155
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

للسيد هاشم الحسيني البحراني (1107 ه) ۱ . والمصدر الذي استند إليه هذان التفسيران ، هو تفسير ابن حجّام ، من مفسّري القرن الرابع ، والذي عدّه النجاشي من الموثّقين جدّا ۲ .
على أنّ هذه الرواية هي ممّا يمكن أن يُعضد بالروايات ۳ التي جاءت بشأن نزول الآية (37) من سورة آل عمران :
«كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ» .
أمّا الرواية الثانية الدالّة على واقعة إيثار الإمام عليّ عليه السلام لضيفه الغريب ، فيلاحظ أنّها تحظى بمقبولية نسبية ، فقد نسبها أبو الفتوح الرازي في تفسيره إلى شقيق بن سلمة وأسند روايتها إلى عبد اللّه بن مسعود ، وهما ثقتان .
ومن القرائن الاُخرى التي تهب الرواية اعتبارا هو نقل صاحب تأويل الآيات الظاهرة لها عن تفسير ابن حجّام ، ونسبتها إلى الصحيح من قبل الطبرسي ؛ ذلك أنّ هذه القرائن تجبُر ضعف طريق الحديث عندما يُضاف إليها نقل الشيخ الطوسي لها في الأمالي ، وأبي جعفر القمّي في «الغايات» ، وزيد الزرّاد في الأصل الحديثي المتبقّي عنه ، وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب . ۴
جدير بالذكر أنّ روايات أهل السنّة تجعل أحد موارد تطبيق هذه الآية رجلاً من

1.تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۷۹ ح ۵ ، البرهان في تفسير القرآن : ج ۵ ص ۳۴۱ ح ۱۰۶۲۸ وراجع : تفسير نور الثقلين : ج ۱ ص ۳۳۳ ح ۱۱۷ وتفسير الصافي : ج ۵ ص ۱۵۷ .

2.رجال النجاشي : ج ۲ ص ۲۹۵ الرقم ۱۰۳۱ .

3.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۷۱ ح ۴۱ ، تفسير فرات : ص ۸۳ ح ۶۰ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۷ ،المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۲۰۲ ح ۱۲۴ ؛ ذخائر العقبى : ص ۹۲ .

4.راجع : تفسير أبي الفتوح الرازي : ج ۱۹ ص ۱۲۳ و تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۷۸ ح ۴ ومجمع البيان : ج ۹ ص ۳۹۱ والأمالي للطوسي : ص ۱۸۵ ح ۳۰۹ وجامع الأحاديث للقمّي (الغايات) : ص ۱۹۵ والاُصول الستّة عشر : ص ۱۲۸ ح ۲۰ والمناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۷۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
154

متّسقة مع ظاهر آية الإيثار ومنسجمة معه ، فقد مالت غالبية المفسّرين إليه وتبنّته .
على هذا الضوء ينبغي القول أنّ الروايات التي لها دلالة على بقيّة الوجوه المشار لها آنفا ، إنّما هي بصدد تطبيق خاتمة الآية على الموارد المذكورة من باب الجري . أمّا إذا أردنا تطبيق جملة : «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» على فرد خاصّ كما لاحظنا ذلك في عدد من الروايات السابقة ، فلا ريب في أنّ الإمام عليّا عليه السلام هو «سيّد المؤثِرين» . وعندئذٍ فلا مانع من أن نقول أنّ جبرئيل قد طبّق خاتمة آية الإيثار على جميع موارد إيثار الإمام وبقيّة موارد الإيثار الكبرى ووقائعها ، وأنّ المقصود من نزول الآية في هذه الموارد هو الجري والتطبيق بواسطة جبرئيل عليه السلام .
على أنّ الحريّ بالانتباه هو الضعف الذي يشوب إسناد الروايات الدالّة على هذه الوجوه ، إذ هي لا تحظى بالقوّة والاعتبار الكافيين ما خلا بعض الروايات ذات الصلة بإيثار الإمام عليّ عليه السلام . وبديهي أنّ ضعف السند ليس بمعنى أنّ هذه الروايات موضوعة ، ومن ثَمّ فلا يعني ردّها .

تحليل سند الروايات

تحظى الرواية الدالّة على إيثار الإمام عليّ عليه السلام المقداد بن الأسود ، بسند معتبر . فجميع الرجال الواقعين في السند موثّقون ما خلا كليب بن معاوية الأسدي ، على أنّ كليبا نفسه هو ممّن ترحّم عليه الإمام الصادق عليه السلام ۱ . ثُمَّ إنّ هذا الحديث جاء ذكره في كتاب تأويل الآيات الظاهرة للسيّد شرف الدين عليّ الحسيني الأسترابادي من كبار علماء الشيعة في القرن العاشر الهجري ، كما جاء ذكره أيضا في تفسير البرهان

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۳۱ ح ۶۲۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292473
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي