51
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7

5 . الشَّيخُ رَجَبٌ البَرسِيُّ الحِلِّيُّ ۱

۳۰۳۳.مشارق أنوار اليقين :قالَ في قَصيدَةٍ طَويلَةٍ تبلغ 156 بَيتا يَمدَحُ فيها آلَ البَيتِ ويُعَدِّدُ فَضائِلَهُم ، ويَرثي الإِمامَ الحُسَينَ عليه السلام ـ وهيَ مِن رائِعِ شِعرِهِ ، بَل مِن رائِعِ الشِّعرِ العَرَبِيِّ ورائِقِهِ ـ عَلى نَهجِ قَصيدَةِ البُردَةِ لِلبوصيرِيِّ :
ما هاجَني ذِكرُ ذاتِ البانِ وَالعَلَمِولَا السَّلامُ عَلى سَلمى بذِي سَلَمِ ...
لكِن تَذَكَّرتُ مَولايَ الحُسَينَ وقَدأضحى بِكَربِ البَلا في كَربَلاءَ ظَمي ...
يا لَلرِّجالِ لِخَطبٍ حَلَّ مُختَرِمَ الآجالِ مُعتَدِيا فِي الأَشهُرِ الحُرُمِ
فَها هُنا تُصبِحُ الأَكبادُ مِن ظَمأٍحَرَّى وأَجسادُها تُروى بِفَيضِ دَمِ

وها هُنا تُصبِحُ الأَقمارُ آفِلَةًوَالشَّمسُ في طَفَلٍ وَالبَدرُ في ظُلَمِ
وها هُنا تَملِكُ السّاداتِ أعبُدُهاظُلما ومَخدومُها في قَبضَةِ الخَدَمِ ...
وراحَ ثَمَّ جَوادُ السِّبطِ يَندِبُهُعالِي الصَّهيلِ خَلِيّا طالِبَ الخِيَمِ
فَمُذ رَأَتهُ النِّساءُ الطّاهِراتُ بَدايُكادِمُ الأَرضَ في خَدٍّ لَهُ وفَمِ۲
فَجِئنَ وَالسِّبطُ مُلقىً بِالنِّصالِ أبَتمِن كَفِّ مُستَلِمٍ أو ثَغرِ مُلتَئِمِ
وَالشِّمرُ يَنحرُ مِنهُ النَّحرَ مِن حَنَقٍوَالأَرضُ تَرجُفُ خَوفا مِن فِعالِهِمِ
فَتَستُرُ الوَجهَ في كُمٍّ عَقيلَتُهُوتَنحَني فَوقَ قَلبٍ والِهٍ كَلِمِ
تَدعو أخاهَا الغَريبَ المُستَظامَ أخي۳يا لَيتَ طَرفَ المَنايا عَن عُلاكَ عَمِ ...
أخي لَقَد كُنتَ نورا يُستَضاءُ بِهِفَما لِنورِ الهُدى وَالدّينِ في ظُلَمِ
أخي لَقَد كُنتَ غَوثا لِلأَرامِلِ ياغَوثَ اليَتامى وبَحرَ الجودِ وَالكَرَمِ ...
يا جَدَّنا لَو رَأَت عَيناكَ مِن حُزُنٍلِلعِترَةِ الغُرِّ بَعدَ الصَّونِ وَالحَشَمِ ...
أينَ النَّبِيِّ وثَغرُ السِّبطِ يَقرَعُهُ۴يَزيدُ بُغضا لِخَيرِ الخَلقِ كُلِّهِمِ
أيَنكُثُ الرِّجسُ ثَغرا كانَ قَبَّلَهُمِن حُبِّهِ الطُّهرُ خَيرُ العُربِ وَالعَجَمِ
ويَدَّعي بَعدَها الإِسلامَ مِن سَفَهٍوكانَ أكفَرَ مِن عادٍ ومِن إرَمِ
يا وَيلَهُ حينَ تَأتِي الطُّهرُ فاطِمَةٌفِي الحَشرِ صارِخَةً فِي مَوقِفِ الاُمَمِ
تَأتي فَيُطرِقُ أهلُ الجَمعِ أجمَعُهُممِنها حَياءً ووَجهُ الأَرضِ في قَتَمِ
وتَشتَكي عَن يَمينِ العَرشِ صارِخَةًوتَستَغيثُ إلَى الجَبّارِ ذِي النِّقَمِ

هُناكَ يَظَهرُ حُكمُ اللّه ِ في مَلأٍعَصَوا وخانوا فَيا سُحقا لِفِعلِهِمِ
وفي يَدَيها قَميصٌ لِلحُسَينِ غَدامُضَمَّخا بِدَمٍ قَرنا إلى قَدَمِ۵

1.الحافظ الشيخ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي الحلّي ، توفّي بعد سنة (۸۱۳ ه) ، من عرفاء علماء الإمامية وفقهائها المشاركين في العلوم ، مجمع على فضله الواضح في فنّ الحديث ، وتقدّمه في الأدب وقرض الشعر وإجادته ، وتضلّعه في علم الحروف وأسرارها واستخراج فوائدها . وله في العرفان والحروف مسالك خاصّة ، وله شعر رائق جلّه بل كلّه في مدائح النبيّ الأقدس وأهل بيته ، وله تأليفات منها : مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين ( راجع : الغدير : ج ۷ ص ۳۳ وأعيان الشيعة : ج ۶ ص ۴۶۵) .

2.في المصدر : «بكارم الأرض في خلدٍ له وخم» وهو تصحيف واضح ، والصواب ما أثبتناه كما في الغدير وأدب الطفّ .

3.في المصدر : «تدعو أخاه الغريب المستظلم أخي» ، والصواب ما أثبتناه كما في الغدير وأدب الطفّ .

4.في المصدر : « ابن النبيّ السبط وثغر يقرعه » ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في الغدير وأدب الطفّ .

5.مشارق أنوار اليقين : ص ۲۴۲ ، الغدير : ج ۷ ص ۶۲ ، أدب الطفّ : ج ۴ ص ۲۴۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
50

4 . الشَّيخُ حَسَنُ بنُ راشِدٍ الحِلِّيُّ ۱

۳۰۳۲.أدب الطفّـ مِن قَصيدَةٍ لِلشَّيخِ تاجِ الدَّينِ الحَسَنِ بنِ راشِدٍ الحِلِّيِّ يَرثي بِهَا الحُسَينَ عليه السلامـ :
للّه ِِ وَقعَةُ عاشوراءَ إنَّ لَهافي جَبهَةِ الدَّهرِ جَرحا غَيرَ مُندَمِلِ
طافوا بِسِبطِ رَسولِ اللّه ِ مُنفَرِدافِي الطَّفِّ خالٍ مِنَ الخِلّانِ وَالخَوَلِ ...
لَم أنسَهُ في فيافي كَربَلاءَ وقَدحامَ الحِمامُ وسُدَّت أوجُهُ الحِيَلِ ...
يَشكُو الظَّما ونَميرُ الماءِ مُبتَذَلٌتَعُلُّ مِنهُ وُحوشُ السَّهلِ وَالجَبَلِ
صادٍ يُصَدُّ عَنِ الماءِ المُباحِ ومِنوَريدِهِ مَورِدٌ الخَطِّيَّةِ الخُطُلِ۲
كَأَنَّ صَولَتَهُ فيهِم إذا حَمَلواعَلَيهِ صَولَةُ ضَرغامٍ عَلى هَمَلِ۳
مُصيبَةٌ بَكَتِ السَّبعُ الشِّدادُ لَهادَما ورُزءٌ عَظيمٌ غَيرُ مُحتَمَلِ
وفادِحٌ هَدَّ أركانَ العُلى ودَهىغِرارَ صارِمِ دينِ اللّه ِ بِالفَلَلِ
مُتَرَّبُ الخَدِّ دامِي النَّحرِ مُنعَفِرُ الجَبينِ بَحرٌ قَضى ظامٍ إلَى الوَشَلِ

وَالطّاهِراتُ بَناتُ الطُّهرِ أحمَدَ قَدخَرَجنَ مِن خَلَلِ الأَستارِ وَالكِلَلِ
لَم أنسَ فاطِمَةَ الصُّغرى وقَد بَرَزَتوَالسِّبطُ عَنها بِكَربِ المَوتِ في شُغُلِ...
وأَقبَلَت زَينَبُ الكُبرى ومُقلَتُهاعَبرى بِدَمعٍ عَلَى الخَدَّينِ مُنهَمِلِ
يا جَدُّ هذا أخي عارٍ تُكَفِّنُهُ الرِّياحُ مِن نَسجِها في مِطرَفٍ۴سَمَلِ۵
يا جَدُّ هذا أخي ظامٍ وقَد صَدَرَتعَن نَحرِهِ البيضُ بَعدَ العَلِّ وَالنَّهَلِ۶

1.الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلّي . قال في الأعيان : الشاعر صاحب المراثي في الحسين عليه السلام ، ومدائح أهل البيت ، وهو صاحب الجمانة الإلهية في نظم الألفية الشهيدية ، كان حيّاً سنة (۸۳۰ ه) على الأصحّ . في أمل الآمل : الحسن بن راشد ، فاضل فقيه ، شاعر أديب ، له شعر كثير في مدح الأئمّة عليهم السلام ، ومرثية في الحسين عليه السلام ، واُرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء ، واُرجوزة في تاريخ القاهرة ، واُرجوزة في نظم ألفيّة الشهيد ، وغير ذلك ( راجع : أعيان الشيعة : ج ۵ ص ۶۵ وأمل الآمل: ج ۲ ص ۶۵ الرقم ۱۷۸ والأعلام : ج ۲ ص ۱۹۰ ) .

2.الخَطَلُ : الطول والاضطراب ، يكون في الإنسان والفرس والرمح ونحو ذلك ، ورمح خطِلٌ وأخطل : مضطربٌ (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۲۰۹ «خطل») .

3.إبل هوامل : مسيّبةٌ لا راعي لها (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۷۱۰ «همل») .

4.المِطرَف : واحد المطارف ، وهي أردية من خزٍّ مربّعة لها أعلام (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۴ «طرف») .

5.السَّمَلُ : الخَلِقُ من الثياب (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۳۴۵ «سمل») .

6.أدب الطفّ : ج ۴ ص ۲۷۴، أعيان الشيعة : ج ۵ ص ۶۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 282795
الصفحه من 410
طباعه  ارسل الي