31
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
30

الزِّيارَةُ الخامِسَةُ

۳۴۷۸.كامل الزيارات :حَدَّثَنا سَعدانُ بنُ مُسلِمٍ قائِدُ أبي بَصيرٍ ، قالَ : حَدَّثَنا بَعضُ أصحابِنا عَن أبي عَبدِ اللّه ِ [الصّادِقِ] عليه السلام ، قالَ : إذا أتَيتَ القَبرَ بَدَأتَ فَأَثنَيتَ عَلَى اللّه ِ عز و جل ، وصَلَّيتَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وَاجتَهَدتَ في ذلِكَ ، ثُمَّ تَقولُ :
سَلامُ اللّه ِ وسَلامُ مَلائِكَتِهِ فيما تَروحُ وتَغدو ، وَالزّاكِياتُ الطّاهِراتُ لَكَ ، وعَلَيكَ سَلامُ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ وَالمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلوبِهِم ، وَالنّاطِقينَ بِفَضلِكَ ، وَالشُّهَداءِ عَلى أنَّكَ صادِقٌ وصِدّيقٌ ، صَدَقتَ ونَصَحتَ فيما أتَيتَ بِهِ ، وأنَّكَ ثارُ اللّه ِ فِي الأَرضِ ، وَالدَّمُ الَّذي لا يُدرِكُ تِرَتَهُ ۱ أحَدٌ مِن أهلِ الأَرضِ ، ولا يُدرِكُهُ إلَا اللّه ُ وَحدَهُ .
جِئتُكَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ وافِدا إلَيكَ ، أتَوَسَّلُ إلَى اللّه ِ بِكَ في جَميعِ حَوائِجي ، مِن أمرِ دُنياي وآخِرَتي ، وبِكَ يَتَوَسَّلُ المُتَوَسِّلونَ إلَى اللّه ِ في حَوائِجِهِم ، وبِكَ يُدرِكُ أهلُ التِّراتِ مِن عِبادِ اللّه ِ طَلِبَتَهُم .
ثُمَّ امشِ قَليلاً ، ثُمَّ تَستَقبِلُ القَبرَ ، فَقُل :
الحَمدُ للّه ِِ الواحِدِ المُتَوَحِّدِ بِالاُمورِ كُلِّها ، خالِقِ الخَلقِ فَلَم يَعزُب عَنهُ شَيءٌ مِن أمرِهِم ، وعالِمِ كُلِّ شَيءٍ بِغَيرِ تَعليمٍ ، ضَمَّنَ الأَرضَ ومَن عَلَيها دَمَكَ وثارَكَ ، يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، أشهَدُ أنَّ لَكَ مِنَ اللّه ِ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصرِ وَالفَتحِ ، وأنَّ لَكَ مِنَ اللّه ِ الوَعدَ الحَقَّ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وتَمامِ مَوعِدِهِ إيّاكَ ، أشهَدُ أنَّهُ قاتَلَ مَعَكَ رِبِّيّونَ ۲ كَثيرٌ ، كَما قالَ اللّه ُ : «وَكَأَيِّن مِّن نَّبِىٍّ قَـتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌفَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ» . ۳
ثُمَّ كَبِّر سَبعَ تَكبيراتٍ ، ثُمَّ امشِ قَليلاً وَاستَقبِلِ القَبرَ ، ثُمَّ قُل :
الحَمدُ للّه ِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، وخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقديرا . أشهَدُ أنَّكَ قَد بَلَّغتَ عَنِ اللّه ِ ما اُمِرتَ بِهِ ، ووَفَيتَ بِعَهدِ اللّه ِ ، وتَمَّت بِكَ كَلِماتُهُ ، وجاهَدتَ في سَبيلِهِ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً قَتَلَتكَ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً ظَلَمَتكَ ، ولَعَنَ اللّه ُ اُمَّةً خَذَّلَت عَنكَ .
اللّهُمَّ ، إنّي أشهَدُ بِالوِلايَةِ لِمَن والَيتَ ووالَت رُسُلُكَ ، وأشهَدُ بِالبَراءَةِ مَمَّن تَبَرَّأتَ مِنهُ وبَرِئَت مِنهُ رُسُلُكَ . اللّهُمَّ العَنِ الَّذينَ كَذَّبوا رُسولَكَ ، وهَدَموا كَعبَتَكَ ، وحَرَّفوا كِتابَكَ ، وسَفَكوا دَمَ أهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ ، وأفسَدوا عِبادَكَ وَاستَذَلّوهُم . اللّهُمَّ ضاعِف لَهُمُ اللَّعنَةَ فيما جَرَت بِهِ سُنَّتُكَ في بَرِّكَ وبَحرِكَ ، اللّهُمَّ العَنهُم في سَمائِكَ وأرضِكَ ، اللّهُمَّ وَاجعَل لي لِسانَ صِدقٍ في أولِيائِكَ ، وحَبِّب إلَيَّ مَشاهِدَهُم حَتّى تُلحِقَني بِهِم ، وتَجعَلَهُم لي فَرَطا ، وتَجعَلَني لَهُم تَبَعا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ امشِ قَليلاً فَكَبِّر سَبعا ، وهَلِّل سَبعا ، وَاحمَدِ اللّه َ سَبعا ، وسَبِّحِ اللّه َ سَبعا ، وأجِبهُ سَبعا ، تَقولُ :
لَبَّيكَ داعِيَ اللّه ِ ، إن كانَ لَم يُجِبكَ بَدَني فَقَد أجابَكَ قَلبي وشَعري وبَشَري ورَأيي وهَوايَ ، عَلَى التَّسليمِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ المُرسَلِ ، وَالسِّبطِ المُنتَجَبِ ، وَالدَّليلِ العالِمِ ، وَالأَمينِ المُستَخزَنِ ، وَالموصِي البَليغِ ، وَالمَظلومِ المُهتَضَمِ ۴ ، جِئتُ انقِطاعا إلَيكَ ، وإلى وَلَدِكَ ووَلَدِ وَلَدِكَ ، الخَلَفِ مِن بَعدِكَ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ ، فَقَلبي لَكُم مُسَلِّمٌ ، وأمري لَكُم مُتَّبِعٌ ، ونُصرَتي لَكَ مُعَدَّةٌ ، حَتّى يَحكُمَ اللّه ُ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ لِدينِهِ ويَبعَثَكُم ، فَمَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ عَدُوِّكُم ، إنّي مِنَ المُؤمِنينَ بِرَجعَتِكُم ، لا اُنكِرُ للّه ِِ قُدرَةً ، ولا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً ، ولا أزعُمُ أنَّ ما شاءَ لا يَكونُ .
ثُمَّ امشِ حَتّى تَنتَهِيَ إلَى القَبرِ ، وقُل وأنتَ قائِمٌ :
سُبحانَ اللّه ِ ، يُسَبِّحُ لَهُ المُلكُ وَالمَلكوتُ ، ويُقَدِّسُ بِأَسمائِهِ جَميعُ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّه ِ المَلِكِ القُدّوسِ ، رَبِّنا ورَبِّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، اللّهُمَّ اجعَلني في وَفدِكَ إلى خَيرِ بِقاعِكَ وخَيرِ خَلقِكَ ، اللّهُمَّ العَنِ الجِبتَ وَالطّاغوتَ .
ثُمَّ ارفَع يَدَيكَ حَتّى تَضَعَهُما مَمدودَتَينِ عَلَى القَبرِ ، ثُمَّ تَقولُ :
أشهَدُ أنَّكَ طُهرٌ طاهِرٌ مِن طُهرٍ طاهِرٍ ، قَد طَهُرَت بِكَ البِلادُ ، وطَهُرَت أرضٌ أنتَ فيها ، وأنَّكَ ثَأرُ اللّه ِ فِي الأَرضِ حَتّى يَستَثيرَ لَكَ مِن جَميعِ خَلقِهِ .
ثُمَّ ضَع يَدَيكَ وخَدَّيكَ جَميعا عَلَى القَبرِ ، ثُمَّ اجلِس عِندَ رَأسِهِ وَاذكُرِ اللّه َ بِما أحبَبتَ ، وتَوَجَّه إلَيهِ ۵ وَاسأَلِ اللّه َ حَوائِجَكَ .
ثُمَّ ضَع يَدَيكَ وخَدَّيكَ عِندَ رِجلَيهِ ، وقُل :
صَلَّى اللّه ُ عَلى روحِكَ وبَدَنِكَ ؛ فَلَقَد صَبَرتَ وأنتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللّه ُ مَن قَتَلَكَ بِالأَيدي وَالأَلسُنِ .
ثُمَّ قُم إلى قَبرِ وَلَدِهِ ، وتُثني عَلَيهِم بِما أحبَبتَ ، وتَسأَلُ ربَّكَ حَوائِجَكَ وما بَدا لَكَ .
ثُمَّ تَستَقبِلُ قُبورَ الشُّهَداءِ قائِما ، فَتَقولُ :
السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الرَّبّانِيّونَ ، أنتُم لَنا فَرَطٌ ونَحنُ لَكُم تَبَعٌ وأنصارٌ ، أبشِروا بِمَوعِدِ اللّه ِ الَّذي لا خُلفَ لَهُ ، وأنَّ اللّه َ مُدرِكٌ بِكُم ثارَكُم ، وأنتُم سادَةُ الشُّهَداءِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ اجعَلِ القَبرَ بَينَ يَدَيكَ ، وصَلِّ ما بَدا لَكَ ، وكُلَّما دَخَلتَ الحائِرَ فَسَلِّم ، ثُمَّ امشِ حَتّى تَضَعَ يَدَيكَ وخَدَّيكَ جَميعا عَلَى القَبرِ .
فَإِذا أرَدتَ أن تَخرُجَ فَاصنَع مِثلَ ذلِكَ ، ولا تُقَصِّر عِندَهُ مِنَ الصَّلَواتِ ما أقَمتَ .
وإذَا انصَرَفتَ مِن عِندِهِ فَوَدِّعهُ ، وقُل :
سَلامُ اللّه ِ وسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ ، وأنبيائِهِ المُرسَلينَ ، وعِبادِهِ الصّالِحينَ ، عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، وعَلى روحِكَ وبَدَنِكَ وذُرِّيَّتِكَ ، ومَن حَضَرَكَ مِن أولِيائِكَ .
[ قالَ المُؤَلِّفُ : ] حَدَّثَني بِهذِهِ الزِّيارَةِ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ ، عَن أبيهِ ، عَن جَدِّهِ ، عَن موسَى بنِ الحَسَنِ بنِ عامِرٍ ، عَن أحمَدَ بنِ هِلالٍ ، قالَ : حَدَّثَنا اُمَيَّةُ بنُ عَلِيٍّ القَيسِيُّ الشّامِيُّ ، عَن سَعدانَ بنِ مُسلِمٍ ، عَن رَجُلٍ ، عَن أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام مِثلَهُ ، وزادَ في آخِرِهِ : «مِن عِندِ مَن حَضَرَكَ مِن أولِيائِكَ» :
فَإِذا بَلَغتَ الرَّواحَ فَقُل هذَا الكَلامَ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ كَما قُلتَ حينَ دَخَلتَ الحائِرَ ، فَإِذا دَخَلتَ مَنزِلَكَ فَقُل :
الحَمدُ للّه ِِ الَّذي سَلَّمَني وسَلَّمَ مِنّي ۶ ، الحَمدُ للّه ِِ فِي الاُمورِ كُلِّها وعَلى كُلِّ حالٍ ، الحَمدُ للّه ِِ رَبِّ العالَمينَ .
ثُمَّ كَبِّر إحدى وعِشرينَ تَكبيرَةً مُتَتابِعَةً ، وسَهِّل ۷ ، ولا تَعجَل فيها إن شاءَ اللّه ُ تَعالى ، وَالباقي مِثلُهُ . ۸

1.يقال : وترتُ الرجل : إذا قتلت له قتيلاً وأخذت له مالاً ، وقد وترته تِرَةً (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۴ «وتر») .

2.الربيّون : الجماعة الكثيرة . وقيل : العلماء الأتقياء الصُّبّر (لسان العرب : ج ۱ ص ۴۰۷ «ربب») .

3.آل عمران : ۱۴۶ .

4.هضمه حقّه واهتضمه : إذا ظلمه وكسر عليه حقّه (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۵۹ «هضم») .

5.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «وتوجّه إليه» أي إلى اللّه عز و جل أو إلى الحسين عليه السلام ، والأوّل أظهر (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۰) .

6.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «وسلّم منّي» أي سلّم غيري من شرّي وكفّ أذاي عنهم (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۱) .

7.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «وسهِّل» أي اقرأ بتأنّ ، أو امش ، من قولهم : أسهل إذا أتى السهل وهو ضدّ الحزن . وعلى أيّ وجه لا يخلو من تكلّف ، ولعلّه تصحيف «وترسّل» من الترسّل : التأنيّ (بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۱) .

8.كامل الزيارات : ص ۳۸۵ ـ ۳۹۰ ح ۶۳۳ و ۶۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۶۸ ـ ۱۷۰ ح ۲۰ و ۲۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 126535
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي