337
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9

۴۳۰۸.شرح الأخبار عن رجاء :كُنتُ جالِسا مَعَ عَبدِ اللّه ِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ وأبي سَعيدٍ الخُدرِيِّ بِالمَدينَةِ في حَلقَةٍ بِمَسجِدِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، فَمَرَّ بِنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَسَلَّمَ ورَدَّ عَلَيهِ القَومُ ، وسَكَتَ عَبدُ اللّه ِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ ، ثُمَّ أتبَعَهُ : وعَلَيكَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّه ِ ، بَعدَ ما فَرَغَ القَومُ .
ثُمَّ قالَ : ألا اُخبِرُكُم بِأَحَبِّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ؟
قُلنا : بَلى .
قالَ : هُوَ هذَا المُقَفّي ۱ ، وما كَلَّمَني كَلاما مُنذُ لَيالي صِفّينَ ، ولَأَن رَضِيَ عَنّي أحَبُّ إلَيَّ مِن أن يَكونَ لي حُمرُ النَّعَمِ .
فَقالَ أبو سَعيدٍ : فَإِن شِئتَ انطَلَقنا إلَيهِ ، فَاعتَذَرتَ إلَيهِ . قالَ : نَعَم .
فَتَواعَدا أن يَغدُوا إلَيهِ ، فَغَدَوتُ مَعَهُما ، فَدَخَلَ أبو سَعيدٍ ودَخَلتُ مَعَهُ ، فَجَلَسَ أبو سَعيدٍ إلى جانِبِ الحُسَينِ عليه السلام وَاستَأذَنَهُ لِعَبدِ اللّه ِ بنِ عَمرٍو ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، مَرَرتَ بِنا أمسِ ، فَقالَ لَنا عَبدُ اللّه ِ كَيتَ وكَيتَ ، فَقُلتُ لَهُ : ألا تَمضي تَعتَذِرُ إلَيهِ ؟ فَقالَ : نَعَم ، وقَد جاءَ يَعتَذِرُ إلَيكَ ، فَائذَن لَهُ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ . فَأَذِنَ لَهُ .
فَدَخَلَ عَبدُ اللّه ِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ ، وأبو سَعيدٍ جالِسٌ إلى جانِبِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ وَقَفَ ، فَانزَجَلَ ۲ لَهُ أبو سَعيدٍ ، فَجَذَبَ الحُسَينُ عليه السلام أبا سَعيدٍ إلَيهِ ثُمَّ تَرَكَهُ ، فَانزَجَلَ لَهُ ، فَجَلَسَ بَينَهُما .
فَقالَ لَهُ أبو سَعيدٍ : حَديثُكَ يا عَبدَ اللّه ِ .
قالَ عَبدُ اللّه ِ : نَعَم ، قُلتُ ذلِكَ ، وأشهَدُ أنَّهُ أحَبُّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ .
قالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أفَتَعلَمُ أنّي أحَبُّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ، وتُقاتِلُني أنَا وأبي يَومَ صِفّينَ ؟! وَاللّه ِ إنَّ أبي لَخَيرٌ مِنّي !
قالَ عَبدُ اللّه ِ : أجَل ، وَاللّه ِ ما أكثَرتُ لَهُم سَوادا ، ولَا اختَرَطتُ سَيفا ۳ مَعَهُم ، ولا رَمَيتُ مَعَهُم بِسَهمٍ ، ولا طَعَنتُ مَعَهُم بِرُمحٍ ، ولكِن كانَ أبي قَد شَكاني إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وقالَ : هُوَ يَصومُ النَّهارَ ويَقومُ اللَّيلَ ، وقَد أمَرتُهُ أن يَرفُقَ بِنَفسِهِ ، فَقَد عَصاني . فَقالَ لي رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «أطِع أباكَ» ، فَلَمّا دَعاني إلَى الخُروجِ مَعَهُ ، فَذَكَرتُ قَولَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «أطِع أباكَ» ، فَخَرَجتُ مَعَهُ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أما سَمِعتَ قَولَ اللّه ِ عز و جل : «وَ إِن جَـهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا»۴ ، وقَولَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «إنَّمَا الطّاعَةُ فِي المَعروفِ» ، وقَولَهُ : «لا طاعَةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الخالِقِ»؟!
قالَ : بَلى ، قَد سَمِعتُ ذلِكَ يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، وكَأَنّي لَم أسمَعهُ إلَا اليَومَ . ۵

1.المُقَفّي : المُوَلّي الذاهب (النهاية : ج ۴ ص ۹۴ «قفا») .

2.هكذا في المصدر ، وفي المعجم الأوسط : «فزَحَلَ له» ، والظاهر أنّه الصواب ، قال ابن الأثير : يقال : زَحَلَ الرجلُ عن مقامه وتزحَّلَ : إذا زالَ عنه (النهاية : ج ۲ ص ۲۹۸ «زحل») .

3.اختَرَطَ سَيفَهُ : أي سَلَّهُ من غِمدِه (النهاية : ج ۲ ص ۲۳ «خرط») .

4.لقمان : ۱۵ .

5.شرح الأخبار : ج ۱ ص ۱۴۵ ح ۸۴ ؛ المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۱۸۱ ح ۳۹۱۷ ، اُسد الغابة : ج ۳ ص ۳۴۷ ، تاريخ دمشق : ج ۳۱ ص ۲۷۵ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۳۴۳ ح ۳۱۶۹۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
336

8 / 3

عُقوقُ الوالِدَينِ

۴۳۰۶.الفردوس عن الحسين بن عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو عَلِمَ اللّه ُ عز و جل شَيئا مِنَ العُقوقِ أدنى مِن اُفٍّ لَحَرَّمَهُ ، فَليَعمَلِ العاقُّ ما شاءَ فَلَن يَدخُلَ الجَنَّةَ ، وَليَعمَلِ البارُّ ما شاءَ أن يَعمَلَ فَلَن يَدخُلَ النّارَ . ۱

8 / 4

طاعَةُ المَخْلوقِ عِصْيانا لِلخالِقِ

۴۳۰۷.المناقب لابن شهر آشوب عن إسماعيل بن رجاء وعمرو بن شعيب :أنَّهُ مَرَّ الحُسَينُ عليه السلام عَلى عَبدِ اللّه ِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فَقالَ عَبدُ اللّه ِ : مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى أحَبِّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ، فَليَنظُر إلى هذَا المُجتازِ ، وما كَلَّمتُهُ مُنذُ لَيالي صِفّينَ .
فَأَتى بِهِ أبو سَعيدٍ الخُدرِيُّ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أتَعلَمُ أنّي أحَبُّ أهلِ الأَرضِ إلى أهلِ السَّماءِ ، وتُقاتِلُني وأبي يَومَ صِفّينَ ؟! وَاللّه ِ إنَّ أبي لَخَيرٌ مِنّي !
فَاستَعذَرَ وقالَ : إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لي : «أطِع أباكَ» .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أما سَمِعتَ قَولَ اللّه ِ تَعالى : «وَ إِن جَـهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَآ»۲ ، وقَولَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «إنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعروفِ» ، وقَولَهُ : «لا طاعَةَ لِمَخلوقٍ في مَعصِيَةِ الخالِقِ» ؟! ۳

1.الفردوس : ج ۳ ص ۳۵۳ ح ۵۰۶۳ ، تنزيه الشريعة : ج ۲ ص ۲۳۳ ، الدرّ المنثور : ج ۵ ص ۲۵۸ نقلاً عن الديلمي عن الإمام الحسن عليه السلام وفيه صدره إلى «الحرمة» وراجع : تفسيرالقرطبي : ج ۱ ص ۲۴۳ والزهد للحسين بن سعيد : ص ۳۸ ح ۱۰۳ . ونقل العلّامة المجلسي قدس سره في بحار الأنوار (ج ۷۴ ص ۸۰) عن روضة الواعظين نظير هذه الرواية . أقول : على فرض صحّتها فليس المراد منها ظاهر عبارتها ، بل المراد أنّ عقوق الوالدين ، ذنب عظيم وأنّ الإحسان إليهما ، له دور أساسي في هداية الإنسان ونجاته من النار .

2.العنكبوت : ۸ .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۹۷ ح ۵۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 157259
الصفحه من 491
طباعه  ارسل الي