99
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9

الفَصلُ العاشِرُ : رفض اقتراح السّكوت

۳۹۴۱.تاريخ الطبري ـ في خُروجِ الإِمامِ مِنَ المَدينَةِ ـ :وأمَّا الحُسَينُ فَإِنَّهُ خَرَجَ بِبَنيهِ وإخوَتِهِ وبَني أخيهِ وجُلِّ أهلِ بَيتِهِ إلّا مُحَمَّدَ بنَ الحَنَفِيَّةِ ، فَإِنَّهُ قالَ لَهُ : يا أخي ! أنتَ أحَبُّ النّاسِ إلَيَّ وأعَزُّهُم عَلَيَّ ، ولَستُ أدَّخِرُ النَّصيحَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلقِ أحَقَّ بِها مِنكَ ، تَنَحَّ بِتَبِعَتِكَ عَن يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ وعَنِ الأَمصارِ مَا استَطَعتَ ، ثُمَّ ابعَث رُسُلَكَ إلَى النّاسِ فَادعُهُم إلى نَفسِكَ ، فَإِن بايَعوا لَكَ حَمِدتَ اللّه َ عَلى ذلِكَ ، وإن أجمَعَ النّاسُ عَلى غَيرِكَ لَم يَنقُصِ اللّه ُ بِذلِكَ دينَكَ ولا عَقلَكَ ولا يُذهِبُ بِهِ مُروءَتَكَ ولا فَضلَكَ ، إنّي أخافُ أن تَدخُلَ مِصرا مِن هذِهِ الأَمصارِ وتَأتِيَ جَماعَةً مِنَ النّاسِ فَيَختَلِفونَ بَينَهُم ، فَمِنهُم طائِفَةٌ مَعَكَ واُخرى عَلَيكَ ، فَيَقتَتِلونَ فَتَكونُ لِأَوَّلِ الأَسِنَّةِ ، فَإِذا خَيرُ هذِهِ الاُمَّةِ كُلِّها نَفسا وأبا واُمّا أضيَعُها دَما وأذَلُّها أهلاً .
قالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِنّي ذاهِبٌ ـ يا أخي ـ .
قالَ : فَانزِل مَكَّةَ ، فَإِنِ اطمَأَنَّت بِكَ الدّارُ فَسَبيلُ ذلِكَ ، وإن نَبَت ۱ بِكَ لَحِقتَ بِالرِّمالِ وشَعَفِ ۲ الجِبالِ ، وخَرَجتَ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ حَتّى تَنظُرَ إلى ما يَصيرُ أمرُ النّاسِ ، وتَعرِفَ عِندَ ذلِكَ الرَّأيَ ، فَإِنَّكَ أصوَبُ ما يَكونُ رَأيا وأحزَمُهُ عَمَلاً حينَ تَستَقبِلُ الاُمورَ استِقبالاً ، ولا تَكونُ الاُمورُ عَلَيكَ أبَدا أشكَلَ مِنها حينَ تَستَدبِرُها استِدبارا .
قالَ : يا أخي ! قَد نَصَحتَ فَأَشفَقتَ ، فَأَرجو أن يَكونَ رَأيُكَ سَديدا مُوَفَّقا . ۳

1.نَبا بِهِ منزلُه : إذا لم يُوافِقهُ (النهاية : ج ۵ ص ۱۱ «نبا») .

2.شَعَفَةُ كلّ شيءٍ : أعلاه ، يريد به رأس الجبل (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۱ «شعف») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۱ ، الفتوح : ج ۵ ص ۲۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۷ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
98

۳۹۴۰.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار :إنَّ الحُسَينَ عليه السلام خَطَبَ أصحابَهُ وأصحابَ الحُرِّ بِالبيضَةِ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ : «مَن رَأى سُلطانا جائِرا مُستَحِلّاً لِحُرَمِ اللّه ِ ، ناكِثا لِعَهدِ اللّه ِ ، مُخالِفا لِسُنَّةِ رَسولِ اللّه ِ ، يَعمَلُ في عِبادِ اللّه ِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ ، كانَ حَقّا عَلَى اللّه ِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ» .
ألا وإنَّ هؤُلاءِ قَد لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ ، وأظهَرُوا الفَسادَ ، وعَطَّلُوا الحُدودَ ، وَاستَأثَروا بِالفَيءِ ، وأحَلّوا حَرامَ اللّه ِ ، وحَرَّموا حَلالَهُ ، وأنَا أحَقُّ مَن غَيَّرَ ۱ ، قَد أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم ؛ أنَّكُم لا تُسلِمُونّي ولا تَخذُلُونّي ، فَإِن تَمَمتُم عَلى بَيعَتِكُم تُصيبوا رُشدَكُم ، فَأَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، وَابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، نَفسي مَعَ أنفُسِكُم ، وأهلي مَعَ أهليكُم ، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ .
وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم ، وخَلَعتُم بَيعَتي مِن أعناقِكُم ، فَلَعَمري ما هِيَ لَكُم بِنُكرٍ ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وَابنِ عَمّي مُسلِمٍ ، وَالمَغرورُ مَنِ اغتَرَّ بِكُم ، فَحَظَّكُم أخطَأتُم ، ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم ، ومَن نَكَثَ ۲ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلى نَفسِهِ ، وسَيُغنِي اللّه ُ عَنكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ . ۳

1.في الفتوح : «وأنا أحقّ من غيري بهذا الأمر ؛ لقرابتي من رسول اللّه صلى الله عليه و آله » بدل «وأنا أحقّ من غَيّر» .

2.النَّكْثُ : قريب من النقض ، واستعير لنقض العهد (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۲۲ «نكث») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۸۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۴ كلّها نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۲ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 157309
الصفحه من 491
طباعه  ارسل الي