11 / 2
أدَبُ وَداعِ أبِي الفَضلِ العَبّاسِ عليه السلام
۳۵۰۵.كامل الزيارات عن أبي حمزة الثُّمالي عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :إذا وَدَّعتَ العَبّاسَ عليه السلام ، فَأتِهِ وقُل :
أستَودِعُكَ اللّه َ وأستَرعيكَ ، وأقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ ، وبِكِتابِهِ وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّه ِ ، اللّهُمَّ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ .
اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زيارَتي قَبرَ ابنِ أخي نَبِيِّكَ ، وَارزُقني زِيارَتَهُ أبَدا ما أبقَيتَني ، وَاحشُرني مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِي الجِنانِ ، وعَرِّف بَيني وبَينَهُ وبَينَ رَسولِكَ وأولِيائِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وتَوَفَّني عَلَى الإِيمانِ بِكَ ، وَالتَّصديقِ بِرَسولِكَ ، وَالوِلايَةِ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ ، وَالبَراءَةِ مِن عَدُوِّهِم ؛ فَإِنّي قَد رَضيتُ بِذلِكَ يا رَبِّ .
وتَدعُو لِنَفسِكَ ولِوالِدَيكَ ولِلمُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، وتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعاءِ . ۱
بيان
قال العلّامة المجلسي قدس سره :
أقول : قد مضى ذكر زيارة العبّاس عليه السلام في الزيارة الكبيرة المنقولة عن المفيد رحمه الله على وجه أبسط ، وذكر الأصحاب في زيارته الصلاة ، والخبر خالٍ عنها ، ولذا بعض المعاصرين يمنع من الصلاة لغير المعصوم ؛ لعدم التصريح في النصوص بالصلاة لهم عند زيارتهم ، لكن لو أتى الإنسان بها لا على قصد أنّها مأثورة على الخصوص ، بل للعمومات التي في إهداء الصلاة والصدقة والصوم وسائر أفعال الخير للأنبياء والأئمّة والمؤمنين والمؤمنات ، وإنّها تدخل على المؤمنين في قبورهم وتنفعهم ، لم يكن به بأس وكان حسنا ، مع أنّ المفيد وغيره ـ رحمهم اللّه ـ ذكروها في كتبهم ، فلعلّهم وصل إليهم خبر آخر لم يصل إلينا ، وسيأتي زيارة جابر رضى الله عنه له عليه السلام في باب زيارة الأربعين وهي مشتملة على الصلاة .
ثمّ اعلم إنّ ظاهر تلك الرواية جواز الوقوف على قبره رضى الله عنه ، على أيّ وجه كان ، ولو كانت السقيفة في الزمن السابق على نحو بناء زماننا ، لكان ظاهر الخبر مواجهته عند الزيارة ، لكنّ ظاهر كلام الأصحاب وعملهم أنّ في زيارة غير المعصوم لا ينبغي مواجهته بل ينبغي استقبال القبلة فيها والوقوف خلفه ، ولم أرَ تصريحا في أكثر الزيارات المنقولة بذلك .
نعم ورد في زيارة المؤمنين مطلقا استحباب استقبال القبلة كما سيأتي ، لكن لا يبعد أن يقال : كما أنّهم امتازوا عن سائر المؤمنين بهذه الزيارات المشتملة على المخاطبات ، فلعلّهم امتازوا عنهم باستقبالهم كما هو عادة المكالمات والمحاورات ، لكن ورد في بعض الروايات المنقولة الأمر باستقبال القبلة عند زيارة بعضهم ، كزيارة عليّ بن الحسين عليه السلام فيما ورد عن الناحية المقدّسة ، وقد مرّ في الباب السابق ، والتخيير فيما لم يرد فيه شيء على الخصوص أظهر ، واللّه يعلم . ۲