153
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

الوجه الرابع : إيثار أحد أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله

جاء في مستدرك الحاكم ، عن ابن عمر :
اُهدِيَ لِرَجُلٍ مِن أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَأسُ شاةٍ ، فَقالَ : إنَّ أخي فُلانا وعِيالَهُ أحوَجُ إلى هذا مِنّا . قالَ : فَبَعَثَ إلَيهِ ، فَلَم يَزَل يَبعَثُ بِهِ واحِدا إلى آخَرَ حَتّى تَداوَلَها سَبعَةُ أبياتٍ حَتّى رَجَعَت إلَى الأَوَّلِ ، فَنَزَلَت : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» إلى آخِرِ الآيَةِ. ۱

الوجه الخامس : إيثار جماعة من شهداء اُحد

كتب مؤلّف تفسير مجمع البيان في بيان شأن نزول الآية ، ما نصّه :
قيل : نزلت في سبعة عطشوا في يوم اُحد فجيء بماء يكفي لأحدهم ، فقال واحد منهم : ناول فلانا حتّى طيف على سبعتهم ، وماتوا ولم يشرب أحد منهم ، فأثنى اللّه سبحانه عليهم . ۲

تحليل الوجوه المذكورة

تنتهي عملية دراسة الوجوه المذكورة حول أسباب نزول آية الإيثار وتحليلها ، إلى أنّ شأن النزول الأصلي الذي يتوافق مع ظاهر القرآن وتدلّ عليه الروايات يتمثّل بإيثار الأنصار في واقعة تقسيم الغنائم التي حصل عليها المسلمون من يهود بني نضير ؛ فقد آثر الأنصار المهاجرين بحصّتهم من تلك الغنيمة وقدّموهم على أنفسهم ، فنزلت الآية تثني عليهم . ولمّا كانت الروايات الدالّة على هذا الوجه

1.المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۵۲۶ ح ۳۷۹۹ ، تفسير الآلوسي : ج ۲۸ ص ۵۳ ، تفسير القرطبي : ج ۱۸ ص ۲۵ ، الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۱۰۷ ؛ مشكاة الأنوار : ص ۳۳۰ ح ۱۰۵۰ عن أنس ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۷۳ وليس فيه الآية الشريفة .

2.مجمع البيان : ج ۹ ص ۳۹۱.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
152

الوجه الثاني : إيثار الإمام عليّ عليه السلام

ثمّ عدد من الروايات التي تحفّ الآية ، تفيد أنّ قوله سبحانه : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» نزلت بحقّ الإمام عليّ عليه السلام ، لكن مع فارق إذ جاء بعضها مطلقا دون أن يبيّن مورد الإيثار ۱ ، وفي بعضها أنّ مورد الإيثار هو كسوة الإمام لرجل اشتكى له عُريه ۲ ، وفي بعضها الآخر أنّ الإمام آثر على نفسه المقداد ابن الأسود فيما مسّه وأهله من حاجة ۳ ، كما أشار بعضها الآخر إلى أنّ شأن نزول الآية هو إيثار الإمام عليه السلام وإطعامه لضيف بعثه إليه النبيّ صلى الله عليه و آله . ۴

الوجه الثالث : إيثار الرجل الأنصاري

جاء في صحيح البخاري أنّ هذه الآية نزلت في رجل من الأنصار أكرم وفادة ضيف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وآثره على نفسه وزوجته وصبيانه ۵ . أمّا ما اسم المضيّف ؟ فقد اختلفت في ذلك المصادر والأخبار ، إذ فيها من ذهب أنّه أبو طلحة الأنصاري ۶ ، وفيها من ذكر أنّه ثابت بن قيس ۷ على حين ذهب صاحب مجمع البيان إلى أنّ المضيّف هو الإمام عليّ عليه السلام ، وأنّه قد وردت في ذلك رواية صحيحة دالّة على هذا المعنى . ۸

1.راجع : ص ۱۴۱ ح ۷۳ .

2.راجع : ص ۱۴۱ ح ۷۴ .

3.راجع : ص ۱۴۲ ح ۷۶.

4.راجع : ص ۱۴۴ ح ۷۸ و ص ۱۴۵ ح ۷۹ و ۸۰ .

5.راجع : ص ۱۵۰ ح ۸۸.

6.تفسير القرطبي : ج ۱۸ ص ۲۵.

7.الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۱۰۲.

8.وأمّا الذي رويناه بإسنادٍ صحيح عن أبي هريرة ، أنّ الذي أضافه ونوّم الصبية وأطفأ السراج عليّ وفاطمة عليهماالسلام(مجمع البيان : ج ۹ ص ۳۹۱).

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292378
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي