147
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

فَقالَ : إنَّ اللّهَ تَعالى تَعَجَّبَ مِمّا فَعَلتَ البارِحَةَ ، مِن إطفاءِ السِّراجِ وَالاِمتِناعِ مِنَ الأَكلِ لِلضَّيفِ .
فَقالَ : مَن أخبَرَكَ بِهذا؟
فَقالَ : جَبرَئيلُ ، وأتى بِهذِهِ الآيَةِ في شَأنِكَ : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ» الآيةَ . ۱

۸۱.المناقب لابن شهرآشوب عن محمّد بن الصمّة عن أبيه عن عمّه :رَأَيتُ فِي المَدينَةِ رَجُلاً عَلى ظَهرِهِ قِربَةٌ وفي يَدِهِ صَحفَةٌ ۲ ، يَقولُ : اللّهُمَّ وَلِيَّ المُؤمِنينَ وإلهَ المُؤمِنينَ وجارَ المُؤمِنينَ ، اقبَل قُربانِيَ اللَّيلَةَ ، فَما أمسَيتُ أملِكُ سِوى ما في صَحفَتي وغَيرَ ما يُواريني ، فَإِنَّكَ تَعلَمُ أ نّي مَنَعتَهُ نَفسي مَعَ شِدَّةِ سَغَبي في طَلَبِ القُربَةِ إلَيكَ غُنما ، اللّهُمَّ فَلا تُخلِق وَجهي ولا تَرُدَّ دَعوَتي .
فَأَتَيتُهُ حَتّى عَرَفتُهُ فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَأَتى رَجُلاً فَأَطعَمَهُ . ۳

۸۲.الإمام الباقر عليه السلام :اُوتِيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِمالٍ وحُلَلٍ وأصحابُهُ حَولَهُ جُلوسٌ ، فَقَسَّمَهُ عَلَيهِم حَتّى لَم تَبقَ مِنهُ حُلَّةٌ ولا دينارٌ ، فَلَمّا فَرَغَ مِنهُ جاءَ رَجُلٌ مِن فُقَراءِ المُهاجِرينَ وكانَ غائِبا ، فَلَمّا رَآهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، قالَ : أيُّكُم يُعطي هذا نَصيبَهُ ويُؤثِرُهُ عَلى نَفسِهِ ؟ فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَقالَ : نَصيبي . فَأَعطاهُ إيّاهُ .
فَأَخَذَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَعطاهُ الرَّجُلَ . ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، إنَّ اللّهَ جَعَلَكَ سَبّاقا لِلخَيراتِ ، سَخّاءً بِنَفسِكَ عَنِ المالِ ، أنتَ يَعسوبُ المُؤمِنينَ ، وَالمالُ يَعسوبُ الظَّلَمَةِ ، وَالظَّلَمَةُ هُمُ الَّذينَ يَحسُدونَكَ ويَبغونَ عَلَيكَ ويَمنَعونَكَ حَقَّكَ بَعدي . ۴

1.مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۲۱۶ ح ۸۰۷۵ نقلاً عن أبي الفتوح الرازي في تفسيره .

2.الصَّحفة : كالقصعة ، والجمع صِحاف . قال الكسائي : ... الصَّحفة تُشبِع الخمسة (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۴ «صحف»).

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۲ ص ۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۲۹ ح ۱ .

4.تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۷۹ ح ۶ عن جابر بن يزيد ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۶۰ ح ۳ وراجع : نهج البلاغة : الحكمة ۳۱۶ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
146

قال : مَسجِدٌ ظَهرانَي قومٍ لا يُصَلّونَ فيهِ ، وقُرآنٌ في أيدي قَومٍ لا يَقرَؤونَ فيهِ ، وعالِمٌ بَينَ قَومٍ لا يَعرِفونَ حالَهُ ولا يَتَفَقَّدونَهُ ، وأسيرٌ في بِلادِ الرّومِ بَينَ الكُفّارِ لا يَعرِفونَ اللّهَ .
ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله : مَنِ الَّذي يَكفي مَؤونَةَ هذَا الرَّجُلِ ؛ فيُبَوِّئَهُ اللّهُ فِي الفِردَوسِ الأَعلى؟
فَقامَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وأخَذَ بِيَدِ السّائِلِ ، وأتى بِهِ إلى حُجرَةِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَقالَ : يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ ، انظُري في أمرِ هذَا الضَّيفِ!
فَقالَت فاطِمَةُ عليهاالسلام : يَا ابنَ العَمِّ ، لَم يَكُن فِي البَيتِ إلّا قَليلٌ مِنَ البُرِّ صَنَعتُ مِنهُ طَعاماً ، وَالأَطفالُ مُحتاجونَ إلَيهِ وأنتَ صائِمٌ ، وَالطَّعامُ قَليلٌ لا يُغني غَيرَ واحِدٍ .
فَقالَ : أحضِريهِ . فَذَهَبَت وأتَت بِالطَّعامِ ووَضَعَتهُ ، فَنَظَرَ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَرَآهُ قَليلاً ، فَقالَ في نَفسِهِ : لا يَنبَغي أن آكُلَ مِن هذَا الطَّعامِ ، فَإِن أكَلتُهُ لا يَكفِي الضَّيفَ ، فَمَدَّ يَدَهُ إلَى السِّراجِ يُريدُ أن يُصلِحَهُ فَأَطفَأَهُ ، وقالَ لِسَيِّدَةِ النِّساءِ عليهاالسلام : تَعَلَّلي في إيقادِهِ ، حَتّى يُحسِنَ الضَّيفُ أكلَهُ ثُمَّ اِيتيني بِهِ .
وكانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يُحَرِّكُ فَمَهُ المُبارَكَ ، يُرِي الضَّيفَ أنَّهُ يَأكُلُ ولا يَأكُلُ ، إلى أن فَرَغَ الضَّيفُ مِن أكلِهِ وشَبِعَ ، وأتَت خَيرُ النِّساِء عليهاالسلام بِالسِّراجِ ووَضَعَتهُ ، وكانَ الطَّعامُ بِحالِهِ .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام لِضَيفِهِ : لِمَ ما أكَلتَ الطَّعامَ؟
فَقالَ : يا أبَا الحَسَنِ أكَلتُ الطَّعامَ وشَبِعتُ ، ولكِنَّ اللّهَ تَعالى بارَكَ فيهِ .
ثُمَّ أكَلَ مِنَ الطَّعامِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وسَيِّدَةُ النِّساءِ وَالحَسَنانِ عليهم السلام وأعطَوا مِنهُ جيرانَهُم ، وذلِكَ مِمّا بارَكَ اللّهُ تَعالى فيهِ . فَلَمّا أصبَحَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام أتى إلى مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، كَيفَ كُنتَ مَعَ الضَّيفِ؟
فَقالَ : بِحَمدِ اللّهِ ـ يا رَسولَ اللّهِ ـ بِخَيرٍ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292535
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي