151
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

بحث حول نزول آية الإيثار

«وَ الَّذِينَ تَبَوَّءُ الدَّارَ وَ الْاءِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَ لَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُواْ وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . ۱
تحدّثت النصوص الروائية عن خمسة وجوه بشأن نزول الآية التاسعة من سورة الحشر ، نعرض لها كما يلي :

الوجه الأوّل : إيثار الأنصار

يشير صدر الآية صراحة إلى أنّ الحديث فيها يدور حول إيثار الأنصار ، إذ إنّ المقصود من قوله : «وَ الَّذِينَ تَبَوَّءُ الدَّارَ وَ الْاءِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ» الذي جاء معطوفا على الآية التي سبقتها : «لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ...» ، هم مسلمو المدينة المنوّرة الذين يسمّون بالأنصار ، فهؤلاء هم الذين آثروا المهاجرين على أنفسهم في واقعة تقسيم الغنائم التي حصل عليها المسلمون من يهود بني النضير ، فنزلت الآية بحقّهم تُحسن الثناء عليهم كما جاء في الروايات 84 ـ 86 .

1.الحشر : ۹ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
150

۸۸.صحيح البخاري عن أبي هريرة :إنَّ رَجُلاً أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَبَعَثَ إلى نِسائِهِ ، فَقُلنَ : ما مَعَنا إلَا الماءُ !
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن يَضُمُّ أو يُضيفُ هذا؟
فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ : أنَا .
فَانطَلَقَ بِهِ إلَى امرَأَتِهِ فَقالَ : أكرِمي ضَيفَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَت : ما عِندَنا إلّا قوتُ صِبياني .
فَقالَ : هَيِّئي طَعامَكِ وأصبِحي سِراجَكِ ونَوِّمي صِبيانَكِ إذا أرادوا عَشاءً .
فَهَيَّأَت طَعامَها وأصبَحَت سِراجَها ونَوَّمَت صِبيانَها ، ثُمَّ قامَت كَأَنَّها تُصلِحُ سِراجَها فَأَطفَأَتهُ فَجَعلا يُرِيانِهِ أنَّهُما يَأكُلانِ ، فَباتا طاوِيَينِ .
فَلَمّا أصبَحَ غَدا إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : ضَحِكَ اللّهُ اللَّيلَةَ أو عَجِبَ مِن فَعالِكُما . فَأَنزَلَ اللّهُ : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . ۱

1.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۳۸۲ ح ۳۵۸۷ ، صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۶۲۴ ح ۱۷۲ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۱۴۵ ح ۷۱۷۶ كلاهما نحوه ؛ مجمع البيان : ج ۹ ص ۳۹۱ بزيادة «أمّا الذي رويناه بإسناد صحيح عن أبي هريرة أنّ الذي أضافه ونوّم الصبية وأطفأ السراج عليّ وفاطمة عليهماالسلام» في آخره ،تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۷۲ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292444
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي