109
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

الممارسة لا يتحقّق مفهوم «تقديم الآخر» ، فلو وهب الإنسان إنسانا آخر شيئا هو بحاجة إليه لكن بدافع غير إلهي فسيكون في الواقع كمن قدّم ذلك الشيء إلى نفسه ، إذ هو في حقيقة الأمر قد استجاب إلى دافعه النفسي ، وإنّ أنانيته هي التي دفعت به إلى هذه الممارسة ، وهي الحافز الكامن وراءه .

ب ـ الحبّ

يتمثّل الأدب الثاني للإيثار بوجود حبّ تشدّه بما يؤثر به ۱ ، وإلّا فمع غياب هذه الصلة لا معنى لـ «تقديم الآخرين» ولن يتحقّق هذا المعنى في واقع مثل هذه الممارسة ، وهذا الأدب هو ممّا يمكن استنباطه من تعريف الإيثار أيضا .

ج ـ تقديم الأقرباء

من الآداب الاُخرى للإيثار تقديم الأقرباء ومن يجب على الإنسان النهوض بنفقتهم شرعا ويتحتّم عليه تأمين احتياجاتهم الحيويّة ۲ ، هذا الأدب يمكن أن نستخرجه من تعريف الإيثار أيضا ، وبالتحديد عبر إضافة قيد «بحقّه» إليه ؛ ذلك أنّ تقديم الآخرين على «الأقرباء» لا يصحّ عقلاً ولا شرعا .

د ـ تقديم أهل الإيمان

من الآداب الاُخرى التي تؤطّر هذه الخصلة الكريمة ، هي تقديم أهل الإيمان ، وإلّا فإنّ تقديم الآخرين بلا قيد الإيمان لا يعدّ «حقّا» ، كما جاء ذلك عن الإمام عليّ عليه السلام في قوله :
عامِل سائِرَ النّاسِ بِالإِنصافِ ، وعامِلِ المُؤمِنينَ بِالإِيثارِ. ۳

1.راجع : ص ۱۳۰ (حبّ المؤثَر به).

2.راجع : ص ۱۳۱ (البدء بالعيال).

3.راجع : ص ۱۳۲ ح ۶۰.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
108

النتائج الموضوعية التي يحقّقها في الواقع الخارجي متمثّلة باجتناب مناشئ الفساد الاجتماعي واستئصالها ، ومن ثَمّ تأمين المنافع المادّية والمعنوية للمجتمع الإنساني .
لقد أوجز القرآن الكريم في خاتمة آية الإيثار ، البركات الفردية والاجتماعية لهذه الخصلة الكريمة في جملة واحدة ، وهو يسجّل :
«وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » . ۱
فإذن يبرز «الفلاح» في طليعة بركات الإيثار ويأتي في عداد أهمّ المنافع المترتّبة على مواجهة الأثرة والأنانية والشحّ ؛ والفلاح في حقيقته عبارة عن الظفر وإدراك جميع المبتغيات الحقيقية الفردية والاجتماعية . ۲

5 . آداب الإيثار

ذكرنا في تعريف الإيثار أنّ هذه الخصلة الكريمة تعني : «تقديم الشيء بحقّه» ؛ وهذا التعريف يستبطن في محتواه جميع مبادئ آداب الإيثار التي سيأتي ذكرها في الفصل الرابع ، وبهذا يتّضح أنّ رعاية هذه الآداب والالتزام بها ، هو الشرط اللازم لتحقّق مفهوم الإيثار بوصفه قيمة أخلاقية مهمّة .
واُصول هذه الآداب ، هي :

أ ـ الإخلاص

الأدب الأوّل الذي يؤطّر الإيثار هو الإخلاص ۳ ، فمع غياب الإخلاص عن هذه

1.الحشر : ۹.

2.الفلاح : الظفر وإدراك بُغية ، وذلك ضربان : دنيوي واُخروي (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۴۴ «فلح»).

3.راجع : ص ۱۲۹ (الإخلاص).

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 294856
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي