59
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9

۳۸۷۶.الفتوحـ في ذِكرِ أحداثِ حَربِ صِفّينَـ : أرسَلَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام أنَّ لي إلَيكَ حاجَةً ، فَالقَني إذا شِئتَ حَتّى اُخبِرَكَ .
قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى واقَفَهُ وظَنَّ أنَّهُ يُريدُ حَربَهُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ : إنّي لَم أدعُكَ إلَى الحَربِ ، ولكِنِ اسمَع مِنّي فَإِنَّها نَصيحَةٌ لَكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : قُل ما تَشاءُ .
فَقالَ : اِعلَم أنَّ أباكَ قَد وَتَرَ قُرَيشا ، وقَد بَغَضَهُ النّاسُ وذَكَروا أنَّهُ هُوَ الَّذي قَتَلَ عُثمانَ ، فَهَل لَكَ أن تَخلَعَهُ وتُخالِفَ عَلَيهِ حَتّى نُوَلِّيَكَ هذَا الأَمرَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَلّا وَاللّه ِ ، لا أكفُرُ بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ وبِوَصِيِّ رَسولِ اللّه ِ ، اِخسَ ۱ وَيلَكَ مِن شَيطانٍ مارِدٍ ! فَلَقَد زَيَّنَ لَكَ الشَّيطانُ سوءَ عَمَلِكَ ، فَخَدَعَكَ حَتّى أخرَجَكَ مِن دينِكَ بِاتِّباعِ القاسِطينَ ونُصرَةِ هذَا المارِقِ مِنَ الدّينِ ، لَم يَزَل هُوَ وأبوهُ حَربِيَّينِ وعَدُوَّينِ للّه ِِ ولِرَسولِهِ ولِلمُؤمِنينَ ، فَوَاللّه ِ ، ما أسلَما ولكِنَّهُمَا استَسلَما خَوفا وطَمَعا .
فَأَنتَ اليَومَ تُقاتِلُ عَن غَيرِ مُتَذَمِّمٍ ۲ ، ثُمَّ تَخرُجُ إلَى الحَربِ مُتَخَلِّقا ۳ لِتُرائِيَ بِذلِكَ نِساءَ أهلِ الشّامِ ، ارتَع ۴ قَليلاً ، فَإِنّي أرجو أن يَقتُلَكَ اللّه ُ عز و جلسَريعا .
قالَ : فَضَحِكَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مُعاوِيَةَ فَقالَ : إنّي أرَدتُ خَديعَةَ الحُسَينِ وقُلتُ لَهُ كَذا وكَذا ، فَلَم أطمَع في خَديعَتِهِ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لا يُخدَعُ ، وهُوَ ابنُ أبيهِ . ۵

1.كذا في المصدر ، والصواب : «اِخسَأ» .

2.الذِّمَّةُ والذِّمام : هما بمعنى العهد والأمان والضمان والحُرمة والحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۱۶۸ «ذمم») .

3.الخُلوقُ : وهو طيب معروف مركّب يتّخذ من الزعفران وغيره (النهاية : ج ۲ ص ۷۱ «خلق») .

4.يقال : خرجنا نرتع ونلعب : أي ننعم ونلهو (الصحاح : ج ۳ ص ۱۲۱۶ «رتع») .

5.الفتوح : ج ۳ ص ۳۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
58

5 / 6

إمامَةُ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام

۳۸۷۳.عيون أخبار الرضا عليه السلام بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام :قالَ لي بُرَيدَةُ : أمَرَنا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أن نُسَلِّمَ ۱ عَلى أبيكَ بِإِمرَةِ المُؤمِنينَ . ۲

۳۸۷۴.الأمالي للطوسي بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام :حَدَّثَني أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام قالَ : قالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، خَلَقَنِيَ اللّه ُ تَعالى وأنتَ مِن نورِ اللّه ِ حينَ خَلَقَ آدَمَ ، وأفرَغَ ذلِكَ النّورَ في صُلبِهِ ، فَأَفضى بِهِ إلى عَبدِ المُطَّلِبِ ، ثُمَّ افتَرَقا مِن عَبدِ المُطَّلِبِ ؛ أنَا في عَبدِ اللّه ِ وأنتَ في أبي طالِبٍ ، لا تَصلُحُ النُّبُوَّةُ إلّا لي ، ولا تَصلُحُ الوَصِيَّةُ إلّا لَكَ ، فَمَن جَحَدَ وَصِيَّتَكَ جَحَدَ نُبُوَّتي ، ومَن جَحَدَ نُبُوَّتي أكَبَّهُ اللّه ُ عَلى مَنخِرَيهِ فِي النّارِ . ۳

۳۸۷۵.التوحيد عن الأصبغ بن نباتة :لَمّا جَلَسَ عَلِيٌّ عليه السلام فِي الخِلافَةِ وبايَعَهُ النّاسُ ، خَرَجَ إلَى المَسجِدِ مُتَعَمِّما بِعِمامَةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، لابِسا بُردَةَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، مُتَنَعِّلاً نَعلَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، مُتَقَلِّدا سَيفَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَصَعِدَ المِنبَرَ فَجَلَسَ عليه السلام عَلَيهِ مُتَمَكِّنا . . . .
ثُمَّ قالَ لِلحَسَنِ عليه السلام : يا حَسَنُ ! قُم فَاصعَدِ المِنبَرَ فَتَكَلَّم . . . .
ثُمَّ قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا بُنَيَّ! قُم فَاصعَدِ المِنبَرَ وتَكَلَّم بِكَلامٍ لا تُجَهِّلُكَ قُرَيشٌ مِن بَعدي ، فَيَقولونَ : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لا يُبصِرُ شَيئا ، وَليَكُن كَلامُكَ تَبَعا لِكَلامِ أخيكَ .
فَصَعِدَ الحُسَينُ عليه السلام المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله صَلاةً موجَزَةً ، ثُمَّ قالَ : مَعاشِرَ النّاسِ ! سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وهُوَ يَقولُ : «إنَّ عَلِيّا هُوَ مَدينَةُ هُدىً ، فَمَن دَخَلَها نَجا ومَن تَخَلَّفَ عَنها هَلَكَ» .
فَوَثَبَ إلَيهِ عَلِيٌّ عليه السلام فَضَمَّهُ إلى صَدرِهِ وقَبَّلَهُ ، ثُمَّ قالَ : مَعاشِرَ النّاسِ ! اشهَدوا أنَّهُما فَرخا رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ووَديعَتُهُ الَّتِي استَودَعَنيها ، وأنَا أستَودِعُكُموها . مَعاشِرَ النّاسِ ! ورَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله سائِلُكُم عَنهُما . ۴

1.في المصدر : «اُسلّم» ، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۶۸ ح ۳۱۲ عن داوود بن سليمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۲۹۰ ح ۱ .

3.الأمالي للطوسي : ص ۲۹۵ ح ۵۷۷ عن عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور عن الإمام الهادي عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۱۲ ح ۱۵ .

4.التوحيد : ص ۳۰۵ ـ ۳۰۷ ح ۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۴۲۲ ـ ۴۲۵ ح ۵۶۰ ، الاختصاص : ص ۲۳۵ ـ ۲۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۲۰۲ ح ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 161022
الصفحه من 491
طباعه  ارسل الي