413
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

۳۷۵۱.تاريخ الطبري عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي :لَمّا قَدِمَت كُتُبُ أهلِ العِراقِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وتَهَيَّأَ لِلمَسيرِ إلَى العِراقِ ، أتَيتُهُ فَدَخَلتُ عَلَيهِ وهُوَ بِ مَكَّةَ ، فَحَمِدتُ اللّه َ وأثنَيتُ عَلَيهِ ، ثُمَّ قُلتُ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أتَيتُكَ يَابنَ عَمِّ لِحاجَةٍ اُريدُ ذِكرَها لَكَ نَصيحَةً ، فَإِن كُنتَ تَرى أنَّكَ تَستَنصِحُني وإلّا كَفَفتُ عَمّا اُريدُ أن أقولَ .
فَقالَ : قُل ، فَوَاللّه ِ ما أظُنُّكَ بِسَيِّئِ الرَّأيِ ولا هَوٍ ۱ لِلقَبيحِ مِنَ الأَمرِ وَالفِعلِ .
قالَ : قُلتُ لَهُ : إنَّهُ قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ المَسيرَ إلَى العِراقِ ، وإنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِن مَسيرِكَ ، إنَّكَ تَأتي بَلَدا فيهِ عُمّالُهُ واُمَراؤُهُ ومَعَهُم بُيوتُ الأَموالِ ، وإنَّمَا النّاسُ عَبيدٌ لِهذَا الدِّرهَم وَالدّينارِ ، ولا آمَنُ عَلَيكَ أن يُقاتِلَكَ مَن وَعَدَكَ نَصرَهُ ، ومَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يُقاتِلُكَ مَعَهُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جَزاكَ اللّه ُ خَيرا يَابنَ عَمِّ ، فَقَد وَاللّه ِ عَلِمتُ أنَّكَ مَشَيتَ بِنُصحٍ ، وتَكَلَّمتَ بِعَقلٍ ، ومَهما يُقضَ مِن أمرٍ يَكُن ؛ أخَذتُ بِرَأيِكَ أو تَرَكتُهُ ، فَأَنتَ عِندي أحمَدُ مُشيرٍ ، وأنصَحُ ناصِحٍ .
قالَ : فَانصَرَفتُ مِن عِندِهِ فَدَخَلتُ عَلَى الحارِثِ بنِ خالِدِ بنِ العاصِ بنِ هِشامٍ ، فَسَأَلَني : هَل لَقيتَ حُسَينا ؟ فَقُلتُ لَهُ : نَعَم .
قالَ : فَما قالَ لَكَ ، وما قُلتَ لَهُ ؟
قالَ : فَقُلتُ لَهُ : قُلتُ كَذا وكَذا ، وقالَ كَذا وكَذا .
فَقالَ : نَصَحتَهُ ورَبِّ المَروَةِ الشَّهباءِ ۲ ، أما ورَبِّ البَنِيَّةِ ، إنَّ الرَّأيَ لَما رَأَيتَهُ قَبِلَهُ أو تَرَكَهُ ، ثُمَّ قالَ :
رُبَّ مُستَنصَحٍ يَغُشُّ ويُردي۳وظَنينٍ بِالغَيبِ يُلفى۴
نَصيحا .۵

1.[مِن] هويت الشيء أهواه : إذا أحببته (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۸۹ «هوى») .

2.الشهباء : البيضاء (لسان العرب : ج ۱ ص ۵۰۸ «شهب») .

3.ردِيَ يردى : أي هلك وأرداهُ غيرُه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۵۵ «ردى») .

4.ألفيت الشيء : إذا وجدته وصادفته ولقيته (النهاية : ج ۴ ص ۲۶۲ «لفا») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۵ وفيه صدره إلى «أنصح ناصح» ، الفتوح : ج ۵ ص ۶۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۵ كلّها نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۳ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
412

3 / 7

المَقضِيُّ هُوَ كائِنٌ

۳۷۴۸.الفتوح :سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى نَزَلَ الخُزَيمِيَّةَ ۱ ، وأقامَ بِها يَوما ولَيلَةً . فَلَمّا أصبَحَ أقبَلَت إلَيهِ اُختُهُ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَت : يا أخي ! ألا اُخبِرُكَ بِشَيءٍ سَمِعتُهُ البارِحَةَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وما ذاكَ ؟
فَقالَت : خَرَجتُ في بَعضِ اللَّيلِ لِقَضاءِ حاجَةٍ ، فَسَمِعتُ هاتِفا يَهتِفُ ، وهُوَ يَقولُ :
ألا يا عَينُ فَاحتَفِلي بِجَهدٍومَن يَبكي عَلَى الشُّهداءِ بَعدي
عَلى قَومٍ تَسوقُهُمُ المَنايابِمِقدارٍ إلى إنجازِ وَعدي
فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : يا اُختاه ، المَقضِيُّ هُوَ كائِنٌ . ۲

۳۷۴۹.الفتوح عن الإمام الحسين عليه السلامـ في جَوابِ عُمَرَ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ لَمّا أشارَ إلَيهِ بِعَدَمِ الخُروجِ إلَى العِراقِـ : جَزاكَ اللّه ُ خَيرا يَابنَ عَمِّ ، فَقَد عَلِمتُ أنَّكَ أمَرتَ بِنُصحٍ ، ومَهما يَقضِي اللّه ُ مِن أمرٍ فَهُوَ كائِنٌ ؛ أخَذتُ بِرَأيِكَ أم تَرَكتُهُ . ۳

۳۷۵۰.تهذيب الكمال :أتاهُ [الحُسَينَ عليه السلام ] أبو بَكرِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ بنِ هِشامٍ ، فَقالَ : يَابنَ عَمِّ ، إنَّ الرَّحِمَ تَظأَرُني ۴ عَلَيكَ ، وما أدري كَيفَ أنَا عِندَكَ فِي النَّصيحَةِ لَكَ ؟
قالَ : يا أبا بَكرٍ ! ما أنتَ مِمَّن يُستَغَشُّ ولا يُتَّهَمُ ، فَقُل .
فَقالَ : رَأَيتَ ما صَنَعَ أهلُ العِراقِ بِأَبيكَ وأخيكَ ، وأنتَ تُريدُ أن تَسيرَ إلَيهِم ، وهُم عَبيدُ الدُّنيا ، فَيُقاتِلُكَ مَن قَد وَعَدَكَ أن يَنصُرَكَ ، ويَخذُلُكَ مَن أنتَ أحَبُّ إلَيهِ مِمَّن يَنصُرُهُ ، فَاُذَكِّرُكَ اللّه َ في نَفسِكَ !
فَقالَ : جَزاكَ اللّه ُ ـ يَابنَ عَمِّ ـ خَيرا ، فَقَدِ اجتَهَدتَ رَأيَكَ ، ومَهما يَقضِ اللّه ُ مِن أمرٍ يَكُن .
فَقالَ أبو بَكرٍ : إنّا للّه ِِ ، عِندَ اللّه ِ نَحتَسِبُ أبا عَبدِ اللّه ِ . ۵

1.الخُزَيميّة : منزل من منازل الحاجّ بعد الثعلبيّة من الكوفة (معجم البلدان : ج ۲ ص ۳۷۰) وراجع: الخريطة رقم ۳ في آخر المجلّد ۳ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۷۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۵ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۲ .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۶۵ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۶ كلّها نحوه .

4.ظَأَرَني فُلانٌ على أمرِ كَذا ، وأظأرَني : عَطَفَني (تاج العروس : ج ۷ ص ۱۶۰ «ظأر») .

5.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۸ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 123410
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي