181
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
180

8 / 2

الرّاضي بِفِعلِ قَومٍ كَالدّاخِلِ مَعَهُم

۴۰۵۹.مسند أبي يعلى عن يوسف الصبّاغ عن الحسين عليه السلامـ ولا أعلَمُهُ إلّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آلهـ : مَن شَهِدَ أمرا فَكَرِهَهُ كانَ كَمَن غابَ عَنهُ ، ومَن غابَ عَن أمرٍ فَرَضِيَ بِهِ كانَ كَمَن شَهِدَهُ . ۱

8 / 3

خُطبَةُ الإِمامِ عليه السلام فِي الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ

۴۰۶۰.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلامـ فِي الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ ، ويُروى عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلامـ : اِعتَبِروا أيُّهَا النّاسُ بِما وَعَظَ اللّه ُ بِهِ أولِياءَهُ مِن سوءِ ثَنائِهِ عَلَى الأَحبارِ ۲ ، إذ يَقولُ : «لَوْلَا يَنْهَـاهُمُ الرَّبَّـنِيُّونَ۳وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْاءِثْمَ»۴ ، وقالَ : «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْرَ ءِيلَ» إلى قَولِهِ : «لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ »۵ ، وإنَّما عابَ اللّه ُ ذلِكَ عَلَيهِم لِأَنَّهُم كانوا يَرَونَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذينَ بَينَ أظهُرِهِمُ المُنكَرَ وَالفَسادَ فَلا يَنهَونَهُم عَن ذلِكَ ، رَغبَةً فيما كانوا يَنالونَ مِنهُم ، ورَهبَةً مِمّا يَحذَرونَ ، وَاللّه ُ يَقولُ : «فَلَا تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ»۶ ، وقالَ : «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَـتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ»۷ .
فَبَدَأَ اللّه ُ بِالأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ فَريضَةً مِنهُ ، لِعِلمِهِ بِأَنَّها إذا اُدِّيَت واُقيمَتِ استَقامَتِ الفَرائِضُ كُلُّها ، هَيِّنُها وصَعبُها ، وذلِكَ أنَّ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ دُعاءٌ إلَى الإِسلامِ مَعَ رَدِّ المَظالِمِ ومُخالَفَةِ الظّالِمِ ، وقِسمَةِ الفَيءِ وَالغَنائِمِ ، وأخذِ الصَّدَقاتِ مِن مَواضِعِها ، ووَضعِها في حَقِّها .
ثُمَّ أنتُم ـ أيَّتُهَا العِصابَةُ ، عِصابَةٌ بِالعِلمِ مَشهورَةٌ ، وبِالخَيرِ مَذكورَةٌ ، وبِالنَّصيحَةِ مَعروفَةٌ ، وبِاللّه ِ في أنفُسِ النّاسِ مَهابَةٌ ـ ، يَهابُكُمُ الشَّريفُ ، ويُكرِمُكُمُ الضَّعيفُ ، ويُؤثِرُكُم مَن لا فَضلَ لَكُم عَلَيهِ ولا يَدَ لَكُم عِندَهُ ، تَشفَعونَ فِي الحَوائِجِ إذَا امتُنِعَت مِن طُلّابِها ، وتَمشونَ فِي الطَّريقِ بِهَيبَةِ المُلوكِ وكَرامَةِ الأَكابِرِ ، ألَيسَ كُلُّ ذلِكَ إنَّما نِلتُموهُ بِما يُرجى عِندَكُم مِنَ القِيامِ بِحَقِّ اللّه ِ ، وإن كُنتُم عَن أكثَرِ حَقِّهِ تُقَصِّرونَ ! فَاستَخفَفتُم بِحَقِّ الأَئِمَّةِ ، فَأَمّا حَقَّ الضُّعَفاءِ فَضَيَّعتُم ، وأمّا حَقَّكُم ـ بِزَعمِكُم ـ فَطَلَبتُم ؛ فَلا مالاً بَذَلتُموهُ ، ولا نَفسا خاطَرتُم بِها لِلَّذي خَلَقَها ، ولا عَشيرَةً عادَيتُموها في ذاتِ اللّه ِ ، أنتُم تَتَمَنَّونَ عَلَى اللّه ِ جَنَّتَهُ ومُجاوَرَةَ رُسُلِهِ وأمانا مِن عَذابِهِ !
لَقَد خَشيتُ عَلَيكُم أيُّهَا المُتَمَنّونَ عَلَى اللّه ِ أن تَحُلَّ بِكُم نَقِمَةٌ مِن نَقِماتِهِ ، لِأَنَّكُم بَلَغتُم مِن كَرامَةِ اللّه ِ مَنزِلَةً فُضِّلتُم بِها ، ومَن يُعرَفُ بِاللّه ِ لا تُكرِمونَ ، وأنتُم بِاللّه ِ في عِبادِهِ تُكرَمونَ ، وقَد تَرَونَ عُهودَ اللّه ِ مَنقوضَةً فَلا تَفزَعونَ ، وأنتُم لِبَعضِ ذِمَمِ آبائِكُم تَفزَعونَ ، وذمَِّةُ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مَحقورَةٌ ، وَالعُميُ وَالبُكمُ وَالزَّمنى ۸ فِي المَدائِنِ مُهمَلَةٌ لا تَرحَمونَ ، ولا في مَنزِلَتِكُم تَعمَلونَ ، ولا مَن عَمِلَ فيها تُعينونَ ، وبِالاِدِّهانِ وَالمُصانَعَةِ عِندَ الظَّلَمَةِ تَأمَنونَ ، كُلُّ ذلِكَ مِمّا أمَرَكُمُ اللّه ُ بِه مِنَ النَّهيِ وَالتَّناهي وأنتُم عَنهُ غافِلونَ ، وأنتُم أعظَمُ النّاسِ مُصيبَةً لِما غُلِبتُم عَلَيهِ مِن مَنازِلِ العُلَماءِ لَو كُنتُم تَشعُرونَ .
ذلِكَ بِأَنَّ مَجارِيَ الاُمورِ وَالأَحكامِ عَلى أيدِي العُلَماءِ بِاللّه ِ ، الاُمَناءِ عَلى حَلالِهِ وحَرامِهِ ، فَأَنتُمُ المَسلوبونَ تِلكَ المَنزِلَةَ ، وما سُلِبتُم ذلِكَ إلّا بِتَفَرُّقِكُم عَنِ الحَقِّ ، وَاختِلافِكُم فِي السُّنَّةِ بَعدَ البَيِّنَةِ الواضِحَةِ ، ولَو صَبَرتُم عَلَى الأَذى وتَحَمَّلتُمُ المَؤونَةَ في ذاتِ اللّه ِ كانَت اُمورُ اللّه ِ عَلَيكُم تَرِدُ ، وعَنكُم تَصدُرُ ، وإلَيكُم تَرجِعُ ، ولكِنَّكُم مَكَّنتُمُ الظَّلَمَةَ مِن مَنزِلَتِكُم ، وأسلَمتُم ۹ اُمورَ اللّه ِ في أيديهِم ، يَعمَلونَ بِالشُّبُهاتِ ، ويَسيرونَ فِي الشَّهَواتِ ، سَلَّطَهُم عَلى ذلِكَ فِرارُكُم مِنَ المَوتِ ، وإعجابُكُم بِالحَياةِ الَّتي هِيَ مُفارِقَتُكُم ، فَأَسلَمتُمُ الضُّعَفاءَ في أيديهِم ، فَمِن بَينِ مُستَعبَدٍ مَقهورٍ ، وبَينَ مُستَضعَفٍ عَلى مَعيشَتِهِ مَغلوبٍ .
يَتَقَلَّبونَ فِي المُلكِ بِآرائِهِم ، ويَستَشعِرونَ الخِزيَ بِأَهوائِهِمُ ، اقتِداءً بِالأَشرارِ ، وجُرأَةً عَلَى الجَبّارِ ، في كُلِّ بَلَدٍ مِنهُم عَلى مِنبَرِهِ خَطيبٌ يَصقَعُ ۱۰ ، فَالأَرضُ لَهُم شاغِرَةٌ ۱۱ ، وأيديهِم فيها مَبسوطَةٌ ، وَالنّاسُ لَهُم خَوَلٌ ۱۲ ، لا يَدفَعونَ يدَ لامِسٍ ، فَمِن بَينِ جَبّارٍ عَنيدٍ ، وذي سَطوَةٍ عَلَى الضَّعَفَةِ شَديدٍ ، مُطاعٍ لا يَعرِفُ المُبدِئَ المُعيدَ .
فَيا عَجَبا وما لي لا أعجَبُ ! وَالأَرضُ مِن غاشٍّ غَشومٍ ۱۳ ، ومُتَصَدِّقٍ ظَلومٍ ، وعامِلٍ عَلَى المُؤمِنينَ بِهِم غَيرِ رَحيمٍ ، فَاللّه ُ الحاكِمُ فيما فيهِ تَنازَعنا ، وَالقاضي بِحُكمِهِ فيما شَجَرَ بَينَنا .
اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم يَكُن ما كانَ مِنّا تَنافُسا في سُلطانٍ ، ولَا التِماسا مِن فُضولِ الحُطامِ ، ولكِن لنُِرِيَ المَعالِمَ مِن دينِكَ ، ونُظهِرَ الإِصلاحَ في بِلادِكَ ، ويَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِكَ ، ويُعمَلَ بِفَرائِضِكَ وسُنَنِكَ وأحكامِكَ ، فَإِن لَم تَنصُرونا وتُنصِفونا قَوِيَ الظَّلَمَةُ عَلَيكُم ، وعَمِلوا في إطفاءِ نورِ نَبِيِّكُم ، وحَسبُنَا اللّه ُ وعَلَيهِ تَوَكَّلنا وإلَيهِ أنَبنا ۱۴ وإلَيهِ المَصيرُ . ۱۵

1.مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۱۸۲ ح ۶۷۵۲ ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۸۳ ح ۵۶۰۲ .

2.الحِبر والحَبر : العالِم ، ذمّيّا كانَ أو مسلما ، بعد أن يكون من أهل الكتاب . وقال الجوهري : هو واحِد أحبارِ اليهود ، وبالكسر أفصح (راجع : لسان العرب : ج ۴ ص ۱۵۷ «حبر») .

3.الرَّبّاني : المتَألِّهُ العارف باللّه تعالى (الصحاح : ج ۱ ص ۱۳۰ «ربب») .

4.المائدة : ۶۳ .

5.المائدة : ۷۸ و ۷۹ .

6.المائدة : ۴۴ .

7.التوبة : ۷۱ .

8.الزَّمانَة : العاهة . يقال : هو زَمِنٌ ، والجمع : زَمنى (راجع : القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۳۲ «زمن») .

9.في المصدر : «واستسلمتم» ، والتصويب من بحار الأنوار .

10.الخَطيبُ المِصقَعُ : أيالبليغ الماهر في خطبته الداعي إلى الفتن الذي يحرّض الناس عليها ، والصّقع : رفع الصوت ومتابعته (النهاية : ج ۳ ص ۴۲ «صقع») .

11.شاغرة : أي واسعة (لسان العرب : ج ۴ ص ۴۱۸ «شغر») .

12.الخَوَل : مثال الخَدَم والحَشَم وزنا ومعنى (المصباح المنير : ص ۱۸۴ «خول») .

13.الغَشْمُ : الظُلْمُ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۹۶ «غشم») .

14.الإنابة : الرجوع إلى اللّه بالتوبة (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۳ «نوب») .

15.تحف العقول : ص ۲۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۰ ص ۷۹ ح ۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 157150
الصفحه من 491
طباعه  ارسل الي