215
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

الفصل الثالث عشر : زِيارَتانِ مَنسوبَتانِ إلَى النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ

13 / 1

الزِّيارَةُ الاُولى بِرِوايَةِ المَزارِ الكَبيرِ

۳۵۷۴.المزار الكبير :زِيارَةٌ اُخرى في يَومِ عاشوراءَ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ ، ومِمّا خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ عليه السلام إلى أحَدِ الأَبوابِ ۱ .
قالَ : تَقِفُ عَلَيهِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وتَقولُ :
السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفوَةِ اللّه ِ مِن خَليقَتِهِ ، السَّلامُ عَلى شَيثٍ وَلِيِّ اللّه ِ وخِيَرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى إدريسَ القائِمِ للّه ِِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى نوحٍ المُجابِ في دَعوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هودٍ المَمدودِ مِنَ اللّه ِ بِمَعونَتِهِ ، السَّلامُ عَلى صالِحٍ الِّذي تَوَجَّهَ اللّه ُ بِكَرامَتِهِ . السَّلامُ عَلى إبراهيمَ الَّذي حَباهُ اللّه ُ بِخَلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى إسماعيلَ الَّذي فَداهُ اللّه ُ بِذِبحٍ عَظيمٍ مِنَ جَنَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى إسحاقَ الَّذي جَعَلَ اللّه ُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ .
السَّلامُ عَلى يَعقوبَ الَّذي رَدَّ اللّه ُ عَلَيهِ بَصَرَهُ بِرَحمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى يوسُفَ الَّذي نَجّاهُ اللّه ُ مِنَ الجُبِّ ۲ بِعَظَمَتِهِ .
السَّلامُ عَلى موسَى الَّذي فَلَقَ اللّه ُ البَحرَ لَهُ بِقُدرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هارونَ الَّذي خَصَّهُ اللّه ُ بِنُبُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى شُعَيبٍ الَّذي نَصَرَهُ اللّه ُ عَلى اُمَّتِهِ .
السَّلامُ عَلى داوودَ الَّذي تابَ اللّه ُ عَلَيهِ مِن خَطيئَتِهِ ، السَّلامُ عَلى سُلَيمانَ الَّذي ذَلَّت لَهُ الجِنُّ بِعِزَّتِهِ .
السَّلامُ عَلى أيّوبَ الَّذي شَفاهُ اللّه ُ مِن عِلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى يونُسُ الَّذي أنجَزَ اللّه ُ لَهُ مَضمونَ عِدَتِهِ .
السَّلامُ عَلى عُزَيرٍ الَّذي أحياهُ اللّه ُ بَعدَ مَيتَتِهِ ، السَّلامُ عَلى زَكَرِيَّا الصّابِرِ في مِحنَتِهِ .
السَّلامُ عَلى يَحيَى الَّذي أزلَفَهُ ۳ اللّه ُ بِشَهادَتِهِ ، السَّلامُ عَلى عيسى روحِ اللّه ِ وكَلِمَتِهِ .
السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللّه ِ وصَفوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ المَخصوصِ بِاُخُوَّتِهِ .
السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهراءِ ابنَتِهِ ، السَّلامُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَصِيِّ أبيهِ وخَليفَتِهِ .
السَّلامُ عَلَى الحُسَينِ الَّذي سَمَحَت نَفسُهُ بِمُهجَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَن أطاعَ اللّه َ في سِرِّهِ وعَلانِيَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَن جُعِلَ الشِّفاءُ في تُربَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنِ الإِجابَةُ تَحتَ قُبَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنِ الأَئِمَّةُ مِن ذُرِّيَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خاتَمِ الأَنبِياءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ سَيِّدِ الأَوصِياءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خَديجَةَ الكُبرى ، السَّلامُ عَلَى ابنِ سِدرَةِ المُنتَهى ۴ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ جَنَّةِ المَأوى ، السَّلامُ عَلَى ابنِ زَمزَمَ وَالصَّفا ، السَّلامُ عَلَى المُرَمَّلِ ۵ بِالدِّماءِ ، السَّلامُ عَلى مَهتوكِ الخِباءِ ، السَّلامُ عَلى خامِسِ أصحابِ أهلِ الكِساءِ ، السَّلامُ عَلى غَريبِ الغُرَباءِ ، السَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَداءِ ، السَّلامُ عَلى قَتيلِ الأَدعِياءِ ، السَّلامُ عَلى ساكِنِ كَربَلاءَ .
السَّلامُ عَلى مَن بَكَتهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ ، السَّلامُ عَلى مَن ذُرِّيَّتُهُ الأَزكِياءُ ، السَّلامُ عَلى يَعسوبِ ۶ الدّينِ ، السَّلامُ عَلى مَنازِلِ البَراهينِ ، السَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ السّاداتِ ، السَّلامُ عَلَى الجُيوبِ ۷ المُضَرَّجاتِ . السَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذّابِلاتِ ، السَّلامُ عَلَى النُّفوسِ المُصطَلَماتِ ۸ ، السَّلامُ عَلَى الأَرواحِ المُختَلَساتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجسادِ العارِياتِ ، السَّلامُ عَلَى الجُسومِ الشّاحِباتِ ، السَّلامُ عَلَى الدِّماءِ السّائِلاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَعضاءِ المُقَطَّعاتِ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤوسِ المُشالاتِ ، السَّلامُ عَلَى النِّسوَةِ البارِزاتِ .
السَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى آبائِكَ الطّاهِرينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى أبنائِكَ المُستَشهَدينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى ذُرِّيَّتِكَ النّاصِرينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلَى المَلائِكَةِ المُضاجِعينَ .
السَّلامُ عَلَى القَتيلِ المَظلومِ ، السَّلامُ عَلى أخيهِ المَسمومِ ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الكَبيرِ ، السَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغيرِ . السَّلامُ عَلَى الأَبدانِ السَّليبَةِ ، السَّلامُ عَلَى العِترَةِ القَريبَةِ ، السَّلامُ عَلَى المُجَدَّلَينَ ۹ فِي الفَلَواتِ ، السَّلامُ عَلَى النّازِحينَ عَنِ الأَوطانِ ، السَّلامُ عَلَى المَدفونينَ بِلا أكفانٍ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبدانِ ، السَّلامُ عَلَى المُحتَسِبِ الصّابِرِ ، السَّلامُ عَلَى المَظلومِ بِلا ناصِرٍ .
السَّلامُ عَلى ساكِنِ التُّربَةِ الزّاكِيَةِ ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ القُبَّةِ السّامِيَةِ ، السَّلامُ عَلى مَن طَهَّرَهُ الجَليلُ ، السَّلامُ عَلى مَنِ افتَخَرَ بِهَ جَبرَئيلُ ، السَّلامُ عَلى مَن ناغاهُ ۱۰ فِي المَهدِ ميكائيلُ .
السَّلامُ عَلى مَن نُكِثَت ذِمَّتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَن هُتِكَت حُرمَتُهُ ، السَّلامُ عَلى مَن اُريقَ بِالظُّلمِ دَمُهُ ، السَّلامُ عَلَى المُغَسَّلِ بِدَمِ الجِراحِ ، السَّلامُ عَلَى المُجَرَّعِ بِكَأساتِ الرِّماحِ ، السَّلامُ عَلَى المُضامِ المُستَباحِ ، السَّلامُ عَلَى المَهجورِ فِي الوَرى ، السَّلامُ عَلى مَن تَوَلّى دَفنَهُ أهلُ القُرى ، السَّلامُ عَلَى المَقطوعِ الوَتينِ ، ۱۱ السَّلامُ عَلَى المُحامي بِلا مُعينٍ .
السَّلامُ عَلَى الشَّيبِ الخَضيبِ ، السَّلامُ عَلَى الخَدِّ التَّريبِ ، السَّلامُ عَلَى البَدَنِ السَّليبِ ، السَّلامُ عَلَى الثَّغرِ المَقروعِ بِالقَضيبِ ، السَّلامُ عَلَى الوَدَجِ ۱۲ المَقطوعِ ، ۱۳ السَّلامُ عَلَى الرَّأسِ المَرفوعِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجسامِ العارِيَةِ فِي الفَلَواتِ تَنهَشُهَا الذِّئابُ العادِياتُ ، وتَختَلِفُ إلَيهَا السِّباعُ الضّارِياتُ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ ، وعَلَى المَلائِكَةِ المَرفوفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحافّينَ بِتُربَتِكَ ، الطّائِفينَ بِعَرصَتِكَ ، الوارِدينَ لِزِيارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ فَإِنّي قَصَدتُ إلَيكَ ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ .
السَّلامُ عَلَيكَ سَلامَ العارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقَرِّبِ إلَى اللّه ِ بِمَحَبَّتِكَ ، البَريءِ مِن أعدائِكَ ، سَلامَ مَن قَلبُهُ بِمُصابِكَ مَقروحٌ ، ودَمعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسفوحٌ ، سَلامَ المَفجوعِ المَحزونِ ، الوالِهِ ۱۴ المُستَكينِ . سَلامَ مَن لَو كانَ مَعَكَ بِالطُّفوفِ لَوَقاكَ بِنَفسِهِ حَدَّ السُّيوفِ ، وبَذَلَ حُشاشَتَهُ ۱۵ دونَكَ لِلحُتوفِ ۱۶ ، وجاهَدَ بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى مَن بَغى عَلَيكَ ، وفَداكَ بِروحِهِ وجَسَدِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ ، وروحُهُ لِروحِكَ فِداءٌ ، وأهلُهُ لِأَهلِكَ وِقاءٌ .
فَلَئِن أخَّرَتنِي الدُّهورُ ، وعاقَني عَن نَصرِكَ المَقدورُ ، ولَم أكُن لِمَن حارَبَكَ مُحارِبا ، ولِمَن نَصَبَ لَكَ العَداوَةَ مُناصِبا ، فَلَأَندُبَنَّكَ صَباحا ومَساءً ، ولَأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بَدَلَ الدُّموعِ دَما ، حَسرَةً عَلَيكَ وتَأَسُّفا عَلى ما دَهاكَ وتَلَهُّفا ، حَتّى أموتَ بِلَوعَةِ المُصابِ وغُصَّةِ الاِكتِيابِ .
أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَالعُدوانِ ، وأطَعتَ اللّه َ وما عَصَيتَهُ ، وتَمَسَّكتَ بِهِ وبِحَبلِهِ فَأَرضَيتَهُ وخَشيتَهُ ، وراقَبتَهُ وَاستَجَبتَهُ ، وسَنَنتَ السُّنَنَ ، وأطفَأتَ الفِتَنَ ، ودَعَوتَ إلَى الرَّشادِ ، وأوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ ، وجاهَدتَ فِي اللّه ِ حَقَّ الجِهادِ .
وكُنتَ للّه ِِ طائِعا ، ولِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ تابِعا ، ولِقَولِ أبيكَ سامِعا ، وإلى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسارِعا ، ولِعِمادِ الدّينِ رافِعا ، ولِلطُّغيانِ قامِعا ، ولِلطُّغاةِ مُقارِعا ، ولِلاُمَّةِ ناصِحا . وفي غَمَراتِ المَوتِ سابِحا ، ولِلفُسّاقِ مُكافِحا ، وبِحُجَجِ اللّه ِ قائِما ، ولِلإِسلامِ وَالمُسلِمينَ راحِما ، ولِلحَقِّ ناصِرا ، وعِندَ البَلاءِ صابِرا ، ولِلدّينِ كالِئا ، ۱۷ وعَن حَوزَتِهِ مُرامِيا ، وعَن شَريعَتِهِ مُحامِيا . ۱۸
تَحوطُ الهُدى وتَنصُرُهُ ، وتَبسُطُ العَدلَ وتَنشُرُهُ ، وتَنصُرُ الدّينَ وتُظهِرُهُ ، وتَكُفُّ العابِثَ وتَزجُرُهُ ، وتَأخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُساوي فِي الحُكمِ بَينَ القَوِيِّ وَالضَّعيفِ .
كُنتَ رَبيعَ الأَيتامِ ، وعِصمَةَ الأَنامِ ، وعِزَّ الإِسلامِ ، ومَعدِنَ الأَحكامِ ، وحَليفَ الإِنعامِ ، سالِكا طَرائِقَ جَدِّكَ وأبيكَ ، مُشَبَّها فِي الوَصِيَّةِ لِأَخيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، ۱۹ رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ۲۰ ظاهِرَ الكَرَمِ ، مُتَهَجِّدا فِي الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرائِقِ ، كَريمَ الخَلائِقِ ، عَظيمَ السَّوابِقِ ، شَريفَ النَّسَبِ ، مُنيفَ الحَسَبِ ، رَفيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ المَناقِبِ ، مَحمودَ الضَّرائِبِ ، جَزيلَ المَواهِبِ ، حَليمٌ رَشيدٌ مُنيبٌ ، جَوادٌ عليمٌ شَديدٌ ، إمامٌ شَهيدٌ ، أوّاهٌ ۲۱ مُنيبٌ ، حَبيبٌ مَهيبٌ .
كُنتَ لِلرَّسولِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ وَلَدا ، ولِلقُرآنِ مُنقِذا ، ولِلاُمَّةِ عَضُدا ، وفِي الطّاعَةِ مُجتَهِدا ، حافِظا لِلعَهدِ وَالميثاقِ ، ناكِبا ۲۲ عَن سُبُلِ الفُسّاقِ ، باذِلاً لِلمَجهودِ ، طَويلَ الرُّكوعِ وَالسُّجودِ .
زاهِدا فِي الدُّنيا زُهدَ الرّاحِلِ عَنها ، ناظِرا إلَيها بِعَينِ المُستَوحِشينَ مِنها ، آمالُكَ عَنها مَكفوفَةٌ ، وهِمَّتُكَ عَن زينَتِها مَصروفَةٌ ، وألحاظُكَ عَن بَهجَتِها مَطروفَةٌ ، ورَغبَتُكَ فِي الآخِرَةِ مَعروفَةٌ . حَتّى إذَا الجَورُ مَدَّ باعَهُ ، وأسفَرَ الظُّلمُ قِناعَهُ ، ودَعَا الغَيُّ أتباعَهُ ، وأنتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ ، ولِلظّالِمينَ مُبايِنٌ ، جَليسُ البَيتِ وَالمِحرابِ ، مُعتَزِلٌ عَنِ اللَّذّاتِ وَالشَّهَواتِ ، تُنكِرُ المُنكَرَ بِقَلبِكَ ولِسانِكَ عَلى قَدرِ طاقَتِكَ وإمكانِكَ . ثُمَّ اقتَضاكَ العِلمُ لِلإِنكارِ ، ولَزِمَكَ أن تُجاهِدَ الفُجّارَ ، فَسِرتَ في أولادِكَ وأهاليكَ ، وشيعَتِكَ ومَواليكَ ، وصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ ، ودَعَوتَ إلَى اللّه ِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وأمَرتَ بِإِقامَةِ الحُدودِ ، وَالطّاعَةِ لِلمَعبودِ ، ونَهَيتَ عَنِ الخَبائِثِ وَالطُّغيانِ ، وواجَهوكَ بِالظُّلمِ وَالعُدوانِ .
فَجاهَدتَهُم بَعدَ الإِيعاظِ لَهُم ، وتَأكيدِ الحُجَّةِ عَلَيهِم ، فَنَكَثوا ذِمامَكَ وبَيعَتَكَ ، وأسخَطوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ ، وَبَدؤوكَ بِالحَربِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعنِ وَالضَّربِ ، وطَحَنتَ جُنودَ الفُجّارِ ، وَاقتَحَمتَ قَسطَلَ الغُبارِ ، مُجالِدا بِذِي الفَقارِ ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ المُختارُ .
فَلَمّا رَأَوكَ ثابِتَ الجَأشِ ، غَيرَ خائِفٍ ولا خاشٍ ، نَصَبوا لَكَ غَوائِلَ ۲۳ مَكرِهِم ، وقاتَلوكَ بِكَيدِهِم وشَرِّهِم ، وأمَرَ اللَّعينُ جُنودَهُ فَمَنَعوكَ الماءَ ووُرودَهُ ، وناجَزوكَ القِتالَ ، وعاجَلوكَ النِّزالَ ، ورَشَقوكَ بِالسِّهامِ وَالنِّبالِ ، وبَسَطوا إلَيكَ أكُفَّ الاِصطِلامِ ، ۲۴ ولَم يَرعَوا لَكَ ذِماما ، ولا رَاقَبوا فيكَ أثاما في قَتلِهِم أولِياءَكَ ونَهبِهِم رِحالَكَ ، أنتَ مُقَدَّمٌ فِي الهَبَواتِ ، ۲۵ ومُحتَمِلٌ لِلأَذِيّاتِ ، وقَد عَجِبَت مِن صَبرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ .
وأحدَقوا بِكَ مِن كُلِّ الجِهاتِ ، وأثخَنوكَ بِالجِراحِ ، وحالوا بَينَكَ وبَينَ الرَّواحِ ، ولَم يَبقَ لَكَ ناصِرٌ ، وأنتَ مُحتَسِبٌ صابِرٌ ، تَذُبُّ عَن نِسوَتِكَ وأولادِكَ . حَتّى نَكَسوكَ عَن جَوادِكَ ، فَهَوَيتَ إلَى الأَرضِ جَريحا ، تَطَؤُكَ الخُيولُ بِحَوافِرِها ، وتَعلوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها ، ۲۶ قَد رَشَحَ لِلمَوتِ جَبينُكَ ، وَاختَلَفَت بِالاِنقِباضِ وَالاِنبِساطِ شِمالُكَ ويَمينُكَ ، تُديرُ طَرفا خَفِيّا إلى رَحلِكَ وبَيتِكَ ، وقَد شُغِلتَ بِنَفسِكَ عَن وَلَدِكَ وأهلِكَ ، وأسرَعَ فَرَسُكَ شارِدا ، وإلى خِيامِكَ قاصِدا ، مُحَمحِما باكِيا .
فَلَمّا رَأَينَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخزِيّا ، ۲۷ ونَظَرنَ سَرجَكَ عَلَيهِ مَلوِيّا ، بَرَزنَ مِنَ الخُدورِ ، ناشِراتِ الشُّعورِ ، عَلَى الخُدودِ لاطِماتٍ ، لِلوُجوهِ ۲۸ سافِراتٍ ، وبِالعَويلِ داعِياتٍ ، وبَعدَ العِزِّ مُذَلَّلاتٍ ، وإلى مَصرَعِكَ مُبادِراتٍ .
وَالشِّمرُ جالِسٌ عَلى صَدرِكَ ، مولِغٌ سَيفَهُ عَلى نَحرِكَ ، قابِضٌ عَلى شَيبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، ۲۹ قَد سَكَنَت حَواسُّكَ ، وخَفِيَت أنفاسُكَ ، ورُفِعَ عَلَى القَنا رَأسُكَ ، وسُبِيَ أهلُكَ كَالعَبيدِ ، وصُفِّدوا ۳۰ فِي الحَديدِ ، فَوقَ أقتابِ المَطِيّاتِ ، تَلفَحُ وُجوهَهُم حَرُّ الهاجِراتِ ، يُساقونَ فِي البَراري وَالفَلَواتِ ، أيديهِم مَغلولَةٌ إلَى الأَعناقِ ، يُطافُ بِهِم فِي الأَسواقِ .
فَالوَيلُ لِلعُصاةِ الفُسّاقِ ، لَقَد قَتَلوا بِقَتلِكَ الإِسلامَ ، وعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّيامَ ، ونَقَضُوا السُّنَنَ وَالأَحكامَ ، وهَدَموا قَواعِدَ الإِيمانِ ، وحَرَّفوا آياتِ القُرآنِ ، وهَملَجوا ۳۱ فِي البَغيِ وَالعُدوانِ .
لَقَد أصبَحَ رَسولُ اللّه ِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ مَوتورا ، وعادَ كِتابُ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ مَهجورا ، وغودِرَ الحَقُّ إذ قُهِرتَ مَقهورا ، وفُقِدَ بِفَقدِكَ التَّكبيرُ وَالتَّهليلُ ، وَالتَّحريمُ وَالتَّحليلُ ، وَالتَّنزيلُ وَالتَّأويلُ ، وظَهَرَ بَعدَكَ التَّغييرُ وَالتَّبديلُ ، وَالإِلحادُ وَالتَّعطيلُ ، وَالأَهواءُ وَالأَضاليلُ ، وَالفِتَنُ وَالأَباطيلُ .
فَقامَ ناعيكَ عِندَ قَبرِ جَدِّكَ الرَّسولِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ ، فَنَعاكَ إلَيهِ بِالدَّمعِ الهَطولِ قائِلاً : يا رَسولَ اللّه ِ قُتِلَ سِبطُكَ وفَتاكَ ، وَاستُبيحَ أهلُكَ وحِماكَ ، وسُبِيَت بَعدَكَ ذَراريكَ ، ووَقَعَ المَحذورُ بِعِترَتِكَ وذَويكَ ، فَانزَعَجَ الرَّسولُ وبَكى قَلبُهُ المَهولُ ، وعَزّاهُ بِكَ المَلائِكَةُ وَالأَنبِياءُ ، وفُجِعَت بِكَ اُمُّكَ الزَّهراءُ .
وَاختَلَفَت جُنودُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ تُعَزّي أباكَ أميرَ المُؤمِنينَ ، واُقيمَت لَكَ المَآتِمُ في أعلى عِلِّيّينَ ، ولَطَمَت عَلَيكَ الحورُ العينُ ، وبَكَتِ السَّماءُ وسُكّانُها ، وَالجِنانُ وخُزّانُها ، وَالهِضابُ وأقطارُها ، وَالأَرضُ وأقطارُها ، وَالبِحارُ وحيتانُها ، ومَكَّةُ وبُنيانُها ، وَالجِنانُ ووِلدانُها ، وَالبَيتُ وَالمَقامُ ، وَالمَشعَرُ الحَرامُ ، وَالحِلُّ وَالإِحرامُ .
اللّهُمَّ فَبِحُرمَةِ هذَا المَكانِ المُنيفِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، وأدخِلنِي الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم . اللّهُمَّ فَإِنّي أتَوَسَّلُ إلَيكَ يا أسرَعَ الحاسِبينَ ، ويا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، ويا أحكَمَ الحاكِمينَ ، بِمُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، رَسولِكَ إلَى العالَمينَ أجمَعينَ ، وبِأَخيهِ وَابنِ عَمِّهِ الأَنزَعِ ۳۲ البَطينِ ، العالِمِ المَكينِ ، عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ، وبِفاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وبِالحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصمَةِ المُتَّقينَ ، وبِأَبي عَبدِ اللّه ِ الحُسَينِ أكرَمِ المُستَشهَدينَ ، وبِأَولادِهِ المَقتولينَ ، وبِعِترَتِهِ المَظلومينَ ، وبِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ ، وبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ قِبلَةِ الأَوّابينَ ، ۳۳ وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ أصدَقِ الصّادِقينَ ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ مُظهِرِ البَراهينِ ، وعَلِيِّ بنِ موسى ناصِرِ الدّينِ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ قُدوَةِ المُهتَدينَ ، وعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ أزهَدِ الزّاهِدينَ ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ وارِثِ المُستَخلَفينَ ، وَالحُجَّةِ عَلَى الخَلقِ أجمَعينَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الصّادِقينَ الأَبَرّينَ ، آلِ طه ويس ، وأن تَجعَلَني فِي القِيامَةِ مِنَ الآمِنينَ المُطمَئِنّينَ ، الفائِزينَ الفَرِحينَ المُستَبشِرينَ .
اللّهُمَّ اكتُبني فِي المُسلِمينَ ، وألحِقني بِالصّالِحينَ ، وَاجعَل لي لِسانَ صِدقٍ فَي الآخِرينَ ، وَانصُرني عَلَى الباغينَ ، وَاكفِني كَيدَ الحاسِدينَ ، وَاصرِف عَنّي مَكرَ الماكِرينَ ، وَاقبِض عَنّي أيدِيَ الظّالِمينَ ، وَاجمَع بَيني وبَينَ السّادَةِ المَيامينِ في أعلا عِلِّيّينَ ، مَعَ الَّذينَ أنعَمتَ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ ، وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ إنّي اُقسِمُ عَلَيكَ بِنَبِيِّكَ المَعصومِ ، وبِحُكمِكَ المَحتومِ ، ونَهيِكَ المَكتومِ ، وبِهذا القَبرِ المَلمومِ ، ۳۴ المُوَسَّدِ في كَنَفِهِ الإِمامُ المَعصومُ ، المَقتولُ المَظلومُ ، أن تَكشِفَ ما بي مِنَ الغُمومِ ، وتَصرِفَ عَنّي شَرَّ القَدَرِ المَحتومِ ، وتُجيرَني مِنَ النّارِ ذاتِ السَّمومِ.
اللّهُمَّ جَلِّلني بِنِعمَتِكَ ، ورَضِّني بِقِسمِكَ ، وتَغَمَّدني بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، وباعِدني مِن مَكرِكَ ونَقِمَتِكَ .
اللّهُمَّ اعصِمني مِنَ الزَّلَلِ ، وسَدِّدني فِي القَولِ وَالعَمَلِ ، وَافسَح لي في مُدَّةِ الأَجَلِ ، وأَعفِني مِنَ الأَوجاعِ وَالعِلَلِ ، وبَلِّغني بِمَوالِيَّ وبِفَضلِكَ أفضَلَ الأَمَلِ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقبَل تَوبَتي ، وَارحَم عَبرَتي ، وأَقِلني عَثرَتي ، ونَفِّس كُربَتي ، وَاغفِر لي خَطيئَتي ، وأَصلِح لي في ذُرِّيَّتي .
اللّهُمَّ لا تَدَع لي في هذَا المَشهَدِ المُعَظَّمِ وَالمَحَلِّ المُكَرَّمِ ، ذَنبا إلّا غَفَرتَهُ ، ولاعَيبا إلّا سَتَرتَهُ ، ولا غَمّا إلّا كَشَفتَهُ ، ولا رِزقا إلّا بَسَطتَهُ ، ولاجاها إلّا عَمَرتَهُ ، ولا فَسادا إلّا أصلَحتَهُ ، ولا أمَلاً إلّا بَلَّغتَهُ ، ولا دُعاءً إلّا أجَبتَهُ ، ولا مَضيقا إلّا فَرَّجتَهُ ، ولا شَملاً إلّا جَمَعتَهُ ، ولا أمرا إلّا أتمَمتَهُ ، ولا مالاً إلّا كَثَّرتَهُ ، ولا خُلُقا إلّا حَسَّنتَهُ ، ولا إنفاقا إلّا أخلَفتَهُ ، ولا حالاً إلّا عَمَّرتَهُ ، ولا حَسودا إلّا قَمعتَهُ ، ولاعَدُوّا إلّا أردَيتَهُ ، ولا شَرّا إلّا كَفَيتَهُ ، ولا مَرَضا إلّا شَفَيتَهُ ، ولا بَعيدا إلّا أدنَيتَهُ ، ولا شَعَثا ۳۵ إلّا لَمَمتَهُ ، ولا سُؤالاً إلّا أعطَيتَهُ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ خَيرَ العاجِلَةِ وثَوابَ الآجِلَةِ ، اللّهُمَّ أغنِني بِحَلالِكَ عَنِ الحَرامِ ، وبِفَضلِكَ عَن جَميعِ الأَنامِ . اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ عِلما نافِعا وقَلبا خاشِعا ، ويَقينا شافِيا ، وعَمَلاً زاكِيا ، وصَبرا جَميلاً ، وأجرا جَزيلاً .
اللّهُمَّ ارزُقني شُكرَ نِعمَتِكَ عَلَيَّ ، وزِد في إحسانِكَ وكَرَمِكَ إلَيَّ ، وَاجعَل قَولي فِي النّاسِ مَسموعا ، وعَمَلي عِندَكَ مَرفوعا ، وأثَري فِي الخَيراتِ مَتبوعا ، وعَدُوّي مَقموعا . ۳۶
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الأَخيارِ ، في آناءِ اللَّيلِ وأطرافِ النَّهارِ ، وَاكفِني شَرَّ الأَشرارِ ، وطَهِّرني مِنَ الذُّنوبِ وَالأَوزارِ ، ۳۷
وأَجِرني مِنَ النّارِ ، وأَدخِلني دارَ القَرارِ ، وَاغفِر لي ولِجَميعِ إخواني فيكَ وأخَواتِيَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ تَوَجَّه إلَى القِبلَةِ ، وصَلِّ رَكعَتَينِ ، وتَقرَأُ فِي الاُولى سورَةَ الأَنبِياءِ ، وفِي الثّانِيَةِ الحَشرَ ، وتَقنُتُ فَتَقولُ :
لا إلهَ إلَا اللّه ُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَا اللّه ُ العَلِيُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّه ُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبعِ وَالأَرَضينَ السَّبعِ ، وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ، خِلافا لِأَعدائِهِ ، وتَكذيبا لِمَن عَدَلَ بِهِ ، وإقرارا لِرُبوبِيَّتِهِ ، وخُشوعا لِعِزَّتِهِ ، الأَوَّلُ بِغَيرِ أوَّلٍ ، وَالآخِرُ بِغَيرِ آخِرٍ ، الظّاهِرُ عَلى كُلِّ شَيءٍ بِقُدرَتِهِ ، الباطِنُ دونَ كُلِّ شَيءٍ بِعِلمِهِ ولُطفِهِ . لا تَقِفُ العُقولُ عَلى كُنهِ عَظَمَتِهِ ، ولا تُدرِكُ الأَوهامُ حَقيقَةَ ماهِيَّتِهِ ، ولا تَتَصَوَّرُ الأَنفُسُ مَعانِيَ كَيفِيَّتِهِ ، مُطَّلِعا عَلَى الضَّمائِرِ ، عارِفا بِالسَّرائِرِ ، يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ .
اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ عَلى تَصديقي رَسولَكَ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ ، وإيماني بِهِ ، وعِلمي بِمَنزِلَتِهِ ، وإنّي أشهَدُ أنَّهُ النَّبِيُّ الَّذي نَطَقَتِ الحِكمَةُ بِفَضلِهِ ، وبَشَّرَتِ الأَنبِياءُ بِهِ ، ودَعَت إلَى الإِقرارِ بِما جاءَ بِهِ ، وحَثَّت عَلى تَصديقِهِ بِقَولِهِ تَعالى : «الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التَّوْرةِ وَ الإِْنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْههُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْإِصْرَهُمْ وَ الأَْغْلَالَ الَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ» . ۳۸
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إلَى الثَّقَلَينِ ، وسَيِّدِ الأَنبِياءِ المُصطَفَينَ ، وعَلى أخيهِ وَابنِ عَمِّهِ اللَّذَينِ لَم يُشرِكا بِكَ طَرفَةَ عَينٍ أبَدا ، وعَلى فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وعَلى سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، صَلاةً خالِدَةَ الدَّوامِ ، عَدَدَ قَطرِ الرِّهامِ ، ۳۹ وزِنَةَ الجِبالِ وَالآكامِ ، ما أورَقَ السَّلامُ ، ۴۰ وَاختَلَفَ الضِّياءُ وَالظَّلامُ ، وعَلى آلِهِ الطّاهِرينَ ، الأَئِمَّةِ المُهتَدينَ ، الذّائِدينَ عَنِ الدّينِ ، عَلِيٍّ ، ومُحَمَّدٍ ، وجَعفَرٍ ، وموسى ، وعَلِيٍّ ، ومُحَمَّدٍ ، وعَلِيٍّ ، وَالحَسَنِ وَالحُجَّةِ ، القُوّامِ بِالقِسطِ ، وسُلالَةِ السِّبطِ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الإِمامِ فَرَجا قَريبا ، وصَبرا جَميلاً ، ونَصرا عَزيزا ، وغِنىً عَنِ الخَلقِ ، وثَباتا فِي الهُدى ، وَالتَّوفيقَ لِما تُحِبُّ وتَرضى ، ورِزقا واسِعا حَلالاً طَيِّبا مَريئا دارّا ، سائِغا فاضِلاً مُفضَلاً ، صَبّا صَبّا ، مِن غَيرِ كَدٍّ ولا نَكَدٍ ، ولا مِنَّةٍ مِن أحَدٍ ، وعافِيَةً مِن كُلُّ بَلاءٍ وسُقمٍ ومَرَضٍ ، وَالشُّكرَ عَلَى العافِيَةِ وَالنَّعماءِ ، وإذا جاءَ المَوتُ فَاقبِضنا عَلى أحسَنِ ما يَكونُ لَكَ طاعَةً ، عَلى ما أمَرتَنا مُحافِظينَ ، حَتّى تُؤَدِّيَنا إلى جَنّاتِ النَّعيمِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأوحِشني مِنَ الدُّنيا وآنِسني بِالآخِرَةِ ؛ فَإِنَّهُ لا يوحِشُ مِنَ الدُّنيا إلّا خَوفُكَ ، ولا يُؤنِسُ بِالآخِرَةِ إلّا رَجاؤُكَ .
اللّهُمَّ لَكَ الحُجَّةُ لا عَلَيكَ ، وإلَيكَ المُشتَكى لا مِنكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَعِنّي عَلى نَفسِيَ الظّالِمَةِ العاصِيَةِ ، وشَهوَتِيَ الغالِبَةِ ، وَاختِم لي بِالعَفوِ وَالعافِيَةِ .
اللّهُمَّ إنَّ استِغفاري إيّاكَ وأنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيتَ ، قِلَّةُ حَياءٍ ، وتَركِيَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمي بِسَعَةِ حِلمِكَ ، تَضييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ .
اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبي تُؤيِسُني أن أرجُوَكَ ، وأنَّ عِلمي بِسَعَةِ رَحمَتِكَ يَمنَعُني أن أخشاكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وصَدِّق رَجائي لَكَ ، وكَذِّب خَوفي مِنكَ ، وكُن لي عِندَ أحسَنِ ظَنّي بِكَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأيِّدني بِالعِصمَةِ ، وأنطِق لِساني بِالحِكمَةِ ، وَاجعَلني مِمَّن يَندَمُ عَلى ما ضَيَّعَهُ في أمسِهِ ، ولا يَغبَنُ ۴۱ حَظَّهُ في يَومِهِ ، ولا يَهُمُّ لِرِزقِ غَدِهِ .
اللّهُمَّ إنَّ الغَنِيَّ مَنِ استَغنى بِكَ وَافتَقَرَ إلَيكَ ، وَالفَقيرَ مَنِ استَغنى بِخَلقِكَ عَنكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأغنِني عَن خَلقِكَ بِكَ ، وَاجعَلني مِمَّن لا يَبسُطُ كَفّا إلّا إلَيكَ .
اللّهُمَّ إنَّ الشَّقِيَّ مَن قَنَطَ وأمامَهُ التَّوبَةُ ووَراءَهُ الرَّحمَةُ ، وإن كُنتُ ضَعيفَ العَمَلِ فَإِنّي في رَحمَتِكَ قَوِيُّ الأَمَلِ ، فَهَب لي ضَعفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أمَلي .
اللّهُمَّ إن كُنتَ تَعلَمُ أنَّ في عِبادِكَ مَن هُوَ أقسى قَلبا مِنّي ، وأعظَمُ مِنّي ذَنبا ، فَإِنّي أعلَمُ أنَّهُ لا مَولى أعظَمُ مِنكَ طَولاً ، وأوسَعُ رَحمَةً وعَفوا ، فَيا مَن هُوَ أوحَدُ في رَحمَتِهِ ، اغفِر لِمَن لَيسَ بِأَوحَدَ في خَطيئَتِهِ .
اللّهُمَّ إنَّكَ أمَرتَنا فَعَصَينا ، ونَهَيتَ فَمَا انتَهَينا ، وذَكَّرتَ فَتَناسَينا ، وبَصَّرتَ فَتَعامَينا ، وحَدَّدتَ فَتَعَدَّينا ، وما كانَ ذلِكَ جَزاءَ إحسانِكَ إلَينا ، وأنتَ أعلَمُ بِما أعلَنّا وأخفَينا ، وأخبَرُ بِما نَأتي وما أتَينا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تُؤاخِذنا بِما أخطَأنا ونَسينا ، وهَب لَنا حُقوقَكَ لَدَينا ، وأتِمَّ إحسانَكَ إلَينا ، وأسبِل رَحمَتَكَ عَلَينا .
اللّهُمَّ إنّا نَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الإِمامِ ، ونَسأَلُكَ بِالحَقِّ الَّذي جَعَلتَهُ لَهُ ولِجَدِّهِ رَسولِكَ ، ولِأَبَوَيهِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ أهلِ بَيتِ الرَّحمَةِ ، إدرارَ الرِّزقِ الَّذي بِهِ قِوامُ حَياتِنا ، وصَلاحُ أحوالِ عِيالِنا ، فَأَنتَ الكَريمُ الّذي تُعطي مِن سَعَةٍ ، وتَمنَعُ مِن قُدرَةٍ ، ونَحنُ نَسأَلُكَ مِنَ الرِّزقِ ما يَكونُ صَلاحا لِلدُّنيا وبَلاغا لِلآخِرَةِ .
اللّهُمَّ صَلَّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لَنا ولِوالِدَينا ، ولِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ .
ثُمَّ تَركَعُ وتَسجُدُ وتَجلِسُ فَتَتَشَهَّدُ وتُسَلِّمُ ، فَإِذا سَبَّحتَ فَعَفِّر خَدَّيكَ ، وقُل :
سُبحانَ اللّه ِ وَالحَمدُ للّه ِِ ولا إله إلَا اللّه ُ وَاللّه ُ أكبَرُ ـ أربَعينَ مَرَّةً ـ .
وَاسأَلِ اللّه َ العِصمَةَ وَالنَّجاةَ ، وَالمَغفِرَةَ وَالتَّوفيقَ لِحُسنِ العَمَلِ وَالقَبولَ لِما تَتَقَرَّبُ بِهِ إلَيهِ وتَبتَغي بِهِ وَجهَهُ ، وقِف عِندَ الرَّأسِ ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ عَلى ما تَقَدَّمَ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ وقَبِّلهُ وقُل :
زادَ اللّه ُ في شَرَفِكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
وَادعُ لِنَفسِكَ ولِوالِدَيكَ ولِمَن أرَدتَ ، وَانصَرِف إن شاءَ اللّه ُ تَعالى . ۴۲

1.المراد بهم وكلاءِ الائمة وخواصّهم .

2.الجُبُّ : أي بئر لم تُطوَ (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۸۲ «جبّ») .

3.أزْلَفَها : قدّمها ، والأصل فيه القُرب والتقدّم (النهاية : ج ۲ ص ۳۰۹ «زلف») .

4.سِدْرَةُ المُنتهى : شجرة في أقصى الجنّة إليها ينتهي علم الأوّلين والآخرين (النهاية : ج ۲ ص ۳۵۳ «سدر») .

5.رَمَّلهُ بالدماء فترمّل : أي تَلَطّخَ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۱۳ «رمل») .

6.اليعسوب : السيّد والرئيس والمقدّم ، وأصله : فحل النحل (النهاية : ج ۳ ص ۲۳۴ «عسب») .

7.الجَيْبُ : القميص ما ينفتح على النحر ، والجمع : أجياب وجيوب (المصباح المنير : ص ۱۱۵ «جيب») .

8.الاصطلام : افتعال من الصَّلم : القطع (النهاية : ج ۳ ص ۴۹ «صلم») .

9.مُجَدّلاً : أي مَرْميّا ملقىً على الأرض قتيلاً ( النهاية : ج ۱ ص ۲۴۸ «جدل») .

10.ناغَت الاُمّ صبّيها : لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة (النهاية : ج ۵ ص ۸۸ «نغا») .

11.الوَتينُ : عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه (النهاية : ج ۵ ص ۱۵۰ «وتن») .

12.الأوْداجُ : هي ما أحاط بالعنق من العروق (النهاية : ج ۵ ص ۱۶۵ «ودج») .

13.ليس في بحار الأنوار : «السلام على الودج المقطوع» .

14.والِهٌ : إذا ذهب عقله من فرح أو حزن (المصباح المنير : ص ۶۷۲ «وَلِهَ») .

15.الحُشاشَة : روح القلب ، ورَمَق من حياة النفس (لسان العرب : ج ۶ ص ۲۸۴ «حشش») .

16.الحَتْفُ : الهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۳۳۷ «حتف») .

17.كَلَأهُ : أي حفظه وحرسه (الصحاح : ج ۱ ص ۶۹ «كلأ») .

18.ليس في بحار الأنوار : «وعن شريعته محامياً» .

19.الذِّمّة والذِّمامُ : وهما بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۱۶۸ «ذمم») .

20.الشِّيمَةُ : الخُلْقُ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۴ «شيم») .

21.الأوّاهُ : المتأوّه المُتضَرِّع (النهاية : ج ۱ ص ۸۲ «أوه») .

22.نَكَبَ عنه : عَدَلَ (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۳۴ «نكب») .

23.الغَوائِلُ : أي المهالك (النهاية : ج ۳ ص ۳۹۷ «غول») .

24.الاصطلام : افتعال من الصلم : القطع (النهاية : ج ۳ ص ۴۹ «صلم») .

25.الهَبْوة : الغَبَرة، ويقال لدقاق التراب إذا ارتفع : هبا يهبو (النهاية : ج ۵ ص ۲۴۱ «هبا») .

26.الباتِرُ : السيف القاطع (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۴ «بتر») .

27.خَزيَ خِزْيا : ذلّ وهان (المصباح المنير : ص ۱۶۸ «خزي») .

28.في المصدر: «الوجوه» ، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار.

29.المُهَنَّدُ : السيف المطبوع من حديد الهند (الصحاح : ج ۲ ص ۵۵۷ «هند») .

30.صَفَدَهُ : أي شدّه وأوثقه (الصحاح : ج ۲ ص ۴۹۸ «صفد») .

31.الهملجة : حسن سير الدابّة في سرعة . وأمر مهملَج : أي مذلّل منقاد (تاج العروس : ج ۳ ص ۵۲۰ «هملج») .

32.رجل أنزع : وهو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۸۹ «نزع») .

33.الأوّابين : جمع أوّاب ؛ وهو الكثير الرجوع إلى اللّه تعالى بالتوبة . وقيل : هو المطيع (النهاية : ج ۱ ص ۷۹ «أوب») .

34.الإلْمامُ : النزول ، وقد ألّم به : أي نزل به (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۳۲ «لمم») .

35.تَلُمّ بها شَعَثي : أي تجمع بها ما تفرّق من أمري (النهاية : ج ۲ ص ۴۷۸ «شعث») .

36.قَمَعْتُه قَمْعَا : أذْلَلْتُه (المصباح المنير : ص ۵۱۶ «قمع») .

37.الوِزْرُ : الإثْمُ والثِّقْلُ (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۵ «وزر») .

38.الأعراف : ۱۵۷ .

39.الرَّهْمَةُ : المَطْرةُ الضعيفة الدائمة ، والجمع : رهام (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۳۹ «رهم») .

40.السَّلامُ : شجر (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۵۱ «سلم») .

41.غَبِنَ رأيه : إذا نقصه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۷۲ «غبن») .

42.المزار الكبير : ص ۴۹۶ ح ۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۱۷ ح ۸ نقلاً عن المزار للمفيد من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
214
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 126556
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي