105
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

فَقالَ : نَعَم ، قالَ : أمّا أنتَ يا أخا ثقيف فَإِنَّكَ جِئتَ تَسأَلُني عَن وُضوئِكَ وصَلاتِكَ وما لَكَ فِيهما مِنَ الثَّوابِ ... . ۱

3 . أسباب الإيثار

جاء في موسوعة نضرة النعيم تحت عنوان «الأسباب التي تعين على الإيثار» :
1 . تعظيم الحقوق : فإن عظمت الحقوق عنده ، قام بواجبها ورعاها حقّ رعايتها واستعظم إضاعتها ، وعلم أنّه إن لم يبلغ درجة الإيثار لم يؤدّها كما ينبغي ، فيجعل إيثاره احتياطا لأدائها .
2 . مقت الشحّ : فإنّه إذا مقته وأبغضه التزم الإيثار ؛ فإنّه يرى أنّه لا خلاص له من هذا المقت البغيض إلّا بالإيثار .
3 . الرغبة في مكارم الأخلاق : وبحسب رغبته فيها يكون إيثاره ؛ لأنّ الإيثار أفضل درجات مكارم الأخلاق . ۲
لا يبدو هذا القدر كافيا في تقصّي أسباب الإيثار وجذوره ، فمع أنّه من الصحيح أنّ اُمورا كتعظيم الحقوق ومقت الشحّ والرغبة في المكارم مؤثّرة في تبلور هذه الخصلة الكريمة وظهورها ونموّها ، إلّا أنّ المسار الأساسي للمسألة يبقى ماثلاً في كيفية تحقّق هذه الخصوصيات التي تعدّ مبادئ للإيثار وتجسّدها عمليّا في الإنسان ، فمن الإنسان الذي يبادر إلى الإيثار ويقدّم احتياجات الآخرين على نفسه بفعل دواعي الرغبة في مكارم الأخلاق والنفرة من الحرص والشحّ وبحافز تعظيم حقوق الآخرين؟

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۲۰۲ ح ۲۱۳۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۶۴۲ ح ۸۷۲ كلاهما عن محمّد بن قيس ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۱۴ ح ۲۶ ، روضة الواعظين : ص ۳۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۹ ص ۳ ح ۳ وراجع : الكافي : ج ۳ ص ۷۱ ح ۷ .

2.نضرة النعيم : ج ۳ ص ۶۳۰ نقلاً عن مدارج السالكين لابن القيّم ، بتصرّف.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
104

مَن دَعا لِأَخيهِ في ظَهرِ الغَيبِ ناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ الدُّنيا : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ مِئَةُ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعَوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ الثّانِيَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ مِئَتا ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعَوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ الثّالِثَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ ثَلاثُمِئَةِ ضِعفٍ مِمّا دَعَوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ الرّابِعَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ أربَعُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ الخامِسَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ خَمسُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ السّادِسَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ سِتُّمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ ، وناداهُ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ السّابِعَةِ : يا عَبدَ اللّهِ ، ولَكَ سَبعُمِئَةِ ألفِ ضِعفٍ مِمّا سَأَلتَ ، ثُمَّ يُناديهِ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ : أنَا الغَنِيُّ الَّذي لا أفتَقِرُ . يا عَبدَ اللّهِ ، لَكَ ألفُ ألفِ ضِعفٍ مِمّا دَعوتَ .
فَأَيُّ الخَطَرَينِ أكبَرُ يَابنَ أخي مَا اختَرتُهُ أنَا لِنَفسي أو ما تَأمُرُني بِهِ ؟ ۱

د ـ الإيثار في السؤال

من ضروب الإيثار الاُخرى التي جاء ذكرها في النصوص الروائية ، هو الإيثار في السؤال ؛ فقد روي عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام ، قوله :
صَلّى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِأَصحابِهِ الفَجرَ ، ثُمَّ جَلَسَ مَعَهُم يُحَدِّثُهُم حَتّى طَلَعَتِ الشَّمسُ ، فَجَعَلَ يَقومُ الرَّجُلُ بَعدَ الرَّجُلِ حَتّى لَم يَبقَ مَعَهُ إلّا رَجُلانِ : أنصارِيٌّ وثَقَفِيٌّ ، فَقالَ لَهُما رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَد عَلِمتُ أنَّ لَكُما حاجَةً تُريدانِ أن تَسأَلاني عَنها ، فَإِن شِئتُما أخبَرتُكُما بِحاجَتِكُما قَبلَ أن تَسأَلاني وإن شِئتُما فَاسأَلاني .
قالا : بَل تُخبِرُنا يا رَسولَ اللّهِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أجلى لِلعَمى وأَبعَدُ مِنَ الاِرتِيابِ وأَثبَتُ لِلإِيمانِ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أمّا أنتَ يا أخَا الأَنصارِ فَإِنَّكَ مِن قَومٍ يُؤثِرونَ عَلى أنفُسِهِم وأَنتَ قَرَويٌّ وهذَا الثَّقَفِيُّ بَدَوِيٌّ أفَتُؤثِرُهُ بِالمَسأَلَةِ؟

1.عدّة الداعي : ص ۱۷۱ ، الاُصول الستّة عشر : ص ۱۸۹ ح ۱۵۵ ، الدعوات : ص ۲۸۹ ح ۳۰ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۹۰ و راجع : هذه الموسوعة: ص ۳۹۵ ح ۷۰۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 294836
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي