113
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
112

۳۹۵۷.تاريخ الطبري عن الضحّاك المشرقي :كانَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام فَرَسٌ لَهُ يُدعى : لاحِقا ، حَمَلَ عَلَيهِ ابنَهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ، قالَ : فَلَمّا دَنا مِنهُ القَومُ عادَ بِراحِلَتِهِ فَرَكِبَها ، ثُمَّ نادى بِأَعلى صَوتِهِ دُعاءً يُسمِعُ جُلَّ النّاسِ :
أيُّهَا النّاسُ ، اسمَعوا قَولي ، ولا تُعجِلوني حَتّى أعِظَكُم بِما لِحَقٍّ ۱ لَكُم عَلَيَّ ، وحَتّى أعتَذِرَ إلَيكُم مِن مَقدَمي عَلَيكُم ، فَإِن قَبِلتُم عُذري وصَدَّقتُم قَولي وأعطَيتُمونِي النَّصَفَ ، كُنتُم بِذلِكَ أسعَدَ ، ولَم يَكُن لَكُم عَلَيَّ سَبيلٌ ، وإن لَم تَقبَلوا مِنِّي العُذرَ ولَم تُعطُوا النَّصَفَ مِن أنفُسِكُم «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لَا تُنظِرُونِ »۲ ، «إِنَّ وَلِيِّىَ اللَّهُ الَّذِى نَزَّلَ الْكِتَـبَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّــلِحِينَ »۳ . . . .
قالَ : فَوَاللّه ِ ما سَمِعتُ مُتَكَلِّما قَطُّ قَبلَهُ ولا بَعدَهُ أبلَغَ في مَنطِقٍ مِنهُ .
ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَانسُبوني فَانظُروا مَن أنَا ، ثُمَّ ارجِعوا إلى أنفُسِكُم وعاتِبوها ، فَانظُروا هَل يَحِلُّ لَكُم قَتلي وَانتِهاكُ حُرمَتي ؟
ألَستُ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم صلى الله عليه و آله وَابنَ وَصِيِّهِ وَابنِ عَمِّهِ ، وأوَّلِ المُؤمِنينَ بِاللّه ِ ، وَالمُصَدِّقِ لِرَسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ رَبِّهِ ؟
أوَلَيسَ حَمزَةُ سَيِّدُ الشُّهَداءِ عَمَّ أبي ؟
أوَلَيسَ جَعفَرٌ الشَّهيدُ الطّيّارُ ذُو الجَناحَينِ عَمّي ؟
أوَلَم يَبلُغكُم قَولٌ مُستَفيضٌ فيكُم : أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ لي ولِأَخي : «هذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ» !
فَإِن صَدَّقتُموني بِما أقولُ ـ وهُوَ الحَقُّ ـ فَوَاللّه ِ ما تَعَمَّدتُ كَذِبا مُذ عَلِمتُ أنَّ اللّه َ يَمقُتُ عَلَيهِ أهلَهُ ، ويَضُرُّ بِهِ مَنِ اختَلَقَهُ ، وإن كَذَّبتُموني فَإِنَّ فيكُم مَن إن سَأَلتُموهُ عَن ذلِكَ أخبَرَكُم ؛ سَلوا جابِرَ بنَ عَبدِ اللّه ِ الأَنصارِيَّ ، أو أبا سَعيدٍ الخُدرِيَّ ، أو سَهلَ بنَ سَعدٍ السّاعِدِيَّ ، أو زَيدَ بنَ أرقَمَ ، أو أنَسَ بنَ مالِكٍ ، يُخبِروكُم أنَّهُم سَمِعوا هذِهِ المَقالَةَ مِن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لي ولِأَخي . أفَما في هذا حاجِزٌ لَكُم عَن سَفكِ دَمي ؟
فَقالَ لَهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : هُوَ يَعبُدُ اللّه َ عَلى حَرفٍ ۴ إن كانَ يَدري ما يَقولُ !
فَقالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : وَاللّه ِ إنّي لَأَراكَ تَعبُدُ اللّه َ عَلى سَبعينَ حَرفا ، وأنَا أشهَدُ أنَّكَ صادِقٌ ، ما تَدري ما يَقولُ ، قَد طَبَعَ اللّه ُ عَلى قَلبِكَ .
ثُمَّ قالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِن كُنتُم في شَكٍّ مِن هذَا القَولِ ، أفَتَشُكّونَ أثَرا ما أنّي ۵ ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم ؟ فَوَاللّه ِ ما بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ غَيري مِنكُم ولا مِن غَيرِكُم ، أنَا ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم خاصَّةً .
أخبِروني ! أتَطلُبوني بِقَتيلٍ مِنكُم قَتَلتُهُ ، أو مالٍ لَكُمُ استَهلَكتُهُ ، أو بِقِصاصٍ مِن جِراحَةٍ ؟
قالَ : فَأَخَذوا لا يُكَلِّمونَهُ .
قالَ : فَنادى : يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، ويا حَجّارَ بنَ أبجَرَ ، ويا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ ، ويا يَزيدَ بنَ الحارِثِ ، ألَم تَكتُبوا إلَيَّ أن قَد أينَعَتِ الثِّمارُ ، وَاخضَرَّ الجَنابُ ۶ ، وطَمَّتِ ۷ الجَمامُ ۸ ، وإنَّما تَقدَمُ عَلى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ ، فَأَقبِل ؟!
قالوا لَهُ : لَم نَفعَل .
فَقالَ : سُبحانَ اللّه ِ ! بَلى وَاللّه ِ ، لَقَد فَعَلتُم .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إذ كَرِهتُموني فَدَعوني أنصَرِف عَنكُم إلى مَأمَني مِنَ الأَرضِ .
قالَ : فَقالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ : أوَلا تَنزِلُ عَلى حُكمِ بَني عَمِّكَ ، فَإِنَّهُم لَن يُروكَ إلّا ما تُحِبُّ ، ولَن يَصِلَ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنتَ أخو أخيكَ ۹ ، أتُريدُ أن يَطلُبَكَ بَنو هاشِمٍ بِأَكثَرَ مِن دَمِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ؟ لا وَاللّه ِ ، لا اُعطيهِم بِيَدي إعطاءَ الذَّليلِ ، ولا أقِرُّ إقرارَ العَبيدِ .
عِبادَ اللّه ِ ! إنّي عُذتُ بِرَبّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ ۱۰ ، أعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ ۱۱ .
قالَ : ثُمَّ إنَّهُ أناخَ راحِلَتَهُ ، وأمَرَ عُقبَةَ بنَ سِمعانَ فَعَقَلَها ، وأقبَلوا يَزحَفونَ نَحوَهُ . ۱۲

1.هكذا في المصدر ، وفي الكامل في التاريخ : «بما يجب» .

2.يونس : ۷۱ .

3.الأعراف : ۱۹۶ .

4.تلميح إلى الآية ۱۱ من سورة الحجّ «وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الْأَخِرَةَ ذَ لِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ» .

5.هكذا في المصدر ، وفي الكامل في التاريخ : «أوَ تشكّون في أنّي ...» .

6.الجَناب : الفِناء والناحية (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۴۹ «جنب») .

7.طَمَّ : كلّ شيء كثر حتّى علا وغَلبَ فقد طمّ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۶ «طمم») .

8.الجَمام والجِمام والجُمام : الكَيل إلى رأس المكيال . وقيل : جُمامُه : طفافُه (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۰۶ «جمم») .

9.يشير عليه السلام إلى محمّد بن الأشعث أخي قيس ، الذي ساهم في قتل مسلم بن عقيل (راجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۷۰) .

10.تلميح إلى الآية ۲۰ من سورة الدخّان .

11.تلميح إلى الآية ۲۷ من سورة غافر .

12.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۸ وفيهما «لا أفرّ فرار» بدل «اُقرّ إقرار» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۶ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 183217
الصفحه من 491
طباعه  ارسل الي