15 / 2
اِخضِرارُ النَّخلَةِ اليابِسَةِ
۳۹۹۳.دلائل الإمامة عن محمّد الكناني عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :خَرَجَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام في بَعضِ أسفارِهِ ومَعَهُ رَجُلٌ مِن وُلدِ الزُّبَيرِ بنِ العَوّامِ يَقولُ بِإِمامَتِهِ ، فَنَزَلوا في طَريقِهِم بِمَنزِلٍ تَحتَ نَخلَةٍ يابِسَةٍ قَد يَبِسَت مِنَ العَطَشِ ، فَفُرِشَ لِلحُسَينِ عليه السلام ۱ تَحتَها ، وبِإِزائِهِ نَخلَةٌ اُخرى [لَيسَ] ۲ عَلَيها رُطَبٌ . قال : فَرَفَعَ يَدَهُ ودَعا بِكَلامٍ لَم أفهَمهُ ، فَاخضَرَّتِ النَّخلَةُ وعادَت إلى حالِها ، وأورَقَت وحَمَلَت رُطَبا .
فَقالَ الجَمّالُ الَّذِي اكتَرى مِنهُ : هذا سِحرٌ وَاللّه ِ !
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَيلَكَ ، إنَّهُ لَيسَ بِسِحرٍ ، ولكِن دَعوَةُ ابنِ نَبِيٍّ مُستَجابَةٌ . قالَ : ثُمَّ صَعِدُوا النَّخلَةَ فَجَنَوا مِنها ما كَفاهُم جَميعا . ۳
15 / 3
إحياءُ المَيِّتِ
۳۹۹۴.الخرائج والجرائح عن يحيى بن اُمّ الطويل :كُنّا عِندَ الحُسَينِ عليه السلام إذ دَخَلَ عَلَيهِ شابٌّ يَبكي ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : ما يُبكيكَ ؟ قالَ : إنَّ والِدَتي تُوُفِّيَت في هذِهِ السّاعَةِ ولَم توصِ ، ولَها مالٌ ، وكانَت قَد أمَرَتني ألّا اُحدِثَ في أمرِها شَيئا حَتّى اُعلِمَكَ خَبَرَها .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : قوموا بِنا حَتّى نَصيرَ إلى هذِهِ الحُرَّةِ .
فَقُمنا مَعَهُ حَتَّى انتَهَينا إلى بابِ البَيتِ الَّذي فيهِ المَرأَةُ وهِيَ مُسَجّاةٌ ۴ ، فَأَشرَفَ عَلَى البَيتِ ودَعَا اللّه َ لِيُحيِيَها حَتّى توصِيَ بِما تُحِبُّ مِن وَصِيَّتِها ، فَأَحياهَا اللّه ُ ، وإذَا المَرأَةُ جَلَسَت وهِيَ تَتَشَهَّدُ ، ثُمَّ نَظَرَت إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَت : اُدخُلِ البَيتَ يا مَولايَ ومُرني بِأَمرِكَ .
فَدَخَلَ وجَلَسَ عَلى مِخَدَّةٍ ثُمَّ قالَ لَها : وَصّي يَرحَمُكِ اللّه ُ .
فَقالَت : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، إنَّ لي مِنَ المالِ كَذا وكَذا في مَكانِ كَذا وكَذا ، وقَد جَعَلتُ ثُلُثَهُ إلَيكَ لِتَضَعَهُ حَيثُ شِئتَ مِن أولِيائِكَ ، وَالثُّلُثانِ لِابني هذا إن عَلِمتَ أنَّهُ مِن مَواليكَ وأولِيائِكَ ، وإن كانَ مُخالِفا فَخُذهُ إلَيكَ ، فَلا حَقَّ لِلمُخالِفينَ في أموالِ المُؤمِنينَ .
ثُمَّ سَأَلَتهُ أن يُصَلِّيَ عَلَيها وأن يَتَوَلّى أمرَها ، ثُمَّ صارَتِ المَرأَةُ مَيِّتَةً كَما كانَت . ۵
1.في الطبعة المعتمدة : «ففرش الحسينُ» ، والتصويب من طبعة النجف .
2.الزيادة من طبعة النجف .
3.دلائل الإمامة : ص ۱۸۶ ح ۱۰۵ ، وفي الكافي : ج ۱ ص ۴۶۲ ح ۴ والعدد القويّة : ص ۳۶ ح ۳۱ «خرج الحسن بن عليّ عليه السلام . . .» .
4.سُجِّي : أي غُطّي ، والمُتَسجِّي : المتغطّي (النهاية : ج ۲ ص ۳۴۴ «سجا») .
5.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۴۵ ح ۱ ، الثاقب في المناقب : ص ۳۴۴ ح ۲۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۸۰ ح ۳ وراجع : الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۱۷۸ ح ۱۰ .