَنوبُ
لَهفي عَلَيهِ وَالخُيولُ تَرُضُّهُفَلَهُنَّ رَكضٌ حَولَهُ وخَبيبُ۲
لَهفي لَهُ وَالرَّأسُ مِنهُ مُمَيَّزٌوَالشَّيبُ مِن دَمِهِ الشَّريفِ خَضيبُ
لَهفي عَلَيهِ ودِرعُهُ مَسلوبَةٌلَهفي عَلَيهِ ورَحلُهُ مَنهوبُ
لَهفي عَلى حَرَمِ الحُسَينِ حَواسِراشُعثا وقَد ريعَت لَهُنَّ قُلوبُ
حَتّى إذا قَطَعَ الكَريمَ بِسَيفِهِلَم يُثنِهِ خَوفٌ ولا تَرعيبُ
لِلّهِ كَم لُطِمَت خُدودٌ عِندَهُجَزَعاً وكَم شُقَّت عَلَيهِ جُيوبُ
لَم أنسَ إن أنسَى الزَّكِيَّةَ زَينَباتَبكي لَهُ وقِناعُها مَسلوبُ
تَدعو وتَندِبُ وَالمُصابُ تَكُظُّهابَينَ الطُّفوفِ ودَمعُها مَسكوبُ
أاُخَيُّ بَعدَكَ لا حَييتُ بِغِبطَةٍوَاغتالَني حَتفٌ إلَيَّ قَريبُ
أاُخَيُّ بَعدَكَ مَن يُدافِعُ جاهِلاًعَنّي ويَسمَعُ دَعوَتي ويُجيبُ
حُزني تَذوبُ لَهُ الجِبالُ وعِندَهُيَسلو ويَنسى يُوسُفا يَعقوبُ۳

1.الشاعر الشيخ مغامس بن داغر الحلّي ، المتوفّى سنة (۸۵۰ ه) ، هو من شعراء أهل البيت المكثرين ، المتفانين في حبّهم وولائهم . وقد جمع الشيخ محمّد السماوي من المجاميع القديمة المخطوطة وبعض المطبوعات ديوانا باسم المترجم يربو على (۱۳۵۰) بيتا ، عدا الذي عاثت به أيدي الشتات ( راجع : الغدير ج ۷ ص ۲۷ وأدب الطفّ : ج ۴ ص ۲۹۹).

2.الخببُ : ضربٌ من العَدْوِ ، وقيل : هو أن ينقل الفرسُ أيامنه جميعا وأياسره جميعا ، وقيل : هو أن يراوح بين يديه ورجليه (لسان العرب : ج ۱ ص ۳۴۱ «خبب») .

3.الغدير : ج ۷ ص ۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 286829
الصفحه من 410
طباعه  ارسل الي