3 / 11
المَعروفُ بِقَدرِ المَعرِفَةِ
  ۴۲۰۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :إنَّ أعرابِيّا جاءَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، إنّي قَد ضَمِنتُ دِيَةً كامِلَةً وعَجَزتُ عَن أدائِها ، فَقُلتُ في نَفسي : أسأَلُ أكرَمَ النّاسِ ، وما رَأَيتُ أكرَمَ مِن أهلِ بَيتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . 
 فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا أخَا العَرَبِ ! أسأَلُكَ عَن ثَلاثِ مَسائِلَ : فَإِن أجَبتَ عَن واحِدَةٍ أعطَيتُكَ ثُلثَ المالِ ، وإن أجَبتَ عَنِ اثنَتَينِ أعطَيتُكَ ثُلُثَيِ المالِ ، وإن أجَبتَ عَن كُلٍّ أعطَيتُكَ المالَ كُلَّهُ . 
 فَقالَ الأَعرابِيُّ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ! أمِثلُكَ يَسأَلُ مِن مِثلي وأنتَ مِن أهلِ العِلمِ وَالشَّرَفِ ؟! 
 فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : بَلى ، سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : المَعروفُ بِقَدرِ المَعرِفَةِ . 
 فَقالَ الأَعرابِيُّ : سَل عَمّا بَدا لَكَ ، فَإِن أجَبتُ وإلّا تَعَلَّمتُ الجَوابَ مِنكَ ، ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّه ِ . 
 فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أيُّ الأَعمالِ أفضَلُ ؟ 
 فَقالَ : الإِيمانُ بِاللّه ِ . 
 قالَ عليه السلام : فَمَا النَّجاةُ مِنَ الهَلَكَةِ ؟ 
 قالَ : الثِّقَةُ بِاللّه ِ . 
 قالَ عليه السلام : فَما يُزَيِّنُ الرَّجُلَ ؟ 
 قالَ : عِلمٌ مَعَهُ حِلمٌ . 
 قالَ عليه السلام : فَإِن أخطَأَهُ ذلِكَ ؟ 
 قالَ : فَمالٌ مَعَهُ مُروءَةٌ . 
 قالَ عليه السلام : فَإِن أخطَأَهُ ذلِكَ ؟ 
 قالَ : فَقرٌ مَعَهُ صَبرٌ . 
 قالَ عليه السلام : فَإِن أخطَأَهُ ذلِكَ ؟ 
 قالَ : فَصاعِقَةٌ تَنزِلُ مِنَ السَّماءِ فَتُحرِقُهُ ! 
 فَضَحِكَ الحُسَينُ عليه السلام ورَمى بِصُرَّةٍ إلَيهِ فيها ألفُ دينارٍ ، وأعطاهُ خاتَمَهُ وفيهِ فَصٌّ قيمَتُهُ مِئَتا دِرهَمٍ ، وقالَ لَهُ : يا أعرابِيُّ ، أعطِ الذَّهَبَ لِغُرَمائِكَ ، وَاصرِفِ الخاتَمَ في نَفَقَتِكَ . 
 فَأَخَذَ الأَعرابِيُّ ذلِكَ مِنهُ ومَضى وهُوَ يَقولُ : «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ»۱ . ۲