243
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

تقييم الزيارة الثانية (المعروفة بزيارة الشهداء)

هذه الزيارة تُنسب إلى الناحية المقدّسة أيضاً، إلّا أنّها تُعرف بـ «زيارة الشهداء» . وفي هذا المجال توجد بعض الملاحظات التي تسترعي الاهتمام :
1 . وردت هذه الزيارة في كلٍّ من كتاب الإقبال ۱ والمزار الكبير ۲ ومصباح الزائر ۳ . إلّا أنّها لم تُروَ في المصادر القديمة ؛ مثل : كامل الزيارات ومصباح المتهجّد .
2 . نظراً إلى أنّ الشيخ الطوسي أحد الرواة المذكورين في سلسلة سند هذه الرواية، فإنّ هناك سؤالاً يطرح نفسه ، وهو : لماذا لم يذكر الشيخ الطوسي هذه الزيارة في مصباح المتهجّد ؟
3 . لو فرضنا أنّ سند هذه الرواية معتبرٌ حتّى عند الشيخ الطوسي، إلّا أن الذي يبدو في النظر هو أنّ هذا السند قد وقع فيه سقط بعد الشيخ الطوسي ؛ ذلك لأنّ الفترة الزمنية الطويلة بين عهد الشيخ الطوسي (385 ـ 460 ه . ق) حتّى زمان صدور الرواية (سنة 252 ه . ق) ، ليس فيه إلّا واسطتان ، وهو ما لا يمكن عادة .
4 . زمان صدور الزيارة المذكورة هو عام (252 ه . ق) ؛ أي عهد إمامة الإمام الهادي عليه السلام وقبل ولادة الإمام الحجّة عليه السلام ، وبناءً على ذلك فإنّ المراد من «الناحية المقدّسة» ليس هو الإمام المهدي عليه السلام ، بل الإمام الهادي عليه السلام .
وإذا ما أخذنا الملاحظات المذكورة بنظر الاعتبار، توصّلنا إلى أنّ هذه الزيارة لا تتمتّع هي الاُخرى بسندٍ معتبر ، لكن يجب الالتفات إلى أنّ عدم اعتبار السند لا يعني انتحال الرواية ، بل يعني أنّنا لا نستطيع أن ننسب الرواية إلى أهل البيت عليهم السلام بشكل مباشر وصريح ، بل ينبغي في مثل هذه الحالات الاستناد إلى مثل هذا النصّ من خلال الاستناد للمصدر الذي رواه .

1.راجع: الإقبال: ج ۳ ص ۷۳.

2.راجع: المزار الكبير: ص ۴۸۵.

3.راجع: مصباح الزائر: ص ۲۷۸.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
242

تقييم الزيارة الاُولى (المعروفة بزيارة الناحية المقدّسة)

ليس لهذه الزيارة سند متّصل إلى الناحية المقدّسة، كما لاحظنا في النصّ المنقول من كتاب المزار الكبير، فالرواية المذكورة مرسلة بحسب الاصطلاح ولا يمكن تقييمها من حيث السند ، إلّا أن مؤلّف كتاب المزار الكبير ذكر في مقدّمة هذا الكتاب قائلاً :
أمّا بعد، فإنّي قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد المشرّفات، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات والأدعية المختارات ، وما يدعى به عقيب الصلوات، وما يناجى به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات، وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمّات ممّا اتّصلت به من ثقاة الرواة إلى السادات . ۱
وقال البعض :
إنّ هذه العبارة في معرض التوثيق العامّ لجميع الرواة الواردين في أسناد روايات الكتاب المذكور صراحة، ويعدّ المحدّث النوري من جملة الأشخاص الذين يُصرّون على هذا الموضوع . ۲
ولكن من الضروري الالتفات إلى بعض الملاحظات في هذا المجال:
1 . قد يكون مراد ابن المشهدي من العبارة المذكورة توثيق مشايخه الذين يروي عنهم بلا واسطة ، وبناءً على ذلك فإنّه يريد أن يقول : إنّ الذين نقلوا له الروايات أو كتبوها في كتبهم موثوقٌ بهم ، لا أنّه يرى وثاقة جميع المذكورين في سلسلة أسناد روايات كتاب المزار الكبير .
2 . عندما يكون بعض رواة كتابٍ قيّم مثل الكافي من غير الثقات رغم دقّة مؤلّفه الفائقة ، فإنّ من المستبعد أن يدّعي المؤلّف أنّ جميع رواة كتابه موثوقٌ بهم .
3 . لو فرضنا أنّ مفاد العبارات المذكورة هو توثيقُ ابن المشهدي لجميع رواة كتاب المزار الكبير، لكن بما أنّه من المتأخّرين، فإنّ توثيقه يقوم على أساس الحدس ولا يتمتّع بالاعتبار اللّازم .
وعلى هذا الأساس، فعلى الرغم من أنّ توثيق مشايخ ابن المشهدي يؤدّي إلى الاعتبار النسبي لروايات كتابه، إلّا أنّ هذا الاعتبار لا يبلغ حدّاً بحيث يمكن نسبة الزيارة المذكورة بشكلٍ مباشر إلى صاحب الزمان باطمئنان ، ولذا نوصي الذين يروون زيارة الناحية المقدّسة أن لا ينسبوها إليه عليه السلام مباشرةً ، بل ينقلوها عن كتاب المزار الكبير عن الناحية المقدّسة .
وممّا يجدر ذكره أنّ هناك ملاحظات اُخرى حول كتاب ابن المشهدي لا مجال للتطرّق إليها في هذه العجالة .

1.المزار الكبير: ص ۲۷ .

2.راجع : خاتمة مستدرك الوسائل : ج ۱ ص ۳۵۹ و ج ۲ ص ۴۵۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 126661
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي