تقييم الزيارة الثانية (المعروفة بزيارة الشهداء)
هذه الزيارة تُنسب إلى الناحية المقدّسة أيضاً، إلّا أنّها تُعرف بـ «زيارة الشهداء» . وفي هذا المجال توجد بعض الملاحظات التي تسترعي الاهتمام :
1 . وردت هذه الزيارة في كلٍّ من كتاب الإقبال ۱ والمزار الكبير ۲ ومصباح الزائر ۳ . إلّا أنّها لم تُروَ في المصادر القديمة ؛ مثل : كامل الزيارات ومصباح المتهجّد .
2 . نظراً إلى أنّ الشيخ الطوسي أحد الرواة المذكورين في سلسلة سند هذه الرواية، فإنّ هناك سؤالاً يطرح نفسه ، وهو : لماذا لم يذكر الشيخ الطوسي هذه الزيارة في مصباح المتهجّد ؟
3 . لو فرضنا أنّ سند هذه الرواية معتبرٌ حتّى عند الشيخ الطوسي، إلّا أن الذي يبدو في النظر هو أنّ هذا السند قد وقع فيه سقط بعد الشيخ الطوسي ؛ ذلك لأنّ الفترة الزمنية الطويلة بين عهد الشيخ الطوسي (385 ـ 460 ه . ق) حتّى زمان صدور الرواية (سنة 252 ه . ق) ، ليس فيه إلّا واسطتان ، وهو ما لا يمكن عادة .
4 . زمان صدور الزيارة المذكورة هو عام (252 ه . ق) ؛ أي عهد إمامة الإمام الهادي عليه السلام وقبل ولادة الإمام الحجّة عليه السلام ، وبناءً على ذلك فإنّ المراد من «الناحية المقدّسة» ليس هو الإمام المهدي عليه السلام ، بل الإمام الهادي عليه السلام .
وإذا ما أخذنا الملاحظات المذكورة بنظر الاعتبار، توصّلنا إلى أنّ هذه الزيارة لا تتمتّع هي الاُخرى بسندٍ معتبر ، لكن يجب الالتفات إلى أنّ عدم اعتبار السند لا يعني انتحال الرواية ، بل يعني أنّنا لا نستطيع أن ننسب الرواية إلى أهل البيت عليهم السلام بشكل مباشر وصريح ، بل ينبغي في مثل هذه الحالات الاستناد إلى مثل هذا النصّ من خلال الاستناد للمصدر الذي رواه .