409
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، وبَينَ سَلمان وأبي ذَ رٍّ ، وبَينَ المِقداد وعَمّار ، وتَرَكَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَاغتَمَّ مِن ذلِكَ غَمّاً شَديداً ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، بِأَبي أنتَ واُمّي! لِمَ لا تُؤاخي بَيني وبَينَ أحَدٍ؟
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : وَاللّهِ يا عَلِيُّ ، ما حَبَستُكَ إلّا لِنَفسي ، أما تَرضى أن تَكونَ أخي وأنَا أخوكَ ، وأنتَ أخي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وأنتَ وَصِيّي ووَزيري وخَليفَتي في اُمَّتي ؛ تَقضي دَيني وتُنجِزُ عِداتي وتَتَوَلّى عَلى ۱ غُسلي ولا يَليهِ غَيرُكَ ، وأنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ، إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي ؛ فَاستَبشَرَ أميرُ المُؤمِنينَ بِذلِكَ.
فَكانَ بَعدَ ذلِكَ إذا بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أحَداً مِن أصحابِهِ في غَزاةٍ أو سَرِيَّةٍ يَدفَعُ الرَّجُلُ مِفتاحَ بَيتِهِ إلى أخيهِ فِي الدِّينِ ويَقولُ لَهُ : خُذ ما شِئتَ ، وكُل ما شِئتَ . فَكانوا يَمتَنِعونَ مِن ذلِكَ حَتّى رُبَّما فَسَدَ الطَّعامُ فِي البَيتِ ، فَأَنزَلَ اللّهُ : «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا»۲ يَعني إن حَضَرَ صاحِبُهُ أو لَم يَحضُر إذا مَلَكتُم مَفاتِحَهُ . ۳

۷۵۲.تفسير القمّي :إنَّ الحُكمَ كانَ في أوَّلِ النُّبُوَّةِ أنَّ المَواريثَ كانَت عَلَى الاُخُوَّةِ لا عَلَى الوِلادَةِ ، فَلَمّا هاجَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى المَدينَة آخى بَينَ المُهاجِرينَ وبَينَ الأَنصار ، فَكانَ إذا ماتَ الرَّجُلُ يَرثُهُ أخوهُ فِي الدِّينِ و يَأخُذُ المالَ وكُلَّ ما تَرَكَ لَهُ دونَ وَرَثَتِهِ ، فَلَمّا كانَ بَعدَ بَدر أنزَلَ اللّهُ : «النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَ أَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُواْ إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا» فَنَسَخَت آيَةَ الاُخُوَّةِ بِقَولِهِ : «أُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ» . ۴

1.كلمة «على» ليست في بحار الأنوار ، ولعلّه الأصحّ .

2.النور : ۶۱ .

3.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۱۰۹ ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۴۴۴ ح ۲ .

4.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۳۷ ح ۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
408

۷۴۸.مسند أبي يعلى عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُؤاخي بَينَ الاِثنَينِ مِن أصحابِهِ ، فَيَطولُ عَلى أحَدِهِمَا اللَّيلُ حَتّى يَلقاهُ أخاهُ ، فَيَلقاهُ بِوُدٍّ ولُطفٍ ، فَيَقولُ : كَيفَ كُنتَ بَعدي؟
وأمَّا العامَّةُ فَلَم يَكُن يَأتي عَلى أحَدِهِما ثَلاثٌ لا يَعلَمُ عِلمَ أخيهِ . ۱

۷۴۹.الأمالي للطوسي عن سعد بن حذيفة بن اليمان عن أبيه :آخى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَينَ الأَنصارِ وَالمُهاجِرينَ اُخُوَّةَ الدِّينِ ، وكانَ يُؤاخي بَينَ الرَّجُلِ ونَظيرِهِ ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ : هذا أخي .
قالَ حُذَيفَةُ : فَرَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَيِّدُ المُرسَلينَ ، وإمامُ المُتَّقينَ ، ورَسولُ رَبِّ العالَمينَ ، الَّذي لَيسَ لَهُ فِي الأَنامِ شِبهٌ ولا نَظيرٌ ، وعَلِيُّ بنُ أبيطالِبٍ عليه السلام أخوهُ . ۲

۷۵۰.الطبقات الكبرى عن محمّد بن عمر بن عليّ :لَمّا قَدِمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله آخى بَينَ المُهاجِرينَ بَعضِهِم بِبَعضٍ ۳ ، وآخى بَينَ المُهاجِرين وَالأَنصار . فَلَم تَكُن مُؤاخاةٌ إلّا قَبلَ بَدر ، آخى بَينَهُم عَلَى الحَقِّ وَالمُؤاساةِ ؛ فَآخى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَينَهُ وبَينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام . ۴

۷۵۱.تفسير القمّيـ في قَولِهِ تَعالى :«أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَ اتِكُمْ... لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا»۵ـ :إنَّها نَزَلَت لَمّا هاجَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى المَدينَةِ وآخى بَينَ المُسلِمين مِنَ المُهاجِرين وَالأَنصارِ ، وآخى بَينَ أبي بَكر وعُمَر ، وبَينَ عُثمانَ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوف ، وبَينَ

1.مسند أبي يعلى : ج ۳ ص ۳۴۹ ح ۳۳۲۵ ، مجمع الزوائد : ج ۸ ص ۳۱۸ ح ۱۳۵۹۵ .

2.الأمالي للطوسي : ص ۵۸۷ ح ۱۲۱۵ ، كشف الغمّة : ج ۱ ص ۳۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۳۸ ص ۳۳۳ ح ۵ ؛ المناقب لابن المغازلي : ص ۳۸ ح ۶۰ .

3.في المصدر : «فبعض» ، والصواب ما أثبتناه.

4.الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۲۲ .

5.النور : ۶۱.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292543
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي