أزيح صباح اليوم الخميس الستار عن 12 كتاباً من أعمال مركز دراسات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية خلال المؤتمر الثالث والثلاثين للوحدة الإسلامية منها موسوعة الأحاديث الفقهية عند المذاهب الإسلامية
بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية تم اليوم الخميس خلال حفل افتتاح المؤتمر الثالث والثلاثين للوحدة الإسلامية إزاحة الستار عن ۱۲ كتابًا من أعمال مركز دراسات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والذي تم إصدار ونشر هذه الأعمال بالتعاون مع المؤسسات العلمية والثقافية، بما في ذلك مجلس تنسيق مدارس أهل السنة ومعهد دار الحديث الثقافي.
ومن الأعمال التي أزيح الستار عنها في المؤتمر هيموسوعة الأحاديث الفقهية عند المذاهب الإسلامية.
هذه الموسوعة التي هي عبارة عن جهد بحثي يفترض مسبقاً وضع الجهود المكثفة لعلماء المسلمين من مختلف المذاهب والنحل لحفظ سنة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ونشرها بين المسلمين هي إعادة قراءة وجمع أكبر قدر ممكن من النصوص التي تقرر السنّة.
فقد تم القيام بهذا البحث الشامل بطلب وتعاون من مجلس التخطيط لمدارس أهل السنة في قسم الفقه والقانون في معهد أبحاث علوم ومعارف الحديث. طُبع من هذا الكتاب حتى الآن «کتابالطهارة» في ۳ أجزاء.
وفي عمل هذا البحث الشامل، فقد تعرف علماء المذاهب الفقهية من مختلف الدول الإسلامية مثل مصر وتونس ولبنان وعمان على العملية البحثية لهذه الموسوعة وأبدوا اهتمامهم بالتقييم العلمي له.
موسوعة الأحاديث الفقهية عند المذاهب الإسلامية مظهر جدّي على جهود الشيعة في إيران لتحقيق التقارب بين المذاهب الإسلامية و وحدة الأمة الإسلامية.
لقد خصّت المذاهب الإسلاميّة أحسن مصادرها إتقاناً واعتباراً بجمع وتدوين سنة الرسول الأكرم (ص)، ومن هنا تركّز اهتمام هذا البحث على اعتماد جميع المصادر المعتبرة للأحاديث الفقهيّة عند المذاهب الإسلاميّة.
ومن الفوائد الرئيسيّة المترتّبة على هذا البحث ما يلي:
ـ إثراء أدلّة البحث الفقهيّ في مجال الحديث والسنّة باعتماد كامل القابليّات الموجودة في مجال الحديث الفقهيّ بين المذاهب الإسلاميّة
ـ تكوين صورة عن أجواء صدور النصوص والقرائن الحافّة بها
ـ التمهيد للوفاق والتقريب بين الآراء الفقهيّة للمسلمين
ـ الردّ على شبهات المستشرقين والمنكرين للأحاديث الإسلاميّة
إنّ طبيعة الكتابة الموسوعيّة تقتضي جمع العدد الأكبر من النصوص المترابطة مع الموضوع، إلاّ أنّ جمع وتأليف جميع النصوص على اختلاف مستويات اعتبارها وأهميّتها، يستتبع آفات كالتطويل غير الضروريّ، مضافاً إلى أنّ اعتماد التقييم السنديّ والرجاليّ أمر مستحيل للاختلاف بين المباني والتوجّهات ممّا يضيّق نطاق الجمهور المخاطب بأتباع مبنى أو توجّه معيّن في نهاية المطاف.
وعلى هذا الأساس، وبناء على توجّهات العلماء المسلمين في خصوص المصادر وتصنيفها حسب مستوى اعتبارها وبالتالي رواج تلك المصادر الحديثيّة في مذاهبهم؛ أصبح التأكيد على المصادر المعتبرة عند كلّ مذهب بوصفه البديل عن اعتماد التقييم الرجاليّ والسنديّ هو المحور في اختيار النصوص وجمع القدر الأكبر من الأحاديث.
تهتمّ «موسوعة الأحاديث الفقهيّة عند المذاهب الإسلاميّة» بشكل جادّ بجمع القدر الأكبر من نصوص الأحاديث الإسلاميّة من المصادر المعتبرة لدى جميع المذاهب الإسلاميّة؛ وقد تجنّب البحث التحاكم بين النصوص وتحليلها نظراً للمخاطب الفاضل ـ وهم الفقهاء المسلمون ـ احتراماً للمباني العلميّة المختلفة للفقهاء في التمسّك بالنصوص والاستدلال بالأحاديث.
واعتمد البحث المصادر الحديثيّة المعتبرة لدى المذاهب الإسلاميّة وهي تراث القرون الثلاثة الأولى من الهجرة، والمذاهب الإسلاميّة التي اشتملت عليها أبحاث الموسوعة هي مذهب الإماميّة والزيديّة والأحناف والمالكيّة والشافعيّة والحنابلة والاسماعيليّة والإباضيّة.
وتم تدوين الهيكل العامّ للموسوعة على أساس القدر المشترك الرائج في المصادر الحديثيّة الفقهيّة للمذاهب الإسلاميّة، وتمّ تقسيم الأبحاث إلى أبواب وفصول على أساس التقسيم المنطقيّ ومجموعة النصوص المتماثلة.
وكلّما اعتبر رواية عن النبيّ الأكرم (ص) يتصدّر الترتيب بالنسبة إلى سائر النصوص في مختلف أبواب الموسوعة ثمّ تتلوه سائر الأحاديث والآراء حسب الترتيب التأريخيّ.
هذا وقد نال كتاب (موسوعة الأحاديث الفقهيّة عند المذاهب الإسلاميّة) عنوان الكتاب المنتخب في مجال الدين في المهرجان الخامس والعشرين لكتاب السنة للطلبة الجامعيين. ۱۳۹۷هـ ش/ ۲۰۱۸م.