5 . السَّيِّدُ عَبدُ الرَّؤوفِ الجَدحَفصِيُّ ۱
۳۰۴۳.أدب الطفّـ مِن قَصيدَةٍ لِلسيِّدِ عَبدِ الرَّؤوفِ الجَدحَفصِيِّ يَرثِي بِهَا الحُسَينَ عليه السلامـ :
ومِمّا شَجى قَلبي وأَغرى بِيَ الأَسىوَأَفنَى اصطِباري ذِكرُ كُبرَى الوَقائِعِ
هِيَ الوَقعَةُ الكُبرَى الَّتي كُلُّ سامِعٍلَها وَدَّ لَو سُدَّت خُروقُ المَسامِعِ
غَداةَ دَعَت سِبطَ النَّبِيِّ عِصابَةٌبِأن سِر وعَجِّل بِالقُدومِ وسارِعِ
وجاءَت إلَيهِ كُتبُهُم وقَدِ انطَوَتعَلى إحَنٍ۲طَيَّ الحَشى وَالأَضالِعِ
بِنَفسِي الحُسَينُ الطُّهرُ يَسعى إلَيهِمُبِأَهليهِ لا يُثني عَزيمَةَ راجِعِ
وَتَصحَبُهُ مِن صَحبِهِ الغُرِّ سادَةٌلَهُم في قِرانِ الفَوزِ أسعَدُ طالِعِ
فَدَيتُهُمُ لَمّا أتَوا أرضَ كَربَلاوضاقَ بِهِم مِن سُبلِها كُلُّ واسِعِ
فَدَيتُهُمُ لَمّا أتى القَومُ نَحوَهُموسَدّوا عَلَيهِ كُلَّ نَهجٍ وشارِعِ
فَدَيتُهُمُ لَمّا أحاطوا بِرَحلِهِمورَدّوهُمُ عَن وِردِ ماءِ الشَّرائِعِ
لَعَمري لَقَد فازوا وحازوا مَراتِباًتَقَهقَرَ عَن إدراكِها كُلُّ طامِعِ
وما بَرِحوا في نَصرِهِ ولِأَمرِهِبِأَسرِهِمُ ما بَينَ ساعٍ وسامِعِ
ويَقولُ في آخِرِها :
فَشَمسُ العُلى غارَت وأَنجُمُ سَعدِهاتَوارَت وأَمسى غارِبا كُلُّ طالِعِ
بِنَفسي قَتيلاً مُفرَدا بَينَ خاذِلٍوباغٍ ومُرتَدٍّ وطاغٍ وخادِعِ
بِنَفسي رَضيعا ألقَمَ القَومُ ثَغرَهُثَدِيَّ سِهامٍ لا ثَدِيَّ مَراضِعِ
فَدَيتُهُمُ وَالرَّأسُ كَالبَدرِ بَينَهُموهُم حَولَهُ مِثلُ النُّجومِ الطَّوالِعِ۳
1.السيّد الجليل عبد الرؤوف بن الحسين الحسيني الموسوي البحراني ، فاضل عالم ، ماهر شاعر ، معاصر أديب منشئ ، قاضي القضاة بالبحرين ، توفّي سنة (۱۰۰۶ ه) (راجع : الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج ۹ ص ۶۸۵ وأعيان الشيعة: ج ۷ ص ۴۵۹) .
2.الإحنة : الحقدُ في الصدر ، والجمع إحَنٌ وإحنات (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۸ «أحن») .
3.أدب الطفّ : ج ۵ ص ۶۲ .