349
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
348

2 . الحكمة في بركات تربة سيّد الشهداء عليه السلام

وهنا سؤال آخر يطرح نفسه ، وهو : ما هي حكمة اختصاص هذه البركات بتربة سيّد الشهداء؟ ولماذا لا تتمتّع تربة قبور سائر أهل البيت بهذه الخصوصيّات؟
يمكن القول إنّ نفس الحكمة التي ذُكرت فيما يتعلّق بفضائل زيارة الإمام الحسين عليه السلام وإقامة العزاء والبكاء لمصائبه عليه السلام ، تجري هنا أيضاً وبصورة إجمالية ، فإنّ حكمة الفضائل والبركات التي ذُكرت لتربة سيّد الشهداء في الروايات ، هي عبارة عن إحياء روح طلب الشهادة والإيثار في طريق محاربة الجهل والظلم والاُمور المنافية للقيم الإسلاميّة في المجتمع ، وتهيئة الأرضيّة لحكومة الإسلام العالميّة بقيادة أهل البيت عليهم السلام .

3 . حدود البقعة التي يُستشفى بها

يمكن تقسيم الروايات الواردة في الاستشفاء بتربة سيّد الشهداء إلى أربع مجموعات :
الاُولى : الروايات التي ذكرت حريم قبره الطاهر. ففي بعضها أنّ حريم قبره هو 20 ذراعاً في 20 ذراعاً ، ۱ وفي آخر أنّه 25 ذراعاً في 25 ذراعاً ، ۲ وفي ثالث أنّه فرسخ في فرسخ ، ۳ وحدّده رابع بخمسة فراسخ في خمسة فراسخ ۴ .
المجموعة الثانية : الروايات التي ذكرت حدّ التربة التي يُستشفى بها على اختلافها في ذلك : ففي بعضها 70 ذراعاً ، ۵ وفي آخر سبعون باعاً ، ۶ وفي ثالث عشرة أميال ، ۷ وفي رابع أربعة أميال ، ۸ وفي خامس ميل واحد ، ۹ وغير ذلك . ۱۰
المجموعة الثالثة : الرواية الدالّة على أنّ فوق رأس الحسين عليه السلام تربة حمراء هي علاج كلّ مرض، سوى الموت . ۱۱
المجموعة الرابعة : الروايات الدالّة على الاستشفاء بتربة قبر سيّد الشهداء بشكل مطلق ومن دون تحديد بأيّ قيد أو شرط .
وفي مقام الجمع بين هذه الروايات يمكن القول إنّه توجد بين روايات المجموعة الاُولى روايتان معتبرتان من حيث السند ، تدلّ إحداهما على أنّه 20 ذراعاً في 20 ذراعاً ، والاُخرى على 25 ذراعاً في 25 ذراعاً، ولكن لم ترد الإشارة في شيء منهما إلى الاستشفاء بها .
وأمّا روايات المجموعة الثانية فلا شيء منها يتمتّع بالاعتبار من حيث السند، كما أنّ سند الرواية الدالّة على الاستشفاء بالتربة الواقعة فوق رأسه، ضعيف.
وبناءً على ذلك فإنّ الروايات التي تتمتّع بالاعتبار اللّازم ، هي خصوص الروايات التي تدلّ على الاستشفاء بتربة قبره عليه السلام بشكل مطلق، وكما قال الفقهاء العظام ، فإنّ هذه الروايات تحمل على القدر المتيقّن به من المصاديق العرفيّة ، ولا يستبعد أن يكون القدر المتيقّن به عرفاً هو 25 ذراعاً كما جاء في الرواية المعتبرة، وأمّا الاستشفاء بالتربة خارج هذا الحدّ ، فاللّازم حلّ التربة في الماء والاستشفاء بماء التربة .

1.راجع : ص۳۰۷ ح ۳۵۹۱ و ۳۵۹۲ .

2.راجع : ص۳۱۸ ح۳۶۱۸ .

3.تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۷۱ ح ۱۳۳، المزار للمفيد: ص ۱۴۰ ح ۲ وراجع : هده الموسوعة : ج ۸ ص ۳۱۸ ح ۳۶۱۶ .

4.راجع : ص ۳۱۸ ح ۳۶۱۷ .

5.راجع : ص ۳۱۷ ح ۳۶۱۳ .

6.راجع : ص ۳۱۷ ح ۳۶۱۴ .

7.راجع : ص ۳۱۷ ح ۳۶۱۵ .

8.كامل الزيارات : ص ۴۷۰ ح ۷۱۷ .

9.راجع : ص ۳۲۴ ح ۳۶۳۰ .

10.أشار بعض الفقهاء إلى الروايات الدالّة على أربعة فراسخ، أو ثمانية فراسخ (راجع : رياض المسائل : ج ۲ ص ۲۹۰، شرح اللمعة: ج ۷ ص ۳۲۶، المهذب البارع: ج ۴ ص ۲۲۰) إلّا أنّ مثل هذه الروايات لم يتمّ العثور عليها كما جاء في مستند الشيعة للنراقي : ج ۱۵ ص ۱۶۵ ، ولهذا فهي بحاجة إلى بحث أوسع لكي يتمّ الجزم بشأنها .

11.راجع : ص ۳۲۵ ح ۳۶۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 123192
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي