37
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

عَلى تُخومِهِ تُخومٌ. لا تُحصى عَجائِبُهُ، ولا تُبلى غَرائِبُهُ. فِيهِ مَصابيحُ الهُدى، و مَنارُ الحِكمَةِ، وَ دَلِيلٌ عَلَى المَعرِفَةِ لِمَن عَرَفَ النَّصَفَةَ . ۱
وفي روايةٍ عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وأعرف الناس بعد النبيّ الأكرم بمعارف القرآن السامية والبنّاءة ، يصف فيها القرآن كالتالي:
ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيهِ الكِتابَ نُوراً لا تُطفَأُ مَصابِيحُهُ، و سِراجاً لا يَخبُو تَوَقُّدُهُ، و بَحراً لا يُدرَكُ قَعرُهُ، و مِنهَاجاً لا يُضِلُّ نَهجُهُ، و شُعاعاً لا يُظلِمُ ضَوءُهُ، و فُرقاناً لا يُخمَدُ بُرهَانُهُ، و تِبيَاناً لا تُهدَمُ أَركانُهُ، و شِفاءً لا تُخشى أَسقامُهُ، وَ عِزّاً لا تُهزَمُ أَنصارُهُ، و حَقّاً لا تُخذَلُ أَعوانُهُ.
فَهُوَ مَعدِنُ الإِيمانِ و بُحبوحَتُهُ، و يَنابِيعُ العِلمِ و بُحورُهُ، و رِياضُ العَدلِ و غُدرَانُهُ، و أثافِيُّ الإِسلامِ و بُنيانُهُ، و أودِيَةُ الحَقِّ و غِيطانُهُ، و بَحرٌ لا يَنزِفُهُ المُستَنزِفونَ، و عُيونٌ لا يُنضِبُهَا الماتِحونَ، و مَناهِلُ لا يَغيضُهَا الوارِدونَ، و مَنازِلُ لا يَضِلُّ نَهجَهَا المُسافِرونَ، و أعلَامٌ لا يَعمى عَنهَا السّائِرونَ، و آكامٌ لا يَجوزُ عَنهَا القاصِدونَ.
جَعَلَهُ اللّهُ رِيّاً لِعَطَشِ العُلَماءِ، و رَبِيعاً لِقُلوبِ الفُقَهاءِ، و مَحاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحاءِ، و دَواءً لَيسَ بَعدَهُ دَاءٌ، و نوراً لَيسَ مَعَهُ ظُلمَةٌ، و حَبلاً وَثيقاً عُروَتُهُ، و مَعقِلًا مَنِيعاً ذِروَتُهُ، و عِزّاً لِمَن تَوَلَّاهُ، و سِلماً لِمَن دَخَلَهُ، و هُدًى لِمَنِ ائتَمَّ بِهِ، و عُذراً لِمَنِ انتَحَلَهُ، و بُرهاناً لِمَن تَكَلَّمَ بِهِ، و شَاهِداً لِمَن خَاصَمَ بِهِ، و فَلجاً لِمَن حَاجَّ بِهِ، و حامِلًا لِمَن حَمَلَهُ، و مَطِيَّةً لِمَن أعمَلَهُ، و آيَةً لِمَن تَوَسَّمَ، و جُنَّةً لِمَنِ استَلأَمَ، و عِلماً لِمَن وَعَى، و حَدِيثاً لِمَن رَوى، و حُكماً لِمَن قَضى. ۲

4. الخلود

إحدى أبرز خصائص القرآن الكريم في روايات أهل البيت عليهم السلام الواردة في خصوص منزلة القرآن هي خلوده وبقاؤه حيّاً ، فجاء في رواية عن الإمام الباقر عليه السلام قوله:
إِنَّ القُرآنَ حَيٌّ لا يَموتُ ، وَ الآيَةَ حَيَّةٌ لا تَموتُ ، فَلَو كَانَتِ الآيَةُ إِذا نَزَلَت فِي الأَقوَامِ

1.النوادر للراوندي : ص ۱۴۳ ح ۱۹۷ عن الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام .

2.نهج البلاغه : الخطبة ۱۹۸، بحارالأنوار : ج ۹۲ ص ۲۱ ح ۲۱.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
36

3 . إنّ المعارف التي فاضت من شفاه النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته لها جذور قرآنية . ۱
4 . القرآن الكريم هو المعيار لمعرفة الصحيح من السقيم من الروايات المروية عن النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ومن هنا فقد سمّاه النبي صلى الله عليه و آله في حديث الثقلين المتواتر ب «الثقل الأكبر» وهو أكبر أمانة لرسالته صلى الله عليه و آله .

2. الصيانة عن التحريف

الخصّيصة الثانية من خصائص القرآن الكريم هي صيانته عن التحريف ، والسلامة من التغيير زيادة أو نقصاً ، لا في زمان خاص بل على مرّ العصور ، وهذا ما شهد به الباري نفسه حيث قال عزّ من قائل:
« إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ » . ۲
بل ويشهد به كذلك تأريخ المسلمين وما بذلوه من جهود في حفظ الكتاب العزيز ، وكتابته ، وقراءته ، وغيرهما من الأدلة الدالة على صيانته عن التحريف .

3. الشموليّة

الخصيصة الثالثة للقرآن الكريم هي الشموليّة ، فالقرآن جامع وشامل - في مجال تبليغ الرسالة - لكلّ ما هو ضروري لهداية الانسان ، ولم يهمل أيّ شيء له صلة بهذا المضمار:
« وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْ ءٍ » . ۳
ومضافاً لتصريح الآيات الكريمة فقد شهد النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام بذلك أيضاً . يقول النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ـ المبعوث بالقرآن ـ في المرويّ عنه، حول شموليّة هذا الكتاب السماويّ:
و هُوَ كِتَابُ تَفصِيلٍ و بَيانٍ و تحصيلٍ، هُوَ الفَصلُ لَيسَ بِالهَزلِ، و لَهُ ظَهرٌ وَ بَطنٌ، فَظَاهِرُهُ حُكمُ اللّهِ، و بَاطِنُهُ عِلمُ اللهِ تَعالى، فَظاهِرُهُ وَثيقٌ، و باطنُهُ عَميقٌ. لَهُ تُخومٌ وَ

1.. راجع : أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة : (القسم الرابع / علم أهل البيت عليهم السلام / الفصل ۱ ـ ۳) .

2.الحجر : ۹.

3.. النحل: ۸۹.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 294769
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي