61
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8

الزِّيارَةُ الثّامِنَةُ

۳۴۸۱.المزار الكبير :زِيارَةٌ اُخرى لَهُ عليه السلام مُختَصَرَةٌ ، يُزارُ بِها في كُلِّ يَومٍ ، وفي كُلِّ شَهرٍ ، ويُزارُ بِها عِندَ قائِمِ الغَرِيِّ ۱ ؛ فَقَد جاءَ فِي الأَثَرِ أنَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام هُناكَ ، وأنَّ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام زارَهُ هُناكَ بِهذِهِ الزِّيارَةِ ، وصَلّى عِندَهُ أربَعَ رَكَعاتٍ .
تَأتي مَشهَدَهُ ـ صَلَّى اللّه ُ عَلَيهِ ـ بَعدَ اغتِسالِكَ ولِباسُكَ أطهَرُ ثِيابِكَ ، فَإِذا وَقَفتَ عَلى قَبرِهِ فَاستَقبِلهُ بِوَجهِكَ ، وَاجعَلِ القِبلَةَ بَينَ كَتِفَيكَ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
أشهَدُ أنَّكَ أقَمتَ الصَّلاةَ وآتَيتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بِالمَعروفِ ونَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ ، وتَلَوتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وجاهَدتَ فِي اللّه ِ حَقَّ جِهادِهِ ، وصَبَرتَ عَلَى الأَذى في جَنبِهِ مُحتَسِبا حَتّى أتاكَ اليَقينُ .
وأشهَدُ أنَّ الَّذينَ خالَفوكَ وحارَبوكَ ، وأنَّ الَّذينَ خَذَلوكَ ، وَالَّذينَ قَتَلوكَ ، مَلعونونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ ، وقَد خابَ مَنِ افتَرى ، لَعَنَ اللّه ُ الظّالِمينَ لَكُم مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وضاعَفَ عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ .
أتَيتُكَ يا مَولايَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، زائِرا عارِفا بِحَقِّكَ ، مُوالِيا لِأَولِيائِكَ ، مُعادِيا لِأَعدائِكَ ، مُستَبصِرا بِالهُدَى الَّذي أنتَ عَلَيهِ ، عارِفا بِضَلالَةِ مَن خالَفَكَ ، فَاشفَع لي عِندَ رَبِّكَ .
ثُمَّ انكَبَّ عَلَى القَبرِ ، وضَع خَدَّكَ عَلَيهِ ، وتَحَوَّل إلى عِندِ الرَّأسِ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللّه ِ في أرضِهِ وسَمائِهِ ، صَلَّى اللّه ُ عَلى روحِكَ الطَّيِّبَةِ وجَسَدِكَ الطّاهِرِ ، وعَلَيكَ السَّلامُ يا مَولايَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
ثُمَّ تَحَوَّل إلى عِندِ الرِّجلَينِ فَزُر عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِما ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ وَابنَ مَولايَ ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللّه ُ مَن ظَلَمَكَ ، ولَعَنَ مَن قَتَلَكَ ، وضاعَفَ عَلَيهِمُ العَذابَ الأَليمَ .
ثُمَّ ادعُ بِما أرَدتَ وزُرِ الشُّهَداءَ مُنحَرِفا مِن عِندِ الرِّجلَينِ إلَى القِبلَةِ ، فَقُل :
السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الصِّدّيقونَ ، السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الشُّهَداءُ الصّابِرونَ ، أشهَدُ أنَّكُم جاهَدتُم في سَبيلِ اللّه ِ ، وصَبَرتُم عَلَى الأَذى في جَنبِ اللّه ِ ، ونَصَحتُم للّه ِِ ولِرَسولِهِ ولِابنِ رَسولِهِ حَتّى أتاكُمُ اليَقينُ . أشهَدُ أنَّكُم أحياءٌ عِندَ رَبِّكُم تُرزَقونَ ، جَزاكُمُ اللّه ُ عَنِ الإِسلامِ وأهلِهِ أفضَلَ جَزاءِ المُحسِنينَ ، وجَمَعَ بَينَنا وبَينَكُم في مَحَلِّ النَّعيمِ .
ثُمَّ امضِ إلى قَبرِ العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهماالسلام ، فَإِذا أتَيتَهُ فَقِف ۲ عَلَيهِ ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ الصّالِحُ ، المُطيعُ للّه ِِ ولِرَسولِهِ . أشهَدُ أنَّكَ قَد جاهَدتَ ونَصَحتَ وصَبَرتَ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، لَعَنَ اللّه ُ الظّالِمينَ لَكُم مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وألحِقهُم بِدَرَكِ الجَحيمِ .
ثُمَّ صَلِّ في مَسجِدِهِ تَطَوُّعا ما أحبَبتَ ، وَانصَرِف .
فَإِذا أرَدتَ وَداعَ سَيِّدِنا أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام عِندَ انصِرافِكَ مِن مَشهَدِهِ ، فَقِف عَلى قَبرِهِ كَما وَقَفتَ عَلَيهِ أوَّلاً ، وقُل :
السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، هذا أوانُ انصِرافي ، غَيرَ راغِبٍ عَنكَ ولا مُستَبدِلٍ بِكَ غَيرَكَ ، وأستَودِعُكَ اللّه َ وأقرَأُ عَلَيكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللّه ِ وبِالرَّسولِ وبِما جِئتَ بِهِ ودَلَلتَ عَلَيهِ ، اللّهُمَّ اكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ . اللّهُمَّ لا تَجعَل زِيارَتي هذِهِ آخِرَ العَهدِ مِنّي بِزِيارَتِهِ ، وَارزُقنِي العَودَ إلَيهِ أبدَا ما أحيَيتَني ، فَإِذا تَوَفَّيتَني فَاحشُرني مَعَهُ ، وَاجمَع بَيني وبَينَهُ في جَنّاتِ النَّعيمِ . ۳

1.قائم الغري: هو مسجد الحنّانة، وهو الموضع الذي وضعوا فيه رأسه عليه السلام عند ذهابهم به إلى ابن زياد لعنه اللّه (بحارالأنوار: ج ۱۰۱ ص ۲۵۷).

2.في المصدر : «قفت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.المزار الكبير : ص ۵۱۷ ح ۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۵۶ ح ۴۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
60
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 155653
الصفحه من 438
طباعه  ارسل الي