245
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

الفصل الرابع عشر : زِيارَةٌ زارَ بِها عَلَمُ الهُدى

۳۵۷۶.مصباح الزائر :زِيارَةٌ ثانِيَةٌ بِأَلفاظٍ شافِيَةٍ ، يُذكَرُ فيها ۱ بَعضُ مَصائِبِ يَومِ الطَّفِّ ، يُزارُ بِهَا الحُسَينُ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ وسَلامُهُ ، زارَ بِهَا المُرتَضى عَلَمُ الهُدى رِضوانُ اللّه ِ عَلَيهِ ، وسَأَذكُرُها عَلَى الوَصفِ الَّذي أشارَ هُوَ إلَيهِ .
قالَ : إذا أرَدتَ الخُروجَ مِن بَيتِكَ فَقُل :
اللّهُمَّ إلَيكَ تَوَجَّهتُ ، وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ ، وبِكَ استَعَنتُ ، ووَجهَكَ طَلَبتُ ، ولِزِيارَةِ ابنِ نَبِيِّكَ أرَدتُ ، ولِرِضوانِكَ تَعَرَّضتُ ، اللّهُمَّ احفَظني في سَفَري وحَضَري ، ومِن بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلفي ، وعَن يَميني وعَن شِمالي ، ومِن فَوقي ومِن تَحتي ، وأعوذُ بِعَظَمَتِكَ مِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ .
اللّهُمَّ احفَظني بِما حَفِظتَ بِهِ كِتابَكَ المُنزَلَ عَلى نَبِيِّكَ المُرسَلِ ، يا مَن قالَ وهُوَ أصدَقُ القائِلينَ : «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» . ۲
وإذا بَلَغتَ المَنزِلَ تَقولُ :
«رَّبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ» ، ۳«رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَل لِّى مِن لَّدُنكَ سُلْطَـنًا نَّصِيرًا» ، ۴ اللّه ُ أكبَرُ اللّه ُ أكبَرُ اللّه ُ أكبَرُ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ خَيرَ هذِهِ البُقعَةِ المُبارَكَةِ وخَيرَ أهلِها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها ، اللّهُمَّ حَبِّبني إلى خَلقِكَ ، وأفِض عَلَيَّ مِن سَعَةِ رِزقِكَ ، ووَفِّقني لِلقِيامِ بِأَداءِ حَقِّكَ ، بِرَحمَتِكَ ورِضوانِكَ ومَنِّكَ وإحسانِكَ يا كَريمُ .
فَإِذا رَأَيتَ القُبَّةَ فَقُل :
«الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلَـمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ» ، ۵«وَ سَلَـمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَــلَمِينَ» ، ۶ و «سَلَـمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ» ، ۷ وَالسَّلامُ عَلَى الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الأَوصِياءِ الصّادِقينَ ، القائِمينَ بِأَمرِ اللّه ِ وحُجَجِهِ ، الدّاعينَ إلى سَبيلِ اللّه ِ ، المُجاهِدينَ فِي اللّه ِ حَقَّ جِهادِهِ ، النّاصِحينَ لِجَميعِ عِبادِهِ ، المُستَخلَفينَ في بِلادِهِ ، المُرشِدينَ إلى هِدايَتِهِ ورَشادِهِ ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .
فَإِذا قَرُبتَ مِنَ المَشهَدِ فَقُل :
اللّهُمَّ إلَيكَ قَصَدَ القاصِدونَ ، وفي فَضلِكَ طَمِعَ الرّاغِبونَ ، وبِكَ اعتَصَمَ المُعتَصِمونَ ، وعَلَيكَ تَوَكَّلَ المُتَوَكِّلونَ ، وقَد قَصَدتُكَ وافِدا ، وإلى سِبطِ نَبِيِّكَ وارِدا ، وبِرَحمَتِكَ طامِعا ، ولِعِزَّتِكَ خاضِعا ، ولِوُلاةِ أمرِكَ طائِعا ، ولِأَمرِهِم مُتابِعا ، وبِكَ وبِمَنِّكَ عائِذا ، وبِقَبرِ وَلِيِّكَ مُتَمَسِّكا ، وبِحَبلِكَ مُعتَصِما ، اللّهُمَّ ثَبِّتني عَلى مَحَبَّةِ أولِيائِكَ ، ولا تَقطَع أثَري عَن زِيارَتِهِم ، وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، وأدخِلنِي الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم .
فَإِذا بَلَغتَ مَوضِعَ القَتلِ فَقُل :
«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُـلِمُواْ وَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» ، ۸«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَـاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ»۹«قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ عَــلِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَـدَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِى مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ»۱۰«وَ لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَـفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّــلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَـرُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَ أَفْئدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَ أَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَ سَكَنتُمْ فِى مَسَـكِنِ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَ قَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَ عِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ» ، ۱۱«وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَـلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» ، ۱۲«مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْمَا عَـهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً» . ۱۳
عِندَ اللّه ِ نَحتَسِبُ مُصيبَتَنا في سِبطِ نَبِيِّنا وسَيِّدِنا وإمامِنا ، أعزِز عَلَينا يا أبا عَبدِ اللّه ِ بِمَصرَعِكَ هذا فَريدا وَحيدا قَتيلاً غَريبا عَنِ الأَوطانِ ، بَعيدا عَنِ الأَهلِ وَالإِخوانِ ، مَسلوبَ الثِّيابِ ، مُعَفَّرا فِي التُّرابِ ، قَد نُحِرَ نَحرُكَ ، وخُسِفَ صَدرُكَ ، وَاستُبيحَ حَريمُكَ ، وذُبِحَ فَطيمُكَ ، وسُبِيَ أهلُكَ ، وَانتُهِبَ رَحلُكَ ، تَقَلَّبُ يَمينا وشِمالاً ، وتَتَجَرَّعُ مِنَ الغُصَصِ أهوالاً . لَهفي عَلَيكَ لَهفانُ ، ۱۴ وأنتَ مُجَدَّلٌ عَلَى الرَّمضاءِ ضَمآنُ ، لا تَستَطيعُ خِطابا ، ولا تَرُدُّ جَوابا ، قَد فُجِعَت بِكَ نِسوانُكَ ووُلدُكَ ، وَاحتُزَّ رَأسُكَ مِن جَسَدِكَ .
لَقَد صُرِعَ بِمَصرَعِكَ الإِسلامُ ، وتَعَطَّلَتِ الحُدودُ وَالأَحكامُ ، وأظلَمَتِ الأَيّامُ ، وَانكَسَفَتِ الشَّمسُ ، وأظلَمَ القَمَرُ ، وَاحتُبِسَ الغَيثُ وَالمَطَرُ ، وَاهتَزَّ العَرشُ وَالسَّماءُ ، وَاقشَعَرَّتِ الأَرضُ وَالبَطحاءُ ، ۱۵ وشَمَلَ البَلاءُ ، وَاختَلَفَتِ الأَهواءُ ، وفُجِعَ بِكَ الرَّسولُ ، واُزعِجَتِ البَتولُ ، وطاشَتِ العُقولُ . فَلَعنَةُ اللّه ِ عَلى مَن جارَ عَلَيكَ وظَلَمَكَ ، ومَنَعَكَ الماءَ وَاهتَضَمَكَ ، وغَدَرَ بِكَ وخَذَلَكَ ، وألَّبَ عَلَيكَ وقَتَلَكَ ، ونَكَثَ بَيعَتَكَ وعَهدَكَ ووَعدَكَ ، وأخلَفَ ميثاقَكَ ، وأعانَ عَلَيكَ ضِدَّكَ ، وأغضَبَ بِفِعالِهِ جَدَّكَ ، وسَلامُ اللّه ِ ورِضوانُهُ وبَرَكاتُهُ وتَحِيّاتُهُ عَلَيكَ ، وعَلَى الأَزكِياءِ مِن ذُرِّيَّتِكَ وَالنُّجَباءِ مِن عِترَتِكَ ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ .
ثُمَّ تَدخُلُ القُبَّةَ الشَّريفَةَ وتَقِفُ عَلَى القَبرِ الشَّريفِ وتَقولُ :
السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفوَةِ اللّه ِ في خَليقَتِهِ ، السَّلامُ عَلى شَيثٍ وَلِيِّ اللّه ِ وخِيَرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى إدريسَ القائِمِ للّه ِِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى نوحٍ المُجابِ في دَعوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هودٍ المُؤَيَّدِ مِنَ اللّه ِ بِمَعونَتِهِ ، السَّلامُ عَلى صالِحٍ الَّذي وَجَّهَهُ اللّه ُ بِكَرامَتِهِ ، السَّلامُ عَلى إبراهيمَ الّذي حَباهُ اللّه ُ بِخُلَّتِهِ ، ۱۶ السَّلامُ عَلى إسماعيلَ الَّذي فَداهُ اللّه ُ بِذِبحٍ عَظيمٍ مِن جَنَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى إسحاقَ الَّذي جَعَلَ اللّه ُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى يَعقوبَ الَّذي رَدَّ اللّه ُ بَصَرَهُ بِرَحمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى يوسُفَ الَّذي نَجّاهُ اللّه ُ مِنَ الجُبِّ بِعَظَمَتِهِ ، السَّلامُ عَلى موسَى الَّذي فَلَقَ اللّه ُ لَهُ البَحرَ بِقُدرَتِهِ ، السَّلامُ عَلى هارونَ الَّذي خَصَّهُ اللّه ُ بِنُبُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى شُعَيبٍ الَّذي نَصَرَهُ اللّه ُ عَلى اُمَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى داوودَ الَّذي تابَ اللّه ُ عَلَيهِ مِن بَعدِ خَطيئَتِهِ ، السَّلامُ عَلى سُلَيمانَ الَّذي ذَلَّت لَهُ الجِنُّ بِعِزَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى أيّوبَ الَّذي شَفاهُ اللّه ُ مِن عِلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى يونُسَ الَّذي أنجَزَ اللّه ُ لَهُ مَضمونَ عِدَتِهِ ، السَّلامُ عَلى زَكَرِيَّا الصّابِرِ عَلى مِحنَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى العُزَيرِ الَّذي أحياهُ اللّه ُ بَعدَ مَيتَتِهِ ، السَّلامُ عَلى يَحيَى الَّذي أزلَفَهُ ۱۷ اللّه ُ بِشَهادَتِهِ ، السَّلامُ عَلى عيسَى الَّذي هُوَ روحُ اللّه ِ وكَلِمَتُهُ .
السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللّه ِ وصَفوَتِهِ ، السَّلامُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ المَخصوصِ بِكَرامَتِهِ وبِاُخُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهراءِ ابنَتِهِ ، السَّلامُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَصِيِّ أبيهِ وخَليفَتِهِ ،
السَّلامُ عَلَى الحُسَينِ الّذي سَمَحَت نَفسُهُ بِمُهجَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَن أطاعَ اللّه َ في سِرِّهِ وعَلانِيَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَن جَعَلَ اللّه ُ الشِّفاءَ في تُربَتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنِ الإِجابَةُ تَحتَ قُبَّتِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنِ الأَئِمَّةُ مِن ذُرِّيَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خاتَمِ الأَنبِياءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ سَيِّدِ الأَوصِياءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ خَديجَةَ الكُبرى ، السَّلامُ عَلَى ابنِ سِدرَةِ المُنتَهى ، السَّلامُ عَلَى ابنِ جَنَّةِ المَأوى ، السَّلامُ عَلَى ابنِ زَمزَمَ وَالصَّفا ، السَّلامُ عَلَى المُرَمَّلِ بِالدِّماءِ ، السَّلامُ عَلَى المَهتوكِ الخِباءِ ، السَّلامُ عَلى خامِسِ أصحابِ الكِساءِ ، السَّلامُ عَلى غَريبِ الغُرَباءِ ، السَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَداءِ ، السَّلامُ عَلى قَتيلِ الأَدعِياءِ ، السَّلامُ عَلى ساكِنِ كَربَلاءَ ، السَّلامُ عَلى مَن بَكَتهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ ، السَّلامُ عَلى مَن ذُرِّيَّتُهُ الأَزكِياءُ .
السَّلامُ عَلى يَعسوبِ الدّينِ ، السَّلامُ عَلى مَنازِلِ البَراهينِ ، السَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ السّاداتِ ، السَّلامُ عَلَى الجُيوبِ المُضَرَّجاتِ ، السَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذّابِلاتِ ، السَّلامُ عَلَى النُّفوسِ المُصطَلَماتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَرواحِ المُختَلَساتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجسادِ العارِياتِ ، السَّلامُ عَلَى الجُسومِ الشّاخِباتِ ، ۱۸ السَّلامُ عَلَى الدِّماءِ السّائِلاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَعضاءِ المُقَطَّعاتِ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤوسِ المُشالاتِ ، السَّلامُ عَلَى النِّسوَةِ البارِزاتِ .
السَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى آبائِكَ الطّاهِرينَ المُستَشهَدينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى ذُرِّيَّتِكَ النّاصِرينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلَى المَلائِكَةِ المُضاجِعينَ .
السَّلامُ عَلَى القَتيلِ المَظلومِ ، السَّلامُ عَلى أخيهِ المَسمومِ ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الكَبيرِ ، السَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغيرِ ، السَّلامُ عَلَى الأَبدانِ السَّليبَةِ ، السَّلامُ عَلَى العِترَةِ الغَريبَةِ ، السَّلامُ عَلَى المُجَدَّلينَ فِي الفَلَواتِ ، السَّلامُ عَلَى النّازِحينَ عَنِ الأَوطانِ ، السَّلامُ عَلَى المَدفونينَ بِلا أكفانٍ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبدانِ ، السَّلامُ عَلَى المُحتَسِبِ الصّابِرِ ، السَّلامُ عَلَى المَظلومِ بِلا ناصِرٍ ، السَّلامُ عَلى ساكِنِ التُّربَةِ الزّاكِيَةِ ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ القُبَّةِ السّامِيَةِ .
السَّلامُ عَلى مَن طَهَّرَهُ الجَليلُ ، السَّلامُ عَلى مَن بَشَّرَ ۱۹ بِهِ جَبرَئيلُ ، السَّلامُ عَلى مَن ناغاهُ فِي المَهدِ ميكائيلُ ، السَّلامُ عَلى مَن نُكِثَت ذِمَّتُهُ وذِمَّةُ حَرَمِهِ ، السَّلامُ عَلى مَنِ انتُهِكَت حُرمَةُ الإِسلامِ في إراقَةِ دَمِهِ ، السَّلامُ عَلَى المُغَسَّلِ بِدَمِ الجِراحِ ، السَّلامُ عَلَى المُجَرَّعِ بِكاساتِ مَراراتِ الرِّماحِ ، السَّلامُ عَلَى المُستَضامِ المُستَباحِ ، السَّلامُ عَلَى المَهجورِ فِي الورى ، السَّلامُ عَلَى المُنفَرِدِ بِالعَراءِ ، السَّلامُ عَلى مَن تَوَلّى دَفنَهُ أهلُ القُرى ، السَّلامُ عَلَى المَقطوعِ الوَتينِ ، السَّلامُ عَلَى المُحامي بِلا مُعينٍ ، السَّلامُ عَلَى الشَّيبِ الخَضيبِ ، السَّلامُ عَلَى الخَدِّ التّريبِ ، السَّلامُ عَلَى البَدَنِ السَّليبِ ، السَّلامُ عَلَى الثَّغرِ المَقروعِ بِالقَضيبِ ، السَّلامُ عَلَى الوَدَجِ المَقطوعِ ، السَّلامُ عَلَى الرَّأسِ المَرفوعِ ، السَّلامُ عَلَى الشِّلوِ ۲۰ المَوضوعِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ تَحَوَّل إلى عِندِ الرَّأسِ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ سَيِّدِ الوَصِيّينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ خِيَرَةِ رَبِّ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ خَديجَةَ الكُبرى ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا مَن بَكَت في مُصابِهِ السَّماواتُ العُلى ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَن بَكَت لِفَقدِهِ الأَرَضونَ السُّفلى .
السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ عَلى أهلِ الدُّنيا ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صَريعَ الدَّمعَةِ السّاكِبَةِ العَبرى ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُذيبَ الكَبِدِ الحَرّى ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ يَعسوبِ الدّينِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عِصمَةَ المُتَّقينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ المُهتَدينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ الكُبرى ، السَّلامُ عَلَى الإِمامِ المَفطومِ مِنَ الزَّلَلِ ، المُبَرَّإِ مِن كُلِّ عَيبٍ ، السَّلامُ عَلَى ابنِ الرَّسولِ وقُرَّةِ عَينِ البَتولِ ، السَّلامُ عَلى مَن كانَ يُناغيهِ جَبرَئيلُ ، ويُلاعِبُهُ ميكائيلُ ، السَّلامُ عَلَى التّينِ وَالزَّيتونِ ، السَّلامُ عَلى كِفَّتَيِ الميزانِ المَذكورِ في سورَةِ الرَّحمنِ ، المُعَبَّرِ عَنهُمَا بِاللُّؤلُؤِ وَالمَرجانِ ، السَّلامُ عَلى اُمَناءِ المُهَيمِنِ المَنّانِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
السَّلامُ عَلَى المَقتولِ المَظلومِ ، السَّلامُ عَلَى المَمنوعِ مِن ماءِ الفُراتِ ، السَّلامُ عَلى سَيِّدِ السّاداتِ ، السَّلامُ عَلى قائِدِ القاداتِ ، السَّلامُ عَلى حَبلِ اللّه ِ المَتينِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ وَابنَ حُجَّتِهِ وأبا حُجَجِهِ ، أشهَدُ لَقَد طَيَّبَ اللّه ُ بِكَ التُّرابَ ، وأوضَحَ بِكَ الكِتابَ ، وأعظَمَ بِكَ المُصابَ ، وجَعَلَكَ وجَدَّكَ وأباكَ واُمَّكَ وأخاكَ عِبرَةً لِاُولِي الأَلبابِ .
[يَابنَ المَيامينِ الأَطيابِ ، التّالينَ الكِتابَ ، وَجَّهتُ سَلامي إلَيكَ ، وعَوَّلتُ في قَضاءِ حَوائِجى بَعدَ اللّه ِ عَلَيكَ ، ما خابَ مَن تَمَسَّكَ بِكَ ، ولَجَأَ إلَيكَ ، صَلَّى اللّه ُ عَلَيكَ ، وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إلَيكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ] . ۲۱
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ خِيَرَةِ الأَخيارِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ عُنصُرِ الأَبرارِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ قَسيمِ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ بَقِيَّةِ النَّبِيّينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ صالِحِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ النَّبَأِ العَظيمِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ الصِّراطِ المُستَقيمِ .
أشهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ اللّه ِ في أرضِهِ ، أشهَدُ أنَّ الَّذينَ خالَفوكَ ، وأنَّ الَّذينَ قَتَلوكَ وَالَّذينَ خَذَلوكَ ، وأنَّ الَّذينَ جَحَدوا حَقَّكَ ومَنَعوكَ إرثَكَ ، مَلعونونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ وقَد خابَ مَنِ افتَرى ، لَعَنَ اللّه ُ الظّالِمينَ لَكُم مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وضاعَفَ عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ ، عَذابا لا يُعَذِّبُهُ أحَدا مِنَ العالَمينَ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى الضَّريحِ وقَبِّلِ التُّربَةَ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أوَّلَ مَظلومٍ انتُهِكَ دَمُهُ وضُيِّعَت فيهِ حُرمَةُ الإِسلامِ ؛ فَلَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً أسَّسَت أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَيكُم أهلَ البَيتِ ، أشهَدُ أنّي سِلمٌ لِمَن سالَمتَ ، وحَربٌ لِمَن حارَبتَ ، مُبطِلٌ لِما أبطَلتَ ، مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقتَ ، فَاشفَع لي عِندَ رَبّي ورَبِّكَ ، في خَلاصِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، وقَضاءِ حَوائِجي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ تَحَوَّلُ إلى جانِبِ القَبرِ وتَستَقبِلُ القِبلَةَ ، وتَرفَعُ يَدَيكَ وتَقولُ :
اللّهُمَّ إنَّ استِغفاري إيّاكَ وأنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيتَ قِلَّةُ حَياءٍ ، وتَركِيَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمي بِسَعَةِ حِلمِكَ تَضييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ ، اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبي تُؤيِسُني أن أرجُوَكَ ، وإنَّ عِلمي بِسَعَةِ رَحمَتِكَ يُؤمِنُني أن أخشاكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وحَقِّق رَجائي لَكَ ، وكَذِّب خَوفي مِنكَ ، وكُن لي عِندَ أحسَنِ ظَنّي بِكَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، وأيِّدني بِالعِصمَةِ ، وأنطِق لِساني بِالحِكمَةِ ، وَاجعَلني مِمَّن يَندَمُ عَلى ما صَنَعَهُ في أمسِهِ .
اللّهُمَّ إنَّ الغَنِيَّ مَنِ استَغنى عَن خَلقِكَ بِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأغنِني يا رَبِّ عَن خَلقِكَ ، وَاجعَلني مِمَّن لا يَبسُطُ كَفَّهُ إلّا إلَيكَ ، اللّهُمَّ إنَّ الشَّقِيَّ مَن قَنَطَ ۲۲ وأمامَهُ التَّوبَةُ وخَلفَهُ الرَّحمَةُ ، وإن كُنتُ ضَعيفَ العَمَلِ فَإِنّي في رَحمَتِكَ قَوِيُّ الأَمَلِ ، فَهَب لي ضَعفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أمَلي .
اللّهُمَّ أمَرتَ فَعَصَينا ، ونَهَيتَ فَمَا انتَهَينا ، وذَكَّرتَ فَتناسَينا ، وبَصَّرتَ فَتَعامَينا ، وحَذَّرتَ فَتَعَدَّينا ، وما كانَ ذلِكَ جَزاءَ إحسانِكَ إلَينا ، وأنتَ أعلَمُ بِما أعلَنّا وما أخفَينا ، وأخبَرُ بِما نَأتي وما أتَينا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ولا تُؤاخِذنا بِما أخطَأنا فيهِ ونَسينا ، وهَب لَنا حُقوقَكَ لَدَينا ، وتَمِّم إحسانَكَ إلَينا ، وأسبِغ رَحمَتَكَ عَلَينا .
إنّا نَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الإِمامِ ، ونَسأَلُكَ بِالحَقِّ الَّذي جَعَلتَهُ لَهُ ولِجَدِّهِ رَسولِكَ ولِأَبَوَيهِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ أهلِ بَيتِ الرَّحمَةِ ، إدرارَ الرِّزقِ الَّذي بِهِ قِوامُ حَياتِنا ، وصَلاحُ أحوالِ عِيالِنا ، فَأَنتَ الكَريمُ الَّذي تُعطي مِن سَعَةٍ ، وتَمنَعُ عَن قُدرَةٍ ، ونَحنُ نَسأَلُكَ مِنَ الخَيرِ ما يَكونُ صَلاحا لِلدُّنيا ، وبَلاغا لِلآخِرَةِ ، وآتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ .
ثُمَّ تَحَوَّل إلى عِندِ الرِّجلَينِ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، وعَلى مَلائِكَةِ اللّه ِ المُرَفرِفينَ حَولَ قُبَّتِكَ ، الحافّينَ بِتُربَتِكَ ، الطّائِفينَ بِعَرصَتِكَ ، الوارِدينَ لِزِيارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ فَإِنّي قَصَدتُ إلَيكَ ، ورَجَوتُ الفَوزَ لَدَيكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ سَلامَ العارِفِ بِحُرمَتِكَ ، المُخلِصِ في وِلايَتِكَ ، المُتَقَرِّبِ إلَى اللّه ِ بِمَحَبَّتِكَ ، البَريءِ مِن أعدائِكَ ، سَلامَ مَن قَلبُهُ بِمُصابِكَ مَقروحٌ ، ودَمعُهُ عِندَ ذِكرِكَ مَسفوحٌ ، سَلامَ المَفجوعِ المَحزونِ ، الوالِهِ المِسكينِ ، سَلامَ مَن لَو كانَ مَعَكَ بِالطُّفوفِ لَوَقاكَ بِنَفسِهِ مِن حَدِّ السُّيوفِ ، وبَذَلَ حُشاشَتَهُ دونَكَ لِلحُتوفِ ، وجاهَدَ بَينَ يَدَيكَ ، ونَصَرَكَ عَلى مَن بَغى عَلَيكَ ، وفَداكَ بِروحِهِ وجَسَدِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ ، وروحُهُ لِروحِكَ الفِداءُ ، وأهلُهُ لِأَهلِكَ وِقاءٌ . فَلَئِن أخَّرَتنِي الدُّهورُ ، وعاقَني عَن نُصرَتِكَ المَقدورُ ، ولَم أكُن لِمَن حارَبَكَ مُحارِبا ، ولِمَن نَصَبَ لَكَ العَداوَةَ مُناصِبا ، فَلَأَندُبَنَّكَ صَباحا ومَساءً ، ولَأَبكِيَنَّ عَلَيكَ بَدَلَ الدُّموعِ دَما ، حَسرَةً عَلَيكَ وتَأَسُّفا ، وتَحَسُّرا عَلى ما دَهاكَ وتَلَهُّفا ، حَتّى أموتَ بِلَوعَةِ المُصابِ ، وغُصَّةِ الاِكتِئابِ .
أشهَدُ أنَّكَ قَد أقَمتَ الصَّلاةَ ، وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَالعُدوانِ ، وأطَعتَ اللّه َ وما عَصَيتَهُ ، وتَمَسَّكتَ بِحَبلِهِ فَارتَضَيتَهُ ، وخَشيتَهُ وراقَبتَهُ وَاستَحيَيتَهُ ، وسَنَنتَ السُّنَنَ وأطفَأتَ الفِتَنَ ، ودَعَوتَ إلَى الرَّشادِ وأوضَحتَ سُبُلَ السَّدادِ ، وجاهَدتَ فِي اللّه ِ حَقَّ الجِهادِ ، وكُنتَ للّه ِِ طائِعا ، ولِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ تابِعا ، ولِقَولِ أبيكَ سامِعا ، وإلى وَصِيَّةِ أخيكَ مُسارِعا ، ولِعِمادِ الدّينِ رافِعا ، ولِلطُّغيانِ قامِعا ، ولِلطُّغاةِ مُقارِعا ، ولِلاُمَّةِ ناصِحا ، وفي غَمَراتِ المَوتِ سابِحا ، ولِلفُسّاقِ مُكافِحا ، وبِحُجَجِ اللّه ِ قائِما ، ولِلإِسلامِ عاصِما ، ولِلمُسلِمينَ راحِما ، ولِلحَقِّ ناصِرا ، وعِندَ البَلاءِ صابِرا ، ولِلدّينِ كالِئا ، ۲۳ وعَن حَوزَتِهِ مُرامِيا ، وعَنِ الشَّريعَةِ مُحامِيا .
تَحوطُ الهُدى وتَنصُرُهُ ، وتَبسُطُ العَدلَ وتَنشُرُهُ ، وتَنصُرُ الدّينَ وتُظهِرُهُ ، وتَكُفُّ العابِثَ وتَزجُرُهُ ، تَأخُذُ لِلدِّنِيِّ مِنَ الشَّريفِ ، وتُساوِي فِي الحُكمِ بَينَ القَوِيِّ وَالضَّعيفِ ، كُنتَ رَبيعَ الأَيتامِ ، وعِصمَةَ الأَنامِ ، وعِزَّ الإِسلامِ ، ومَعدِنَ الأَحكامِ ، وحَليفَ الإِنعامِ ، سالِكا في طَريقَةِ جَدِّكَ وأبيكَ ، مُشَبَّها فِي الوَصِيَّةِ لِأَخيك َ، وَفِيَّ الذِّمَمِ رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ۲۴ مُجتَهِدا فِي العِبادَةِ في حِندِسِ ۲۵ الظُّلَمِ ، قَويمَ الطَّرائِقِ ، عَظيمَ السَّوابِقِ ، شَريفَ النَّسَبِ ، مُنيفَ الحَسَبِ ، رَفيعَ الرُّتَبِ ، كَثيرَ المَناقِبِ ، مَحمودَ الضَّرائِبِ ، ۲۶ جَزيلَ المَواهِبِ ، حَليما شَديدا ، عَليما رَشيدا ، إماما شَهيدا ، أوّاها مَنيبا ، جَوادا مُثيبا ، حَبيبا مَهيبا .
كُنتَ لِلرَّسولِ وَلَدا ، ولِلقُرآنِ سَنَدا ، ولِلاُمَّةِ عَضُدا ، وفِي الطّاعَةِ مُجتَهِدا ، حافِظا لِلعَهدِ وَالميثاقِ ، ناكِبا عَن سَبيلِ الفُسّاقِ ، تَتَأَوَّهُ تَأَوُّهَ المَجهودِ ، طَويلَ الرُّكوعِ وَالسُّجودِ ، زاهِداً فِي الدُّنيا زُهدَ ۲۷ الرّاحِلِ عَنها ، ناظِرا إلَيها بِعَينِ المُستَوحِشِ مِنها ، آمالُكَ عَنها مَكفوفَةٌ ، وهِمَّتُكَ عَن زينَتِها مَصروفَةٌ ، ولِحاظُكَ عَن بَهجَتِها مَطروفَةٌ ، ورَغبَتُكَ فِي الآخِرَةِ مَعروفَةٌ ، حَتّى إذَا الجَورُ مَدَّ باعَهُ ، وأسفَرَ الظُّلمُ قِناعَهُ ، ودَعَا الغَيُّ أتباعَهُ ، وأنتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ ، ولِلظّالِمينَ مُبايِنٌ ، جَليسُ البَيتِ وَالمِحرابِ ، مُعتَزِلٌ عَنِ اللَّذّاتِ وَالأَحبابِ .
تُنكِرُ المُنكَرَ بِقَلبِكَ ولِسانِكَ عَلى حَسَبِ طاقَتِكَ وإمكانِكَ ، ثُمَّ اقتَضاكَ العِلمُ لِلإِنكارِ ، وأرَدتَ ۲۸ أن تُجاهِدَ الكُفّارَ ، فَسِرتَ في أولادِكَ وأهاليكَ ، وشيعَتِكَ ومواليكَ ، وصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ ، ودَعَوتَ إلَى اللّه ِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وأمَرتَ بِإِقامَةِ الحُدودِ ، وطاعَةِ المَعبودِ ، ونَهَيتَ عَنِ الخِيانَةِ وَالطُّغيانِ ، فَواجَهوكَ بِالظُّلمِ وَالعُدوانِ ، فَجاهَدتَهُم بَعدَ الإِيعادِ إلَيهِم ، وتَأكيدِ الحُجَّةِ عَلَيهِم ، فَنَكَثوا ذِمامَكَ وبَيعَتَكَ ، وأسخَطوا رَبَّكَ ، وأغضَبوا جَدَّكَ ، وأنذَروكَ بِالحَربِ ، وثَبَتَّ لِلطَّعنِ وَالضَّربِ ، وطَحطَحتَ ۲۹ جُنودَ الكُفّارِ ، وشَرَدتَ جُيوشَ الأَشرارِ ، وَاقتَحَمتَ قَسطَلَ ۳۰ الغُبارِ ، مُجالِدا بِذِي الفَقارِ ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ المُختارُ .
فَلَمّا رَأَوكَ ثابِتَ الجَأشِ ، غَيرَ خائِفٍ ولا خاشٍ ، نَصَبوا لَكَ غَوائِلَ مَكرِهِم ، وقاتَلوكَ بِكَيدِهِم وشَرِّهِم ، وأجلَبَ اللَّعينُ عَلَيكَ جُنودَهُ ، ومَنَعوكَ الماءَ ووُرودَهُ ، وناجَزوكَ القِتالَ ، وعاجَلوكَ النِّزالَ ، ورَشَقوكَ بِالسِّهامِ ، وبَسَطوا إلَيكَ الأَكُفَّ لِلاِصطِلامِ ، ولَم يَرعَوا لَكَ الذِّمامَ ، ولا راقَبوا فيكَ الأَنامَ ، وفي قَتلِهِم أولِياءَكَ ونَهبِهِم رِحالَكَ ، وأنتَ مُقَدَّمٌ فِي الهَبَواتِ ، ۳۱ مُحتَمِلٌ لِلأَذِيّاتِ ، ۳۲ وقَد عَجِبَت مِن صَبرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ ، وأحدَقوا بِكَ مِن كُلِّ الجِهاتِ ، وأثخَنوكَ بِالجِراحِ ، وحالوا بَينَكَ وبَينَ ماءِ الفُراتِ ، ولَم يَبقَ لَكَ ناصِرٌ ، وأنتَ مُحتَسِبٌ صابِرٌ ، تَذُبُّ عَن نِسوانِكَ وأولادِكَ .
فَهَوَيتَ إلَى الأَرضِ طَريحا ضَمآنَ جَريحا ، تَطَؤُكَ الخُيولُ بِحَوافِرِها ، وتَعلوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها ، قَد رَشَحَ لِلمَوتِ جَبينُكَ ، وَاختَلَفَت بِالاِنبِساطِ وَالاِنقِباضِ شِمالُكَ ويَمينُكَ ، تُديرُ طَرفا مُنكَسِرا إلى رَحلِكَ ، وقَد شُغِلتَ بِنَفسِكَ عَن وُلدِكَ وأهلِكَ ، فَأَسرَعَ فَرَسُكَ شارِدا ، وأتى خِيامَكَ قاصِدا ، مُحَمحِما باكِيا .
فَلَمّا رَأَينَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخزِيّا، وأبصَرنَ سَرجَكَ مَلوِيّا ، بَرَزنَ مِنَ الخُدورِ، لِلشُّعورِ ناشِراتٍ ، ولِلخُدودِ لاطِماتٍ ، ولِلوُجوهِ سافِراتٍ ، وبِالعَويلِ داعِياتٍ ، وبَعدَ العِزِّ مُذَلَّلاتٍ ، وإلى مَصرَعِكَ مُبادِراتٍ ، وشِمرٌ جالِسٌ عَلى صَدرِكَ ، مُولِغٌ سَيفَهُ في نَحرِكَ ، قابِضٌ شَيبَتَكَ بِيَدِهِ ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، وقَد سَكَنَت حَواسُّكَ ، وخَمَدَت أنفاسُكَ ، ووَرَدَ عَلَى القَناةِ رَأسُكَ ، وسُبِيَ أهلُكَ كَالعَبيدِ ، وصُفِّدوا فِي الحَديدِ فَوقَ أقتابِ ۳۳ المَطِيّاتِ ، تَلفَحُ وُجوهَهُم حَرورُ الهاجِراتِ ، يُساقونَ فِي الفَلَواتِ ، أيديهِم مَغلولَةٌ إلَى الأَعناقِ ، يُطافُ بِهِم فِي الأَسواقِ .
فَالوَيلُ لِلعُصاةِ الفُسّاقِ ، لَقَد قَتَلوا بِقَتلِكَ الإِسلامَ ، وعَطَّلُوا الصَّلاةَ وَالصِّيامَ ، ونَقَضُوا السُّنَنَ وَالأَحكامَ ، وهَدَموا قَواعِدَ الإِيمانِ ، وحَرَّفوا آياتِ القُرآنِ ، وهَملَجوا ۳۴ فِي البَغيِ وَالعُدوانِ .
لَقَد أصبَحَ رَسولُ اللّه ِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ مِن أجلِكَ مَوتوراً ، وعادَ كِتابُ اللّه ِ مَهجورا ، وغودِرَ الحَقُّ إذ قُهِرتَ مَقهورا ، فُقِدَ بِفَقدِكَ التَّكبيرُ وَالتَّهليلُ ، وَالتَّحريمُ وَالتَّحليلُ ، وَالتَّنزيلُ وَالتَّأويلُ ، وظَهَرَ بَعدَكَ التَّغييرُ وَالتَّبديلُ ، وَالإِلحادُ وَالتَّعطيلُ ، وَالأَهواءُ وَالأَضاليلُ ، وَالِفتَنُ وَالأَباطيلُ .
وقامَ ناعيكَ عِندَ قَبرِ جَدِّكَ الرَّسولِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ ، فَنَعاكَ إلَيهِ بِالدَّمعِ الهَطولِ ، قائِلاً : يا رَسولَ اللّه ِ ، قُتِلَ سِبطُكَ وفَتاكَ ، وَاستُبيحَ أهلُكَ وحِماكَ ، وسُبِيَ بَعدَكَ ذَراريكَ ، ووَقَعَ المَحذورُ بِعِترَتِكَ وبَنيكَ ، فَنَزَعَ الرَّسولُ الرِّداءَ ، وعَزّاهُ بِكَ المَلائِكَةُ وَالأَنبِياءُ ، وفُجِعَت بِكَ اُمُّكَ فاطِمَةُ الزَّهراءُ ، وَاختَلَفَ جُنودُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ تُعَزّي أباكَ أميرَ المُؤمِنينَ ، واُقيمَت عَلَيكَ المَآتِمُ ، تَلطِمُ عَلَيكَ فيهَا الحورُ العينُ ، وتَبكيكَ السَّماواتُ وسُكّانُها ، وَالجِبالُ وخُزّانُها ، وَالسَّحابُ وأقطارُها ، وَالأَرض ُوقيعانُها ، وَالبِحارُ وحيتانُها ، ومَكَّةُ وبُنيانُها ، وَالجِنانُ ووِلدانُها ، وَالبَيتُ وَالمَقامُ ، وَالمَشعَرُ الحَرامُ ، وَالحَطيمُ وزَمزَمُ ، وَالمِنبَرُ المُعَظَّمُ ، وَالنُّجومُ الطّوالِعُ ، وَالبُروقُ اللَّوامِعُ ، وَالرُّعودُ القَعاقِعُ ، ۳۵ وَالرِّياحُ الزَّعازِعُ ، وَالأَفلاكُ الرَّوافِعُ . فَلَعَنَ اللّه ُ مَن قَتَلَكَ وسَلَبَكَ ، وَاهتَضَمَكَ وغَصَبَكَ ، وبايَعَكَ وَاعتَزَلَكَ ، وحارَبَكَ وساقَكَ ، وجَهَّزَ الجُيوشَ إلَيكَ ، ووَثَّبَ َالظَّلَمَةَ عَلَيكَ ، أبرَأُ إلَى اللّه ِ سُبحانَهُ مِنَ الآمِرِ وَالفاعِلِ وَالغاشِمِ وَالخاذِلِ .
اللّهُمَّ فَثَبِّتني عَلَى الإِخلاصِ وَالوَلاءِ ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبلِ أهلِ الكِساءِ ، وَانفَعني بِمَوَدَّتِهِم ، وَاحشُرني في زُمرَتِهِم ، وأدخِلنِي الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِم ، إنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ تَحَوَّل إلى عِندِ رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وقِف عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ الطّاهِرُ ، الزِّكِيُّ الحَبيبُ المُقَرَّبُ وَابنُ رَيحانَةِ رَسولِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهيدٍ مُحتَسِبٍ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، ما أكرَمَ مَقامَكَ وأشرَفَ مُنقَلَبَكَ ، أشهَدُ لَقَد شَكَرَ اللّه ُ سَعيَكَ وأجزَلَ ثَوابَكَ ، وألحَقَكَ بِالذِّروَةِ العالِيَةِ حَيثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ ، فِي الغُرَفِ السّامِيَةِ فِي الجَنَّةِ فَوقَ الغُرَفِ ، كَما مَنَّ عَلَيكَ مِن قَبلُ وجَعَلَكَ مِن أهلِ البَيتِ الَّذينَ أذهَبَ اللّه ُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرا .
وَاللّه ِ ما ضَرَّكَ القَومُ بِما نالوا مِنكَ ومِن أبيكَ الطّاهِرِ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكُما ، ولا ثَلَموا مَنزِلَتَكُما مِنَ البَيتِ المُقَدَّسِ ، ولا وَهَنتُما بِما أصابَكُما في سَبيلِ اللّه ِ ، ولا مِلتُما إلَى العَيشِ فِي الدُّنيا ، ولا تَكَرَّهتُما مُباشَرَةَ المَنايا إذ كُنتُما قَد رَأَيتُما مَنازِلَكُما فِي الجَنَّةِ قَبلَ أن تَصيرا إلَيها ، وَاختَرتُماها قَبلَ أن تَنتَقِلا إلَيها ، فَسُرِرتُم وسَرَرتُم .
فَهَنيئا لَكُم ـ يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ـ التَّمَسُّكُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِالسَّيِّدِ السّابِقِ حَمزَةَ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، وقَدِمتُما عَلَيهِ وقَد اُلحِقتُما بِأَوثَقِ عُروَةٍ وأقوى سَبَبٍ .
صَلَّى اللّه ُ عَلَيكَ أيُّهَا الصِّدّيقُ الشَّهيدُ المُكَرَّمُ وَالسَّيِّدُ المُقَدَّمُ ، الَّذي عاشَ سَعيدا وماتَ شَهيدا وذَهَبَ فَقيدا ، فَلَم تَتَمَتَّع مِنَ الدُّنيا إلّا بِالعَمَلِ الصّالِحِ ، ولَم تَتَشاغَل إلّا بِالمَتجَرِ الرّابِحِ . أشهَدُ أنَّكَ مِنَ الفَرِحينَ «بِمَا ءَاتَـاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»۳۶ وتِلكَ مَنزِلَةُ كُلِّ شَهيدٍ ، مَنزِلَةُ الحَبيبِ إلَى اللّه ِ القَريبِ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، زادَكَ اللّه ُ مِن فَضلِهِ في كُلِّ لَفظَةٍ ولَحظَةٍ وسُكونٍ وحَرَكَةٍ ، مَزيدا يَغبِطُ ويَسعَدُ أهلُ عِلِّيّينَ بِهِ ، يا كَريمَ النَّفسِ ، يا كَريمَ الأَبِ ، يا كَريمَ الجَدِّ إلى أن تَتَناهى ، رَفَعَكُمُ اللّه ُ مِن أن يُقالَ رَحِمَكُمُ اللّه ُ ، وَافتَقَرَ إلى ذلِكَ غَيرُكُم مِن كُلِّ مَن خَلَقَ اللّه ُ .
ثُمَّ تَقولُ :
صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكُم ورِضوانُهُ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، فَاشفَع لي أيُّهَا السَّيِّدُ الطّاهِرُ إلى رَبِّكَ ، في حَطِّ الأَثقالِ عَن ظَهري وتَخفيفِها عَنّي ، وَارحَم ذُلّي وخُضوعي لَكَ ولِلسَّيِّدِ أبيكَ صَلَّى اللّه ُ عَلَيكُما .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ وقُل :
زادَ اللّه ُ في شَرَفِكُم فِي الآخِرَةِ كَما شَرَّفَكُم فِي الدُّنيا ، وأسعَدَكُم كَما أسعَدَ بِكُم ، وأشهَدُ أنَّكُم أعلامُ الدّينِ ونُجومُ العالَمينَ .
ثُمَّ تَتَوَجَّهُ إلَى البَيتِ الَّذي عِندَ رِجلَي عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام وتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ الحُسَينَ ، سَلاما لا يَفنى أمَدُهُ ولا يَنقَطِعُ مَدَدُهُ ، سَلاما تَستَوجِبُهُ بِاجتِهادِكَ ، وتَستَحِقُّهُ بِجِهادِكَ ، عِشتَ حَميدا وذَهَبتَ فَقيدا ، لَم يَمِل بِكَ حُبُّ الشَّهَواتِ ، ولَم يُدَنِّسكَ طَمَعُ النَّزِهاتِ ، حَتّى كَشَفَت لَكَ الدُّنيا عَن عُيوبِها ، ورَأَيتَ سوءَ عَواقِبِها وقُبحَ مَصيرِها ، فَبِعتَها بِالدّارِ الآخِرَةِ ، وشَرَيتَ نَفسَكَ شِراءَ المُتاجَرَةِ ، فَأَربَحتَها أكرَمَ الأَرباحِ ، ولَحِقتَ بِهَا «الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّــلِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَـائِكَ رَفِيقًا * ذَ لِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا» . ۳۷
السَّلامُ عَلَى القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ حَبيبِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَيحانَةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، السَّلامُ عَلَيكَ مِن حَبيبٍ لَم يَقضِ مِنَ الدُّنيا وَطَرا ، ۳۸ ولَم يَشفِ مِن أعداءِ اللّه ِ صَدرا ، حَتّى عاجَلَهُ الأَجَلُ ، وفاتَهُ الأَمَلُ ، وهَنيئا لَكَ يا حَبيبَ حَبيبِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، ما أسعَدَ جَدَّكَ ، وأفخَرَ مَجدَكَ وأحسَنَ مُنقَلَبَكَ!
السَّلامُ عَلَيكَ يا عَونَ بنَ عَبدِ اللّه ِ بنِ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ النّاشِئِ في حِجرِ رَسولِ اللّه ِ ، وَالمُقتَدي بِأَخلاقِ رَسولِ اللّه ِ ، وَالذّابِّ عَن حَريمِ رَسولِ اللّه ِ صَبِيّا ، وَالذّائِدِ عَن حَرَمِ رَسولِ اللّه ِ ، مُباشِرا لِلحُتوفِ ، مُجاهِدا بِالسُّيوفِ ، قَبلَ أن يَقوى جِسمُهُ ويَشتَدَّ عَظمُهُ ويَبلُغَ أشُدَّهُ ، ما زِلتَ مِنَ العُلا مُنذُ يَفَعتَ ، ۳۹ تَطلُبُ الغايَةَ القُصوى فِي الخَيرِ مُنذُ تَرَعرَعتَ ، حَتّى رَأَيتَ أن تَنالَ الحَظَّ السَّنِيَّ فِي الآخِرَةِ بِبَذلِ الجِهادِ ۴۰ وَالقِتالِ لِأَعداءِ اللّه ِ ، فَتَقَرَّبتَ وَالمَنايا دانِيَةٌ ، وزَحَفتَ وَالنَّفسُ مُطمَئِنَّةٌ طَيِّبَةٌ ، تَلَقّى بِوَجهِكَ بَوادِرَ السِّهامِ ، وتُباشِرُ بِمُهجَتِكَ حَدَّ الحُسامِ ، حَتّى وَفَدتَ إلَى اللّه ِ تَعالى بِأَحسَنِ عَمَلٍ وأرشَدِ سَعيٍ إلى أكرَمِ مُنقَلَبٍ ، وتَلَقّاكَ ما أعَدَّهُ لَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذي يَزيدُ ولا يَبيدُ ، وَالخَيرِ الَّذي يَتَجَدَّدُ ولا يَنفَدُ ، صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكَ تَترى تَتبَعُ اُخراهُنَّ الاُولى .
السَّلامُ عَلَيكَ يا عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ صِنوِ الوَصِيِّ أميرِ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلَيكَ وعَلى أبيكَ ما دَجا لَيلٌ وأضاءَ نَهارٌ ، وما طَلَعَ هِلالٌ وما أخفاهُ سِرارٌ ، ۴۱ وجَزاكَ اللّه ُ عَنِ ابنِ عَمِّكَ وَالإِسلامِ أحسَنَ ما جازَى الأَبرارَ الأَخيارَ ، الَّذينَ نابَذُوا الفُجّارَ وجاهَدُوا الكُفّارَ ، فَصَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكَ يا خَيرَ ابنِ عَمٍّ لِخَيرِ ابنِ عَمٍّ ، ۴۲ زادَكَ اللّه ُ فيما آتاكَ حَتّى تَبلُغَ رِضاكَ كَما بَلَغتَ غايَةَ رِضاهُ ، وجاوَزَ بِكَ أفضَلَ ما كُنتَ تَتَمَنّاهُ.
السَّلامُ عَلَيكَ يا جَعفَرَ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ، سَلاما يَقضي حَقَّكَ في نَسَبِكَ وقَرابَتِكَ ، وقَدرَكَ في مَنزِلَتِكَ، وعَمَلَكَ في مُواساتِكَ ومُساهَمَتَكَ ابنَ عَمِّكَ بِنَفسِكَ ومُبالَغَتَكَ في مُواساتِهِ، حَتّى شَرِبتَ بِكَأسِهِ، وحَلَلتَ مَحَلَّهُ في رَمسِهِ، وَاستَوجَبتَ ثَوابَ مَن بايَعَ اللّه َ في نَفسِهِ ، فَاستَبشَرَ بِبَيعِهِ الَّذي بايَعَهُ بِهِ ، وذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ ، فَاجتَمَعَ لَكَ ما وَعَدَكَ اللّه ُ بِهِ مِنَ النَّعيمِ بِحَقِّ المُبالَغَةِ ، ۴۳ إلى ما أوجَبَهُ اللّه ُ عَزَّ وجَلَّ لَكَ بِحَقِّ النَّسَبِ وَالمُشارَكَةِ ، فَفُزتَ فَوزَينِ لا يَنالُهُما إلّا مَن كانَ مِثلَكَ في قَرابَتِهِ ومَكانَتِهِ ، وبَذَلَ مالَهُ ومُهجَتَهُ لِنُصرَةِ إمامِهِ وَابنِ عَمِّهِ ، فَزادَكَ اللّه ُ حُبّا وكَرامَةً حَتّى تَنتَهِيَ إلى أعلى عِلِّيّينَ في جِوارِ رَبِّ العالَمينَ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا عَبدَ اللّه ِ بنَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَما أكرَمَ مَقامَكَ في نُصرَةِ ابنِ عَمِّكَ ، وما أحسَنَ فَوزَكَ عِندَ رَبِّكَ! فَلَقَد كَرُمَ فِعلُكَ وأجَلَّ أمرُكَ وأعظَمَ فِي الإِسلامِ سَهمُكَ ، رَأَيتَ الاِنتِقالَ إلى رَبِّ العالَمينَ خَيرا من مُجاوَرَةِ الكافِرينَ ، ولَم تَرَ شَيئا لِلاِنتِقالِ أكرَمَ مِنَ الجِهادِ وَالقِتالِ ، فَكافَحتَ الفاسِقينَ بِنَفسٍ لا تَخيمُ عِندَ النّاسِ ، ۴۴ ويَدٍ لا تَلينُ عِندَ المِراسِ ، ۴۵ حَتّى قَتَلَكَ الأَعداءُ مِن بَعدِ أن رَوَّيتَ سَيفَكَ وسِنانَكَ مِن أولادِ الأَحزابِ وَالطُّلَقاءِ ، وقَد عَضَّكَ السِّلاحُ وأثبَتَتكَ الجِراحُ ، فَغَلَبتَ عَلى ذاتِ نَفسِكَ غَيرَ مُسالِمٍ ولا مُستَأسِرٍ ، فَأَدرَكتَ ما كُنتَ تَتَمَنّاهُ ، وجاوَزتَ ما كُنتَ تَطلُبُهُ وتَهواهُ ، فَهَنّاكَ اللّه ُ بِما صِرتَ إلَيهِ ، وزادَكَ مَا ابتَغَيتَ الزِّيادَةَ عَلَيهِ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا عَبدَ اللّه ِ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، فَإِنَّكَ الغُرَّةُ الواضِحَةُ وَاللُّمعَةُ اللّائِحَةُ ، ضاعَفَ اللّه ُ رِضاهُ عَنكَ وأحسَنَ لَكَ ثَوابَ ما بَذَلتَهُ مِنكَ ، فَلَقَد واسَيتَ أخاكَ وبَذَلتَ مُهجَتَكَ في رِضى رَبِّكَ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا عَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ۴۶ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، سَلاما يُرجيهِ البَيتُ الَّذي أنتَ فيهِ أضَأتَ ، وَالنّورُ الَّذي فيهِ استَضَأتَ ، وَالشَّرَفُ الَّذي فيهِ اقتَدَيتَ ، وهَنّاكَ اللّه ُ بِالفَوزِ الَّذي إلَيهِ وَصَلتَ ، وبِالثَّوابِ الَّذي ادَّخَرتَ ، لَقَد عَظُمَت مُواساتُكَ بِنَفسِكَ ، وبَذَلتَ مُهجَتَكَ في رِضى رَبِّكَ ونَبِيِّكَ وأبيكَ وأخيكَ ، فَفازَ قِدْحُكَ ۴۷ وزادَ رِبحُكَ ، حَتّى مَضَيتَ شَهيدا ولَقيتَ اللّه َ سَعيدا ، صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكَ وعَلى أخيكَ وعَلى إخوَتِكَ الَّذينَ أذهَبَ اللّه ُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرا .
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا بَكرِ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، ما أحسَنَ بَلاءَكَ وأزكى سَعيَكَ ، وأسعَدَكَ بِما نِلتَ مِنَ الشَّرَفِ وفُزتَ بِهِ مِنَ الشَّهادَةِ! فَواسَيتَ أخاكَ وإمامَكَ ومَضَيتَ عَلى يَقينِكَ ، حَتّى لَقيتَ رَبَّكَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكَ ، وضاعَفَ اللّه ُ ما أحسَنَ بِهِ عَلَيكَ .
السَّلامُ عَلَيكَ يا عُثمانَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، فَما أجَلَّ قَدرَكَ وأطيَبَ ذِكرَكَ ، وأبيَنَ أثَرَكَ وأشهَرَ خَبَرَكَ ، وأعلى مَدحَكَ وأعظَمَ مَجدَكَ ، فَهَنيئا لَكُم يا أهلَ بَيتِ الرَّحمَةِ ومُختَلَفَ المَلائِكَةِ ، ومَفاتيحَ الخَيرِ تَحِيّاتُ اللّه ِ غادِيَةً ورائِحَةً في كُلِّ يَومٍ وطَرفَةِ عَينٍ ولَمحَةٍ ، وصَلَواتُ اللّه ِ عَلَيكُم يا أنصارَ دينِ اللّه ِ وأنصارَ أهلِ البَيتِ مِن مَواليهِم وأشياعِهِم ، فَلَقَد نِلتُمُ الفَوزَ وحُزتُمُ الشَّرَفَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
يا ساداتي يا أهلَ البَيتِ ، وَلِيُّكُمُ الزّائِرُ ، المُثني عَلَيكُم بِما أولاكُمُ اللّه ُ وأنتُم لَهُ أهلٌ ، المُجيبُ لَكُم بِسائِرِ جَوارِحِهِ ، يَستَشفِعُ بِكُم إلَى اللّه ِ رَبِّكُم ورَبِّهِ في إحياءِ قَلبِهِ وتَزكِيَةِ عَمَلِهِ ، وإجابَةِ دُعائِهِ وتَقَبُّلِ ما يَتَقَرَّبُ بِهِ ، وَالمَعونَةِ عَلى أمرِ دُنياهُ وآخِرَتِهِ ، فَقَد سَأَلَ اللّه َ تَعالى ذلِكَ وتَوَسَّلَ إلَيهِ بِكُم ، وهُوَ نِعمَ المَسؤولُ ونِعمَ المَولى ونِعمَ النَّصيرُ .
ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَى الشُّهَداءِ مِن أصحابِ الحُسَينِ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ ، وتَستَقبِلُ القِبلَةَ وتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ اللّه ِ وأنصارَ رَسولِهِ ، وأنصارَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وأنصارَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وأنصارَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ وأنصارَ الإِسلامِ ، أشهَدُ لَقَد نَصَحتُم للّه ِِ وجاهَدتُم في سَبيلِهِ ، فَجَزاكُمُ اللّه ُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ الجَزاءِ ، فُزتُم وَاللّه ِ فَوزا عَظيما ، ۴۸ أشهَدُ أنَّكُم أحياءٌ عِندَ رَبِّكُم تُرزَقونَ ، وأشهَدُ أنَّكُمُ الشُّهَداءُ وأنَّكُمُ السُّعَداءُ وأنَّكُم في دَرَجاتِ العُلى ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ عُد إلى مَوضِعِ رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام وَاستَقبِلِ القِبلَةَ ، وصَلِّ رَكعَتَينِ صَلاةَ الزِّيارَةِ ، تَقرَأُ فِي الاُولَى الحَمدَ وسورَةَ الأَنبِياءِ ، وفِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وسورَةَ الحَشرِ أو ما تَهَيَّأَ لَكَ مِنَ القُرآنِ ، فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الصَّلاةِ فَقُل :
سُبحانَ ذِي القُدرَةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحانَ ذِي العِزَّةِ وَالمَلكوتِ ، سُبحانَ المُسَبَّحِ لَهُ بِكُلِّ لِسانٍ ، سُبحانَ المَعبودِ في كُلِّ أوانٍ ، الأَوَّلِ وَالآخِرِ وَالظّاهِرِ وَالباطِنِ وهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ، ذلِكُمُ اللّه ُ رَبُّكُم فَتَبارَكَ اللّه ُ رَبُّ العالَمينَ ، لا إلهَ إلّا هُوَ فَتَعالَى اللّه ُ عَمّا يُشرِكونَ ، اللّهُمَّ ثَبِّتني عَلَى الإِقرارِ بِكَ وَاحشُرني عَلَيهِ ، وألحِقني بِالعَصَبَةِ المُعتَقِدينَ لَهُ ، الَّذينَ لَم يَعتَرِضهُم فيكَ الرَّيبُ ولَم يُخالِطهُمُ الشَّكُّ ، الَّذينَ أطاعوا نَبِيَّكَ ووازَروهُ وعاضَدوهُ ونَصَروهُ ، وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي اُنزِلَ مَعَهُ ، ولَم يَكُنِ اتِّباعُهُم إيّاهُ طَلَبَ الدُّنيا الفانِيَةِ ، ولَا انحِرافا عَنِ الآخِرَةِ الباقِيَةِ ، ولا حُبَّ الرِّئاسَةِ وَالإِمرَةِ ولا إيثارَ الثَّروَةِ ، بَل تَاجروا بِأَموالِهِم وأنفُسِهِم ، ورَبِحوا حينَ خَسِرَ الباخِلونَ ، وفازوا حينَ خابَ المُبطِلونَ ، وأقاموا حُدودَ ما أمَرتَ بِهِ مِنَ المَوَدَّةِ في ذَوِي القُربَى ، الَّتي جَعَلتَها أجرَ رَسولِ اللّه ِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ وآلِهِ فيما أدّاهُ إلَينا مِنَ الهِدايَةِ إلَيكَ ، وأرشَدَنا إلَيهِ مِنَ التَّعَبُّدِ ، وتَمَسَّكوا بِطاعَتِهِم ولَم يَميلوا إلى غَيرِهِم . اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ أنّي مَعَهُم وفيهِم وبِهِم ، ولا أميلُ عَنهُم ولا أنحَرِفُ إلى غَيرِهِم ، ولا أقولُ لِمَن خالَفَهُم ، هؤُلاءِ أهدى مِنَ الَّذينَ آمَنوا سَبيلاً .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ ، صَلاةً تُرضيهِ وتُحظيهِ وتُبلِغُهُ أقصى رِضاهُ وأمانيهِ ، وعَلَى ابنِ عَمِّهِ وأخيهِ المُهتَدي بِهِدايَتِهِ المُستَبصِرِ بِمِشكاتِهِ القائِمِ مَقامَهُ في اُمَّتِهِ ، وعَلَى الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّيَّتِهِ : الحَسَنِ ، وَالحُسَينِ ، وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ، وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ ، وعَلِيِّ بنِ موسى ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ، وعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ .
اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ إن ربِحَ فيهِ القائِمُ بِأَهلِ ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الفائِزينَ ، وإن خَسِرَ فَهُوَ مِنَ الهالِكينَ ، اللّهُمَّ إنّي لا أعلَمُ شَيئا يُقَرِّبُني مِن رِضاكَ في هذَا المَقامِ ، إلَا التَّوبَةَ مِن مَعاصيكَ وَالاِستِغفارَ مِنَ الذُّنوبِ ، وَالتَّوَسُّلَ بِهذَا الإِمامِ الصِّدّيقِ ابنِ رَسولِ اللّه ِ ، وأنَا بِحَيثُ تَنزِلُ الرَّحمَةُ وتُرَفرِفُ المَلائِكَةُ وتَأتيهِ الأَنبِياءُ وتَغشاهُ الأَوصِياءُ ، فَإِن خِفتُ مَعَ كَرَمِكَ ومَعَ هذِهِ الوَسيلَةِ إلَيكَ أن تُعَذِّبَني فَقَد ضَلَّ سَعيي وخَسِرَ عَمَلي ، فَيا حَسرَةَ نَفسي! وإن تَغفِر لي وتَرحَمني فَأَنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ .
ثُمَّ قَبِّلِ الضَّريحَ وقُل :
أيُّهَا الإِمامُ الكَريمُ ۴۹ وَابنَ الرَّسولِ الكَريمِ ، أتَيتُكَ بِزِيارَةِ العَبدِ لِمَولاهُ ، الرّاجي فَضلَهُ وجَدواهُ ، الآمِلِ قَضاءَ الحَقِّ الَّذي أظهَرَهُ اللّه ُ لَكَ ، وكَيفَ أقضي حَقَّكَ مَعَ عَجزي وصِغَرِ جَدّي وجَلالَةِ أمرِكَ وعَظيمِ قَدرِكَ ، وهَل هِيَ إلَا المُحافَظَةُ عَلى ذِكرِكَ وَالصَّلاةُ عَلَيكَ مَعَ أبيكَ وجَدِّكَ ، وَالمُتابَعَةُ لَكَ وَالبَراءَةُ مِن أعدائِكَ وَالمُنحَرِفينَ عَنكَ ، فَلَعَنَ اللّه ُ مَن خالَفَكَ في سِرِّهِ وجَهرِهِ ، ومَن أجلَبَ عَلَيكَ بِخَيلِهِ ورِجلِهِ ، ومَن كَثَّرَ أعداءَكَ بِنَفسِهِ ومالِهِ ، ومَن سَرَّهُ ما ساءَكَ ومَن أرضاهُ ما أسخَطَكَ ، ومَن جَرَّدَ سَيفَهُ لِحَربِكَ ، ومَن شَهَرَ نَفسَهُ في مُعاداتِكَ ، ومَن قامَ فِي المَحافِلِ بِذَمِّكَ ، ومَن خَطَبَ فِي المَجالِسِ بِلَومِكَ سِرّا وجَهرا .
اللّهُمَّ جَدِّد عَلَيهِمُ اللَّعنَةَ كَما جَدَّدتَ الصَّلاةَ عَلَيهِ ، اللّهُمَّ لا تَدَع لَهُم دِعامَةً إلّا قَصَمتَها ، ۵۰ ولا كَلِمَةً مُجتَمِعَةً إلّا فَرَّقتَها ، اللّهُمَّ أرسِل عَلَيهِم مِنَ الحَقِّ يَدا حاصِدَةً تَصرَعُ قائِمَهُم ، وتَهشِمُ سوقَهُم ، وتَجدَعُ مَعاطِسَهُم . ۵۱
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعِترَتِهِ الطّاهِرينَ ، الَّذينَ بِذِكرِهِم يَنجَلِي الظَّلامُ ويَنزِلُ الغَمامُ ، وعَلى أشياعِهِم ومَواليهِم وأنصارِهم ، وَاحشُرني مَعَهُم وتَحتَ لِوائِهِم ، أيُّهَا الإمامُ الكَريمُ ، اذكُرني بِحُرمَةِ جَدِّكَ عِندَ رَبِّكَ ذِكرا يَنصُرُني عَلى مَن يَبغي عَلَيَّ ، ويُعانِدُني فيكَ ويُعاديني مِن أجلِكَ ، وَاشفَع لي إلى رَبِّكَ في إتمامِ النِّعمَةِ لَدَيَّ ، وإسباغِ العافِيَةِ عَلَيَّ ، وسَوقِ الرِّزقِ إلَيَّ وتَوسيعِهِ ۵۲ عَلَيَّ ، لِأَعودَ بِالفَضلِ مِنهُ عَلى مُبتَغيهِ ، فَما أسأَلُ مَعَ الكَفافِ إلّا ما أكتَسِبُ بِهِ الثَّوابَ ؛ فَإِنَّهُ لا ثَوابَ لِمَن لا يُشارِكُكَ في مالِهِ ، ولا حاجَةَ لي فيما يُكنَزُ فِي الأَرضِ ولا يُنفَقُ في نافِلَةٍ ولا فَرضٍ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ وأبتَغيهِ مِن لَدُنكَ حَلالاً طَيِّبا ، فَأَعِنّي عَلى ذلِكَ وأقدِرني عَلَيهِ ، ولا تَبتَلِيَنّي بِالحاجَةِ فَأَتَعَرَّضَ بِالرِّزقِ لِلجِهاتِ الَّتي يَقبُحُ أمرُها ويَلزَمُني وِزرُها .
اللّهُمَّ ومُدَّ لي فِي العُمُرِ ما دامَتِ الحَياةُ مَوصولَةً بِطاعَتِكَ مَشغولَةً بِعِبادَتِكَ ، فَإِذا صارَتِ الحَياةُ مَرتَعَةً لِلشَّيطانِ فَاقبِضني إلَيكَ ، قَبلَ أن يَسبِقَ إلَيَّ مَقتُكَ ويَستَحكَمَ عَلَيَّ سَخَطُكَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ويَسِّر لِيَ العَودَ إلى هذَا المَشهَدِ الَّذي عَظَّمتَ حُرمَتَهُ ، في كُلِّ حَولٍ بَل في كُلِّ شَهرٍ بَل في كُلِّ اُسبوعٍ ؛ فَإِنَّ زِيارَتُهُ في كُلِّ حَولٍ مَعَ قَبولِكَ ذلِكَ بَرَكَةٌ شامِلَةٌ ، فَكَيفَ إذا قَرُبَتِ المُدَّةُ وتَلاحَقَتِ القُدرَةُ .
اللّهُمَّ إنَّهُ لا عُذرَ لي فِي التَّأَخُّرِ عَنهُ وَالإِخلالِ بِزِيارَتِهِ مَعَ قُرب المَسافَةِ ، إلَا المَخاوِفُ الحائِلَةُ بَيني وبَينَهُ ، ولَولا ذلِكَ لَتَقَطَّعَت نَفسي حَسرَةً لِانقِطاعي عَنهُ أسَفا عَلى ما يَفوتُني مِنهُ .
اللّهُمَّ يَسِّر لِيَ الإِتمامَ ، وأعِنّي عَلى تَأَدّيهِ وما اُضمِرُهُ فيهِ ۵۳ وأراهُ أهلَهُ ومُستَوجِبُهُ ، فَأَنتَ بِنِعمَتِكَ الهادي إلَيهِ وَالمُعينُ عَلَيهِ ، اللّهُمَّ فَتَقَبَّل فَرضي ونَوافِلي وزِيارَتي ، وَاجعَلها زِيارَةً مُستَمِرَّةً وعادَةً مُستَقِرِّةً ، ولا تَجعَل ذلِكَ مُنقَطِعَ التَّواتِرِ يا كَريمُ .
فَإِذا أرَدتَ الوَداعَ ، فَصَلِّ رَكعَتَينِ وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا خَيرَ الأَنامِ لِأَكرَمِ إمامٍ وأكرَمِ رَسولٍ ، وَلِيُّكَ يُوَدِّعُكَ تَوديعَ غَيرِ قالٍ ولا سَئِمٍ لِلمُقامِ لَدَيكَ ، ولا مُؤثِرٍ لِغَيرِكَ عَلَيكَ ، ولا مُنصَرِفٍ لِما هُوَ أنفَعُ لَهُ مِنكَ ، تَوديعَ مُتَأَسِّفٍ عَلى فِراقِكَ ومُتَشَوِّقٍ إلى عَودِ لِقائِكَ، وَداعَ مَن يَعُدُّ الأَيّامَ لِزِيارَتِكَ، ويُؤثِرُ الغُدُوَّ وَالرَّواحَ إلَيكَ، ويَتَلَهَّفُ عَلَى القُربِ مِنكَ ومُشاهَدَةِ نَجواكَ صَلَّى اللّه ُ عَلَيكَ ، مَا اختَلَفَ الجَديدانِ ۵۴
وتَناوَحَ العَصرانِ وتَعاقَبَ الأَيّامُ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ وقُل :
يا مَولايَ ما تَروَى النَّفسُ مِن مُناجاتِكَ ، ولا يَقنَعُ القَلبُ إلّا بِمُجاوَرَتِكَ ، فَلَو عَذَرَتنِي الحالُ الَّتي وَرائي لَتَرَكتُها ولَا استَبدَلتُ بِها جِوارَكَ ، فَما أسعَدَ مَن يُغاديكَ ويُراوِحُكَ ، وما أرغَدَ عَيشَ مَن يُمسيكَ ويُصبِحُكَ!
اللّهُمَّ احرُس هذِهِ الآثارَ مِنَ الدُّروسِ ، ۵۵ وأدِم لَها ما هِيَ عَلَيهِ مِنَ الاُنسِ وَالبَرَكاتِ وَالسُّعودِ ، ومُواصَلَةِ ما كَرَّمتَها بِهِ مِن زُوّارِ الأَنبِياءِ وَالمَلائِكَةِ وَالوافِدينَ إلَيها في كُلِّ يَومٍ وساعَةٍ ، وَاعمُرِ الطَّريقَ بِالزّائِرينَ لَها وآمِن سُبُلَها إلَيها .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتِهِم وإتيانِ مَشاهِدِهِم ، إنَّكَ وَلِيُّ الإِجابَةِ يا كَريمُ . ۵۶

1.في المصدر : «نذكر منها» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

2.الحِجر : ۹ .

3.المؤمنون : ۲۹ .

4.الإسراء : ۸۰ .

5.النمل : ۵۹ .

6.الصافّات : ۱۸۱ و ۱۸۲ .

7.الصافّات : ۱۳۰ و ۱۳۱ .

8.الحجّ : ۳۹ .

9.آل عمران : ۱۶۹ ـ ۱۷۱ .

10.الزمر : ۴۶ .

11.إبراهيم : ۴۲ ـ ۴۷ .

12.الشعراء : ۲۲۷ .

13.الأحزاب : ۲۳ .

14.قوله: «لَهفانُ»: أي يا لَهفانُ (بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۴۹). و اللَّهفانُ : المكروب (النهاية : ج ۴ ص ۲۸۲ «لهف») .

15.الأَبْطَحُ : مسيل واسع فيه دقاق الحصى ، والبطحاء مثل الأبطح (الصحاح : ج ۱ ص ۳۵۶ «بطح») .

16.الخُلّة ـ بالضمّ ـ : الصداقة والمحبّة ، والخليل : الصديق (النهاية : ج ۲ ص ۷۲ «خلل») .

17.أزْلَفَها : قدّمها ، والأصل فيه القربُ والتقدّم (النهاية : ج ۲ ص ۳۰۹ «زلف») .

18.الشَّخب : الدم ، وكلّ ما سال فقد شَخَبَ . وشَخَبَ أوداجَهُ دَماً : قَطَعها (لسان العرب : ج ۱ ص ۴۸۵ «شخب») . وفي بحار الأنوار : «الشاحبات» بدل «الشاخبات» .

19.في بحار الأنوار : «افتخر» بدل «بشّر» .

20.الشِّلْوُ : العضو من أعضاء اللحم ، وأشلاء الإنسان : أعضاؤه بعد البلى والتفرّق (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۹۵ «شلا») .

21.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۳۶ .

22.القُنُوطُ : أشدّ اليأس ، يقال : قَنِطَ يَقْنَطُ (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۳ «قنط») .

23.الكَلَاءَةُ : الحِفْظُ والحِراسة (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۴ «كلأ») .

24.وزاد في بحار الأنوار هنا : «ظاهر الكرم» .

25.الحندس : الليل الشديد الظلمة (الصحاح : ج ۳ ص ۹۱۶ «حدس») .

26.الضريبة : الطبيعة ، يقال : إنّه لكريم الضرائب (كتاب العين : ج ۷ ص ۳۲ «ضرب») .

27.في المصدر: «إذ زهد»، والتصويب من بحار الأنوار.

28.في بحار الأنوار : «وألزمك» بدل «وأردت» .

29.طَحْطَحَ بهم : إذا بَدَّدَهم (الصحاح : ج ۱ ص ۳۸۶ «طحح») .

30.القسطل : الغبار الساطع (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۵۵۷ «قسطل») .

31.الهبوة : الغبرة (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۵۰ «هبا») .

32.في المصدر : «لأيذات» ، والتصويب من بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۴۰ . وقال العلّامة المجلسي قدس سره في ص ۲۵۰ : في بعض النسخ : «للأسلات»؛ أي الرماح أو السهام .

33.القَتب : رحل صغير على قدر السنام (الصحاح : ج ۱ ص ۱۹۸ «قتب») .

34.الهملجة والهملاج : حسن سير الدابّة في سرعة (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۹۴ «هملج») .

35.القَعَاقِعُ : تتابع أصوات الرعد (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۶۹ «قعع») .

36.آل عمران : ۱۷۰ .

37.النساء : ۶۹ و ۷۰ .

38.قَضَيْتُ وَطَري : إذا نلت حاجتك وبغيتك (المصباح المنير : ص ۶۶۳ «وطر») .

39.أَيْفَعَ الغُلامُ فهو يافع : إذا شارف الاحتلام ولم يحتلم (النهاية : ج ۵ ص ۲۹۹ «يفع») .

40.في بحار الأنوار : «نفسك في سبيل اللّه » بدل «الجهاد» .

41.سِرار الشهر : آخر ليلة يستسرّ الهلال بنور الشمس (النهاية : ج ۲ ص ۳۵۹ «سرر») .

42.ليس في بحار الأنوار : «لخير ابن عمّ» .

43.في بحار الأنوار : «المبايعة» بدل «المبالغة».

44.خامَ عنه : نكص وجَبُنَ (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۱۰ «الخيم») وفي بحار الأنوار : «عند البأس» .

45.مَرِسٌ : أي شديدٌ مُجرَّبٌ للحروب (النهاية : ج ۴ ص ۳۱۹ «مرس») .

46.كذا في المصدر ، والظاهر من الفقرات اللّاحقة ـ وأيضا وقوعه بين عبداللّه بن عليّ وأبي بكر بن عليّ ـ أنّه عبدالرحمن بن عليّ بن أبي طالب ، لا عقيل بن أبي طالب ، علما أنّه قد مرّ في فقرة سابقة : السَّلام على عبدالرحمن بن عقيل بن أبي طالب (راجع : تعليقة العلّامة المجلسي قدس سره في بحار الأنوار : ج۱۰۱ ص۲۵۱) .

47.القِدْحُ : وهو السهم الّذي كانوا يستقسمون به (النهاية : ج ۴ ص ۲۰ «قدح») . والمراد هنا نصيبك .

48.زاد في بحار الأنوار هنا : «يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما» .

49.في بحار الأنوار : «السَّلامُ عَلَيكَ أيَّها الإمامُ الكَريمُ ...» .

50.القَصْمُ : كسر الشيء وإبانته (النهاية : ج ۴ ص ۷۴ «قصم») .

51.المَعْطِسُ : الأنف (المصباح المنير : ص ۴۱۶ «عطس») .

52.في المصدر : «وتوسّعه» ، والتصويب من بحار الأنوار .

53.في بحار الأنوار : «وَأَعِنّي عَلى تَأديَةِ ما اُضمِرُهُ فيهِ» .

54.الجَدِيدَان : يعني الليل والنهار (الصحاح : ج ۲ ص ۴۵۴ «جدد») .

55.درسته الريح : مَحَته (لسان العرب : ج ۶ ص ۷۹ «درس») .

56.مصباح الزائر : ص ۲۲۱ ـ ۲۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۳۱ ـ ۲۴۹ ح ۳۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
244
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 126602
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي