ثانياً : الحاجة العصرية
يتطلّع العالم اليوم إلى الإسلام الأصيل أكثر من أيّ وقت مضى ، ويتوق إلى معرفة تعاليم القرآن والسنّة النبوية ، ويرمي ببصره شوقاً إلى كلام أهل البيت وتعاليمهم الوضّاءة على الصُعد العقيدية والتربوية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية . ليست الحوزات العلمية وحدها ، وليس الباحثون المسلمون فحسب ، بل يتطلّع الدارسون في العالم كافّة وفي مختلف العلوم وفي كلّ المجالات التي للإسلام فيها رؤية خاصّة للتعرّف على نصوص النبيّ وأهل البيت عليهم السلام ، مع غض النظر عن الرُّؤى والاجتهادات المختلفة .
في الواقع المعاصر يتطلّع الناس من مختلف طبقات المجتمع إلى معرفة ما يقدّمه لهم هذا الدين ـ الذي يعتقدون أنه منهاج لتكامل الإنسانية مادّياً ومعنوياً الى يوم القيامة ـ من تعاليم ليعيشوا حياة أفضل .
ثالثاً : ما ينطوي عليه الحديث من قابليات
من له دراية بأحاديث أئمّة أهل البيت عليهم السلام ونصوصهم الغنيّة العميقة في مختلف العلوم الإسلامية ، يعرف جيّدا بأنّ الحديث إلى جوار القرآن ينطوي على التأهيل اللازم لإشباع المتطلّبات المعنوية للإنسانية ، وله قابلية الاستجابة لتلك الاحتياجات في مختلف العصور ، لكن بشرط أن ينهض بالمهمّة علماء متخصّصون بالحديث ، يميّزون بين الصحيح والسقيم ، ويمارسون عملية التبيين والتفسير كما ينبغي .
الحديث «اُمّ» العلوم الإسلامية
في جانبٍ من جوانب كلمة سماحة السيّد القائد آية اللّه الخامنئي بمناسبة افتتاح «دار الحديث» ، تمّت الإشارة إلى ما ينطوي عليه الحديث من تأهيل واسع وطاقة مفتوحة لتقديم الإجابة على صعيد مختلف العلوم الإسلامية ؛ فقد جاء في كلمته :