33
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

في حجّة الوداع على ما رواه الشيخ الكليني :
يا أيُّهَا النّاسُ ، وَاللّهِ ، ما مِن شَيءٍ يُقَرِّبُكُم مِنَ الجَنَّةِ ويُباعِدُكُم مِنَ النّارِ إلّا وقَد أمَرتُكُم بِهِ ، وما مِن شَيءٍ يُقَرِّبُكُم مِنَ النّارِ ويُباعِدُكُم مِنَ الجَنَّةِ إلّا وقَد نَهَيتُكُم عَنهُ. ۱
وبناءً على ما مرّ ، تتحوّل عملية معرفة الحديث وفقهه ومعرفة السنّة النبوية ووعيها إلى ضرورة قطعية لا مناص عنها للمسلمين كافّة ، وبخاصّةٍ لمن يروم من الباحثين أن يستنبط من الكتاب والسنّة مناهج الإسلام وبرامجه الفاعلة في المجالات العقيدية والأخلاقية والعملية ، ويعرضها للمجتمع في مختلف الأزمان والعصور .
وفي هذا السياق انبثقت مبادرة موسوعة معارف الكتاب والسنّة لتمثّل جهداً متواضعاً ، وخطوة عريضة باتّجاه إزالة ما شاب السنّة على مرّ العصور ، والكشف عن وجهها الوضّاء ، ولتمهّد السبيل لتعاطي الجميع تعاليم الإسلام وتوجيهاته البنّاءة ولا سيّما الباحثين والدارسين ؛ كما انطلقت هذه الموسوعة أيضاً لتسهم في إشاعة الثقافة الإسلامية الأصيلة التي ترتكز على التعاليم الحقّة للقرآن والحديث .
وقبل الدخول في خضمّ الموسوعة نشير إشارة مقتضبة للأمور التالية :
1 . منزلة القرآن في مجال المعارف الدينية .
2 . منزلة السنة في مجال المعارف الدينية .
3 . مقوِّمات معرفة الحديث .
4 . مراحل التحقيق والتدوين .

1.الكافي : ج ۲ ص ۷۴ ح ۲ ، المحاسن : ج ۱ ص ۴۳۳ ح ۱۰۰۳ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۹۶ ح ۳ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۱۲۹ ح ۳۱ عن ابن مسعود .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
32

اِعلَموا ـ عِبادَ اللّهِ ـ أنَّ المُتَّقينَ ذَهَبوا بِعاجِلِ الدُّنيا وآجِلِ الآخِرَةِ ، فَشارَكوا أهلَ الدُّنيا في دُنياهُم ، ولَم يُشارِكهُم أهلُ الدُّنيا في آخِرَتِهِم ، سَكَنُوا الدُّنيا بِأَفضَلِ ما سُكِنَت ، وأكَلوها بِأَفضَلِ ما اُكِلَت ، فَحَظوا مِنَ الدُّنيا بِما حَظِيَ بِهِ المُترَفونَ ، وأخَذوا مِنها ما أخَذَهُ الجَبابِرَةُ المُتَكَبِّرونَ ، ثُمَّ انقَلَبوا عَنها بِالزّادِ المُبَلِّغِ وَالمَتجَرِ الرّابِحِ. ۱
ولا ريب في أنّ لهذا المنهاج الإلهي الشامل المتكامل جذورَه الضاربة في ميزان الحكمة القرآنية والسنّة ، ومن ثَمّ فإنّ اُصول هذا المنهاج ومرتكزاته في الجزء الذي يسمّى «القرآن» وهو من اللّه سبحانه لفظاً ومعنىً ؛ أمّا في نطاق الجزء الذي يطلق عليه «السنّة» فإنّ ألفاظه وإن كانت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، لكن محتواه ـ دون ريب ـ من اللّه سبحانه الذي يقول بشأن نبيّه :
«وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى» . ۲
فبالإضافة إلى مهمّة تبليغ الوحي ، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكلّف ـ بنصّ القرآن ـ بتبيينه أيضاً :
«وَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» . ۳
ولمّا كان صلى الله عليه و آله مصوناً عن الخطأ في تبليغ الوحي وتبيينه عقلاً ونقلاً ، فقد عدَّ القرآن إطاعته إطاعة للّه سبحانه على ما نطق به التنزيل بقوله :
«مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ» . ۴
انطلاقاً من هذا المعنى ، فقد عكف النبيّ صلى الله عليه و آله على بيان المبادئ الشاملة لمنهاج الحياة السعيدة المثلى خلال مدّة حياته القصيرة الملأى بالعطاء ، حتّى قال في خطبته

1.نهج البلاغة : الكتاب ۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۵۸۱ ح ۷۲۶ . راجع : التنمية الاقتصاديّة في الكتاب والسنّة : ص ۴۹ (القسم الأوّل : أهمّية التقدّم الاقتصادي) .

2.النجم : ۳ و ۴ .

3.النحل : ۴۴ .

4.النساء : ۸۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 328081
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي