395
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

۳۷۱۹.تفسير العيّاشي عن يزيد بن رويان :دَخَلَ نافِعُ بنُ الأَزرَقِ ۱ المَسجِدَ الحَرامَ وَالحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَعَ عَبدِ اللّه ِ بنِ عَبّاسٍ جالِسانِ فِي الحِجرِ ، فَجَلَسَ إلَيهِما ثُمَّ قالَ : يَابنَ عَبّاسٍ ، صِف لي إلهَكَ الَّذي تَعبُدُهُ .
فَأَطرَقَ ابنُ عَبّاسٍ طَويلاً مُستَبطِئا بِقَولِهِ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إلَيَّ يَابنَ الأَزرَقِ المُتَوَرِّطَ فِي الضَّلالَةِ ، المُرتَكِسَ ۲ فِي الجَهالَةِ ؛ اُجيبُكَ عَمّا سَأَلتَ عَنهُ .
فَقالَ : ما إيّاكَ سَأَلتُ فَتُجيبَني !
فَقالَ لَهُ ابنُ عَبّاسٍ : مَهْ ، عَنِ ۳ ابنِ رَسولِ اللّه ِ ، فَإِنَّهُ مِن أهلِ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنِ الحِكمَةِ ۴ .
فَقالَ لَهُ : صِف لي .
فَقالَ لَهُ : أصِفُهُ بِما وَصَفَ بِهِ نَفسَهُ ، واُعَرِّفُهُ بِما عَرَّفَ بِهِ نَفسَهُ : لا يُدرَكُ بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ ، قَريبٌ غَيرُ مُلتَزِقٍ ، وبَعيدٌ غَيرُ مُقصىً ۵ ، يُوَحَّدُ ولا يَتَبَعَّضُ ، لا إلهَ إلّا هُوَ الكَبيرُ المُتَعالِ .
قالَ : فَبَكَى ابنُ الأَزرَقِ بُكاءً شَديدا ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : ما يُبكيكَ ؟
قالَ : بَكَيتُ مِن حُسنِ وَصفِكَ .
قالَ : يَابنَ الأَزرَقِ ، إنّي اُخبِرتُ أنَّكَ تُكَفِّرُ أبي وأخي وتُكَفِّرُني !
قالَ لَهُ نافِعٌ : لَئِن قُلتُ ذاكَ لَقَد كُنتُمُ الحُكّامَ ومَعالِمَ الإِسلامِ ، فَلَمّا بُدِّلتُمُ استَبدَلنا بِكُم .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : يَابنَ الأَزرَقِ ، أسأَ لـُكَ عَن مَسأَلـَةٍ فَأَجِبني عَن قَولِ اللّه ِ لا إلهَ إلّا هُوَ : «وَ أَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَـمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَ كَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا» إلى قَولِهِ «كَنزهُمَا»۶ مَن حُفِظَ فيهِما ؟ [قالَ : أبوهُما] . ۷
قالَ : فَأَيُّهُما أفضَلُ ؛ أبوهُما ۸ أم رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وفاطِمَةُ ؟
قالَ : لا ، بَل رَسولُ اللّه ِ وفاطِمَةُ بِنتُ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : فَما حَفِظَهُما حَتّى حيلَ ۹ بَينَنا وبَينَ الكُفرِ .
فَنَهَضَ [ابنُ الأَزرَقِ] ۱۰ ثُمَّ نَفَضَ بِثَوبِهِ ، ثُمَّ قالَ : قَد نَبَّأَنَا اللّه ُ عَنكُم مَعشَرَ قُرَيشٍ أنتُم قَومٌ خَصِمونَ . ۱۱

1.نافع بن الأزرق ، من رؤساء الخوارج ، وكان مصاحبا لابن عبّاس في مكّة ، فسأله عن بعض الآيات التي كان يتوهّم اختلافها (لسان الميزان: ج ۶ ص ۱۴۵ الرقم ۵۰۶).

2.في الطبعة المعتمدة : «المرتكن» ، والتصويب من طبعة مؤسّسة البعثة وبحار الأنوار .

3.في بحار الأنوار : «سَلْ» بدل «عن» .

4.في الطبعة المعتمدة : «ومعه من الحكمة» ، والتصويب من طبعة مؤسّسة البعثة .

5.في الطبعة المعتمدة : «مقص» ، والتصويب من طبعة مؤسّسة البعثة .

6.الكهف: ۸۲.

7.ما بين المعقوفين سقط من الطبعة المعتمدة وأثبتناه من طبعة مؤسّسة البعثة وبحار الأنوار .

8.في الطبعة المعتمدة : «أبويهما» ، والتصويب من طبعة مؤسّسة البعثة وبحار الأنوار .

9.في بحار الأنوار : «فما حُفِظنا حتّى حال . . .» .

10.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

11.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۳۷ ح ۶۴ ، التوحيد : ص ۸۰ ح ۳۵ ، روضة الواعظين : ص ۴۳ كلاهما عن عكرمة نحوه وليس فيهما ذيله من «فبكى» ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۴۲۳ ح ۶۳۱ ؛ تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۳ عن عكرمة نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
394

1 / 7

مَعرِفَةُ صِفاتِ اللّه ِ(عزَّوجلَّ)

۳۷۱۷.التوحيد عن عكرمة عن الحسين بن عليّ عليه السلام :أصِفُ إلهي بِما وَصَفَ بِهِ نَفسَهُ ، واُعَرِّفُهُ بِما عَرَّفَ بِهِ نَفسَهُ ؛ لا يُدرَكُ بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ ، فَهُوَ قَريبٌ غَيرُ مُلتَصِقٍ ، وبَعيدٌ غَيرُ مُتَقَصٍّ ، يُوَحَّدُ ولا يُبَعَّضُ ، مَعروفٌ بِالآياتِ ، مَوصوفٌ بِالعَلاماتِ ، لا إلهَ إِلّا هُوَ الكَبيرُ المُتَعالِ . ۱

۳۷۱۸.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! اتَّقوا هؤُلاءِ المارِقَةَ ۲ الَّذينَ يُشَبِّهونَ اللّه َ بِأَنفُسِهِم ، يُضاهِئونَ ۳ قَولَ الَّذينَ كَفَروا مِن أهلِ الكِتابِ ، بَل هُوَ اللّه ُ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرٌ ، لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ .
اِستَخلَصَ الوَحدانِيَّةَ وَالجَبَروتَ ، وأمضَى المَشيئَةَ وَالإِرادَةَ وَالقُدرَةَ وَالعِلمَ بِما هُوَ كائِنٌ ، لا مُنازِعَ لَهُ في شَيءٍ مِن أمرِهِ ، ولا كُفوَ لَهُ يُعادِلُهُ ، ولا ضِدَّ لَهُ يُنازِعُهُ ، ولا سَمِيَّ لَهُ يُشابِهُهُ ، ولا مِثلَ لَهُ يُشاكِلُهُ .
لا تَتَداوَلُهُ الاُمورُ ، ولا تَجري عَلَيهِ الأَحوالُ ، ولا تَنزِلُ عَلَيهِ الأَحداثُ ، ولا يَقدِرُ الواصِفونَ كُنهَ عَظَمَتِهِ ، ولا يَخطُرُ عَلَى القُلوبِ مَبلَغُ جَبَروتِهِ ؛ لِأَ نَّهُ لَيسَ لَهُ فِي الأَشياءِ عَديلٌ ، ولا تُدرِكُهُ العُلَماءُ بِأَلبابِها ، ولا أهلُ التَّفكيرِ بِتَفكيرِهِم إلّا بِالتَّحقيقِ إيقانا بِالغَيبِ ؛ لِأَ نَّهُ لا يوصَفُ بِشَيءٍ مِن صِفاتِ المَخلوقينَ ، وهُوَ الواحِدُ الصَّمَدُ ، ما تُصُوِّرَ فِي الأَوهامِ فَهُوَ خِلافُهُ .
لَيسَ بِرَبٍّ مَن طُرِحَ تَحتَ البَلاغِ ، ومَعبودٍ مَن وُجِدَ في هَواءٍ أو غَيرِ هَواءٍ ، هُوَ فِي الأَشياءِ كائِنٌ لا كَينونَةَ مَحظورٍ بِها عَلَيهِ ، ومِنَ الأَشياءِ بائِنٌ لا بَينونَةَ غائِبٍ عَنها . لَيسَ بِقادِرٍ مَن قارَنَهُ ضِدٌّ أو ساواهُ نِدٌّ .
لَيسَ عَنِ الدَّهرِ قِدَمُهُ ، ولا بِالنّاحِيَةِ أمَمُهُ ، احتَجَبَ عَنِ العُقولِ كَمَا احتَجَبَ عَنِ الأَبصارِ ، وعَمَّن فِي السَّماءِ احتِجابُهُ كَمَن فِي الأَرضِ .
قُربُهُ كَرامَتُهُ ، وبُعدُهُ إهانَتُهُ . لا تَحُلُّهُ في ، ولا تُوَقِّتُهُ إذ ، ولا تُؤامِرُهُ إن . عُلُوُّهُ مِن غَيرِ تَوَقُّلٍ ۴ ، ومَجيؤُهُ مِن غَيرِ تَنَقُّلٍ . يوجِدُ المَفقودَ ، ويُفقِدُ المَوجودَ، ولا تَجتَمِعُ لِغَيرِهِ الصِّفَتانِ في وَقتٍ . يُصيبُ الفِكرُ مِنهُ الإِيمانَ بِهِ مَوجودا ، ووُجودُ الإِيمانِ لا وُجودُ صِفَةٍ . بِهِ توصَفُ الصِّفاتُ لا بِها يوصَفُ ، وبِهِ تُعرَفُ المَعارِفُ لا بِها يُعرَفُ ، فَذلِكَ اللّه ُ لا سَمِيَّ لَهُ ، سُبحانَهُ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . ۵

1.التوحيد : ص ۸۰ ح ۳۵ ، روضة الواعظين : ص ۴۳ وفيه «منفصل» بدل «متقصّ» ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۳۷ ح ۶۴ عن يزيد بن رويان نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۹۷ ح ۲۴ .

2.المارقون : هم الّذين مرقوا من دين اللّه ، ويمرقون من الدين : أي يجوزونه ويتعدّونه (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۸۹ «مرق») .

3.المضاهأةُ ـ بالهمزة ـ : المضاهاةُ والمشاكلةُ ، ضاهأتُ الرجل وضاهيته أي : شابهتُه (تاج العروس : ج ۱ ص ۱۹۸ «ضهأ») .

4.التَّوقُّلُ : الإسراع في الصعود (النهاية : ج ۵ ص ۲۱۶ «وقل») .

5.تحف العقول : ص ۲۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۰۱ ح ۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 123490
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي