القرآن والحديث . من الثابت أنّ النصوص الإسلامية استخدمت هذه الكلمة بمعناها اللغوي ، بيد أنّ القرآن غالبا ما استعملها للدلالة على بلوغ الوقت والمدّة المضروبة ، كما أنّ استعمالها في الحياة والموت ۱ للدلالة على مدّة العمر وحلول الأجل ۲ هو أمر شائع في الروايات الإسلامية .
ما تبتغيه نصوص هذا القسم هو تبيين الأجل ، بمعنى خضوع نظام التكوين إلى مدّة مضروبة وإلى كتاب محدّد من منظور القرآن والحديث . فما يسترعي الانتباه في هذين المصدرين الأساسيين للمعرفة ، هو دلالتهما على الأمرين التاليين بهذا الشأن :
1 . الأجل في نظام التكوين
من منظور القرآن والحديث ما من شيء في نظام الخليقة والتكوين إلّا وله أجل محدّد ومدّة مضروبة ، وبتعبير الإمام عليّ عليه السلام :
إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ مُدَّةً وأجَلاً. ۳
الأجل ظاهرة تحوي كلّ شيء وتمتدّ لتشمل : السماوات والأرض وما بينهما ۴ ، والناس جميعا ۵ ، والاُمم والمجتمعات الإنسانية ۶ ، وحتّى الملائكة ۷ . الشيء الوحيد الذي يشذّ عن هذه الظاهرة وتعجز عن احتوائه هو خالق الوجود الذي لا أجل له ،
1.كما في النبويّ الشريف : «مَن عَدَّ غَدا مِن أجَلِهِ فَقَد أساءَ صُحبَةَ المَوتِ» (كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۱۳۹ ح ۳۸۲).
2.كما في العلوي الشريف : «بادِروا العَمَلَ وخافوا بَغَتةَ الأَجَلِ» (نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۴).
3.راجع : ص ۲۳۰ ح ۱۶۶.
4.راجع : ص ۲۲۹ (لكلّ شيء أجل مكتوب) .
5.راجع : ص ۲۳۱ (لكلّ إنسان أجل).
6.راجع : ص ۲۳۱ (لكلّ اُمّة أجل).
7.راجع : بحار الأنوار : ج ۶ ص ۳۱۶ باب ۲.