137
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

الصُّبحِ ، وهَجَمَ المُشرِكونَ عَلَيهِ لِلقَتلِ ، فَأَلقَى اللّهُ تَعالى في قُلوبِهِم ـ لِما أرادَهُ مِن حَياتِهِ ـ أن يوقِظوهُ مِن نَومِهِ ، فَقالوا : نُنَبِّهُهُ لِيَرى أنّا ظَفِرنا بِهِ قَبلَ قَتلِهِ ، فَلَمّا فَعَلوا ذلِكَ ، وَثَبَ إلَيهِم أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وفي يَدِهِ سَيفُهُ ، فَتَوَلَّوا عَنهُ هارِبينَ .
فَقالَ لَهُم أميرُ المُؤمنِينَ عليه السلام : دَخَلتُم وأنَا نائِمٌ ، فَادخُلوا وأنَا مُنتَبِهٌ .
فَقالوا : لا حاجَةَ لَنا فيكَ يَابنَ أبي طالِبٍ . ۱

۶۷.مسند ابن حنبل عن ابن عبّاسـ في بَيانِ فَضائِلِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ :شَرى عَلِيٌّ عليه السلام نَفسَهُ ؛ لَبِسَ ثَوبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ثُمَّ نامَ مَكانَهُ . ۲

۶۸.اُسد الغابة عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي المفسّر :رَأَيتُ في بَعضِ الكُتُبِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا أرادَ الهِجرَةَ خَلَّفَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام بِمَكَّةَ لِقَضاءِ دُيونِهِ ورَدِّ الوَدائِعِ الَّتي كانَتِ عندَهُ ، وأمَرَهُ لَيلَةَ خَرَجَ إلَى الغارِ وقَد أحاطَ المُشرِكونَ بِالدّارِ أن يَنامَ عَلى فِراشِهِ ، وقالَ لَهُ : اِتَّشِح بِبُردِيَ الحَضرَمِيِّ الأَخضَرِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَخلُصُ إلَيكَ ۳ مِنهُم مَكروهٌ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . فَفَعَلَ ذلِكَ .
فَأَوحَى اللّهُ إلى جِبريلَ وميكائيلَ عليهماالسلام : إنّي آخَيتُ بَينَكُما وجَعَلتُ عُمُرَ أحدِكُما أطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ ، فَأَيُّكُما يُؤثِرُ صاحِبَهُ بِالحَياةِ ؟ فَاختارا ـ كِلاهُما ـ الحَياةَ . فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِما : أفَلا كُنتُما مِثلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؟! آخَيتُ بَينَهُ وَبينَ نَبِيّي مُحَمَّدٍ ، فَباتَ عَلى فِراشِهِ يَفديهِ بِنَفسِهِ ويُؤثِرُهُ بِالحَياةِ! اِهبِطا إلَى الأَرضِ فَاحفَظاهُ مِن عَدُوِّهِ .

1.كنزالفوائد : ج ۲ ص ۵۵ .

2.مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۷۰۹ ح ۳۰۶۲ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۵ ح ۴۲۶۳ ،خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص ۷۲ ح ۲۳ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۰۱ ح ۲۹۳ ، العمدة : ص ۸۶ ح ۱۰۲ ،بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۴۱ ح ۴ .

3.خَلَص إليه : وصل (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۰۱ «خلص») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
136

فَوَقى بِهِم أصحابَهُ حَرَّ السُّيوفِ وَالأَسِنَّةِ ، فَقُتِلَ عُبَيدَةُ بنُ الحارِثِ يَومَ بَدرٍ ، وقُتِلَ حَمزَةُ يَومَ اُحُدٍ ، وقُتِلَ جَعفَرٌ يَومَ مُؤتَةَ . ۱

5 / 2

إيثارُ أهلِ البَيتِ

أ ـ إيثارٌ يُباهي بِهِ اللّهُ عز و جل

الكتاب

«وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ» . ۲

الحديث

۶۶.الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا باتَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى الفِراشِ أوحَى اللّهُ تَعالى إلى مَلَكَينِ مِن مَلائِكَتِهِ لَم يَكُن فِي المَلائِكَةِ أشَدُّ ائتِلافا ومُؤاخاةً مِنهُما ، فَقالَ : إنّي مُميتٌ أحدَكُما فَاختارا . قالَ : فَتَدافَعَا المَوتَ بَينَهُما ، وآثَرَ كُلُّ واحِدٍ مَنهُمَا البَقاءَ .
فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلَيهِما : أينَ أنتُما عَن عَبدِي هذَا الرّاضي بِالمَوتِ ، البائِتِ عَلى فِراشِ ابنِ عَمِّهِ يَقيهِ الرَّدى بِنَفسِهِ ؟! أما إنّي قَد عَلِمتُ مِن سَريرَتِهِ أنَّ تَلَفَ نَفسِهِ أحَبُّ إلَيهِ مِن أن تُؤخَذَ شَعرَةٌ مِن شَعرِ ابنِ عَمِّهِ! اِنزِلا إلَيهِ فَاحفَظاهُ وَاكلَاهُ ۳ إلَى الصُّبحِ .
فَلَم تَزَل عَينُ المُشرِكينَ تَلحَظُهُ ، وَالمَلائِكَةُ الكِرامُ تَحفَظُهُ إلى أن كانَ وَقتُ

1.نهج البلاغة : الكتاب ۹ ، وقعة صفّين : ص۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۱۱۵ ؛ جواهر المطالب : ج ۱ ص ۳۶۰ .

2.البقرة : ۲۰۷ .

3.يقال : كلأه اللّه ُ كِلاءةً : أي حفِظه وحرسه (الصحاح : ج ۱ ص ۶۹ «كلأ») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292433
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي