113
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

الفصل الحادى عشر : أدَبُ الوَداعِ مَعَ الشُّهَداءِ

11 / 1

أدَبُ وَداعِ سَيِّدِ الشُّهَداءِ عليه السلام

۳۵۰۲.كامل الزيارات عن أبي حمزة الثُّمالي عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :إذا أرَدتَ الوَداعَ بَعدَ فَراغِكَ مِنَ الزِّياراتِ ، فَأَكثِر مِنها مَا استَطَعتَ ، وَليَكُن مُقامُكُ بِالنّينَوى أوِ الغاضِرِيَّةِ ، ۱ ومَتى أرَدتَ الزِّيارَةَ فَاغتَسِل وزُر زَورَةَ الوَداعِ .
فَإِذا فَرَغتَ مِن زِيارَتِكَ ، فَاستَقبِل بِوَجهِكَ وَجهَهُ ، وَالتَمِسِ القَبرَ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، أنتَ لي جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ ، وهذا أوانُ انصِرافي عَنكَ ، غَيرَ راغِبٍ عَنكَ ، ولا مُستَبدِلٍ بِكَ سِواكَ ، ولا مُؤثِرٍ عَلَيكَ غَيرَكَ ، ولا زاهِدٍ في قُربِكَ ، وجُدتُ بِنَفسي لِلحَدَثانِ ، وتَرَكتُ الأَهلَ وَالأَوطانَ ، فَكُن لي يَومَ حاجَتي وفَقري وفاقَتي ، ويَومَ لا يُغني عَنّي والِدَيَّ ولا وَلَدي ، ولا حَميمي ۲ ولا قَريبي .
أسأَلُ اللّه َ الَّذي قَدَّرَ وخَلَقَ ، أن يُنَفِّسَ بِكَ كَربي ، وأسأَلُ اللّه َ الَّذي قَدَّرَ عَلَيَّ فِراقَ مَكانِكَ ، أن لا يَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي ومِن رَجعَتي ، وأسأَلُ اللّه َ الَّذي أبكى عَلَيكَ عَيني أن يَجعَلَهُ سَنَدا لي ، وأسأَلُ اللّه َ الَّذي نَقَلَني إلَيكَ مِن رَحلي ۳ وأهلي ، أن يَجعَلَهُ ذُخرا لي .
وأسأَلُ اللّه َ الَّذي أراني مَكانَكَ وهَداني لِلتَّسليمِ عَلَيكَ ولِزِيارَتي إيّاكَ ، أن يورِدَني حَوضَكُم ، ويَرزُقَني مُرافَقَتَكُم فِي الجِنانِ مَعَ آبائِكَ الصّالِحينَ ، صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِم أجمَعينَ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا صَفوَةَ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه ِ ، حَبيبِ اللّه ِ وصَفوَتِهِ ، وأمينِهِ ورَسولِهِ ، وسَيِّدِ النَّبِيّينَ ، السَّلامُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ ، وَصِيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ ، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، السَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ المَهدِيّينَ .
السَّلامُ عَلى مَن فِي الحائِرِ مِنكُم ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللّه ِ الباقينَ المُقيمينَ المُسَبِّحينَ ، الَّذينَ هُم بِأَمرِ رَبِّهِم قائِمونَ ، السَّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّه ِ الصّالِحينَ ، وَالحَمدُ للّه ِِ رَبِّ العالَمينَ .
وتَقولُ :
سَلامُ اللّه ُ وسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ ، وأنبِيائِهِ المُرسَلينَ ، وعِبادِهِ الصّالِحينَ ـ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ـ عَلَيكَ وعَلى روحِكَ وبَدَنِكَ ، وعَلى ذُرِّيَّتِكَ ومَن حَضَرَكَ مِن أولِيائِكَ ، أستَودِعُكَ اللّه َ وأستَرعيكَ ، وأقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ ، وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّه ِ ، اللّهُمَّ اكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ .
وتَقولُ :
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتِي ابنَ رَسولِكَ ، وَارزُقني زِيارَتَهُ أبَدا ما أبقَيتَني ، اللّهُمَّ وَانفَعني بِحُبِّهِ يا رَبَّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ ابعَثهُ مَقاما مَحمودا إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بَعدَ الصَّلاةِ وَالتَّسليمِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن لا تَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتي إيّاهُ ، فَإِن جَعَلتَهُ يا رَبِّ فَاحشُرني مَعَهُ ، ومَعَ آبائِهِ وأولِيائِهِ ، وإن أبَقَيتَني يا رَبِّ فَارزُقنِي العَودَ إلَيهِ ، ثُمَّ العَودَ إلَيهِ بَعدَ العَودِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ اجعَل لي لِسانَ صِدقٍ في أولِيائِكَ ، وحَبِّب إلَيَّ مَشاهِدَهُم ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَشغَلني عَن ذِكرِكَ بِإِكثارٍ عَلَيَّ مِنَ الدُّنيا تُلهيني عَجائِبُ بَهجَتِها ، وتَفتِنّي زَهَراتُ زينَتِها ، ولا بِإِقلالٍ يَضُرُّ بِعَمَلي كَدُّهُ ، ويَملَأُ صَدري هَمُّهُ ، أعطِني مِن ذلِكَ غِنىً عَن أشرارِ خَلقِكَ ، وبَلاغا أنالُ بِهِ رِضاكَ يا رَحمانُ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا مَلائِكَةَ اللّه ِ وزُوّارَ قَبرِ أبي عَبدِ اللّه ِ .
ثُمَّ ضَع خَدَّكَ الأَيمَنَ عَلَى القَبرِ مَرَّةً ، وَالأَيسَرَ مَرَّةً ، وألِحَّ فِي الدُّعاءِ وَالمَسأَلَةِ ، فَإِذا خَرَجتَ فَلا تُوَلِّ وَجهَكَ عَنِ القَبرِ حَتّى تَخرُجَ . ۴

1.راجع : الخريطة رقم ۴ في آخر المجلّد ۴ .

2.حَمِيمُك : قريبك الّذي تهتمّ لأمره (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۰۵ «حمم») .

3.الرِّحَالُ : يعني الدور والمساكن والمنازل ، وهي جمع رَحْل (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۹ «رحل») .

4.كامل الزيارات : ص ۴۳۷ ح ۶۷۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۸۰ ح ۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
112
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 126626
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي