165
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

واحدٌ ... ونَحنُ عِندَنا مِنَ الاِسمِ الأَعظَمِ اثنانِ وسَبعونَ ، وحرفٌ واحِدٌ عِندَ اللّهِ تَعالَى استَأثَرَ بِهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَهُ. ۱
كما يدخل في عداد الاستئثار الممدوح ما يخصّ به الإنسان نفسه أو ذويه وقرابته من أمواله الشخصية ، على ما مرّت إليه الإشارة في آداب الإيثار . ۲
على نحو عامّ يمكن الخروج بقاعدة كلّية تفيد بأ نّه كلّما كان اختصاص الإنسان نفسه أو ذويه خاضعا لمعيار الحقّ وقائما على أساس موازين الحكمة والعقل ، فإنّ مثل هذا الاستئثار يعدّ استئثارا محمودا .

ب ـ الاستئثار المذموم

هو عبارة عن اختصاص الإنسان نفسه وذويه وقرابته وانفراده باُمور تأتي مخالفة لموازين المنطق والعقل والفطرة ، وهذا الضرب من الاستئثار ينقسم بدوره إلى قسمين ، هما :
الأوّل : الاستئثار الذي لا يعدّ تجاوزا على حقوق الآخرين ، وإنّما يتمثّل في أنّه ممارسة مناهضة للإيثار كقيمة أخلاقية وحسب .
الثّاني : الاستئثار الذي يتخطّى حدود مناهضة الدائرة الأخلاقية ، ليمثّل بالإضافة إلى ذلك تجاوزا على حقوق الآخرين .
تتركّز أحاديث هذا القسم ورواياته على الاستئثار المذموم ، وإنّ أغلبها ينصبّ على النوع الثاني منه الذي يعني اختصاص النفس والقرابة المقترن بالتجاوز على حقوق الآخرين ، على هذا الضوء يتركّز ما سنذكره عن الاستئثار فيما بعد ، على الاستئثار المذموم ، وبخاصّة القسم الثاني منه .

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۳۰ ح ۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۴۰۳ كلاهما عن جابر ، دلائل الإمامة : ص ۴۱۴ ح ۳۷۷ ، إثبات الوصيّة : ص ۲۵۴ نحوه وكلاهما عن النوفلي ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۱۱۳ ح ۵ .

2.راجع : ص ۱۰۹ (تقديم الأقرباء) وص ۱۳۱ (البدء بالعيال) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
164

عَلَيكُم فَيُفَضَّلُ غَيرُكُم في نَصيبِهِ مِنَ الفَيءِ. وَالاستِئثارُ : الاِنفِرادُ بِالشَّيءِ. ۱

الاستئثار في الحديث

لم ينحت الحديث الإسلامي مجالاً استعماليا جديدا لمفردة الاستئثار ، بل دأب على استعمالها في معناها اللغوي نفسه .
نعرض فيما يلي خلاصة مكثّفة وممنهجة للعناوين الأساسية التي ورد فيها الحديث عن هذا الموضوع الأخلاقي ذي البُعدين السياسي والاجتماعي ، ممّا جاء عن المعصومين عليهم السلام ، ويأتي ذكره تفصيلاً في الفصول الآتية :

1 . أنواع الاستئثار

ينقسم الاستئثار من منظور الأحاديث الإسلامية ، إلى قسمين :
أ ـ الاستئثار المحمود .
ب ـ الاستئثار المذموم .

أ ـ الاستئثار المحمود

هو عبارة عن الانفراد بالشيء على أساس الحقّ والحكمة ، كاستئثار اللّه سبحانه بعض العلوم لذاته ، على ما جاء في النصّ التالي المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام :
إنَّ لِلّهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ عِلمَينِ : عِلما أظهَرَ عَلَيهِ مَلائِكَتَهُ وأنبِياءَهُ ورُسُلَهُ ... وعِلما استَأثَرَ بِهِ . ۲
عن هذا الضرب من الاستئثار المحمود قال الإمام الصادق عليه السلام ، أيضا :
إنَّ اسمَ اللّهِ الأَعظَمَ عَلى ثَلاثَةٍ وسَبعينَ حَرفا ، وإنَّما كانَ عِندَ آصِفَ مِنها حَرفٌ

1.النهاية : ج ۱ ص ۲۲ «أثر» .

2.الكافي : ج ۱ ص ۲۵۵ ح ۱ ، الاختصاص : ص ۳۱۳ ، بصائر الدرجات : ص ۳۹۴ ح ۱۰ كلّها عن سماعة ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۹۳ ح ۲۳.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292423
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي