109
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9

۳۹۵۴.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد [الصادق] عليه السلام :حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ قالَ : . . . قالَ [الحُسَينُ عليه السلام ] لِأَصحابِهِ : قوموا فَاشرَبوا مِنَ الماءِ يَكُن آخِرَ زادِكُم ، وتَوَضَّؤوا وَاغتَسِلوا ، وَاغسِلوا ثِيابَكُم لِتَكونَ أكفانَكُم . ثُمَّ صَلّى بِهِمُ الفَجرَ ، وعَبَّأَهُم تَعبِئَةَ الحَربِ . ۱

راجع: ج 4 ص 144 (القسم الثامن / الفصل الثاني / كلمة الإمام عليه السلام لأصحابه).

11 / 4

إتمامُ الحُجَّةِ عَلى أعدائِهِ

۳۹۵۵.الملهوف :ورَكِبَ أصحابُ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَبَعَثَ الحُسَينُ عليه السلام بُرَيرَ بنَ حُصَينٍ (خُضَيرٍ) فَوَعَظَهُم فَلَم يَسمَعوا ، وذَكَّرَهُم فَلَم يَنتَفِعوا ، فَرَكِبَ الحُسَينُ عليه السلام ناقَتَهُ ـ وقيلَ فَرَسَهُ ـ فَاستَنصَتَهُم فَأَنصَتوا ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ وذَكَرَهُ بِما هُوَ أهلُهُ ، وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وعَلَى المَلائِكَةِ وَالأَنبِياءِ وَالرُّسُلِ وأبلَغَ فِي المَقالِ ، ثُمَّ قالَ :
تَبّا لَكُم أيَّتُهَا الجَماعَةُ وتَرَحا ۲ ، حينَ استَصرَختُمونا والِهينَ فَأَصرَخناكُم موجِفينَ ۳ ، سَلَلتُم عَلَينا سَيفا لَنا في أيمانِكُم ، وحَشَشتُم ۴ عَلَينا نارا اقتَدَحناها عَلى عَدُوِّنا وعَدُوِّكُم ، فَأَصبَحتُم أولِياءَ لِأَعدائِكُم عَلى أولِيائِكُم ؛ بِغَيرِ عَدلٍ أفشَوهُ فيكُم ، ولا أمَلٍ أصبَحَ لَكُم فيهِم ، فَهَلّا ـ لَكُمُ الوَيلاتُ ـ تَرَكتُمونا وَالسَّيفُ مَشيمٌ ۵ ، وَالجَأشُ ۶ ضامِرٌ ، وَالرَّأيُ لَمّا يَستَحصِف ۷ ، ولكِن أسرَعتُم إلَيها كَطَيرِ الدَّبا ۸ ، وتَداعَيتُم إلَيها كَتَهافُتِ ۹ الفَراشِ ! فَسُحقا لَكُم يا عَبيدَ الاُمَّةِ ، وشِرارَ الأَحزابِ ، ونَبَذَةَ الكِتابِ ، ومُحَرِّفِي الكَلِمِ ، وعُصبَةَ الآثامِ ، ونَفَثَةَ الشَّيطانِ ، ومُطفِئِي السُّنَنِ ، أهؤُلاءِ تَعضُدونَ ۱۰ وعَنّا تَتَخاذَلونَ ؟ ! أجَل وَاللّه ِ ، غَدرٌ فيكُم قَديمٌ ، وَشَجَت ۱۱ عَلَيهِ اُصولُكُم، وتَأَزَّرَت عَلَيهِ فُروعُكُم ، فَكُنتُم أخبَثَ شَجا لِلنّاظِرِ ، واُكلَةً ۱۲ لِلغاصِبِ . ۱۳

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۱ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۶ .

2.التَّرَح : ضدّ الفرح ، يقال : ترّحَهُ تَتريحا : أي حَزَنَهُ (الصحاح : ج ۱ ص ۳۵۷ «ترح») .

3.الإيجافُ : سرعة السير ، وقد أوجف دابّته : إذا حثّها (النهاية : ج ۵ ص ۱۵۷ «وجف») .

4.حَشَشْتُ النار : أوقدتُها (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۰۱ «حشش») .

5.شِمْتُ السيف : أغمدته ، وشمته : سَلَلْتُه وهو من الأضداد (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۳ «شيم») .

6.الجأش : رواع القلب عند الفزع ، وقد لا يُهمَز . وجاشَ البحرُ والقِدرُ وغيرهما : غَلى (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۲۶۴ «جأش» و ص ۲۶۶ «جاش») .

7.إحصافُ الأمر : إحكامه . واستَحصَفَ الشيءُ : أي استحكم (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۴۴ «حصف») .

8.الدَّبا : الجراد قبل أن يطير ، وقيل : هو نوع يشبه الجراد ، واحدته دَبَاة (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۰ «دبا») .

9.هفَتَ الشيء : خَفَّ وتطايَرَ ، وتهافَتَ الفَراشُ في النار من ذلك ؛ إذا تطايَرَ إليها (المصباح المنير : ص ۶۳۸ «هفت») .

10.عَضَدتُه أعضُدُهُ : أعنته (الصحاح : ج ۲ ص ۵۰۹ «عضد») .

11.في المصدر : «وشحَّت» ، والتصويب من بعض المصادر الاُخرى . ووَشجت العروقُ والأغصان ، إذا اشتبكت ، ووشجَ بينها : أي خلط وألَّف (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۷ «وَشَجَ») .

12.الاُكلةُ ـ بالضمّ ـ : اللُّقمة (النهاية : ج ۱ ص ۵۷ «أكَلَ») .

13.الملهوف : ص ۱۵۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۹۷ ، تحف العقول : ص ۲۴۰ ، مثير الأحزان : ص ۵۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸ ؛ تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶ كلاهما نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
108

۳۹۵۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :تَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى وَقَفَ قُبالَةَ القَومِ ، وجَعَلَ يَنظُرُ إلى صُفوفِهِم كَأَنَّهَا السَّيلُ ، ونَظَرَ إلَى ابنِ سَعدٍ واقِفا في صَناديدِ ۱ الكوفَةِ ، فَقالَ :
الحَمدُ للّه ِِ الَّذي خَلَقَ الدُّنيا فَجَعَلَها دارَ فَناءٍ وزَوالٍ ، مُتَصَرِّفَةً بِأَهلِها حالاً بَعدَ حالٍ ، فَالمَغرورُ مَن غَرَّتهُ ، وَالشَّقِيُّ مَن فَتَنَتهُ ، فَلا تَغُرَّنَّكُم هذِهِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّها تَقطَعُ رَجاءَ مَن رَكَنَ إلَيها ، وتُخَيِّبُ طَمَعَ مَن طَمِعَ فيها . ۲

۳۹۵۲.الأمالي للشجري عن حسين بن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام :أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام خَطَبَ يَومَ اُصيبَ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ وقالَ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي جَعَلَ الآخِرَةَ لِلمُتَّقينَ ، وَالنّارَ وَالعِقابَ عَلَى الكافِرينَ ، وإنّا وَاللّه ِ ما طَلَبنا في وَجهِنا هذَا الدُّنيا فَنَكونَ السّاكينَ ۳ في رِضوانِ رَبِّنا ، فَاصبِروا فَإِنَّ اللّه َ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا ودارُ الآخِرَةِ خَيرٌ لَكُم . ۴

۳۹۵۳.معاني الأخبار عن عليّ بن الحسين عليه السلام :لَمَّا اشتَدَّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، نَظَرَ إلَيهِ مَن كانَ مَعَهُ فَإِذا هُوَ بِخِلافِهِم ؛ لِأَنَّهُم كُلَّمَا اشتَدَّ الأَمرُ تَغَيَّرَت ألوانُهُم ، وَارتَعَدَت فَرائِصُهُم ووَجَبَت ۵ قُلوبُهُم ، وكانَ الحُسَينُ عليه السلام وبَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصائِصِهِ تُشرِقُ ألوانُهُم ، وتَهدَأُ جَوارِحُهُم ، وتَسكُنُ نُفوسُهُم .
فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : اُنظُروا لا يُبالي بِالمَوتِ !
فَقالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : صَبرا بَنِي الكِرامِ ، فَمَا المَوتُ إلّا قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ وَالضَّرّاءِ إلَى الجِنانِ الواسِعَةِ وَالنَّعيمِ الدّائِمَةِ، فَأَيُّكُم يَكرَهُ أن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلى قَصرٍ ! وما هُوَ لِأَعدائِكُم إلّا كَمَن يَنتَقِلُ مِن قَصرٍ إلى سِجنٍ وعَذابٍ .
إنَّ أبي حَدَّثَني عَن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أنَّ الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الكافِرِ ، وَالمَوتُ جِسرُ هؤُلاءِ إلى جَنّاتِهِم وجِسرُ هؤُلاءِ إلى جَحيمِهِم ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ . ۶

1.صَنَادِيدُ القوم : أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم (راجع : النهاية : ج ۳ ص ۵۵ «صند») .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۵۲ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ نحوه وليس فيه ذيله من «فإنّها» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵ .

3.كذا في المصدر ، و الصواب : «الشاكّين» .

4.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۰ .

5.وَجَبَ القَلْبُ : اضطرب (الصحاح : ج ۱ ص ۲۳۲ «وجب») .

6.معاني الأخبار : ص ۲۸۸ ح ۳ ، الاعتقادات : ص ۵۲ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وفيه «وجلت قلوبهم ووجبت جنوبهم» بدل «وجبت قلوبهم» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۹۷ ح ۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 182859
الصفحه من 491
طباعه  ارسل الي