۳۵۴۶.الإقبال عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر :سَمِعتُ الرِّضا عَلِيَّ بنَ موسى عليه السلام يَقولُ : عُمرَةٌ في شَهرِ رَمَضانَ تَعدِلُ حَجَّةً ، وَاعتِكافُ لَيلَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ يَعدِلُ حَجَّةً وَاعتِكافُ لَيلَةٍ في مَسجِدِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وعِندَ قَبرِهِ يَعدِلُ حَجَّةً وعُمرَةً ، ومَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام يَعتَكِفُ عِندَهُ العَشرَ الغَوابِرَ ۱ مِن شَهرِ رَمَضانَ فَكَأَنَّمَا اعتَكَفَ عِندَ قَبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ومَنِ اعتَكَفَ عِندَ قَبرِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ ذلِكَ أفضَلَ لَهُ مِن حَجَّةٍ وعُمرَةٍ بَعدَ حَجَّةِ الإِسلامِ .
قالَ الرِّضا عليه السلام : وَليَحرِص مَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام في شَهرِ رَمَضانَ ألّا يَفوتَهُ لَيلَةُ الجُهَنِيِّ عِندَهُ؛ وهِيَ لَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ ، فَإِنَّهَا اللَّيلَةُ المَرجُوَّةُ .
قالَ : وأدَنى الاِعتِكافِ ساعَةٌ بَينَ العِشاءَينِ ، فَمَنِ اعتَكَفَها فَقَد أدرَكَ حَظَّهُ ـ أو قالَ : نَصيبَهُ ـ مِن لَيلَةِ القَدرِ . ۲
۳۵۴۷.الإقبال عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الثاني [الجواد] عليه السلام :مَن زارَ الحُسَينَ عليه السلام لَيلَةَ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وهِيَ اللَّيلَةُ الَّتي يُرجى أن تَكونَ لَيلَةَ القَدرِ وفيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حَكيمٍ ، صافَحَهُ روحُ أربَعَةٍ وعِشرينَ ألفَ مَلَكٍ ونَبِيٍّ كُلُّهُم يَستَأذِنُ اللّه َ في زِيارَةِ الحُسَينِ عليه السلام في تِلكَ اللَّيلَةِ . ۳
12 / 16
زِيارَةُ لَيلَةِ القَدرِ
۳۵۴۸.المزار الكبير :زِيارَةٌ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام أيضا مُختَصَرَةٌ ، يُزارُ بِها في لَيلَةِ القَدرِ وفِي العيدَينِ ، ۴ بِالإِسنادِ عَن أبي عَبدِ اللّه ِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام قالَ : إذا أرَدتَ زِيارَةَ أبي عَبدِ اللّه ِ الحُسَينِ عليه السلام فَلتَأتِ مَشهَدَهُ بَعدَ أن تَغتَسِلَ وتَلبَسَ أطهَرَ ثِيابِكَ ، فَإِذا وَقَفتَ عَلى قَبرِهِ فَاستَقبِلهُ بِوَجهِكَ ، وَاجعَلِ القِبلَةَ بَينَ كَتِفَيكَ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ ، وتَلَوتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وجاهَدتَ فِي اللّه ِ حَقَّ جِهادِهِ ، وصَبَرتَ عَلَى الأَذى في جَنبِهِ ۵ مُحتَسِباً حَتّى أتاكَ اليَقينُ .
وأشهَدُ أنَّ الَّذينَ خالَفوكَ وحارَبوكَ ، وأنَّ الَّذينَ خَذَلوكَ وَالَّذينَ قَتَلوكَ ، مَلعونونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ ، وقَد خابَ مَنِ افتَرى ، لَعَنَ اللّه ُ الظّالِمينَ لَكُم مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وضاعَفَ عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ .
أتَيتُكَ يا مَولايَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، زائِرا عارِفا بِحَقِّكَ ، مُوالِيا لِأَولِيائِكَ ، مُعادِيا لِأَعدائِكَ ، مُستَبصِرا بِالهُدَى الَّذي أنتَ عَلَيهِ ، عارِفا بِضَلالَةِ مَن خالَفَكَ ، فَاشفَع لي عِندَ رَبِّكَ .
ثُمَّ تَنكَبُّ عَلَى القَبرِ وتَضَعُ خَدَّكَ عَلَيهِ وتَتَحَوَّلُ إلى عِندِ الرَّأسِ ، وتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ في أرضِهِ وسَمائِهِ ، صَلَّى اللّه ُ عَلى روحِكَ الطَّيِّبَةِ وجَسَدِكَ الطّاهِرِ ، وعَلَيكَ السَّلامُ يا مَولايَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ تَنكَبُّ عَلَى القَبرِ وتُقَبِّلُهُ وتَضَعُ خَدَّكَ عَلَيهِ ، وتَنحَرِفُ إلى عِندِ الرَّأسِ فَتُصَلّي رَكعَتَينِ لِلزِّيارَةِ ، وتُصَلي بَعدَهُما ما تَيَسَّرَ .
ثُمَّ تَتَحَوَّلُ إلى عِندِ الرَّأسِ ، ۶ وتَزورُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهماالسلامفَتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ وَابنَ مَولايَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللّه ُ مَن ظَلَمَكَ ، ولَعَنَ مَن قَتَلَكَ ، ۷ وضاعَفَ عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ .
وتَدعو بِما تُريدُ .
وتَزورُ الشُّهَداءَ مُنحَرِفا مِن عِندِ الرِّجلَينِ إلَى القِبلَةِ ، فَتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الصِّدّيقونَ ، السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرونَ ، أشهَدُ أنَّكُم جاهَدتُم في سَبيلِ اللّه ِ ، وصَبَرتُم عَلَى الأَذى في جَنبِ اللّه ِ ، ونَصَحتُم للّه ِِ ولِرَسولِهِ حَتى أتاكُمُ اليَقينُ . أشهَدُ أنَّكُم أحياءٌ عِندَ رَبِّكُم تُرزَقونَ ، فَجَزاكُمُ اللّه ُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ جَزاءِ المُحسِنينَ ، وجَمَعَ اللّه ُ بَينَنا وبَينَكُم في مَحَلِّ النَّعيمِ .
ثُمَّ تَمضي إلى مَشهَدِ العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهماالسلام ، فَإِذا وَقَفتَ عَلَيهِ فَقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ الصّالِحُ المُطيعُ للّه ِِ ولِرَسولِهِ ، أشهَدُ أنَّكَ قَد جاهَدتَ ونَصَحتَ وصَبَرتَ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، لَعَنَ اللّه ُ الظّالِمينَ لَكُم مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ وألحَقَهُم بِدَرَكِ ۸ الجَحيمِ .
ثُمَّ يُصَلّي في مَسجِدِهِ تَطَوُّعا ما أرادَ ويَنصَرِفُ . ۹
1.الغَابِرُ : الباقي (الصحاح : ج ۲ ص ۷۶۵ «غبر») .
2.الإقبال : ج ۱ ص ۳۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۵۱ .
3.الإقبال : ج ۱ ص ۳۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۶۶ و ج ۱۰۱ ص ۱۰۰ ح ۳۱ .
4.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قال السيّد رحمه الله : «هذه الزيارة مختصّة بليلة القدر ويزار بها في العيدين» ، أقول : يظهر من الرواية أنّها من الزيارات المطلقة ولا اختصاص لها بالأزمان المخصوصة (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۵۱) .
5.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله : «في جنبه» قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : «يَـحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنـبِ اللَّهِ» (الزمر : ۵۶) ؛ أي يا ندامتي على ما ضيّعت من ثواب اللّه ، عن ابن عبّاس ، وقيل : قصّرت في أمر اللّه ، عن مجاهد والسدي ، وقيل : في طاعة اللّه ، عن الحسن .
قال الفرّاء : الجنب القرب ؛ أي في قرب اللّه وجواره ، ويقال : فلان يعيش في جنب فلان ؛ أي في قربه وجواره ، ومنه قوله تعالى : «وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ» (النساء : ۳۶) ، فيكون المعنى على هذا القول : على ما فرّطت في طلب جنب اللّه ؛ أي في طلب جواره وقربه وهو الجنّة . وقال الزجّاج : أي فرّطت في الطريق الّذي هو طريق اللّه ، فيكون الجنب بمعنى الجانب ؛ أي قصّرت في الجانب الّذي يؤدّي إلى رضى اللّه (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۵۱ ) .
6.في المزار للشهيد الأوّل وبحار الأنوار : «الرجلين» بدل «الرأس» .
7.وزاد في المزار للشهيد الأوّل هنا : «ولَعَنَ اللّه من استخفّ حرمتك» .
8.الدَّرَكُ : أقصى قعر البحر (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۱۱ «درك») .
9.المزار الكبير : ص ۴۱۴ ح ۱ ، مصباح الزائر : ص ۳۲۵ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۱۶۷ كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۵۰ ح ۲ و ص ۳۵۱ ح ۳ .