۳۵۶۴.المزار الكبير :زِيارَةُ أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام في يَومِ عَرَفَةَ :
ومَن لَم يُمكِنهُ حُضورُ المَوقِفِ لِلحَجِّ ، وقَدَرَ عَلى إتيانِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام يَومَ عَرَفَةَ فَليَحضُر ؛ فَإِنَّ في ذلِكَ فَضلاً كَبيرا .
فَيَنبَغي أن تَغتَسِلَ مِنَ الفُراتِ إن أمكَنَكَ ، وإلّا فَمِن حَيثُ تَقدِرُ عَلَيهِ ، وتَمشي عَلى سَكينَةٍ ووَقارٍ ، فَإِذا بَلَغتَ بابَ الحائِرِ فَكَبِّرِ اللّه َ تَعالى وقُل :
اللّه ُ أكبَرُ كَبيرا ، وَالحمدُ للّه ِِ كَثيرا ، وسُبحانَ اللّه ِ بُكرَةً وأصيلاً ، وَ «الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ» . ۱
(ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وعَلى أميرِ المُؤمِنينَ وعَلَى الأَئِمَّةِ عليهم السلام مِن بَعدِهِ ثُمَّ تَقولُ :) ۲
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ وَابنُ أمَتِكَ ، المُوالي لِوَلِيِّكَ المُعادي لِعَدُوِّكَ ، استَجارَ بِمَشهَدِكَ وتَقَرَّبَ إلَيكَ بِقَصدِكَ ، وَالحَمدُ للّه ِِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ وخَصَّني بِزِيارَتِكَ وسَهَّلَ لي قَصدَكَ .
ثُمَّ تَأتي بابَ القُبَّةِ فَتَقِفُ مِمّا يَلِي الرَّأسَ وتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ نوحٍ نَبِيِّ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إبراهيمَ خَليلِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ موسى كَليمِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عيسى روحِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ أميرِ المُؤمِنينَ حُجَّةِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ مُحَمَّدٍ المُصطَفى ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ عَلِيٍّ المُرتَضى ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ خَديجَةَ الكُبرى .
السَّلامُ عَلَيكَ يا ثارَ اللّه ِ وَابنَ ثارِهِ وَالوِترَ المَوتورَ ، أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ ، وأطَعتَ اللّه َ حَتّى أتاكَ اليَقينُ . لَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً قَتَلَتكَ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً ظَلَمَتكَ ، ولَعَنَ اللّه اُمَّةً سَمِعَت بِذلِكَ فَرَضِيَت بِهِ .
يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، اُشهِدُ اللّه َ ومَلائِكَتَهُ وأنبِياءَهُ ورُسُلَهُ ، إنّي بِكُم مُؤمِنٌ ، وبِإِيابِكُم موقِنٌ ، بِشَرائِعِ ديني وخَواتيمِ عَمَلي ، فَصَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكُم وعَلى أرواحِكُم وعَلى أجسادِكُم ، وعَلى شاهِدِكُم وغائِبِكُم ، وظاهِرِكُم وباطِنِكُم . ۳
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ وقَبِّلهُ وقُل :
بِأَبي أنتَ واُمّي يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، لَقَد عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وجَلَّتِ المُصيبَةُ بِكَ عَلَينا وعَلى جَميعِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، فَلَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَهَيَّأَت لِقِتالِكَ ، يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، قَصَدتُ حَرَمَكَ وأتَيتُ مَشهَدَكَ ، أسأَلُ اللّه َ بِالثَّأرِ ۴ الَّذي لَكَ عِندَهُ ، وَالمَحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيهِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن يَجعَلَني مَعَكُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ تُصَلِّي عِندَ الرَّأسِ ، ۵ تَقرَأُ فيها ما أحَببتَ ، فَإِذا فَرَغتَ فَقُل :
اللّهُمَّ إنّي صَلَّيتُ ورَكَعتُ وسَجَدتُ لَكَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ؛ لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكوعَ وَالسُّجودَ لا تَكونُ إلّا لَكَ ، لِأَنَّكَ أنتَ اللّه ُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأبلِغهُم عَنّي أفضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ ، وَاردُد عَلَيَّ مِنهُم .
ثُمَّ صِر إلى عِندِ رِجلَيِ الحُسَينِ ، وزُر عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهماالسلام ورَأسُهُ عِندَ رِجلَي أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ نَبِيِّ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ الحُسَينِ الشَّهيدِ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا الشَّهيدُ ابنَ الشَّهيدِ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا المَظلومُ وَابنَ المَظلومِ ، لَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً قَتَلَتكَ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً ظَلَمَتكَ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً سَمِعَت بِذلِكَ فَرَضِيَت بِهِ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ وقَبِّلهُ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللّه ِ وَابنَ وَلِيِّهِ ، لَقَد عَظُمَتِ المُصيبَةُ وجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَينا وعَلى جَميعِ المُسلِمينَ ، فَلَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً قَتَلَتكَ ، وأبرَأُ إلَى اللّه ِ وإلَيكَ مِنهُم .
ثُمَّ اخرُج مِنَ البابِ الَّذي عِندَ رِجلِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهماالسلام ، فَتَوَجَّه هُناكَ إلَى الشُّهَداءِ وزُرهُم وقُل :
السَّلامُ عَلَيكُم يا أولِياءَ اللّه ِ وأحِبّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أصفِياءَ اللّه ِ وأوِدّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ دينِ اللّه ِ وأنصارَ نَبِيِّهِ وأنصارَ أميرِ المُؤمِنينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عَلَيهِمُ السَّلامُ ، بِأَبي أنتُم واُمّي طِبتُم وطابَتِ الأَرضُ الَّتي فيها دُفِنتُم وفُزتُم فَوزا عَظيما ، فَيا لَيتَني كُنتُ مَعَكُم فَأَفوزَ مَعَكُم .
ثُمَّ عُد إلى عِندِ رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، وأكثِر مِنَ الدُّعاءِ لِنَفسِكَ ولِأَهلِكَ وإخوانِكَ المُؤمِنينَ ، فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ فَانكَبَّ عَلَى القَبرِ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صَفوَةَ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خالِصَةَ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللّه ِ ، سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ ، فَإِن أمضِ فَلا عَن مَلالَةِ ، وإن اُقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّه ُ الصّابِرينَ . لا جَعَلَهُ اللّه ُ يا مَولايَ آخِرَ العَهدِ لِزِيارَتِكَ ، ورَزَقَنِي العَودَ إلى مَشهَدِكَ وَالمُقامَ في حَرَمِكَ ، وأن يَجعَلَني مَعَكُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ اخرُج ولا تُوَلِّ ظَهرَكَ ، وأكثِر مِن قَولِ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» . ۶
ثُمَّ امضِ إلى مَشهَدِ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، فَإِذا أتَيتَهُ فَقِف عَلَيهِ وقُل :
(السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ الصّالِحُ ، المُطيعُ للّه ِِ ولِرَسولِهِ ولِأَميرِ المُؤمِنينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، وعَلَيكَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ومَغفِرَتُهُ عَلى روحِكَ وبَدَنِكَ . اُشهِدُ اللّه َ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى ما مَضَى البَدرِيّونَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللّه ِ ، المُناصِحونَ في جِهادِ الأَعداءِ ، المُبالِغونَ في نُصرَةِ أولِيائِهِ . فَجَزاكَ اللّه ُ أفضَلَ الجَزاءِ ، وأوفَرَ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفى بِبَيعَتِهِ ، وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ ، وحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالشُّهَداءِ وَالصِّدّيقينَ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا) . ۷
ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ عِندَ الرَّأسِ ، وَادعُ اللّه َ بَعدَهُما بِما أحبَبتَ ، فَإِذا أرَدتَ الخُروجَ فَوَدِّعهُ وقُل :
أستَودِعُكَ اللّه َ وأستَرعيكَ ، وأقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ وبِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّه ِ ، اللّهُمَّ اكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَةِ قَبرِ وَلِيِّكَ وَابنِ أخي نَبِيِّكَ ، وَارزُقني زِيارَتَهُ أبَدا ما أبقَيتَني ، وَاحشُرني مَعَهُ ومَعَ آبائِهِ فِي الجِنانِ .
وَادعُ لِنَفسِكَ ولِوالِدَيكَ ولِاءِخوانِكَ المُؤمِنينَ .
ثُمَّ ارجِع إلى مَشهَدِ الحُسَينِ عليه السلام لِلوَداعِ ، فَإِذا أرَدتَ وَداعَهُ تَقِفُ كَوُقوفِكَ عَلَيهِ أوَّلَ مَرَّةٍ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، أنتَ لي جُنَّةٌ مِنَ العَذابِ ، وهذا أوانُ انصِرافي ، غَيرَ راغِبٍ عَنكَ ولا مُستَبدِلٍ بِكَ سِواكَ ، ولا مُؤثِرٍ عَلَيكَ غَيرَكَ ولا زاهِدٍ في قُربِكَ . أسأَلُ اللّه َ تَعالى أن لا يَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي ومِن رُجوعي ، أسأَلُ اللّه َ الَّذي أراني مَكانَكَ ، وهَداني لِلتَّسليمِ عَلَيكَ ، ولِزِيارَتي إيّاكَ ، أن يُورِدَني حَوضَكُم ويَرزُقَني مُرافَقَتَكُم فِي الجِنانِ مَعَ آبائِكَ الصّالِحينَ .
ثُمَّ سَلِّم عَلَى النَّبِيِّ وَالأَئِمَّةِ عليهم السلام واحِدا واحِدا وَانصَرِف إن شِئتَ ، وتَدعو بِما أحبَبتَ .
ثُمَّ حَوِّل وَجهَكَ إلى قُبورِ الشُّهَداءِ فَوَدِّعهُم وقُل :
السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتي إيّاهُم ، وأشرِكني مَعَهُم في صالِحِ ما أعطَيتَهُم عَلى نَصرِهِم ابنَ نَبِيِّكَ وحُجَّتَكَ عَلى خَلقِكَ ، اللّهُمَّ اجعَلنا وإيّاهُم في جَنَّتِكَ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا ، أستَودِعُكُمُ اللّه َ وأقرَأُ عَلَيكُمُ السَّلامَ . اللّهُمَّ ارزُقنِي العَودَ إلَيهِم ، وَاحشُرني مَعَهُم يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ اخرُج ولا تُوَلِّ وَجهَكَ عَنِ القَبرِ حَتّى تَغيبَ عَن مُعايَنَتِكَ ، وقِف عَلَى البابِ مُتَوَجِّها إلَى القِبلَةِ ، وَادعُ بِما أحبَبتَ وَانصَرِف إن شاءَ اللّه ُ تَعالى . ۸
1.الأعراف : ۴۳ .
2.جاء في المصادر الاُخرى بدل ما بين القوسين العبارة التالية : «السَّلامُ عَلى رَسولِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلى موسَى بنِ جَعفَرٍ ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بنِ موسى ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى الخَلَفِ الصّالِحِ المُنتَظَرِ» .
3.زاد في المصادر الاُخرى هنا : «السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وَابنَ سَيِّدِ الوَصِيّينَ ، وَابنَ إمامِ المُتَّقينَ ، وَابنَ قائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ إلى جَنّاتِ النَّعيمِ ، وكَيفَ لا تَكونُ كذلِكَ وأَنتَ بابُ الهُدى ، وإمامُ التُّقى ، وَالعُروَةُ الوُثقى ، وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، وخامِسُ أصحابِ الكِساءِ ، غَذَّتكَ يَدُ الرَّحمَةِ ، ورَضَعتَ مِن ثَديِ الإِيمانِ ، ورُبّيتَ في حِجرِ الإِسلامِ ، فَالنَّفسُ غَيرُ راضِيَةٍ بِفِراقِكَ ، ولا شاكَّةٍ في حَياتِكَ ، صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكَ وعَلى آبائِكَ وأَبنائِكَ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا صَريعَ العَبرَةِ السّاكِبَةِ ، وقَرينَ المُصيبَةِ الرّاتِبَةِ ، لَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً استَحَلَّت مِنكَ المَحارِمَ ، وَانتَهَكَت فيكَ حُرمَةَ الإِسلامِ ، فَقُتِلتَ صَلَّى اللّه ُ عَلَيكَ مَقهورا ، وأَصبَحَ رَسولُ اللّه ِ بِكَ مَوتورا ، وأَصبَحَ كِتابُ اللّه ِ بِفَقدِكَ مَهجورا ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى جَدِّكَ وأَبيكَ واُمِّكَ وأَخيكَ ، وعَلَى الأَئِمَّةِ مِن بَنيكَ ، وعَلَى المُستَشهَدينَ مَعَكَ ، وعَلَى المَلائِكَةِ الحافّينَ بِقَبرِكَ ، وَالشّاهِدينَ لِزُوّارِكَ ، المُؤَمِّنينَ بِالقَبولِ عَلى دُعاءِ شيعَتِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ» .
4.في المصادر الاُخرى : «بالشأن الّذي» ، وهو الأنسب .
5.في المصادر الاُخرى : « ثُمَّ قَبِّلِ الضَّريحَ وصَلِّ عِندَ الرَّأسِ رَكْعَتَينِ تَقْرَأُ فيهِما ...» .
6.البقرة: ۱۵۶.
7.جاء في المصادر الاُخرى بدل ما بين القوسين العبارة التالية : «السَّلامُ عَلَيكَ يا أبَا الفَضلِ العَبّاسَ بنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ سَيِّدِ الوَصِيّينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أوَّلِ القَومِ إسلاما ، وأَقدَمِهِم إيمانا ، وأَقوَمِهِم بِدينِ اللّه ِ ، وأَحوَطِهِم عَلَى الإِسلامِ .
أشهَدُ لَقَد نَصَحتَ للّه ِِ ولِرَسولِهِ ولِأَخيكَ ، فَنِعمَ الأَخُ المُواسي ، فَلَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً قَتَلَتكَ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً ظَلَمَتكَ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً استَحَلَّت مِنكَ المَحارِمَ ، وَانتَهَكَت في قَتلِكَ حُرمَةَ الإِسلامِ . فَنِعمَ الأَخُ الصّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِي النّاصِرُ ، وَالأَخُ الدّافِعُ عَن أخيهِ ، المُجيبُ إلى طاعَةِ رَبِّهِ ، الرّاغِبُ فيما زَهِدَ فيهِ غَيرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزيلِ وَالثَّناءِ الجَميلِ ، وأَلحَقَكَ اللّه ُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ في دارِ النَّعيمِ ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ» .
8.المزار الكبير : ص ۴۶۲ ، مصباح الزائر : ص ۳۴۷ ، الإقبال : ج ۲ ص ۶۲ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۱۷۱ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۵۹ ح ۱ .