ماتوامَاتَتِ الآيَهُ لَماتَ القُرآنُ، ولَكِن هِيَ جارِيَةٌ فِيالباقينَ كَما جَرَت فِيالماضِينَ. ۱
كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله:
إنَّ القُرآنَ حَيٌّ لَم يَمُت و إِنَّهُ يَجري كَما يَجرِي اللَّيلُ وَ النَّهارُ وَ كَما تَجرِي الشَّمسُ وَ القَمَرُ، و يَجري عَلى آخِرِنا كَما يَجري عَلى أَوَّلِنا. ۲
وهذا يعني أنّ المعارف التي يقدّمها القرآن في مجال معرفة العالم ومعرفة الإنسان والبرامج التي يطرحها لنيل السعادة هي موافقة للموازين العقليّة وما تفتقر إليه الفطرة البشرية، ولهذا فإنّها لاتختصّ بزمان دون آخر وإنّما هي حيّة وجارية على طول الزمان.
5. الطراوة
من الممكن أن يتّسم شيء ما بالطراوة لفترة معينة ، إلا أنّه يبلى ويفقد طراوته وحلاوته بعد مدّة من الزمن ، أمّا القرآن الكريم فإنّه مضافاً لعدم صيرورته بالياً فإنه باقٍ على طراوته وحلاوته ، وهذا ما جاء في المرويّ عن النبي الأعظم صلى الله عليه و آله :
كَلامُ اللّهِ جَديدٌ غَضٌّ طَرِيٌّ. ۳
وجاء في رواية اُخرى أنّ رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: ما بال القرآن لا يزداد عِندَ النّشر و الدّراسة ۴ إلّا غضاضةً ؟
فأجابه الإمام قائلاً:
لِأَنَّ اللّهَ لَم يُنزِلهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمانٍ وَ لا لِناسٍ دونَ ناسٍ، فَهُوَ في كُلِّ زَمانٍ جَديدٌ، و عِندَ كُلِّ قَومٍ غَضٌّ إِلى يَومِ القِيامَةِ. ۵
1.بحار الأنوار: ج ۳۵ ص ۴۰۳ ح ۲۱ نقلا عن تفسير العياشي .
2.تفسير العياشي : ج ۲ ص ۲۰۳ ح ۶ عن عبد الرحيم القصير ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۴۰۴ ح ۲۱.
3.الطرف لابن طاووس : ص ۱۴۴ عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام، بحار الأنوار: ج ۲۲ ص ۴۷۷ ح ۲۷.
4.. الدّرس (خ.ل).
5.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۸۷ ح ۳۲ عن إبراهيم بن العبّاس عن الإمام الرضا عن أبيه عليهماالسلام ، = الأمالي للطوسي : ص ۵۸۰ ح ۱۲۰۳ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۷۲ كلاهما عن (يعقوب) بن السكيت النحوي عن الإمام الرضا عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۹۲ ص ۱۵ ح ۸ ؛ تاريخ بغداد : ج ۶ ص ۱۱۷ الرقم ۳۱۴۷ عن إبراهيم بن العبّاس عن الإمام الرضا عن أبيه عنه عليهم السلام .