293
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

مزار الإمام عليه السلام في القرن الرابع الهجري

عندما دخل البويهيّون بغداد لأوّل مرّة سنة (334 هـ . ق) غيّروا أجواء العراق والتي كانت مُهَيّأة للشيعة ـ ، بشكل كامل . فحصل الشيعة وخلال قرنٍ من الزمان ـ حتّى عام (447 هـ . ق) ـ على دعامة قوية في العراق وإيران ، وكان من جملة مظاهر دعمهم للشيعة هو الاهتمام بالعتبات المقدّسة ، وإعمار مشاهد الأئمّة في المدن المختلفة ، والاهتمام بالسادة المقيمين في هذه المدن .
وفي عهد البويهيين كان هناك اُمراء محلّيون آخرون شيعة في العراق ، يهتمّون أيضا بعمارة مشهد الإمام الحسين عليه السلام . ففي سنة (368 هـ . ق) صدر عمران بن شاهين ـ مؤسّس السلالة الشاهينية في منطقة البطيحة ـ أمرا ببناء رواق في كلّ من المشهدين الغروي والحائري . ۱ و كان أميراً محلّياً لم يكن بمستطاع أحد من البويهيّين تهدئته ، وتوفّي سنة (369 هـ . ق) . ۲
وخرج عضد الدولة ـ أكبر السلاطين البويهيّين ـ في سنة (371 هـ . ق) لزيارة النجف وكربلاء ، وقدّم مساعدات كثيرة لفقراء هاتين المدينتين ، ۳ وعندما هاجم ضبّة بن محمّد الأسدي كربلاء ونهب المشهد الحسيني ، لاحقته قوّات عضد الدولة وأنزلت به العقوبة . ۴
وكان سكّان مدينتي كربلاء والنجف في جميع العصور من الشيعة، بل إنّ هاتين المدينتين تأسّستا باعتبارهما مدينتين للشيعة. ومن الطبيعي فإنّ أهالي هاتين المدينتين والقبائل المتاخمة لهما كانوا يبذلون غاية الاهتمام بهذه المراقد ، وكان ذلك يمثّل أكبر دعم لإقامة وتثبيت هذه المشاهد . وهناك إجراءان مهمّان مؤثّران في إقامة ودوام إعمار العتبات المقدّسة ، يتمثّلان في توفير الماء للمدن المقدّسة ، وبناء سور حول تلك المدن ، حيث كان يبادر إلى ذلك الخيّرون من بين الحكّام أو البلاط الحاكم .

1.فرحة الغري : ص ۱۴۸، إرشاد القلوب : ص ۴۳۸.

2.البداية والنهاية : ج ۱۱ ص ۲۹۵ .

3.فرحة الغري : ص ۱۴۸ .

4.الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۴۴۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
292
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 126768
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي