۴۲۰۵.المعجم الأوسط عن مجاهد :جاءَ رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ وَ الحُسَينِ عليهماالسلام فَسَأَلَهُما ، فَقالا : إنَّ المَسأَلَةَ لا تَصلُحُ إلّا لِثَلاثَةٍ : لِحاجَةٍ مُجحِفَةٍ ، أو حَمالَةٍ ۱ مُثقِلَةٍ ، أو دَينٍ فادِحٍ ؛ وأعطَياهُ .
ثُمَّ أتَى ابنَ عُمَرَ فَأَعطاهُ ولَم يَسأَلهُ ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : أتَيتُ ابنَي عَمِّكَ فَسَأَلاني وأنتَ لَم تَسأَلني ؟!
فَقالَ ابنُ عُمَرَ : اِبنا رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، إنَّما كانا يُغَرّانِ ۲ العِلمَ غَرّا . ۳
3 / 12
بَذلُ الجُهدِ لِهِدايَةِ العَدُوِّ
۴۲۰۶.الفتوحـ في ذِكرِ ما جَرى بَينَ الحُسَينِ عليه السلام قَبلَ شَهادَتِهِ وبَينَ عُمَرَ بنِ سَعدٍـ : فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وَيحَكَ ـ يَابنَ سَعدٍ ـ ، أما تَتَّقِي اللّه َ الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ أن تُقاتِلَني ، وأنَا ابنُ مَن عَلِمتَ يا هذا مِن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؟! فَاترُك هؤُلاءِ وكُن مَعي ؛ فَإِنّي اُقَرِّبُكَ إلَى اللّه ِ عز و جل .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : أبا عَبدِ اللّه ِ! أخافُ أن تُهدَمَ داري .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا أبنيها لَكَ .
فَقالَ : أخافُ أن تُؤخَذَ ضَيعَتي ۴ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا اُخلِفُ عَلَيكَ خَيرا مِنها مِن مالي بِالحِجازِ .
قالَ : فَلَم يُجِب عُمَرُ إلى شَيءٍ مِن ذلِكَ . ۵
1.الحَمالة ـ بالفتح ـ : ما يتحمّله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة ، مثل أن يقع حرب بين فريقين تُسفك فيها الدماء ، فيدخل بينهم رجل يتحمّل ديات القتلى ليصلح ذات البين (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۵ «حمل») .
2.كان النبيُّ يَغُرُّ عليّا بالعلم ، أي : يُلقمه إيّاه ، يقال : غرَّ الطائرُ فرخَهُ إذا زقّهُ (النهاية : ج ۳ ص ۳۵۷ «غرر») .
3.المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۹۱ ح ۳۶۹۰ ، المعجم الصغير: ج ۱ ص ۱۸۴ ، تاريخ بغداد : ج ۹ ص ۳۶۶ ح ۴۹۳۶ وفيه «أنبأنا» بدل «ابنا» ، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا : ص ۲۸۶ ح ۴۵۳ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۷۴ .
4.الضَّيعَةُ : العَقارُ والأرضُ المغلّة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۹۰ «ضيع») .
5.الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۵ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۸ .