۳۶۴۸.المزار للمفيد :يُروى أنَّ رَجُلاً سَأَلَ الصّادِقَ عليه السلام ، فَقالَ : إنّي سَمِعتُكَ تَقولُ : إنَّ تُربَةَ الحُسَينِ عليه السلام مِنَ الأَدوِيَةِ المُفرَدَةِ ، وإنَّها لا تَمُرُّ بِداءٍ إلّا هَضَمَتهُ .
فَقالَ : قَد كانَ ذلِكَ ـ أو : قَد قُلتُ ذلِكَ ـ فَما بالُكَ ؟
قالَ : إنّي تَناوَلتُها فَمَا انتَفَعتُ بِها !
قالَ : أما إنَّ لَها دُعاءً ، فَمَن تَناوَلَها ولَم يَدعُ بِهِ وَاستَعمَلَها لَم يَكَد يَنتَفِعُ بِها . قالَ : فَقالَ لَهُ : ما أقولُ إذا تَناوَلتُها ؟
قالَ : تُقَبِّلُها قَبلَ كُلِّ شَيءٍ، وضَعها عَلى عَينَيكَ ، ولا تَناوَل مِنها أكثَرَ مِن حِمَّصَةٍ ؛ فَإِنَّ مَن تَناوَلَ مِنها أكثَرَ مِن ذلِكَ فَكَأَنَّما أكَلَ مِن لُحومِنا ودِمائِنا ، فَإِذا تَناوَلتَ فَقُل :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ المَلَكِ الَّذي قَبَضَها ، وأسأَ لُكَ بِحَقِّ النَّبِيِّ الَّذي خَزَنَها ، وبِحَقِّ الوَصِيِّ الَّذي حَلَّ فيها ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَجعَلَهُ شِفاءً مِن كُلِّ داءٍ ، وأمانا مِن كُلِّ خَوفٍ ، وحِفظا مِن كُلِّ سوءٍ .
فَإِذا قُلتَ ذلِكَ فَاستَدِرها في شَيءٍ وَاقرَأ عَلَيها «إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ» ، فَإِنَّ الدُّعاءَ الَّذي تَقَدَّمَ لِأَخذِها هُوَ الاِستِئذانُ عَلَيها ، وقِراءَةُ «إنّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ» خَتمُها. ۱